التصنيفات
صحة المخ والجهاز العصبي

الجلطة الدماغية: العلاج البديل

لا تختلف الجلطة الدماغية كثيرا عن الذبحة القلبية، سوى بأنها تقع في الدماغ. فخلال الجلطة الدماغية يحدث انسداد في أحد الشرايين المؤدية إلى الدماغ أو ينفجر وعاء دموي صغير في الدماغ. وكلتا الحالتان تبدو مميتتين، وهما كذلك بالفعل. والواقع أن الجلطة الدماغية هي المسؤول الثالث عن الوفاة في الولايات المتحدة بعد اعتلال القلب والسرطان.

أضف إلى ذلك أن أولئك الذين يبقون على قيد الحياة بعد إصابتهم بالجلطة الدماغية قد يتمنون أحيانا لو أنهم لم ينجوا. فمن بين الأربعة ملايين أميركي الذين يبقون على قيد الحياة بعد الإصابة بالجلطة الدماغية، يعاني كثيرون من مشاكل في النطق ومن الشلل وانخفاض القدرات الذهنية، وجميعها ناتجة عن موت نسيج الدماغ بعد حرمانه من الأكسجين أثناء الجلطة. والأهم من ذلك هو أن تكرر الجلطة أمر شائع جدا.

وأفضل طريقة لتجنب الجلطة هي بخفض ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل الخطر الأول. ولكن إن كان الأوان قد فات على الوقاية – أي إن كان المريض يتعافى من الجلطة – فإن مزاولي الطب البديل يقدمون طرقا عديدة للمساعدة على تعجيل الشفاء وتقليص احتمالات الإصابة بجلطة أخرى.

اتصل بالطبيب قبل تناول أي من المكملات أو الفيتامينات التالية، خاصة إن كانت الجلطة قد سببت خللا في القدرة على الابتلاع أو فرطا في الاختناق أو السعال عند الأكل.

دليل العناية الطبية

تحذير: لا تستعمل العلاجات البديلة المذكورة إلا كجزء من برنامج علاج يراقبه ويشرف عليه طبيب مؤهل بالاشتراك مع طبيب بديل مؤهل، كلاهما خبير في العناية بحالتك. واستشر طبيبك التقليدي قبل تغيير العلاجات أو الأدوية الطبية التقليدية أو إيقافها، وأبق جميع أطبائك التقليديين و/أو البديلين مطلعين على جميع أنواع العلاج التي تتلقاها.

إن الاستشفاء الفوري والأدوية المغايرة التي تساعد على تذويب خثر الدم – وبعضها يوقف الجلطة الدماغية أثناء حدوثها – هي من أفضل الطرق لمواجهة الجلطة الدماغية، كما تشير غلين ب. ويلكوكسون، دكتورة في الطب، مديرة مجموعة New Beginnings Medical Group في غلف شورز، ألاباما.

اطلب رقم الطوارئ أو اطلب من شخص آخر أن ينقلك إلى أقرب مستشفى إن أصبت فجأة بالأعراض التالية: خدر أو ضعف في إحدى جهتي جسدك (الوجه أو الذراع أو الساق)، ارتباك أو مشاكل في النطق، مشاكل في البصر، دوار أو انعدام التوازن، أو صداع حاد يطرأ من دون سبب ظاهر.

ومن شأن بعض العلاجات البديلة المختصة أن تساعد في عملية الشفاء. ومن الوسائل البديلة لعلاج الجلطة الدماغية نوع خاص من الوخز بالإبر هو الوخز الإبري لفروة الرأس. “إنه العلاج الأول لجلطة الدماغ في الصين”، كما يؤكد مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو. وهو يعمل عبر زيادة جريان الدم في الأوعية الدموية الصغيرة للدماغ.

ومن شأن غرفة الأكسجين العالية الضغط، التي يتم فيها رفع الضغط الجوي بشكل اصطناعي ويتنفس فيها المريض الأكسجين النقي، أن تساعد أيضا على الشفاء من الجلطة الدماغية، برأي د. ويلكوكسون.

ويقول: “بعد الجلطة الدماغية، ثمة مناطق في الدماغ لا تمون فعلا بل يعتقد بأنها في حالة سبات. والأكسجين العالي الضغط يعمل على إحياء هذه المناطق. كما أنه يزيد من سرعة ترميم جميع خلايا الدماغ التالفة عبر زيادة التزويد العام بالأكسجين الذي يتيح شفاء الخلايا ونمو أوعية دموية جديدة في الأماكن التي انقطع عنها الدم”.

