التصنيفات
الغذاء والتغذية

الحديد | اليود | المنجنيز

هناك الكثير من المعادن الموجودة بكميات قليلة في الجسم، وبالرغم من ذلك تلعب دورا هاما في الصحة، معظم الناس يعلمون عن الحديد واليود، ولكن قليل منهم من يعرف شيئا عن المنغنيز.

الحديد مهم للحياة، وبكميات قليلة

يُكوِّن هذا المعدن جزءً من الخضاب، وهو البروتين الخاص بنقل الأكسجين في داخل الكريات الحمراء إلى باقي خلايا الجسم، كما يكون الحديد أيضا جزء من الميموجلوبين الذي يؤمن الأكسجين إلى العضلات.. يحتاج إلى الحديد من اجل تكوين (ATP) أيضا. حينما يوجد عوز لعنصر الحديد، يشعر الفرد بالتعب والإنهاك لأن خلايا الجسم لا تحصل على كفايتها من الأكسجين، ولأن الجسم لا يصنع كمية كافية من (ATP) لإمداده بالطاقة.

معظم الناس يسمعون باستمرار عن مدى أهمية الحصول على كمية كافية من الحديد، فالحديد عنصر هام للحياة نفسها، ولكن مما يثير العجب، أن معظم البالغين ليسوا في حاجة أن يتناولوا مكملات من الحديد.. وفي الحقيقة إن تناول كمية من الحديد أكثر من اللازم يسبب الأذية للجسم.

هذا النوع من الأذية يمكن أن يساهم في مزيد من الإساءة إلى بعض الأمراض (المرض القلبي، أو التهاب المفاصل الرثياني)، ويسرع من عمليات الشيخوخة.. من أجل ذلك فمن المستحسن عدم أخذ مكملات من الحديد إلا إذا تأكدت أن هناك عوزاً حقيقياً للحديد. تشير بعض نتائج الأبحاث إلى أن فرط تخزين الحديد – (الحالة التي تسمى صباغاً دموياً Haemochromatosis) يمكن أن تساهم في خطورة حدوث المرض القلبي لدى الرجال والنساء، بسبب دور هذا المعدن في زيادة عمليات الأكسدة.

فقد كمية من الحديد في دماء الطمث كل شهر في الإناث قبل سن الإياس، يحميهن من تراكم الحديد في الجسم.. بعد سن اليأس، لا تفقد النساء دم الطمث وبالتالي لا يُفقد الحديد من الجسم بشكل دوري كل شهر، وربما نجم عن ذلك ارتفاع مستواه في الدم. ربما تفسر هذه العلاقة، لماذا يكون لدى النساء بعد سن اليأس نسبة خطورة لحدوث المرض القلبي أعلى من النساء قبل سن اليأس.

نقص الحديد، والاحتياجات اليومية

الأفراد الذين لديهم عوز في عنصر الحديد، غالبا ما يفقدون كميات كبيرة منه، أو يكون لديهم سوء امتصاص للحديد من الأمعاء، وليس دائما بسبب نقص كمية الحديد المتناولة في الطعام. الأشخاص الذين يعانون من عوز الحديد هم غالبا النساء أثناء الحمل أو الإرضاع، والأطفال، والمسنين، ومن يمارسون الرياضة العنيفة المستمرة، وأيضا المرضى المصابون بالبواسير، والتهاب القولون التقرحي، وبعض الحالات النازفة المزمنة الأخرى. وكل هذه الحالات لابد لأصحابها أن يستشيروا أطباءهم قبل أن يأخذوا مكملات الحديد، وخاصة إذا لم تكن ضمن مجموعة من الفيتامينات والمعادن.

النساء اللائي يعانين من طمث غزير، ربما يكون لديهن مستويات منخفضة من الحديد، وذلك بسبب ضياع الحديد في دم الحيض كل شهر.. ولكن كمية الحديد الموجودة ضمن أي تركيبة فيها عديد فيتامينات ومعادن ستحتوى ما يكفي من الحديد لتعويض ما يفقد شهريا في الحيض.

يحدث فقر الدم بعوز الحديد أحيانا بسبب نقص الحديد.. في هذا المرض يكون كمية الخضاب في الخلايا الحمر ناقصا، أو يقل عدد الكريات الحمر.. في حال أحسست بالتعب من بذل مجهود معتدل، أو كنت تحس بزالة تنفسية (عدم المقدرة على التنفس بشكل مريح)، فهذا يستدعي أن تستشير طبيبك. فلعل ذلك يكون بسبب عوز الحديد في الجسم أو فقر الدم بعوز الحديد.. ولا تعالج الحالة بنفسك حينما تظن أنه فقر دم.

