التصنيفات
العظام | المفاصل | العضلات

علاج التهاب المفاصل بالطب البديل

خلافا للتلف الآلي الذي يسبب التهاب العظم المفصلي، يطرأ تلف المفصل الناجم عن التهاب المفاصل الروماتزمي نتيجة للالتهاب الذي يعزيه الطب التقليدي إلى استجابة مناعية ذاتية. مما يعني أن الجهاز المناعي يسيء التعرف على أحد أجزاء الجسم ويعتبره معتديا دخيلا فيهاجمه.

وبما أن المرض هو عبارة عن التهاب في الواقع، فإنه لا يسبب الألم والتصلب فحسب، بل تصاب المفاصل أيضا بالتورم والاحمرار والحرارة. ولا ينحصر التلف بالمفاصل، بل من شأنه أن يمتد أيضا إلى العينين والرئتين والقلب والكليتين وأجزاء أخرى من الجسم.

تتجلى الأعراض الأولية لالتهاب المفاصل على شكل ألم وتصلب وورم في المفاصل وحولها، وحركة محدودة تدوم لأكثر من أسبوعين. فإن عانيت من هذه الحالات، اعرض نفسك على طبيب مختص.

فثمة كثير من العلاجات الطبية التي تساعد على تخفيف ألم التهاب المفاصل، كالأدوية والجراحة. ولكن هذه العلاجات قد تكون “غير فعالة لا بل ومضرة”.

فالعلاجات الطبية التقليدية تتوجه لأعراض المرض وليس لسببه. وفيما يلي الخطوات التي يوصى بها للعناية المختصة بالتهاب المفاصل وعلاجه.

•    السيطرة على الإجهاد بتقنيات الاسترخاء وتغيير نمط الحياة.
•    اتباع برنامج غذائي كامل واستعمال مكملات غذائية مخصصة لتخفيف ألم التهاب المفاصل، فضلا عن تخفيف الوزن عند الضرورة.
•    كشف حالات التحسس تجاه الطعام وعلاجها لأنها قد تكون مسؤولة عن المرض أو عن تفاقمه.
•    إجراء فحوصات لكشف وعلاج الكائنات الصغرية الفطرية والبكتيرية والفيروسية، كفطور المبيضات، التي قد تتسبب بالمرض أو بتفاقمه.
•    إزالة السموم من الجسم، بما في ذلك المعادن الثقيلة.

وثمة علاجات طبية عديدة ومتنوعة للالتهاب الذي يسببه التهاب المفاصل العظمي والتهاب المفاصل الروماتزمي، ولكن معظمها يقوم على استعمال عقاقير مضادة للالتهاب غير محتوية على الستيروييد، والمعروفة بـ NSAIDS. وتشتمل هذه الأدوية على الأسبيرين، الإبوبروفين، الإندوميثاسين، النابروكسين، وكثير غيرها. وفيما تخفف هذه الأدوية أعراض المرض اليوم، جميعها تؤدي على المدى البعيد إلى تفاقم التهاب المفاصل.

ولحسن الحظ، ثمة كثير من العلاجات البديلة لالتهاب المفاصل بعضها قادر – برأي المعالجين البديلين – ليس لتهدئة الأعراض فحسب، بل وشفائها أيضا بإذن الله.

تحذير: لا تستعمل العلاجات البديلة إلا كجزء من برنامج علاج يقوده ويشرف عليه طبيب مؤهل بالاشتراك مع طبيب بديل مؤهل، كلاهما خبير في العناية بحالتك. استشر طبيبك التقليدي قبل تغيير العلاجات الطبية أو الأدوية التقليدية أو إيقافها، وأبق جميع أطبائك التقليديين و/أو البديلين مطلعين على جميع أنواع العلاج التي تتلقاها.

الغلوتامين Glutamine: إبطال الآثار الجانبية لمسكنات الألم

من شأن الأسبيرين والإبوبروفين والنابروكسين أن تخفف ألم التهاب المفاصل سريعا، ولكنها قد تخدش بالمقابل الجهاز الهضمي مسببة النزف أو الثقوب.