وفي حال سببت الجلطة الدماغية عجزا عن الحركة لفترة طويلة، يضاعف انعدام الحركة من خطر الإصابة بترقق العظم. والواقع أن “كثيرا من الأطباء الذين يعالجون مرضى الجلطة الدماغية ينسون بأن عدم استعمال الأطراف وغياب النشاط المشتمل على حمل وزن الجسد يؤديان إلى نقص في الكالسيوم، وبالتالي إلى ترقق العظام”، كما يشير ديفيد ستينبلوك، دكتور في طب العظم، طبيب أمراض عظمية في ميشن فييغو، كاليفورنيا. ولا يؤثر نقصان الكالسيوم على العظام وحسب، بل على العضلات أيضا، مسببا الأوجاع والتشنجات والانزعاج.

للوقاية من ترقق العظام، ينصح د. ستينبلوك بأن تطلب من طبيبك أن يصف لك الكالسيتونين (Miacalcin)، وهو رذاذ انفي يحتوي على الكالسيوم. “من شأن الكالسيتونين أن يحول دون ترقق العظام ويساعد في عمليات شفاء الدماغ أيضا”، كما يقول.

البروملين BROMELAIN: لتذويب الخثر الدموية

البروملين هو أنزيم هضمي يساعد على تذويب خثر الدم، مما يحول دون الإصابة بجلطة دماغية أخرى، كما تقول غلين ب. ويلكوكسون، دكتورة في الطب، مديرة مجموعة New Beginnings Medical Group في غلف شورز، ألاباما. تناول 1.500 ملغ من البروملين ثلاث مرات في اليوم (ما مجموعه 4.500 ملغ) بين الوجبات، ولا تبدأ إلا بعد يوم من الجلطة.

“فإن استعملت المكمل قبل ذلك، من شأنه أن يسبب نزفا طفيفا في الدماغ ويزيد الحالة سوءا، كما توضح د. ويلكوكسون. وفور بدئك باستعمال البروملين، يمكنك الاستمرار باستعماله باستمرار، كإجراء وقائي.

الفوسفاتيديلسيرين PHOSPHATIDYLSERINE: منشط لخلايا الدماغ

“من شأن بعض المكملات الغذائية أن تحمي خلايا الدماغ وتنشطها، معيدة النشاط قدر الإمكان إلى الخلايا التي لم تمت أو تتلف على أثر الجلطة”، كما يقول فيليب مينتون، دكتور في الطب، طبيب مثلي في زينو. والمغذي فوسفاتيديلسيرين، وهو من مركبات الأغشية الخلوية، هو واحد منها. تناول 100 ملغ ثلاث 10 مرات في اليوم لمدة سنة على الأقل عقب الجلطة.

DMAE Dimethylaminoethanol: يساعد في كيمياء الدماغ

المغذي ديميثيل أمينو إثانول (DMAE) هو مادة سابقة لكيميائيات جوهرية لوظيفة الدماغ، كما يشير د. مينتون. استعمل المكمل لفترة طويلة، وفقا للتعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.

الأسيتيل – كارنيتين Acetylcarnitine: يزود خلايا الدماغ بالطاقة

هذا مغذّ آخر يساعد على تزويد خلايا الدماغ بالطاقة، برأي د. مينتون. استعمل مكملا عيار 500 ملغ ثلاث مرات في اليوم لمدة سنة على الأقل بعد الجلطة.

الجنكة: تحسن جريان الدم في الدماغ

من شأن هذه العشبة أن تساعد على التعافي من الجلطة الدماغية والحؤول دون جلطة ثانية عبر تحسين جريان الدم في الدماغ، كما يعتقد مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو. وهو يوصي بأخذ 180 إلى 240 ملغ يوميا من خلاصة العشبة بنسبة 24 بالمئة.

المكملات: برنامج للوقاية من جلطة ثانية

“أثبتت لي خبرتي أن المغذيات التالية من شأنها أن تقلص احتمال الإصابة بجلطة دماغية ثانية عبر المساعدة على فتح الشرايين وترميمها وتقوية القلب”، كما تقول إميلي كاين، دكتورة في طب المعالجة الطبيعية وخبيرة في الوخز بالإبر في جونو، ألاسكا.

– الفيتامين هـ: 400 إلى 600 وحدة دولية يوميا
– الأحماض الدهنية أوميغا – 3: ملعقة طعام من زيت بزر الكتان يوميا
– الأنزيم المساعد Q10: 30 إلى 100 ملغ يوميا
– الفيتامين ج: 3.000 ملغ يوميا

علاج الجسد/الفكر عبر التنويم المغنطيسي الطبي

التنويم المغنطيسي الذاتي هو تقنية إعادة تأهيل يمكن لضحايا الجلطة الدماغية استعمالها من دون مساعدة طبيب. ولا تساعد هذه التقنية على إعادة السلوك الذهني الإيجابي وحسب، بل من شأنها أيضا أن تعجل الشفاء عبر المساعدة على إعادة الإحساس والقوة إلى الأجزاء المصابة من الجسد. إليك كيفية ذلك.

