قلما يذكر الثوم من دون ذكر شهرته الدوائية والعلاجية الكبيرة، فهو دواء مخفض للكوليسترول، مخفض لضغط الدم الشرياني ومخفض لخطر الإصابة بالذبحة القلبية والسكتة الدماغية وأنا كثيرا ما أحب أن أصفه بالقلوب النافعة للقلب، فقلوب (حبات) الثوم هذه تحمي القلب والشرايين من مخاطر عديدة من قبيل الكوليسترول المرتفع وضغط الدم الشرياني وتجلط الدم وغيرها.
ليس هذا فقط بل إن شهرة الثوم العلاجية تتعدى ذلك إلى ما هو أكثر بكثير فهو دواء قاتل للجراثيم (antimicrobial)، مقو للمناعة ومخفض لمستوى السكر في الدم.
وعرفت منافع الثوم العلاجية منذ آلاف السنين فاستفاد منه الناس في علاج الكثير من الأمراض والعلل وقد ذاع صيت استعماله في معالجة مختلف أنواع الإصابات والجروح منذ القدم كما في أثناء الحرب العالمية الثانية. أما في وقتنا هذا فتباع أقراص الثوم تحت أسماء تجارية عدة في الصيدليات ومراكز بيع الأدوية كدواء مخفض لضغط الدم الشرياني ومخفض للكوليسترول وللسكر في الدم، والأهم أنه كثيرا ما يوصف للوقاية من الإصابة بالمرض الأخطر حاليا في العالم والمقصود هنا مرض السرطان والذي ثبت بالبرهان القاطع أن للثوم دورا مهما في الوقاية منه.
فوائد الثوم
• مخفض لضغط الدم الشرياني
• مخفض للكوليسترول والتريغليسيريد
• مرقق للدم ومانع لتجلطه
• للحماية من الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية
• مضاد طبيعي للجراثيم وللفطريات
• محارب قوي للسرطان
المركبات الدوائية الفعالة
Sulfur Compounds
Enzymes
Allyl alliin
Flavonoids
Propenyl alliin
Saponins
B-complex vitamins
S-allyl cysteine
minerals
phyto alexin allixin
protein
مكونات الثوم
يحتوي الثوم على مجموعة مهمة من المركبات الكيميائية الدوائية الفعالة ما يسهل تصنيفه كدواء خارق (superdrug)، وهذا ما جعل صناع الأدوية يستفيدون من خواصه العلاجية هذه فتجد أقراص الثوم متوفرة في غالبية الصيدليات ومراكز بيع الأدوية في العالم كله حيث يستفاد منها لمعالجة الكثير من العلل والمشاكل من قبيل ضغط الدم الشرياني المرتفع ومشاكل القلب والشرايين وللوقاية من الجلطات القلبية والدماغية كما يستفاد منه أيضا لمعالجة الالتهابات والذيفانات وكمضاد للميكروبات والفطريات والأهم من كل ذلك الاستفادة منه لأجل الوقاية من الابتلاء بالأورام السرطانية الخبيثة. إضافة إلى الكثير الكثير من المشاكل والعلل.
فالثوم يحتوي كما قلنا على مجموعة كبيرة من المركبات الكيميائية الفعالة أو الفيتوكيميكال (phytochemical). وأهم هذه المركبات مركبات السولفور (Sulfur compounds) وهي المعروفة أيضا بمركبات الأليين (Alliins) وأهم هذه المركبات المركب الشهير باسم الأليل أليين (Allyl alliin) والبروبينيل أليين (Propenyl alliin).
هذه المركبات التي تتحول عند هرس الثوم أو تقطيعه إلى أليسين (allicin) والأخير أي الأليسين هو الذي يعمل على منع التصاق الصفائح الدموية (platelets’) ببعضها البعض وهذا له تأثير مهم في تسهيل عبور الدم داخل العروق ومنع تجلطه وتخثره وبالتالي انسداد هذه العروق.
كما تفيد هذه المركبات أيضا في خفض نسبة الكولسترول والتريغليسريد في الدم بنسبة كبيرة وهذا ما تثبته العديد من الدراسات والبحوث المخبرية التي أجريت على الحيوانات وكذلك الإنسان.
