الصحة العامة
تحتاج الأمهات المرضعات إلى العناية بأنفسهن؛ حيث يحتجن إلى إغلاق الهاتف، والحصول على قسط من النوم عند خلود الطفل إلى النوم، وترك إنجاز الأعمال المنزلية لشخص آخر، والابتعاد عن المخاوف والالتزامات الخارجية، وعدم استقبال سوى زائرة أو زائرتين من الصديقات المقربات، والحرص على تناول الطعام والشراب بحكمة.
يمكن لمعظم الأمهات ممارسة الرضاعة الطبيعية بأمان ونجاح، ولكن إذا كنت تتناولين دواء لأحد الأمراض المزمنة، فمن الضروري استشارة طبيب التوليد أو طبيب الأطفال المتابع لطفلك في ذلك، أما إذا عزمت على الرضاعة الطبيعية، فثمة عدة طرق تمكنك غالبا من التغلب على حالتك المرضية ومواصلة الرضاعة. فحتى السيدات اللاتي خضعن لعملية استئصال للثدي بسبب إصابتهن بسرطان الثدي ما زال بإمكانهن إرضاع أطفالهن باستخدام أجهزة خاصة. ويمكن الرجوع لاستشاري الإرضاع وطلب مساعدته في هذا الصدد.
حجم الثدي
يعتقد بعض السيدات ممن لديهن ثدي صغير بأنهن أقل قدرة على إدرار اللبن بسبب حجمه الصغير. في الواقع، ليس هناك أساس من الصحة لهذا الاعتقاد، فعندما لا تكون المرأة حاملا أو مرضعا، تكون الغدد اللبنية غير نشطة ولا تشكل إلا جزءا صغيرا من حجم الثدي، ومن ثم، يكون باقي حجم الثدي عبارة عن دهون؛ حيث إن الثدي الأكبر حجما يكون محتويا على المزيد من الأنسجة الدهنية، بينما يكون الثدي الأصغر حجما محتويا على قدر أقل من الأنسجة الدهنية، ومع تقدم شهور الحمل لدى المرأة الحامل، تحفز الهرمونات تلك الغدد اللبنية ليكبر حجمها وتتطور، كذلك، تسهم الشرايين والأوردة في تكبير حجم الغدد أيضا، ومن ثم تصبح الأوردة بارزة على سطح الثديين، كما يتسبب اللبن عند إدراره في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة في تكبير حجم الثديين، ربما تحتاج المرأة التي لديها ثدي كبير الحجم جدا إلى التحدث مع استشاري الإرضاع للحصول على مشورته حول الأساليب الخاصة لجعل الرضاعة الطبيعية أكثر سهولة.
الحلمات المسطحة أو المقلوبة
تعتبر هالة الثدي هي المنطقة الجلدية الدائرية داكنة اللون حول الحلمة، ويؤدي الضغط برفق على هالة الثدي بالسبابة والإبهام إلى بروز الحلمة بشكل أكبر، إذا تراجعت الحلمة للخلف أو أصبحت غائرة (مقلوبة)، فاطلبي مشورة استشاري الإرضاع قبل ولادة الطفل حتى يمكنك بدء الرضاعة الطبيعية بداية رائعة.
التمرينات الرياضية
تساعد ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام في تقوية الجسم ورفع الروح المعنوية؛ حيث يمكنها مساعدتك في فقدان وزنك إذا لزم الأمر، من المفيد للغاية ممارسة رياضة المشي لمدة ثلاثين دقيقة عدة مرات في الأسبوع وأنت تحملين طفلك في حمالته، كذلك، فإنه بالإضافة إلى ممارسة تمرينات الأيروبكس، فإن تمرينات حمل الأوزان يمكنها تقوية الجسم، وزيادة معدل الأيض به؛ حتى تستطيعي حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع، وهذا لا يستلزم معدات وأجهزة معينة؛ حيث يمكنك التدريب على حمل الأوزان بحملك أشياء في يديك رخيصة مثل أي كتاب من المكتبة لعدة دقائق قليلة يوميا، وليس هناك دليل على أن ممارسة الأم المرضع للرياضة قد تضر بطفلها.
تغير شكل الثدي
تخجل معظم الأمهات من الرضاعة الطبيعية لأنهن يقلقن بسبب تأثيرها على شكل وحجم الثدي. فالثدي يكبر خلال فترة الحمل، ويصبح أكبر حجما خلال الأيام الأولى بعد الولادة سواء تمت رضاعة الطفل أم لا. فيصبح الثديان أقل بروزا وغير مشدودين مع نمو الطفل، حتى وإن واصلت الأم الرضاعة بنجاح، فإن الأمر يصل لدرجة تتعجب عندها الأم لتتساءل ما إذا كان اللبن في الثديين قد توقف.