وتعتبر هذه الأدوية المضادة للالتهاب غير المحتوية على الستيروييد (NSAIDs) الأكثر استعمالا لحالات التهاب المفاصل. (إضافة إلى عقاقير NSAIDs غير الموصوفة، تشتمل الأنواع الموصوفة على شكل أقوى من النابروكسين فضلا عن الإندوميثاسين Indomethacin والنابوميتون Nabumetone والديكلوفيناك Diclofenac والأوكسابروزين Oxaprozin).

والأسوأ، خاصة بالنسبة إلى مرضى التهاب المفاصل، هو أن عقاقير NSAIDs تسرع مع الوقت عملية تلف نسيج المفاصل. بعبارة أخرى، من شأنها في الواقع أن تساهم في تفاقم المرض الذي تريد علاجه.

وربما شعرت أنك مضطر لاستعمال عقار NSAID لأنك تشعر بألم شديد من دونه. في هذه الحالة، ثمة طريقة لحماية جهازك المعدي المعوي من آثاره الضارة. جرب استعمال الغلوتامين، وهو حمض أميني. إذ يشكل هذا المغذي الزاد الأساسي لبطانة الأمعاء الدقيقة، حيث تحدث هذه الأدوية أي الـ NSAIDs الضرر الأكبر.

فإن كنت تستعمل NSAIDs بانتظام، امزج 2 إلى 4 غرامات من مسحوق الجلوتامين (حوالي نصف ملعقة صغيرة) في 6 إلى 8 أونصات (170.4 سم3 إلى 227.2 سم3) من الماء المصفى وتناول المزيج قبل 30 دقيقة من جرعة المسكن. استعمل هذه الجرعات العلاجية من الغلوتامين ما دمت تتناول الـ NSAIDs.
إن الغلوتامين خال تماما من السمية حتى 60 غراما في اليوم.

سولفات الغلوكوزامين Glucosamine Sulfate: يوقف ألم التهاب العظم المفصلي

من شأن بعض أدوية الالتهاب غير المحتوية على الستيروييد، كالإبوبروفين والأسبيرين والإندوميثاسين، أن تؤدي إلى تفاقم تلف المفصل أو تسريعه وذلك عبر منع تكون نسيج رابط جديد وصحي.

غير أن بعض الدراسات تشير إلى أن سولفات الجلوكوزامين، وهو مكمل غذائي، من شأنه أن يعيد بناء الغضروف ويبطئ تقدم المرض، ولا يكتفي فقط بتغطية الأعراض.

إن تناول 500 ملغ من سولفات الغلوكوزامين ثلاث مرات في اليوم قبل الوجبات كان “عظيم الفائدة” للمرضى الذين يعانون من التهاب عظم المفاصل. ولكن لا تتوقع زوال الألم بين ليلة وضحاها، لأنك تمر بعملية طبيعية بطيئة لإعادة بناء جزء متلف من الجسد.

وينصح المرضى بتناول 1500 ملغ من المكمل يوميا لمدة ستة أشهر، ثم تخفيض الجرعة إلى ما بين 500 و1000 ملغ، وفقا لحالتهم الجسدية. وإن لم تشعر بالراحة عند المداومة على جرعة 500 ملغ، يقترح تناول 1000 ملغ من جديد.

الكركم Turmeric: يعزز القوة الشافية للغولكوزامين

إن استعمال الكركم، وهو نوع أصفر من التوابل الهندية، بجرعات علاجية يؤدي مفعول مضادات الالتهاب غير المحتوية على الستيروييد في تخفيف الألم والالتهاب الناجمين عن التهاب المفاصل. وهو لا يشتمل على أية آثار جانبية، بخلاف عقاقير NSAIDs.

ومن المواد المضادة للالتهاب الموجودة في الكركم، خلاصة الكركم المتوفرة في كبسولات. إن تناول خلاصة الكركم وسولفات الغلوكوزامين معا يخفف الألم والالتهاب أفضل بكثير من أحدهما منفردا. (وثمة فائدة أخرى، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن خلاصة الكركم قد توقف تكون بعض أنواع الأورام).