كما يحتوي الثوم أيضا على المركب المعروف “phyto alexin” أو “allixin” وهو مركب مهم وفعال كمضاد للأكسدة، مضاد للميكروبات وكمضاد قوي لمرض السرطان وقاية وعلاجا كما تشير الدراسات.
وهناك نسبة مهمة من المركبات الأخرى وأهمها الفلافونوئيدات (Flavonoids) والسابونينات (Saponins) والأنزيمات إضافة إلى الفيتامينات والمعادن والحوامض الأمينية الأساسية كاللأليل سيستئين (S-allyl cystein) المتوفر في الثوم بنسبة جيدة.
الثوم: قلوب نافعة للقلب
إن الثوم هو من أهم الأدوية وأفعلها في حماية عمل القلب والشرايين ويعود السبب في ذلك إلى احتوائه على مركبات السولفور (Sulfur compounds) التي تسمى أيضا بمركبات الأليين (Alliins)، وأهمها الأليل أليين (Allyl alliin) والبروبينيل أليين (Propenyl alliin).
عند تقطيع الثوم أو هرسه تتحول مركبات الأليين هذه إلى أليسين (alliin → allicin) والأليسين هو ما يعرف أيضا بال (DADS) أو داي أليل ديسولفايد (diallyl disulfide) وهذا الأخير له تأثير مهم في تسهيل عبور الدم في العروق وذلك عن طريق منع التصاق الصفائح الدموية (Platelets) ببعضها البعض وبالتالي منع تجلط الدم وانسداد العروق.
إلا أن الثوم لا يعمل فقط كمرقق للدم ومانع لتجلطه، بل إن له قدرة مهمة على خفض مستويات الكوليسترول والتريغليسيريد (Triglycirides) في الدم إلى حد كبير; فالثوم يستطيع أن يؤثر على الكبد حيث يتم تصنيع الكوليسترول. ففي عدد من الدراسات التي أجريت على الفئران أعطيت فيها هذه الفئران خلاصة الثوم (garlic extract) انخفضت نسبة إنتاج الكوليسترول حتى حدود 87% والتريغليسيريد أو الدهون الثلاثية إلى حدود 64% أقل.
ولدى مقارنة 16 دراسة أجريت حول هذا الموضوع بالذات، استنتج الباحثون البريطانيون أن تناول الثوم، طازجا كان أو مطحونا (powder)، قد نتج عنه تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم بحدود 13%. ويعود الفضل في مفاعيله هذه إلى مركبات الأليين الشهيرة (Alliin sulfurs) التي تتحول عند تقطيع الثوم أو هرسه إلى الأليسين (Allicin); هذا الأخير هو الذي يمنع عمل الأنزيمات الرئيسية اللازمة لأجل إنتاج الكوليسترول في الكبد وأهمها الأنزيم المسمى ب (HMG CoA reductase).
الثوم: مضاد طبيعي للجراثيم وللفطريات
لقد أثبت الطب الحديث بما لا يقبل الشك أن مركبات الأليين (Alliins) الموجودة في الثوم هي مضادات قوية للميكروبات وللفطريات (antibacterial-antimycotic effect)، وهذا يعد واحدا من أهم الإنجازات الطبية خصوصا إذا ما عرفنا أن الثوم قد أثبت فعاليته في قتل أنواع معينة من الجراثيم قد عجزت عن قتلها الأدوية التقليدية، أو كانت هذه الأدوية سامة جدا بحيث تعرض صحة الإنسان لعوارض جانبية خطيرة.
في دراسة أجريت في بوسطن تبين للأطباء الباحثين أن الثوم كان قادرا على قتل 14 نوع من الجراثيم المسببة لالتهابات الأذن لدى مجموعة من الأطفال والتي استخرجت من أذن وحلق هؤلاء عن طريق أخذ عينات منهم.
والأهم أن بعض أنواع هذه الجراثيم كان مقاوما للعلاج بواسطة الأدوية التقليدية المضادة للجراثيم.