ويعتمد شكل الثدي على طبيعة النسيج الداعم للثدي والذي يختلف من سيدة لأخرى، فهناك سيدات لا يرضعن أطفالهن طبيعيا أبدا، وتكون أثداؤهن مسطحة بعد الحمل؛ في حين ترضع أخريات عدة أطفال طبيعيا دون أدنى تأثير على قوامهن، أو قد يتحسن قوامهن بعدها كثيرا.
ثمة تحذيران مهمان يجب مراعاتهما في هذا الصدد، أولا، يتعين على الأم ارتداء حمالات للصدر مقاسها مناسب لدعم الثديين ليس فقط أثناء الرضاعة، بل أيضا أثناء الفترة الأخيرة من الحمل عندما يكبر حجم الثديين، فهذا من شأنه منع شد البشرة وجلد الأنسجة الداعمة للثدي خلال الفترة التي يكون فيها وزن الثديين ثقيلا، كذلك، من الضروري شراء حمالات صدر خاصة بالرضاعة تكون مقدمتها مفتوحة لتسهيل الرضاعة (اشتري النوع الذي يمكنك فتحه بسهولة بيد واحدة).
النظام الغذائي للأم أثناء الرضاعة
يمكن لمعظم الأمهات المرضعات تناول ما يحلو لهن من الطعام، أحيانا ما يستجيب الطفل كل مرة تتناول فيها الأم طعاما معينا. فمثلا إذا شربت الأم لبنا، يمر بعض البروتين للبن الثدي، مما يهيج معدة الطفل (حتى إن بعض الأطفال المصابين بالحساسية يظهر لديهم طفح نتيجة الحساسية ضد لبن الأبقار المتناول). كذلك الحال عند تناول الكافيين والشوكولاته وبعض الأطعمة الأخرى. فإذا ما حدث ذلك عدة مرات متتالية مع طعام معين، فإنه يجب على الأم التوقف عن تناول هذا الطعام.
استشيري طبيبك بصدد الأدوية الآمنة وغير الآمنة أثناء الرضاعة الطبيعية. الجدير بالذكر أن التدخين بالطبع ضار بالأمهات والأطفال سواء خلال الحمل أو بعده، ولكن إذا كانت الأم مدخنة، فمن الأفضل لها أن تواصل الرضاعة الطبيعية، على أن تدخن بعيدا عن الطفل، مع محاولة تقليل عدد مرات التدخين والإقلاع عنه بدلا من التوقف عن الرضاعة الطبيعية.
تحتاج الأم المرضع إلى تناول ما فقدته من عناصر غذائية، بل وتناول المزيد عليه. يحتوي لبن الثدي على الكثير من الكالسيوم لضمان سرعة نمو عظام الطفل. ولكن إذا كنت تشربين القليل من اللبن أو تتبعين نظاما غذائيا لا يحتوي على منتجات ألبان، فيمكنك الحصول على كمية وفيرة من الكالسيوم من العصائر المحتوية على الكالسيوم التكميلي أو من لبن الصويا أو من أقراص الكالسيوم التكميلية. كذلك، تحتاج الأمهات المرضعات أيضا لفيتامين (د) لأنفسهن ولأطفالهن حيث إنه يمر عبر اللبن. وتتضمن مصادر هذا الفيتامين اللبن والزبادي ومكملات الفيتامين (بما في ذلك المكملات التي يتم وصفها قبل الولادة).
هناك جانبان لمسألة احتساء السوائل؛ حيث ليس هناك ما هو أكثر فائدة مما يجنيه المرء من شرب السوائل كي يشعر بالراحة؛ لأن الجسم يتخلص على الفور من الماء الزائد عن حاجته عبر البول. ولكن، قد تغفل الأم في أوج نشاطها ومشاغلها عن احتساء ما تحتاج إليه من السوائل لتسيطر عليها حالة من الظمأ بسبب هذا السهو. لذا، يعد أفضل وقت لاحتساء أي من السوائل عندما ترضعين طفلك.
يجب أن يحتوي النظام الغذائي للأم المرضع على العناصر الغذائية التالية: (1) قدر وفير من الخضراوات وخاصة الخضراوات الورقية كالبروكلي والكرنب، (2) الفواكه الطازجة، (3) الفاصوليا والبازلاء والعدس؛ لأنها تحتوي على الفيتامينات والكالسيوم وبعض الدهون الصحية، (4) الحبوب الكاملة. وتعتبر هذه الأطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف التي تساعد الأمعاء في استمرار عملها ووظيفتها بسهولة.