اتبع الإرشادات الموجودة على الملصق فيما يتعلق الجرعات، واستعمل المكمل إلى أن تختفي أعراض التهاب المفاصل.

الزنجبيل Ginger: طازجا أو على شكل مستحضر علاجي

الزنجبيل هو نوع آخر من التوابل الذي أثبت علميا قواه المضادة للالتهاب. وزيت الزنجبيل هو أحد مركباته الفعالة. وعلى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الإكثار من الزنجبيل الطازج (والأفضل تناوله نيئا). ويقترح تقطيعه وإضافة ما استطعت منه إلى السلطات وغيرها من الأطعمة.

وبوسعك أن تتناول عوضا عن ذلك مكمل الزنجبيل. ابحث عن مستحضر زنجبيل معير واتبع التعليمات على العبوة، ويوصى باستعماله حتى اختفاء أعراض التهاب المفاصل تماما.

زيت الماهانارايان Mahanarayan Oil: لتسكين الألم الفوري

يقول مدير مركز الأيورفيدا في نيويورك: “عالجت امرأة في عقدها الثامن تعاني من التهاب حاد في عظم المفاصل. فركت جلدها في منطقة الألم بزيت الماهانارايان، وتوقف الألم لأول مرة خلال ثلاثين عاما. بالطبع، عاد الألم بعد بضع ساعات، ولكنه زال من جديد حين دهنت الزيت ثانية”.

فالزيت يدخل البشرة ويلين على الفور الرواسب المسببة للألم في العظم. والعلاج آمن تماما. بالتالي، يمكنك استعماله بقدر ما تريد لتخفيف الألم. وبما أنه غير دهني، يمكنك فرك بشرتك بطبقة رقيقة منه شأنه شأن زيت التدليك.

عشبة المقل Guggul: لتسكين الألم على المدى البعيد

تنتقل العشبة إلى عظم المفصل الملتهب وتزيل عدم التوازن الذي يسبب التصلب والورم والالتهاب.
من شأن هذه العشبة أن تسكن ألم التهاب المفاصل في غضون يوم أو يومين، ويوصى بتناول ربع ملعقة صغيرة من صباغ الغوغول مع نصف ملعقة صغيرة من الماء قبل 30 دقيقة من الوجبات، ثلاث مرات في اليوم. وبوسعك استعمال عشبة المقل لشهور عديدة.
وفي حال زال الألم، يقترح التوقف عن استعمال العشبة لمدة شهر، وذلك لكي يتأقلم الجسم مع العلاج. وبوسعك استعمالها لاحقا للوقاية أو إن عاودك الألم.

تزييت المفاصل بالزيوت الغذائية

يعتبر نقص الأحماض الدهنية، وهي من مكونات الدهون، من العوامل الرئيسية التي تساهم في التهاب المفاصل والألم الناجم عنه.

وفي الواقع، يوازي عدد الأحماض الدهنية تقريبا عدد الفيتامينات. وعلى غرار الفيتامينات، لكل منها دور مختلف في الجسم. وثمة أربعة أحماض دهنية:-

•    حمض ألفا – لينولينيك (LNA)
•    حمض إيكوزابينتينوييك (EPA)
•    حمض دوكوزاهيكزينوييك (DHA)
•    حمض غاما – لينولينيك (GLA)

تساعد الأحماض الدهنية على شفاء بعض أعراض ومضاعفات التهاب العظم المفصلي والتهاب المفاصل الروماتزمي، بما في ذلك الالتهاب والألم وضعف الجهاز المناعي وضعف مقاومة جميع أنواع الإجهاد. لهذا السبب، يوصف للمرضى نظاما غذائيا (يشتمل على مكملات من الأحماض الدهنية) يضمن عدم افتقارهم إلى تلك الأحماض.

قد لا تصدق مدى أهمية هذه التوصيات في تخفيف التهاب المفاصل. وإن امتنع المريض عن اتباعها، لن تتحسن حالته”. وفيما يلي كيفية مضاعفة مأخوذك من الأحماض الدهنية المضادة لالتهاب المفاصل.

