ينجم الحماق varicella عن الفيروس النطاقي الحماقي varicella-zoster virus، وهو مرض شائع وشديد العدوى في مرحلة الطفولة, يتظاهر ببقع حمراء حاكة على الجلد؛ وتصيب عدوى المرض حوالى أربعة ملايين أمريكي كل عام, معظمهم من الأطفال؛ كما يمكن أن يصاب البالغون أيضا بالحماق.
هناك لقاح للوقاية من الحماق أصبح متوفرا منذ عام 1995؛ ويجري في الوقت الحاضر تلقيح الأطفال بشكل روتيني ضد هذا المرض, وبذلك فإنه من المتوقع أن ينقص عدد حالات الإصابة حاضرا ومستقبلا؛ ويكون لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالحماق أو لقحوا ضده مناعة ضد الفيروس بشكلها النموذجي؛ فإذا لم تكوني متأكدة من أنه لديك مناعة, يمكن لطبيبك أو مقدم الرعاية الصحية أن يحسم الأمر بواسطة اختبار دموي.
لم يجر إقرار التلقيح للنساء الحوامل, ولكن إذا كان لديك استعداد للإصابة بالمرض ولم تكوني حاملا, ربما يوصي طبيبك بأن تأخذي اللقاح وتؤجلي الحمل لشهر أو أكثر (شهر على الأقل). ويكون الحماق مرضا خفيفا بشكل عام في مرحلة الطفولة، بينما يمكن أن يكون عند البالغين – لا سيما عند النساء الحوامل – خطيرا، وإذا لم يعالج، فإنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي.
تدبير الجديري في أثناء الحمل
يندر أن تؤدي الإصابة بالحماق في المرحلة الباكرة من الحمل إلى عيوب خلقية (ولادية), ولكن التهديد الأكبر للطفل يكون عندما تصاب الأم بالحماق في الأسبوع السابق للولادة, حيث يمكن أن تحدث عدوى مهددة للحياة عند الوليد, ويمكن أن يخفف إعطاء حقنة من عقار يدعى الغلوبولين المناعي النطاقي
الحماقي varicella-zoster immune globulin VZIG حدة العدوى عادة في حال جرى إعطاؤه بسرعة بعد الولادة.
تحتاج النساء الحوامل اللواتي يتعرضن للحماق أيضا لأخذ هذا العقار وقائيا بهدف التقليل من شدة المرض؛ ويبدو أن معالجة الأم التي تنتظر مولودا بعقار VZIG خلال 72 ساعة من التعرض تنقص خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي والمضاعفات الخطيرة الأخرى.
الجديري (الحماق) والهربس النطاقي Chickenpox and Shingles
يجب على الحامل تجنب مخالطة أي شخص مصاب بالحماق إذا لم تكن ممنعة ضد ذلك المرض الشديد العدوى, ويكون الأطفال معدين أكثر ما يكونون قبل يومين من ظهور الطفح وحتى ثلاثة أيام من ظهوره, لذا يجب الابتعاد عن الأشخاص المعرضين للإصابة بسبب مخالطتهم الحديثة لشخص مصاب بالعدوى.
إذا لم يسبق لك أن أصبت بالحماق، فستكونين أنت وجنينك في خطر عند تعرضك لهذه المرض خلال حملك؛ وهذا ما قد يدعو مقدم الرعاية الصحية خلال الفترة السابقة للإخصاب أو الزيادة السابقة للولادة إلى سؤالك عن إصابتك بالمرض؛ فإذا لم تكوني قد أصبت به أو لا تعرفين ذلك، يمكن أن يوصي باختبار دموي لمعرفة حالة المناعة لديك تجاه الحماق. ومع أن اللقاح متوفر للوقاية من الحماق، لكن ينبغي تجنب تلقيح النساء الحوامل.
إذا لم تكوني ممنعة ضد الحماق ولم تلقحي به، يمكن أن ترغبي باتخاذ خطوات لتجنب التعرض واتقاء المضاعفات لديك ولدى طفلك؛ وفي حالات نادرة، قد يؤدي الحماق الحاصل باكرا خلال الحمل إلى عيوب ولادية birth defects؛ فإذا أصبت بالحماق قبل أسبوع من الولادة، يمكن أن يكون الوليد في خطر من الإصابة بعدوى حماقية شديدة وخطيرة على الحياة أحيانا؛ ويندر حصول عدوى الحماق عند الطفل. كما أن الحماق عند المرأة الحامل سبب يدعو للقلق، فالنساء الحوامل أكثر عرضة للعدوى الشديدة، وعلى رأسها الالتهاب الرئوي الحماقي varicella pneumonia.
ينجم الهربس النطاقي Shingles herpes zoster عن استنشاط أو عودة تفعيل reactivation محدود لفيروس الحماق، ويكون ذلك بعد سنوات من العدوى الأولية عادة. ويؤدي الهربس النطاقي إلى تجمعات مؤلمة من النفطات blisters؛ فإذا أصبت الهربس النطاقي خلال الحمل، لا يكون هناك ما يدعو إلى قلق كبير؛ وليس هناك خطر للعيوب الولادية الناجمة عن هذا المرض عند الأم.
الوقاية والرعاية الذاتية في حالة جدري الماء
إذا لم تكوني منيعة ضد الحماق، تجنبي مخالطة أي شخص مصاب به، فهو شديد العدوى. ويكون الأطفال معدين بشدة قبل يومين من ظهور الطفح وحتى ثلاثة أيام بعده؛ وابقي بعيدة عن الأشخاص المستعدين الذي يكونون في تماس حديث مع شخص مصاب بالعدوى.
في بعض الحالات النادرة، قد ينقل الطفل الذي لقح حديثا ضد الحماق الفيروس إلى الآخرين في حال حدوث تقرح حول مكان الحقن؛ ولهذا، إذا لم تكوني ممنعة، يمكنك الطلب من مقدم الرعاية الصحية تأجيل تلقيح أي طفل في منزلك إلى ما بعد الولادة.
متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب الجديري
يجب عليك إخبار مقدم الرعاية الصحية إن لم تكوني ممنعة ضد الحماق وتعتقدين أنك ربما تعرضت للمرض، إذ غالبا ما يعطى للحامل حقنة من الأضداد المضادة للحماق (الغلوبولين المناعي للحماق النطاقي varicella–zoster immune globulin “VZIG”)، وهي آمنة على الحامل وطفلها.
ومتى أعطيت حقنة من VZIG خلال 96 ساعة من التعرض للمرض، فإنها تساعد على منع حدوث الحماق أو تخفف من شدته على الأقل، مما يعمل على منع حدوث المضاعفات مثل ذات الرئة pneumonia التي تميل إلى الحدوث عند الحوامل المصابات أكثر من غيرهن من البالغين؛ أما بالنسبة للجنين، فلم تستطع الأبحاث تحديد ما إذا كانت حقنة VZIG قادرة على حمايته من العدوى.
وقد يتعرض الطفل لخطر الإصابة بحماق شديد إذا أصيبت الأم بتلك العدوى قبل أسبوع من الولادة, ولكن يمكن التخفيف من حدة العدوى إذا عولج الطفل بشكل مناسب بعد الولادة بإعطاء VZIG؛ وفي حال ظهور أعراض خطيرة بالرغم من استعمال VZIG، يمكن حينها استعمال العقاقير المضادة للفيروسات.