التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

التوازن بين الكولسترول النافع والكوليسترول الضار

إذا كان هناك شىء يسألني عنه المرضى أكثر من أي شىء آخر عند مناقشة النظام الغذائي أو برامج إنقاص الوزن من أجلهم، فإن هذا الشىء هو الكولسترول. وتكشف الأسئلة الدقيقة للمرضى عن أن معظم الأشخاص ليس لديهم إلا القليل من المعرفة عن الكولسترول في أشكاله المختلفة، منها حقيقة أن الكثير منه ليس في صالح الشخص. ولكن دراسة حديثة أجريت في طوكيو أظهرت أن السر في أن بعض الناس يعيشون حتى المائة عام قد يكون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالكولسترول أكثر مما كنا ندرك سابقاً. لقد تم في هذه الدراسة قياس مستوى كولسترول الدم لعدد 75 شخصاً ممن بلغوا المائة، وتمت مقارنتهم بمجموعة أصغر منهم بأربعين عاماً. ولم يكن مستوى الكولسترول أقل لدى أولئك الذين بلغوا من العمر مائة عام فقط، ولكن أيضاً كان التوازن بين الكولسترول النافع والكولسترول الضار لديهم أفضل.

نعم، كولسترول نافع وكولسترول ضار. وهنا يحدث الارتباك لكثير من المرضى. ويعرف الكولسترول النافع بالبروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL بينما يعرف الكولسترول الضار بالبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL. والفارق بين الاثنين هو أن الكولسترول النافع HDL يرتبط مع بروتين دهني آخر في الجسم لكي يحمل الكولسترول بعيداً عن الأنسجة ويصبها في الكبد الذي يحطمها. ولكن الكولسترول منخفض الكثافة الضار LDL يفعل العكس، فيدفع بالكلولسترول إلى أنسجة الجسم والدورة الدموية.

ولكن أهم من كل هذا، ما الذي يعنيه ذلك عملياً؟ ولماذا كان الأطباء اليابانيون يقفزون من الفرح والحماس عندما قرأوا نتائج الدراسة؟ حسناً، لقد ثبت أن النظام الغذائي يلعب دوراً رئيسياً في تحديد مستوى الكولسترول الضار والنافع على الرغم من أي استعداد وراثي (جيني) لوجود أحد أنواع الكولسترول بكميات أكبر من النوع الآخر. ومن خلال بحث وفحص نوعية طعام المعمرين ممن تجاوزا المائة عام ظهر السبب. لقد كان غذاؤهم أكثر غنى بالمواد الغذائية مثل السمك الدهني، والزبد (الشوفان أو الغلال مع الحليب)، والبقول، والعدس مما ساعد على تخفيض مستوى البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL لديهم، وهذا ما لم تفعله نوعية غذاء المجموعة صغيرة السن. ولا يقتصر الأمر على هذا فقط حيث ارتفع لديهم كذلك مستوى الكولسترول النافع دون إدراك ذلك. لقد كان تناولهم كميات قليلة ولكنها منتظمة من المكسرات وخاصة اللوز وأيضاً زيت الزيتون والأفوكادو ـ يعني أنهم يتناولون بانتظام الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والتي تساعد على زيادة مستوى HDL.

ليس أمراً مستغرباً أن نعرف أن مثل هذه الأطعمة لها أثر كمضادات الأكسدة على الدم، وهذا يقلل من كمية البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL التي تتأكسد وتتحول إلى لطخة مسطحة على جدران الشرايين، والشرايين التي يوجد ترسبات على جدرانها تعني أمراض القلب، والتي تعتبر أحد أكبر الأسباب في حدوث الوفاة في المملكة المتحدة. على الرغم من أن الكولسترول إحدى صور أمراض القلب، إلا أن الذين بلغوا سن المائة في طوكيو كانوا يفعلون شيئاً مختلفاً عما نفعله، ويمكنني تلخيص ذلك في كلمة واحدة: الجوز.

إن تناول أطعمة تزيد من البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL، أو أنسجة الكولسترول النافع، هي طريقة رئيسية لتعزيز الحياة السليمة والصحية. تناول زيت الزيتون، واللوز والسمك الدهني، والمكسرات، والأفوكادو باعتدال مع السوائل وسوف يحفظ لك جسمك هذا الجميل.

عليك بتناول العصيدة porridge

تعتبر العصيدة أو الثريد أو حساء الشعير أحد أعظم الأطعمة التي تجلب الشعور بالراحة في الحياة، وليس هناك أفضل منها في صباح أيام الشتاء المظلمة والباردة. ولكن إذا تم تناولها على مدار العام، فسيكون لها فوائد عظيمة للجسم.

لقد كان معروفاً منذ زمن طويل أن حبوب الغلال تعتبر مكوناً هاماً للنظام الغذائي الصحي أياً كان.
لقد ذهب خبراء الصحة في منتصف التسعينات أبعد من ذلك حتى أنهم قالوا إن هذه الألياف القابلة للذوبان عندما يتم تناولها كجزء من النظام الغذائي قليل الدهون المشبعة والكولسترول يمكن أن تقلل من خطر أمراض شرايين القلب التاجية. لماذا؟

الإجابة هي أن الشوفان هو أحد أفضل المصادر للألياف القابلة للذوبان والتي تسمى بيتاجلوكان Beta-glucan. وهذا مفيد خاصة في تخفيض مستوى الكولسترول الضار في مجرى الدم وخاصة جزيئات LDL (البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة) الضارة لأنها تسبب تخثر الأوعية الدموية الرقيقة. ويحتوي الشوفان شأنه شأن باقي الخضروات على مواد كيماوية نباتية ومضادات أكسدة تساعد أيضاً على تخفيض أخطار الإصابة بأمراض القلب، وهي مواد تقلد بطرق كثيرة عمل فيتامين (هـ) وتتعاون معه. وهذه المركبات لدى بعض الأشخاص قد تبطل آثار الوجبة الغذائية عالية الدهون بالحفاظ على تدفق الدم ومنع تقلص الأوعية الدموية، على الرغم من أن هذا الأثر يعجز إلى حد ما عن التصدي لهجوم الأطعمة الدسمة.

ثمة موضوع آخر حيث تشمل العصيدة على فائدة عالية حيث إن ألياف الشوفان قد تساعد أيضاً على التحكم والسيطرة في مستوى السكر في الدم. وليس واضحاً نسبة العصيدة المطلوبة لعمل ذلك، ولكن يبدو أن الغلال قد تكون طعاماً مناسباً لمرضى السكر أو من يعانون مقاومة الأنسولين كنتيجة لهذه الحالة المرضية.

إن العصيدة بالحليب منزوع الدسم، وبدون ملح، أو سكر يجب أن تكون عنصراً أساسياً ومكوناً ثابتاً في النظام الغذائي، والذي لابد من تناوله بانتظام بدلاً من تناوله في الشتاء فقط.

تعتبر العصيدة مصدراً ممتازاً للألياف القابلة للذوبان، حيث إنها تساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وأيضاً لها فوائد صحية أخرى، مثل تنظيم معدلات السكر في الدم والعمل على توازن المعدل الذي عنده يتم هضم الطعام. جرب هذا الطعام؛ فقد تحبه.