يكثر وجود القمح في الأطعمة المحيطة بنا: مثل أغلب أصناف الخبز، والفطائر، والبيتزا، والمكرونة، والكعك، والبسكويت، والفطائر الحلوة، والوافل، وحبوب الإفطار، والرقائق الهشة، والمخبوزات وكل ما يطهى مخلوطاً باللبن والبيض وغير ذلك. والقمح رخيص، ويسهل الحصول عليه. ما المشكلة إذن؟ تكمن المشكلة في أن القمح في وقتنا هذا يزرع بانتقائية بهدف الإنتاج الضخم والاستخدام التجاري واسع النطاق، ويرش بمواد كيميائية متعددة، كما يحتوي على نسب عالية من الجلوتين.
فإذا تحتم أن يتناول ابنك منتجات القمح، فاحرصي على أن تكون مصنوعة من حبوب القمح الكاملة ليحصل على جميع عناصرها الغذائية. ومن الأفضل إضافة أنواع أخرى من الحبوب إلى وجباته وأكلاته الخفيفة.
الحبوب الرائعة
تحتوي الطبيعة على تشكيلة واسعة من الحبوب التي يمكنك إضافتها إلى غذاء أسرتك. وتعتبر الحبوب الكاملة غنية بالألياف النباتية وكثير من العناصر الغذائية الضرورية للصحة، وهي بطبيعة الحال أفضل كثيراً لأجسامنا من الحبوب المكررة المعالجة. استكشفي خيارات الحبوب المتاحة لك، ولا تخشي من تجربة الحبوب الجديدة عليك.
الأرز الأسمر
الأرز الأسمر الكامل غني بفيتامينات ب والألياف. ومنه أصناف قصيرة الحبة وأخرى طويلة الحبة. فأما الأصناف قصيرة الحبة فتساعد على إزالة الفضلات السامة من القولون، وأما الأرز الأسمر البسمتي طويل الحبة فيساعد على التخلص من المخاط الداخلي. وإذا قارنا الأرز الأسمر بالأبيض لوجدنا أن البني يستغرق وقتاً أطول في طهوه ويحتاج لمزيد من الماء، ولكن من الناحية الغذائية هو أكثر فائدة بكثير. وعادة ما لا يرفض الأطفال أكل الأرز، ولكن إذا رفض طفلك أكل الأرز الأسمر، فأعطيه بعض الوقت ليعتاد عليه. ويمكنك البدء بخلط الأرز الأبيض بالأسمر، ثم إجراء عملية التحول تدريجياً. ويشكل الأرز الأسمر أساساً مثالياً لكثير من الأطباق مثل الكاري والأرزية وحتى البانكيك.
الشوفان
تعد حبوب الشوفان مصدراً جيداً للكربوهيدرات المركبة. وتحتوي على ألياف، وبروتينات، ودهون أساسية، وفيتامينات ب، ومعادن كثيرة. كما أنها تعطي شعوراً قوياً بالامتلاء، وتصنع منها عصيدة رائعة مع اللبن أو الماء. ويمكن إضافتها إلى الموزلي وأصناف الحساء وكثير من الأطباق الحلوة مثل كعك وفطائر الشوفان. وتشمل أشكال الشوفان: برغل الشوفان (من الحبة الكاملة)، ولفائف الشوفان (أكثر الأشكال شيوعاً، وهو سريع الطهو)، والشوفان الفوري (معالج أكثر، وبالتالي أقل فائدة غذائية).
الجاودار
تستخدم هذه الحبوب، التي يتزايد انتشارها، أساساً في صنع الخبز والرقائق. ويعد الجاودار بديلاً رائعاً عن القمح لأنه يحتوي على نسبة أقل من الجلوتين، ومن ثم يثير قدراً أقل من تفاعلات الحساسية. وعند خبزه لا يرتفع وينتفخ بالهواء بنفس الدرجة التي تحدث لخبز القمح. وبالتالي فإن شرائحه اللدنة تعطي شعوراً أفضل بالامتلاء اللذيذ. وإذا اشتريت خبز الجاودار من المخبز، فاسألي البائع لتتأكدي أنه من الجاودار بنسبة 100%، إذ إن خبز الجاودار التجاري غالباً ما يحتوي على نسبة من دقيق القمح أيضاًَ. ويعتبر خبز الجاودار اختياراً جيداً للإفطار، إذ يمكن وضع أي شيء عليه بدءاً من العسل أو المربى، وحتى الطحينة أو لحم الديك الرومي.
الدخن
أطلق على الدخن (أو الجاورس) اسم “ملك الحبوب النشوية”، ذلك لأنه يحتوي على أكثر البروتينات اكتمالاً بين جميع الحبوب النشوية. كما أنه خالٍ من الجلوتين، وغني بالألياف، وسهل الهضم، ومغذٍ جداً. والدخن غني بفيتامين ب وفيتامين هـ، كما يحتوي على الكثير من المعادن مثل الحديد والمغنسيوم. وفضلاً عن هذا، فإنه يعمل كمضاد طبيعي للحموضة، وهو يثبط نمو الفطريات والخميرة ويبدو الدخن في مظهره مثل الكسكسي، ويطهى مثل الأرز، ويكون طعمه رائعاً مع الكاري وفي السلطات أو الحساء بأنواعه.
