التصنيفات
الغذاء والتغذية

الجزر الأبيض Parsnip

الجزر الأبيض هو نبتة درنية (جذرية) وهو قريب الجزر وشبيهه إلاّ أنّه شاحب اللون مقارنة بالجزر كما أنه حلو الطعم أكثر من الجزر لا سيما إذا أُكل مطبوخاً. ومن اللافت أنه على الرغم من غنى الجزر بالمواد الغذائية إلاّ أنّ الجزر الأبيض هو أغنى من قريبه بالفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف المفيدة وكذلك بالمركبات الكيميائية الدوائية (الفيتوكيميكال) التي ثبت علمياً أن لها دوراً فعّالاً في محاربة مرض السرطان وأمراض القلب والشرايين.
من أهمِّ هذه المُركَّبات ال (phenolic acids) التي تعمل على الالتصاق بالعوامل والمواد المُسبِّبة للسرطانات ما يؤدِّي إلى نشوء أجسامٍ كبيرةٍ نسبياً في الكانال الهضمي، أكبر من أن تُجذَب إلى داخل الجسم.
هذا مضافاً إلى غنى الجزر الأبيض بالفولات والألياف وهذه أيضاً لها عظيم الأثر في الوقاية من الإصابة بالسرطانات وبأمراض القلب والشرايين.

فوائد الجزر الأبيض

•    لمحاربة سرطان القولون والثدي
•    لحماية القلب والشرايين
•    لتخفيض مستوى الكولسترول الضار
•    لخفض خطر الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية
•    للتنحيف ومنع جذب الدهون من القناة الهضمية

مكونات الجزر الأبيض

يحتوي الجزر الأبيض (parsnip) على المُركّبات الفينولية (Phynolic acids) النافعة في الوقاية من السرطان.
كما يحتوي أيضاً على نسبٍ جيدة من المعادن والفيتامينات كالفوليك أسيد (Folate) الضروري لاكتمال نمو الجهاز العصبي للجنين والضروري أيضاً للحماية من أمراض القلب والشرايين لدى الكبار. تحتوي الحصّة الواحدة من الجزر الأبيض على 78 ميكروغراماً من الفولات وهذا أكثر من خمس 1/5 حاجة الجسم اليومية (400 ميكروغرام).

ويحتوي الجزر الأبيض أيضاً على نسبٍ جيدة من الأملاح المعدنية الضرورية لسلامة الجسم كالفوسفور (74 ملغ في الحصّة أي أكثر من 01/1 حاجة الجسم اليومية) والبوتاسيوم (450 ملغ ما يقارب
⅛ حاجة الجسم) والحديد 0.6 ملغ في الحصّة) والمنغنيز (0.5 ملغ / الحصّة أي أكثر من ¼ حاجة الجسم اليومية (1.8 ملغ).

وفي الجزر الأبيض أيضاً نسبةٌ مهمةٌ من الزيوت الطيارة (Volatile oil) (% 1.3-9.1) وأهمها الأوكتيل بيوتيرات (Octyl butyrate) والميريسيتيسين (myristicin). كما يحتوي أيضاً على الفلافونوئيدات (Flavonoids) وأهمّها الروتين (Rutin)، وبعض الحوامض الدهنية وبشكل خاص الحامض الدهني المُسمّى (Petrosalic acid) وقد تصل نسبته حتى حدود 46% فيه.

المركبات الدوائية الفعَّالة

Volatile oils
Folic acid
Octyl butyrate
Potassium
Myrisiticin
Phosphorus
Phynolic acids
Manganese
Flavonoids
Iron
Fatty acids
Fiber
Petrosalic acid