التنفس: ادخل النشوة العلاجية

ابدأ بما يطلق عليه اسم النشوة العلاجية. “إنها حالة ذهنية خاصة، كاملة الوعي تتميز بمشاعر من السلام والحرية وبإحساس بأنك على اتصال مع جسدك وقوة الحياة الخاصة بك”، كما يوضح جيرارد سانين، دكتور في الطب، أستاذ سريري مشارك لعلم النفس في جامعة نيويورك – مركز بيلفو الطبي في مدينة نيويورك وخبير في التنويم المغنطيسي الطبي.

لدخول النشوة، اجلس على كرسي بشكل مريح واترك جسدك يسترخي قدر الإمكان. ويستغرق استرخاء الجسم بعد النشاط الطبيعي حوالى دقيقة. أغمض عينيك أحيانا أثناء هذه العملية.

ابدأ بعد ذلك بالعد ببطء شديد من الواحد إلى السبعة. ومع كل عدد، اشعر بأنك تنغمس أعمق وأعمق في حالة وعي خاصة، حيث لا مستقبل ولا ماض بل مجرد وعي للحاضر.

عند الوصول إلى السبعة، خذ ثلاثة أنفاس متتالية، عميقة، وبطيئة. فهذا سيدفعك أكثر في النشوة. بعد هذه الأنفاس الثلاثة، اترك تنفسك يأخذ وتيرته الخاصة، ولكن واصل التركيز عليه لمدة 3 إلى 5 دقائق تقريبا. ومع التنفس، أرسل وعيك إلى أسفل رئتيك؛ عليك أن تشعر في الواقع بالهواء يملأ قعر رئتيك وتختبر شعور احتكاك رئتيك بأعضاء البطن.

وفيما أنت في حالة النشوة، ستشعر وكأنك في حالة تواصل عميق يتسم بالاسترخاء والسلام مع جسدك. وعليك أن تبتعد قدر الإمكان عن الأفكار، حتى وإن بقي ذهنك ناشطا. في الوقت نفسه، ستشعر بأنك تتصل بقوى طاقة الحياة فيك وقد تحس بتوهج داخلي، أو بنور مشع، أو بلحن شجي.

التأكيدات: نظرة إيجابية

ابق في النشوة لمدة 5 إلى 10 دقائق. وخلال هذا الوقت، تأمل بلطف في تأكيدات إيجابية، أو بتخيلات أو مشاعر باعثة للطاقة لتنشيط عملية الشفاء. أدّ هذه التمارين إن أمكنك مرة أو مرتين في اليوم لضمان تقدم الحالة بثبات، كما يوصي د. سانين.

“أنك تطلب من عقلك ومن جهازك العصبي أن يسلك طريقا باتجاه الصحة والسلامة. وهذه التأكيدات ستعمل بشكل آلي لأن عقلك وجسدك هما بحاجة إلى هذا المرشد”، كما يقول. وإليك بعض الأمثلة على التأكيدات الإيجابية.

– أنا أتكلم بوضوح أكبر يوما بعد يوم.
– عضلاتي تزداد قوة يوما بعد يوم.
– أشعر بحماس متزايد لتأدية تماريني.

وينصحك د. سانين بأن تؤلف تأكيدات خاصة بك، لكي تحس فعلا بما تقوله، وهذا هو السر في الواقع لتنشيط الجهاز العصبي. واعمد دوما إلى استعمال تأكيدات إيجابية، وذلك بقول ما تصبو إلى تحقيقه وليس ما تريد تجنبه.

التخيل: حاول رؤية مستقبلك

يمكنك استعمال التخيل بالإضافة إلى التأكيدات أو عوضا عنها وأنت في مرحلة النشوة. فعلى سبيل المثال، عوضا عن القول “سأمشي على نحو أفضل يوما بعد يوم”، عليك أن ترى بأنك تمشي بشكل أفضل.

“استعمل عينك الذهنية لرؤية نفسك وكأنك ممثل في فيلم سينمائي تؤدي هذا النوع من الأنشطة بشكل أفضل يوما بعد يوم”، كما ينصح د. سانين.

الأحاسيس: كن على اتصال بعواطفك

إن اختبار الأحاسيس التصحيحية أثناء النشوة هو ذو قيمة علاجية فائقة، برأي د. سانين. تخيل ما سيكون عليه شعورك لو تمكنت من الكلام بشكل طبيعي ثانية أو من المشي من دون عرج. حافظ على هذه الأحاسيس ما دام تستطيع ذلك أثناء النشوة.

ومهما كانت الطريقة التي تراها مناسبة لك، واصل تطوير قوة النشوة. خصص لها 10 دقائق أو أكثر، مرة أو مرتين في اليوم. “فحين تبدأ بتمديد قدراتك على التنويم المغنطيسي الذاتي، سيعمل عقلك الباطن على دفع نواياك الشافية إلى الواقع”، كما يقول.