الكينوا
عرفت حبوب الكينوا منذ عصور الإنكا، ولكن كثيراً من المجتمعات بدأت تعرفه مؤخراً. وهو يعطي بروتيناً كاملاً (به قدر من البروتين يعادل ما بالقمح مرة ونصف). وفضلاً عن محتواه من الألياف، فإنه يحتوي على مجموعة واسعة النطاق من الفيتامينات والمعادن. وكذلك فإنه خالٍ من الجلوتين، مما يجعله أسهل هضماً. ويتم طهو الحبوب الكاملة في الماء مثل الأرز، ولكن يجب قبل هذا أن تغسل الحبوب وتشوح بخفة في مقلاة جافة. ويعتبر الكينوا إضافة ممتازة للحساء وأطباق أخرى. ويمكن شراؤه في شكل رقائق صغيرة لصنع العصيدة.
العلس والكاموت
هما نوعان قديمان جداً ينتميان إلى عائلة القمح ولكنهما أقل تسبباً في الحساسية من القمح العادي. ويحتويان على نسبة من الألياف ومن البروتين، وكثير من الفيتامينات، والمعادن بما فيها المغنسيوم، والزنك. ويمكن شراؤهما غالباً في شكل دقيق أو مكرونة.
الحنطة السوداء
قد يدهشك أن تعرف أن الحنطة السوداء من الناحية العلمية ليست من الحبوب، ولكنها من الثمار، ومع ذلك فإنها تبدو في هيئتها مثل الحبوب، وطعمها يشبه طعم الحبوب، كما تطهى وتؤكل مثل الأرز وغيره. ولا تحتوي الحنطة السوداء على أي نسبة من الجلوتين، وهي مصدر ممتاز للبروتين، وبها مادة تسمى “روتين” تعتبر من الفلافونويدات الحيوية (وهذه بدورها من الكيميائيات النباتية المغذية). كما أن الحنطة السوداء غنية بالبوتاسيوم، والفسفور، وفيتامينات ب. ويمكن شراؤها في صور متنوعة بما فيها دقيق الحنطة السوداء.
بدائل سريعة للقمح
الأرز: الأرز الأسمر، كعك أو رقائق الأرز، مكرونة الأرز
الشوفان: العصيدة، كعك الشوفان، الموزلي، خبز الشوفان، لفائف الشوفان التي تضاف لأنواع الحساء والمشروبات المضروبة بالخلاط
الجاودار: خبز الجاودار المقرمش، خبز بمبرنيكل، خبز الجاودار الألماني
الذرة: كعك الذرة، الناكوس، الفشار، مكرونة الذرة، خبز الذرة
الشعير: يمكن أكله مثل الأرز، وأيضاً في شكل مكرونة الشعير
الدخن: يمكن أكله مثل الأرز، ويضاف إلى الحساء والعصيدة، وفي شكل رقائق
الحنطة السوداء: يمكن أكلها مثل الأرز، وأيضاً في شكل دقيق أو شعيرية (نودلز)
الكينوا: يمكن أكله مثل الأرز، وأيضاً في شكل رقائق
العلس والكاموت: خبز ومكرونة العلس والكاموت
دقيق من غير القمح: دقيق الحمص، دقيق العدس، دقيق البطاطس، دقيق القسطل، دقيق اللوز، دقيق الشعير
ما الجلوتين؟
الجلوتين مادة بروتينية توجد بصفة طبيعية في بعض الحبوب مثل القمح، والشعير، والجاودار، وفي الشوفان أيضاً ولكن بنسبة أقل. والجلوتين مسبب للحساسية (بمعنى أنه يمكن أن يثير استجابة غير طبيعية من جانب جهاز المناعة)، وقد يسبب تفاعلاً تحسسياً في الأشخاص المعرضين لذلك. ومن أعراض الحساسية للجلوتين: الإعياء، ونوبات، الصداع، وألم المفاصل، والاكتئاب، والتهيج، والاضطرابات الهضمية. وتعرف الحساسية الشديدة للجلوتين باسم المرض الجوفي، ويعالج أساساً بتجنب المأكولات المحتوية على الجلوتين طوال العمر.
وفضلاً عن كون الجلوتين مسبباً للحساسية، فإنه يعمل كمادة غذائية داخل الأمعاء، فيعطل الهضم السليم للطعام ويعوق امتصاص العناصر الغذائية خلال بطانة الأمعاء، كما يمكن أن يؤدي تناول الجلوتين بصفة منتظمة إلى تفاقم المشكلات الهضمية في الأطفال مثل انتفاخ البطن والإمساك.