زيت السمك: طازجا أو معلبا

يوصى بتناول سمك المياه الباردة، كالسردين والسلمون والإسقمري والهلبوت والرنكة والتروتة والتونا، ثلاث مرات في الأسبوع. فهي غنية بأحماض EPA وDHA، والتي تنتمي إلى مجموعة من الأحماض الدهنية معروفة بأحماض أوميغا 3.

أما إن لم يكن السمك مفضلا لديك، فيمكنك أخذ زيت السمك على شكل كبسولات. إذ أظهرت الأبحاث أن مكملات زيت السمك تخفف أحيانا أعراض الألم والورم والتصلب الناجمة عن التهاب المفاصل الروماتزمي.

ويوصى بتناول 6 غرامات أو 6 كبسولات عيار 1000 ملغ في اليوم لمدة 4 إلى 6 أشهر. وتحتوي الكبسولات على 1080 ملغ من EPA و720 ملغ من DHA، وذلك هو معدل الكمية التي يحتاج إليها معظم المرضى. ويمكنك تناولها دفعة واحدة أو على جرعات.

وكما هو الحال مع معظم العلاجات الطبيعية المستعملة للأمراض المزمنة، لا تتوقع زوال الألم بين يوم وليلة. بل يستغرق الأمر في معظم الحالات ما بين 3 إلى 4 أشهر ليبدأ العلاج بتسكين آلام المفاصل. ويوصى بخفض الجرعة إلى 3 كبسولات، أو 3000 ملغ، يوميا بعد حوالي خمسة أشهر. وبوسعك تناول هذه الجرعة لمدة غير محدودة.

ولكن ثمة مشكلة واحدة مع كبسولات زيت السمك. فهي تسبب أحيانا خروج هواء برائحة السمك عند التجشؤ. وتفاديا لهذه المشكلة، ينصح بحفظ الكبسولات في الثلاجة وتناولها مثلجة.

وهنا يشار أن تناول الجرعة كاملة قبل النوم يمنعك من الشعور بطعم السمك أثناء الليل.

زيت بزر الكتان: مضافا إلى الطعام أو في كبسولات

يقترح تناول ملعقة طعام من زيت بزر الكتان يوميا. إذ يعتبر هذا الزيت مصدرا لحمض LNA، وهو نوع آخر من أحماض أوميغا – 3 الدهنية. وينصح بإدخاله في غذائك اليومي، تماما كما تستعمل أي زيت آخر – في السلطة مثلا أو في وصفات الطعام التي لا تخضع للحرارة. واحفظه في البراد. ويتوفر زيت بزر الكتان على شكل مكمل أيضا.

ويمكنك استعمال هذا المكمل لمدة غير محدودة، فهو يحتوي على “مغذيات أساسية يفتقر إليها كثيرا الغذاء الغربي”. استعمل مكملا يحتوي على حوالي 5000 ملغ من حمض LNA.

زيت زهرة المساء Evening Primrose Oil

يعتبر هذا الزيت المصنوع من بذور نبتة زهرة المساء غنيا بحمض GLA، وهو حمض دهني يفتقر إليه معظم الأشخاص. ويقترح تناول ست كبسولات (تحتوي على 240 إلى 270 ملغ من GLA) من زيت زهرة المساء يوميا.

ويمكنك خفض هذه الجرعة إلى النصف بعد 4 إلى 6 أشهر.
هناك أشكالا أرخص ثمنا من GLA في السوق، ولكنها قد لا تؤدي مفعول حمض GLA الموجود في زيت زهرة المساء.

الزيوت المهدرجة: من الواجب تجنبها

تتعارض الزيوت المهدرجة مع أيض الأحماض الدهنية. وتتواجد هذه الزيوت في السمن النباتي أو المهدرج (المارغرين) وزبدة الفستق ومعظم زيوت الطبخ وكثير من المنتجات المعالجة، كرقائق البطاطا والمنتجات المخبوزة وصلصات السلطة. (ولكن يستثني زبدة الفستق الطبيعية التي تباع طازجة في متجر الأغذية). بالتالي، ينصح بتجنب المنتجات الغذائية التي تحمل عبارة مهدرج (hydrogenated).