وفي دراسة أخرى أجريت في جامعة نيومكسيكو الطبية، عالج الباحثون التهابات مجرى الأذن الخارجية أو ما يسمى طبيا بأذن الغطاس (Swimmer’s ear) بواسطة مستخلص الثوم مخففا بالماء، وقد كان هذا العلاج فاعلا ومفيدا بنفس نسبة الأدوية المضادة للفطريات المستخدمة عادة في هذه الحالة، وفي بعض الأحيان أكثر فعالية من هذه الأدوية.
الثوم: المحارب القوي للسرطان
كثيرة هي الأدلة التي تشير إلى أن إضافة الثوم إلى النظام الغذائي له دور مهم في الوقاية بل وعلاج بعض أنواع مرض السرطان، فالثوم يحتوي على مركبات عدة محاربة للسرطان منها مادة ال أس أليل سيستئين (S-allyl cysteine) وهي تمنع التفاعلات التي تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية، ومنها أيضا المادة المدعوة (DADS) أو دي أليل ديسولفايد (diallyl disulfide)، وبحسب قول البروفسور جون ميلنر رئيس قسم التغذية في جامعة بنسلفانيا، هذا «ال (DADS) يخنق الخلايا السرطانية حتى يبدأ عددها بالتناقص وتموت شيئا فشيئا» لأنه يمنع الخلايا السرطانية من الانقسام وبالتالي التكاثر والازدياد.
ويحتوي الثوم أيضا على مركب ثالث قد يفوق أهمية كل ما ذكرنا هو الدي أليل تريسولفايد (DATS)، وهذا الأخير هو أقوى من ال (DADS) بعشرة أضعاف في قدرته على قتل الخلايا السرطانية في الرئة عند الإنسان. ولقد تمت مقارنة قدرته هذه بالدواء الشهير القاتل للخلايا السرطانية المسمى 5 – فلورويوراسيل (5-Flurouracil) وهو دواء معروف ومستعمل بكثرة في العلاجات الكيميائية لمرضى السرطان.
والمأمول في المستقبل القريب أن يستفاد من الثوم كعلاج فعال يضاف إلى الادوية الكيميائية المستعملة عادة، بل إن هناك أملا في أن يكون أفضل منها جميعا لأن آثاره السامة لا تطال الخلايا السليمة، على عكس أدوية السرطان المعروفة والتي لها الكثير من الآثار السامة على الخلايا السليمة أيضا وهذه العوارض هي التي يعاني منها مرضى السرطان بشكل كبير.
مضافا إلى هذه الأدوية الطبيعية المحاربة للسرطان، يحتوي الثوم أيضا على مركبات كيميائية تحد من تحول النيترات (nitrates) وهي مكونات موجودة طبيعيا في بعض الأطعمة كما توجد أيضا في المحيط من حولنا، إلى نيتروزامينات (nitrates → nitrosamines) (nitrosamines). والنيتروزامينات هي مركبات ضارة ثبت علميا أن لها دورا رئيسيا في التسبب بالسرطان لدى الإنسان. من هنا، فإن إضافة الثوم إلى الغذاء اليومي هو من أفضل الأدوية لمحاربة تشكل الخلايا السرطانية وبالتالي نشوء مرض السرطان الخطر والمميت في الغالب.
وهذا ما تؤكده البحوث والإحصائيات إضافة للتحاليل في المختبر، وهناك دراسات عديدة تؤكد على هذا الأمر، ففي دراسة أجريت في آيوا بأميركا شملت 41837 امرأة جميعهن من سكان آيوا، تبين أن السيدات اللاتي كن يأكلن الثوم، ولو مرة واحدة في الأسبوع فقط، انخفضت لديهن نسبة الإصابة بسرطان القولون حتى 35 بالمئة أقل من رفيقاتهن اللاتي كن لا يتناولن الثوم على الإطلاق.
وهناك دراسة أخرى تقارن بين سكان شمالي الصين، وهم معروفون بأنهم يأكلون كميات كبيرة من الثوم، ما مقداره 4-7 فصوص من الثوم يوميا، وبين جيرانهم سكان المنطقة القريبة منهم الذين لا يتناولون الثوم سوى بكميات قليلة. وقد أظهرت هذه الدراسة أنه ومقابل كل 100 مصابا بسرطان المعدة لدى الجيران الذين لا يتناولون الثوم قلت النسبة حتى حدود 8 أشخاص فقط مصابين بالسرطان أو أقل لدى آكلي الثوم من سكان شمالي الصين.
