الالتهاب الوعائي Vasculitis
يقصد به التهاب الأوعية الدموية. ويمكن أن يصيب أي وعاء دموي، مدمرا بطانة
الوعاء، وأحيانا ما يجعله يضيق أو حتى ينسد تماما، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم
أو إيقافه تماما.
هذا الالتهاب يسبب سيلا من المشكلات الجسمانية. فتدمير جدر الأوعية الدموية ينتج
عنه فقدان للدم والأكسجين الذي يصل إلى الأنسجة التي تغذيها تلك الأوعية، وهذا
علاوة على التدمير الذي يصيب أجهزة الجسم التي تدعمها الأنسجة المحرومة من
الاكسجين. وتبعا لذلك فإن أعراض الالتهاب الوعائي تتفاوت بدرجة كبيرة.
لا تعرف أسباب أغلب أنواع الالتهاب الوعائي، ولكن قد يكون أحد الأمراض المناعية
الذاتية مسئولا عن حدوث هذا الالتهاب. كما يشك الباحثون في أن حدوث تفاعل حساسي
(استهدافي) أو عدوى، فيروسية أو حتى تلف للأوعية الدموية بسبب أشعة الشمس قد يسبب
الالتهاب الوعائي،
قد ينشأ الالتهاب الوعائي في أشخاص مصابين بعلل روماتيزمية مزمنة مثل الالتهاب
المفصلي الروماتويدي، أو إثر حالة عدوى، أو ربما دون أي سبب ظاهر.
وفيما يلي أنواع مختلفة من الالتهاب الوعائي، ويمكن التفرقة بينها عن طريق حجم
الأوعية الدموية المصابة، والأعضاء المصابة، ووجود أو غياب نوع من الأجسام المضادة
يسمى الأجسام السيتوبلازمية المضادة للخلايا البيض المتعادلة (ANCAs ),.
الالتهاب الشرياني لتاكاياسو
Takayasu’s arteritis
هو نوع من الالتهاب الوعائي يصيب النساء دون سن الأربعين في كل حالاته تقريبا.
يصيب التهاب الأوعية الدموية الكبيرة مثل الشريان الأورطي (وهو الشريان الخارج من
البطين الأيسر للقلب). ومرضى هذا النوع من الالتهاب الشرياني قد يشعرون بالضعف
والدوار والدوخة ويصابون بألم عضلي شديد. ويمكن أن تصبح الشرايين التي تغذي
الذراعين والساقين ضيقة من جراء الالتهاب الشرياني لدرجة أنه قد يكون من المستحيل
الإحساس بوجود نبض في الذراعين أو الساقين رغم وجود ضغط دم طبيعي.
الالتهاب الشرياني الصدغي
Temporal Arteritis
هو نوع من الالتهاب الوعائي يصيب الأوعية المتوسطة إلى الكبيرة الحجم. تتميز نتائج
اختبار الكشف عن الأجسام السيتوبلازمية المضادة للخلايا البيض المتعادلة بأنها
سلبية في كلا النوعين المذكورين.
الالتهاب الشرياني العقدي المتعدد أو
التهاب الشرايين المتعدد العقد
Polyarteritis Nodosa
هو نوع من الالتهاب الوعائي يصيب الشرايين الصغيرة إلى المتوسطة الحجم. وفيه تصاب
جدر الشرايين بالعدوى والضعف. وقد تصاب مجموعات عديدة من الأوعية الدموية، بما فيها
الشرايين التي تغذي الكليتين والأمعاء والقلب. وقد اعتبر التعرض لفيروس الالتهاب
الكبدي ´´ب´´ سببا قويا لهذا المرض في بعض الأشخاص.
الالتهاب الشرياني العقدي المتعدد هو واحد من أمراض الجهاز المناعي القليلة التي
تصيب الرجال أكثر مما تصيب النساء. وتشمل الأعراض آلام العضلات والمفاصل والحمى،
وفقدان الشهية والتلف العصبي الذي قد يسبب ضعفا بالساقين. والأعراض الأخرى تكون
انعكاسا للمنطقة من الجسم التي تغذيها الأوعية الدموية التالفة.
فقد يحدث ارتفاع في ضغط الدم وضعف عضلي وقروح جلدية وغنغرينا. إذا أصيبت الشرايين
التي تغذي الأمعاء بالضرر، فقد يحدث لك غثيان وقيء وألم بالبطن وإسهال ودم في
البراز. ويستطيع الطبيب أن يشخص حالة الالتهاب الشرياني العقدي المتعدد عن طريق
إجراء أخذ عينة نسيجية لفحصها أو تصوير الشرايين حيث يتم حقن صبغة في الأوعية
الدموية بحيث يمكن إظهار أية اختلالات فيها عند تصويرها بأشعة إكس.
قد توصف العقاقير الكورتيكوستيرويدية والعقاقير المثبطة للمناعة لمجابهة التهاب
الشرايين.
فرط الورم الحبيبي لفيجنر
Wegener’s Granulomatosis
هو شكل نادر جدا من الالتهاب الوعائي، وفيه يستهدف الالتهاب الأوعية الدموية في
الرئتين والجيوب الأنفية والكليتين. وتشمل الأعراض السعال ونزول إفراز مدمم من
الأنف، وصعوبة التنفس، والألم الصدري ونزول دم مع البول. وغالبا ما تكون نتيجة
اختبار الأجسام السيتوبلازمية المضادة للخلايا البيض المتعادلة إيجابية.
خيارات العلاج
يعتمد العلاج على حجم ومدى وموقع الأوعية الدموية المصابة. أول خطوة هي التعرف على
أية مواد ضارة والتخلص منها، مثل دواء جديد قد يكون مسببا للتفاعل المناعي. في بعض
الحالات يختفي الالتهاب الوعائي دون علاج.
أغلب الأنواع تستجيب جيدا للعقاقير الكورتيكوستيرويدية.
تشمل العلاجات الأخرى العقاقير المثبطة لجهاز المناعة لعلاج داء فرط الورم الحبيبي
لفيجينر، العقاقير المضادة للفيروسات لعلاج الالتهاب الشرياني العقدي المتعدد
الناتج عن فيروس الالتهاب الكبدي ´´ب´´، الجراحة لعلاج الحالات المتقدمة من مرض
الالتهاب الشرياني لتاكاياسو، وعقاقير المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الوعائي
الجلدي المتسبب عن البكتيريا.