تكمن فائدة زيادة الخضراوات وتقليل اللحوم في تركز المبيدات الحشرية في لحوم الحيوانات وألبانها، وكذلك الحال بالنسبة للأسماك. فالأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن طبيعيا يتعين عليهن التقليل من تناول أسماك التونة مثلا، وتجنب تناول الأسماك الأخرى التي تحتوي على كميات عالية من الزئبق؛ حيث من الممكن أن تتسرب كميات من المواد الكيميائية السامة إلى لبن الأم إذا كانت تتناول الكثير من منتجات اللحوم. ومن ثم، فإن الأطعمة النباتية تكون أقل تلوثا حتى وإن لم تتم زراعتها عضويا.
هل الرضاعة الطبيعية ترهق الأم؟
قد تسمعين أحيانا أن الرضاعة الطبيعية ترهق جسد الأم كثيرا وتستنفد قواها. فالكثير من الأمهات يشعرن بالتعب في الأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعية، وكذلك الحال مع الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن صناعيا. إن لبن الثدي يقدم حقا للطفل عددا ملائما من السعرات الحرارية كل يوم؛ وهو ما يضطر الأم لأن تتناول كميات من الطعام تزيد على ما اعتادت عليه، وبالتالي يزداد وزنها، إذا كانت صحة الأم العضوية والنفسية على ما يرام، فسوف تقبل بشهية على المزيد من السعرات الحرارية الزائدة من أجل لبن الطفل. أما إذا لم تكن صحة الأم المرضع جيدة أو كانت تفقد وزنها، فيتعين عليها الإسراع في استشارة الطبيب.
إن الأم التي ترضع طفلها تضطر إلى قضاء العديد من الساعات يوميا وهي جالسة، بل أحيانا ما تكون الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن صناعيا أكثر تعبا؛ لأنهن يشعرن باضطرارهن لأن يؤدين الأعمال المنزلية، بينما يكون لدى الأمهات اللاتي يرضعن طبيعيا فرصة ممتازة كي يهتم شخص آخر بإنجاز هذه الأعمال. إن الرضاعة بالتأكيد مهمة مرهقة ومتعبة للأم التي يجب أن تستيقظ أكثر من ثلاث مرات كل ليلة لإطعام طفلها. وبالطبع لن يتمكن الأب المتحمس من تولي مسئولية هذه المهمة كليا، ولكن بإمكانه إحضار الطفل إلى الأم، أو تغيير حفاضته عند الحاجة وإعادة الطفل إلى فراشه. وبمجرد استقرار مهمة الرضاعة لدى الأم، لا بأس من تقديم الأب للطفل زجاجة من لبن الثدي خلال مرات إرضاعه ليلا. إذا كانت الأم ترضع الطفل في التاسعة مساء وغلبها النوم لترتاح، فيمكن للأب إعطاء الطفل زجاجة لبن في منتصف الليل، وبالتالي يمكن للأم الحصول على قسط من الراحة حتى الساعة الثالثة صباحا. الجدير بالذكر أنه يمكن للوالدين التطلع إلى عدم إرضاع الطفل ليلا إذا حالفهما الحظ وذلك خلال فترة الأشهر الأربعة إلى الأشهر الستة الأولى.
الدورة الشهرية والحمل
بعض السيدات لا تأتيهن الدورة الشهرية مطلقا ما دمن يرضعن أطفالهن طبيعيا. والبعض الآخر منهن تأتيهن الدورة الشهرية بانتظام أو دون انتظام. نادرا ما يصبح الطفل منزعجا إلى حد ما خلال فترة الدورة الشهرية أو يرفض الرضاعة مؤقتا.
تقل احتمالات الحمل أثناء فترة الرضاعة الطبيعية. إذا كان طفلك أقل من ستة أشهر وكان يرضع لبن ثديك فقط، فضلا عن أنه لا يمر أكثر من خمس ساعات بين الرضعات، ولا تعاودك الدورة الشهرية أثناء الرضاعة، فسوف تقل الفرصة جدا لحدوث الحمل (تبلغ نسبة حدوث الحمل 2 في المائة) حتى دون استخدام أي من وسائل منع الحمل أخرى. ومن المهم استشارة الطبيب بخصوص توقيت استخدام إحدى وسائل تنظيم الأسرة المناسبة لك.