وهذا إنما يؤكد على أهمية زيادة كمية الثوم في نظامنا الغذائي للوقاية من مرض السرطان الذي أعيا الأطباء.. أو ليست الوقاية خير من العلاج؟
كيف تحصل على أفضل النتائج؟
● كل الثوم طازجا قدر الإمكان
كثير من الناس من لا يحبذ أكل الثوم لأجل رائحته الكريهة المزعجة إلا أن الثوم هو دواء فعال بامتياز بسبب ما يحتويه من عناصر نافعة، ويفضل تناوله طازجا ومهروسا لغناه بالأليسين الذي يتجزأ بسرعة إلى مجموعة دوائية قل مثيلها كال (DADS) وال (DATS) والطريقة اللبنانية المتبعة عادة لهرس الثوم هي طريقة ممتازة لتحرير هذا الأليسين الرائع بمنافعه. كما ينفع برش الثوم أو تقطيعه قطعا صغيرة، وكذلك فإن الطريقة المتبعة في بعض المطابخ العالمية من هرس الثوم باليد أولا حتى تخرج العصارة ومن ثم تقطيعه قطعا صغيرة هي أيضا طريقة ممتازة لتحصيل هذه الفوائد مجتمعة. وينصح بالاستفادة من الثوم الطازج قدر المستطاع إن في السلطات المتنوعة أو في المتبلات اللبنانية اللذيذة والصلصات المرافقة للطبق الرئيسي، ويمكن دائما مضغ بضع وريقات من البقدونس أو النعناع أو ببساطة مضغ العلكة للتخلص من الرائحة الكريهة.
● كل الثوم كيفما كان
تستطيع عزيزي القارئ الاستفادة من الثوم نيئا، مشويا، أو مقليا، كاملا، مقطعا أو مهروسا، طازجا أو على شكل بودرة وعلى أي شكل كان، فهو كيفما كان وعلى أي صورة كان يحتوي على عدد مهم من العناصر الدوائية النافعة.
من هنا، فإن من المفيد حتما تناول الثوم بأي طريقة كانت، والأفضل بالطبع التنويع في طريقة الإفادة منه لكي نستطيع الاستفادة من أكبر قدر ممكن من هذه المركبات الهامة.
● لا تتحمل رائحته؟ كل الثوم مشويا
لمن لا يستطيع أبدا تناول الثوم بأي شكل من الأشكال، هناك طريقة واحدة فقط وهي أن يشوى أو يحمص في الفرن، وبهذا يصبح طعم الثوم حلو المذاق كالكاراميل وتتغير رائحته بالكامل مع الاحتفاظ بفوائده.
لشي الثوم، يؤخذ رأس واحد من الثوم يقطع بالسكين عرضيا أو حتى تبرز رؤوس حباته فقط، يرش بقليل من زيت الزيتون، يلف في ورق الألومينيوم ويوضع في فرن حرارته مرتفعة لمدة 45 دقيقة، أو حتى تصبح فصوص الثوم طرية بالكامل وجاهزة للأكل. ولأكل الثوم المشوي بالفرن يكفي الضغط على كعب حبات الثوم قليلا بين الأصابع حتى تخرج الحبة تلو الأخرى.
يمكن حينها دهن الثوم المشوي على قطعة من الخبز أو التوست وتناوله كنوع من المقبلات، أو يمكن تقطيعه وطبخه مع العديد من الأطباق كالمعكرونة واليخنات وغيرها.
● اطبخه لمدة قليلة فقط
لكي تحفظ للثوم قيمته الدوائية يجب ألا تطيل مدة طهيه على النار، ويكفي تقليبه لمدة قصيرة فقط ثم إضافة الخضار أو المكونات الأخرى فوقه بسرعة، ولا ينبغي أبدا الانتظار إلى أن يتغير لونه فيخسر بذلك خواصه النافعة. كما يمكن أيضا إضافة الثوم المهروس إلى الطبخة في آخر الوقت.