الجزر الأبيض والثلاثي الحامي للقلب

إنّ تناول الجزر الأبيض هو بالتأكيد واحد من أهمّ الأدوية الطبيعية الحامية للقلب والعروق وذلك بسبب احتوائه على نسبٍ مرتفعة من الثلاثي النافع للقلب والمقصود هنا: الألياف، والفولات والبوتاسيوم.
والجزر الأبيض غنيّ بالألياف وخصوصاً الألياف النافعة للقلب أي الألياف القابلة للذوبان، ويحتوي نصف الكوب من الجزر الأبيض المقطَّع على 3.3 غرام من الألياف، 1.8 غرام ألياف قابلة للذوبان (soluble) و 5.1 غرام ألياف غير قابلة للذوبان (unsoluble). والمهم هنا هو الألياف القابلة للذوبان التي تذوب في الكانال الهضمي مولِّدة مادةً هلاميةً لاصقة نوعاً ما، هذه المادة تحبس بداخلها ذرّات الكوليسترول الموجودة في الغذاء وتمنع بالتالي جذبَها إلى داخل الجسم وهي بهذا تفعلُ فعل أهمّ الأدوية المُخفِّضة للكوليسترول والنافعة للقلب والشرايين.

أما الفولات فهو يُخفِّض نسبة الهموسيستئين (homocysteine) في الدم وذلك بتحويله إلى ميتيونين (methionine). والثابت علمياً أنّ ارتفاع نسبة الهموسيستئين في الدم هو نفسه يزيد من خطر الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية إلى حدٍّ كبير.

ولتفسير ذلك هناك عدّة نظريات، إحداها أنّه أي الهموسيستئين قد يؤدّي إلى تأكسد الكوليسترول الضار (LDL) وبالنتيجة زيادة ترسُّبه على جُدُر الشرايين التاجيّة (القلبية) والدماغية.
وهناك نظريات أخرى وهي أنّ الهموسيستئين قد يزيد من كثافة الدم وقدرته على التجلُّط وذلك بأن يُحفِّز التصاق الصفائح الدموية (plalelets) ببعضها البعض أو يتدخَّل في نفس العملية الانعقادية وبالتأثير على عددٍ من العوامل الانعقادية (coagulative factors) أو أيضاً بزيادة نسبة الخلايا العضلية وبالتالي زيادة سماكة الجُدُر الشريانية وإلخ. ومهما كان السبب أو الطريقة فإنّ النتيجة واحدة وهي ثابتة وتؤكّد أنّ ارتفاع نسبة الهموسيستئين في الدم يؤدّي إلى الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية وأنّ زيادة نسبة الفولات في الغذاء يُخفِّض من نسبة الهموسيستئين بتحويله إلى مِيتونين وبالتالي منع تأثيراته الضارّة على القلب والشرايين. ليس هذا فقط بل إنّ الحصّة الواحدة من الجزر الأبيض تؤمِّن 450 مليغراماً من البوتاسيوم (Potassium)، الحامي الأوَّل للقلب وللعروق. وقد أثبتت الدراسات أنّ البوتاسيوم، بشكل أقراص دوائية أو عن طريق الغذاء، يُخفِّض ضغط الدم الشرياني وهو يوصَف كدواءٍ معروف من قِبل أمهر أطباء القلب لتخفيض ضغط الدم الخفيف والمتوسط (mild to moderate hypertension) وله نتائج جيدة وإيجابية في هذا الخصوص.

من هنا، يمكن القول بأنّ الجزر الأبيض بغناه بهذا الثلاثي الفعَّال (الألياف soluble fibers، الفولات Folate والبوتاسيوم (potassium هو بالتأكيد دواءٌ مؤثر ومهمّ يحارب ويقي من الإصابة بأمراض القلب والسكتات القلبية والدماغية التي إن لم تكن مميتة، فهي خطيرةٌ بالتأكيد. أَوَليس مُهِمّاً عزيزي القارئ أن تأكل الجزر الأبيض دوماً، وكلّما استطعت، ومع كل وجباتك.

الجزر الأبيض: لمحاربة سرطان القولون والثدي

يحتوي الجزر الأبيض على عددٍ من المُركَّبات الكيميائية (Phytochemicals) المُهمَّة والفعَّالة في القضاء على الخلايا السرطانية ووقف نموها; من أهمِّ هذه المواد ال (phenolic acids) التي تتصِّل بالمواد المُسبِّبة للسرطان مُكوِّنةً لأجسامٍ كبيرة لا يمكن جذبها إلى داخل الجسم وبهذه الطريقة يتخلّص الجسم من هذه المواد الفتّاكة بدفعها خارجاً مع الفضلات.

