لقد خلق الله الإنسان في أحسن صورة، وهناك دقة متناهية في وظائف الجسم المتعددة.
البطن يحتوي على أهم أعضاء الجسم ومنها الامعاء التي هي مغلفة ببطانة لحماية هذه
الامعاء من الجراثيم والتمزق، كما انها تغذيها بالدم والأعصاب، هذه البطانة تسمى
الصفاق، ذلك الغشاء الذي قد يصاب بالتهابات جرثومية، أو مناعية ذاتية أو كيميائية،
وقد تكون الالتهابات سببها خارج البطن أو من داخله.
كما أن هذا الصفاق قد يلتهب في فترة الوليد عندما ينتقل الالتهاب ضمن الرحم عبر
المشيمة إلى الطفل الوليد. أو قد ينتقل من خلال السرة أو نتيجة لتسمم الدم الجرثومي
أو نتيجة لانثقاب الامعاء أو التهاب القولون والامعاء النخري. أو قد يكون وهذا شائع
للأسف نتيجة للتأخر في تشخيص التهاب الزائدة الدودية من قبل بعض الأطباء أو بعض
الآباء حينما يتأخر في احضار طفله إلى المستشفى، كما أن التهاب الصفاق قد يكون
التهاباً حاداً بدائياً أو التهاباً ثانوياً حاداً.
التهاب الصفاق البدئي الحاد
إن التهاب الصفاق البدئي خطير حيث تعود أسبابه إلى الالتهاب الجرثومي للتجويف
الصفاقي، دون أن يكون هناك سبب واضح ضمن البطن، وقد يحدث عند الأطفال ناقصي المناعة
ومن النادر حدوثه عند الأطفال الأصحاء تماماً، تتضمن أنواع الجراثيم التي تم عزلها
مثل المكورات الرئوية والعقديات من المجموعة ء والمكورات المعوية والعنقوديات
والجراثيم المعوية سلبية الفرام وبصورة خاصة منها الاشريكية القولونية والكلبسيلة
الرئوية. تحدث معظم الحالات قبل عمر 6 سنوات تقريباً. كما أن جرثومة الدرن أحد
أسباب التهاب الصفاق.
التظاهرات السريرية:
قد تكون بداية المرض سريعة جداً وتتصف عادة بالحمى والألم البطني الشديد، والإقياء
والاسهال أحياناً. ومن الشائع ايضاً حدوث هبوط الضغط الشرياني مع تسرع في النبض
جنباً إلى جنب مع تنفس سطحي سريع بسبب عدم الارتياح المترافق مع النفس لوجود الألم
في البطن، وعند فحص الطبيب للبطن يجده مضضاً مرتداً أو صلابة فيه مع آلام شديدة
وبسماع أصوات الامعاء باستخدام السماعة تكون في العادة ناقصة أو غائبة نتيجة
لالتهاب الصفاق الذي يشل حركتها.
التشخيص والمعالجة:
يصعب أحياناً التأكد من التشخيص الدقيق، وقد يصعب التفريق بين التهاب الصفاق
والتهاب الزائدة الدودية خاصة عند المرضى الذين لا توجد لديهم قصة إصابتهم بمتلازمة
الكلائية أو التشمع. وفي هذه الحالة يضطر الطبيب لفتح البطن للتأكد من التشخيص
واجراء العملية إذا احتاج المريض لذلك، وفي الفحوصات التي تساعد في التشخيص فحص
الدم والذي يبيّن كثرة الكريات البيضاء مع سيطرة الخلايا عديدة أشكال النوى.
كما ان أشعة البطن توضح توسعاً في الامعاء الدقيقة والغليظة مع زيادة الانفصال
الموجود بين العرى والثانوي لتمسك جدار الأمعاء.
أما حين وجود أمراض أخرى مثل المرض الكلوي أو الكبدي مع وجود السائل في البطن فيمكن
فحص هذا السائل المصاب بالالتهاب والذي يكون مليئاً بالكريات البيضاء والتي يكون
أغلبها 50٪ من الخلايا عديدة أشكال النوى. بالاضافة إلى ارتفاع اللاكتاث وقد يكون
وجود الجراثيم المسببة للمرض في هذا السائل دليلا على حدوث الالتهاب ونوعه.
وعلاج هذا الالتهاب يكون عادة باستخدام المضادات الحيوية المناسبة والتي تقضي على
هذه الجراثيم المسببة ولابد من الاستمرار في العلاج لمدة اسبوعين تقريباً، بعد
التأكد من فاعلية تلك المضادات الحيوية من خلال نتائج المزرعة وحساسية تلك الأدوية.
التهاب الصفاق الثانوي الحاد
هذا الالتهاب يعود غالباً لدخول الجراثيم المعوية لضمن التجويف الصفاقي عبر عيب
نخري في جدار الأمعاء نتيجة للانسداد أو الاحتشاء، أو بعد تمزق خراج في أحد الأحشاء
الواقعة ضمن البطن. ومن الشائع حقاً حدوثه بعد انفجار الزائدة الدودية. تتضمن
الأسباب المعدية المعوية الأخرى.
1- الفتوق المتحجرة.
2- تمزق رتج ميكل.
3- انفتال القسم المتوسط من الأمعاء والانغلاف.
4- المتلازمة الانحلالية اليوريميائية.
5- التقرح الهضمي.
6- مرض الأمعاء الالتهابي.
7- التهاب المرارة النخري.
8- التهاب الامعاء والقولون النخري.
9- الانتقاب الرضي (نتيجة الحوادث وغيرها).
10- ربما يترافق مع العلوص بالعقبي في فترة الوليد.
11- وصول الجراثيم من السبيل التناسلي (عند الإناث بعد البلوغ) إلى التجويف الصفاقي
محدثاً التهاباً بالصفاق.
وبالنسبة للتظاهرات السريرية والعلاج غالباً يكون مشابهاً لما ذكر آنفاً