إلاّ أنّ هذا ليس فقط ما ينفع في الجزر الأبيض بل إنّ الجزر الأبيض يحتوي أيضاً على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف النافعة القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان (soluble and insoluble fibers)، وكلاهما له دورٌ مهمٌّ في الوقاية من الإصابة بالسرطان، فالألياف القابلة للذوبان تذوب في أثناء عبورها الجهاز الهضمي مُكوِّنةً مادةً هلامية عازلة تحمي جدار القولون من الأذى نتيجة احتكاك أو عبور بعض المواد المُخرِّشة والتي قد تُسبِّب تجرُّح جدار القولون وبالتالي زيادة احتمال الإصابة بسرطان القولون. أمَّا الألياف غير القابلة للذوبان فهي تعمل كالإسفنجة فتمتصُّ أضعاف وزنها من الماء، وهي بذلك تزيد حجم الفضلات وبالتالي فهي تزيد من سرعة عبور هذه الفضلات (Transit) في الكانال الهضمي، وهذا مهمٌ جداً لأنّه كلَّما زادت مدّة احتكاك هذه الفضلات بجدار القولون كلَّما أدَّى ذلك إلى أذيَّة وتجرُّح هذا الجدار ما قد يؤسِّس لبدء نشوء مناطق قد تتحول لاحقاً إلى خلايا سرطانية.

ولأجل هذا ينصح الأطباء دوماً بالإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف وخصوصاً للأشخاص الذين يشكون من الإمساك (constipation) أو مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي كالديفرتيكيلوز (diverticulosis)، وهذه الأخيرة هي عبارةٍ عن وجود جيوبٍ ناتئةٍ في جدار القولون بسبب ضعف هذا الجدار في بعض المناطق.

وتشير الدراسات إلى أنّ الألياف غير القابلة للذوبان لا تفيد فقط القولون بل هي تُخفِّض أيضاً من خطر الإصابة بسرطان الثدي وذلك لأنَّها تتصِّل بالإستروجين (estrogen) الموجود في مجرى الجهاز الهضمي وبهذا تنخفض نسبة الإستروجين في الجسم، ومن المعروف طبيًّا أنّه كلّما انخفضت نسبة الإستروجين الذي تتعرَّض له المرأة طوال حياتها كلَّما قلَّت نسبة إصابتها بسرطان الثدي. وفي دراسة أُجريت في جامعة تورنتو في كندا تبيَّن أنّ خطر الإصابة بسرطان الثدي انخفض لدى السيدات اللاّتي استهلكن ما يقارب 28 غراماً من الألياف يومياً بنسبة 38% أقل من السيدات اللّواتي كُنَّ يستهلكن 14 غراماً فقط من الألياف في اليوم.

وخلاصة القول إنّ الجزر الأبيض هو واحدٌ من الأغذية الغنية بالألياف النافعة للقلب والواقية من الإصابة بالسرطان، ومن هنا يُنصَح بتناوله قَدَر الإمكان لتحصيل الفائدة، وكما كان أهلنا يتناولونه مع كل طعامٍ، صباحاً ظهراً ومساءً. ولعلَّ هذه العادات هي التي كانت تحمي أجدادنا من الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة.

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

● انزع الأوراق الخضراء
يُفضَّل نزع أوراق الجزر الأبيض الخضراء قبل حفظها في البراد لأنّ هذه الأوراق في حال لم تُنتَزع تمتصُّ الماء والعناصر الغذائية الموجودة فيه. أمَّا إذا أردت أن تستفيد من الجزر الأبيض مباشرةً عندها يمكنك إبقاؤها والاستمتاع بالشكل مع الفائدة.

● احفظ الجزر الأبيض في البراد
يجب التنبُّه إلى غسل الجزر الأبيض مع فركه باليدين جيداً للتخلُّص من الرمل العالق به ومن ثم حفظه في البراد بعد نزع أوراقه عنه للاحتفاظ بطعمه اللذيذ وبالرطوبة فيه والأهم الاحتفاظ بقيمته الغذائية كما هي.