فقر الدم Anemia

حالة مرضية دموية، حيث تقل كمية خضاب الدم أو يقل عدد الكريات الحمر عن المقدار الطبيعي

إن أكثر أنواع الحديد امتصاصا، هو ما يوجد في الرخويات الصدفية، والصموت (رخويات بحرية)، واللحوم الحمراء، والخضراوات (الأوراق الخضراء الداكنة)، وخميرة البيرة، وأجنة حبوب القمح، والعسل والدبس.. قد يحصل النباتيون على كمية من الحديد أقل من الذين يكثرون من أكل اللحوم، لأن الحديد الموجود في المصادر النباتية أقل قابلية للامتصاص. كثير من الأطعمة – (غير اللحوم) – مثل الحبوب، تدعم بإضافة الحديد.. يساعد فيتامين (ج) امتصاص الحديد، وبالتالي فإن شرب كوب من عصير البرتقال مع وجبة تحتوي الحبوب يساعد امتصاص الحديد.

إذا كان هناك أي مشكلة من حدوث المرض القلبي، فيمكن أخذ تركيبة من عديد الفيتامينات والمعادن الخالية من الحديد.. ولكن بالنسبة للنساء قبل مرحلة الإياس فهذه التركيبة لابد أن تحتوي على الحديد ضمن مجموعة المعادن الأخرى. ومن الجدير بالذكر أن ننوه بخطورة فرط الحديد (الانسمام بالحديد)، وخاصة عند الأطفال، وبالتالي يجب ألا يتجاوز ما هو موصى به (RDA).

اليود وصحة الغدة الدرقية

تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود، وحمض أميني يسمى التيروزين tyrosine من أجل صنع وإفراز الهرمونات الدرقية، وهي التي تنظم كثيراً من التفاعلات الدرقية في الجسم، في بدايات القرن العشرين كان نقص اليود في التربة والمياه هو السبب في قصور الدرق (نقص نشاط الغدة الدرقية)، وأحياناً ضخامة الغدة أو ما يسمى “الدراق goiter”، عند الناس القاطنين في الأماكن التي يقل فيها اليود.. ولكن أصبح عوز اليود نادراً هذه الأيام، والفضل في ذلك يرجع إلى إضافته في ملح الطعام…

عوز اليود، وقصور الدرق Hypothyroidism أكثر شيوعا في الدول النامية، حيث لا يستعمل معظم الناس الملح المضاف إليه اليود.. قصور الدرق قد يؤدي إلى التأخر العقلي (خاصة لدى الأطفال)، ونقص نمو، حالة يطلق عليها الفدامة Cretenism عند الأطفال، وهي خلل خطير في النمو. يشير بعض الدراسات والمشاهدات السريرية أن هناك علاقة ما بين نقص تناول اليود والإصابة بداء التليف الكيسي في الثدي، وهي حالة مؤلمة في الثدي، مع وجود كتل محسوسة.. إن تناول اليود وبعض المعالجات الطبيعية تحسن من وضع التليف الكيسي في الثدي.

إن الجرعة الموصى بها (RDA) من اليود هي (150 ميكروغرام) للبالغ.. من المُفَضّل أن لا تزيد الجرعة عن (600 ميكروغرام) يومياً بشكل منتظم، لأن زيادة اليود يمكن أن تعكس الوظيفة الدرقية.

يساعد المنجنيز في تكوين الغضاريف

المنجنيز عنصر هام لوظيفة المخ الطبيعية، وكذلك من أجل تكوين الكولاجين ونمو العظام، وإنتاج الطاقة، ووظائف أخرى.. يوجد هذا العنصر بكميات نادرة في الجسم (حوالي 20-10 مغ) في جسم رجل بالغ، لا ينتمي المنجنيز إلى عنصر المغنزيوم.

هناك احتمال أن يحسن هذا المعدن من أعراض التهاب المفاصل، والداء السكري، فيمن لديهم عوز لهذا المعدن، ولكن يحتاج الأمر إلى دراسات موسعة. لقد وجدت الدراسات على حيوانات التجارب أن المنجنيز يساهم في تكوين سلفات الكوندريتين، وهو جزء هام في مادة الغضاريف، وأن أخذ مكملات من هذا المعدن يريح أعراض التهاب المفاصل. وقد لوحظ أن عوز المنجنيز يحدث اضطراباً في استقلاب الغضاريف في ماشية المزارع.. ومازالت الأبحاث تُجرى لمعرفة ما إذا كان نقص المنجنيز في الطعام يساهم في أحداث التهاب المفاصل، وهل أخذ المكملات يريح أو يخفف الأعراض في البشر.

يعتبر المنجنيز جزءً من الإنزيم المضاد للأكسدة (Mn SOD)، وقد سبق التحدث عنه. هذا الإنزيم جزء من منظومة الدفاع ضد أذية الجذور الحرة لخلايا بيتا من البنكرياس التي تنتج الإنسولين.. بجانب ذلك لقد وجد انخفاض في مستوى (Mn SOD) في المرضى المصابين بالتهاب المفاصل والعظام أيضاً.

لقد وجدت الأبحاث على الخنزير الغيني أن نقص المنجنيز عنده، يؤدي إلى الداء السكري، وشذوذات في البنكرياس عند سلالة هذه الحيوانات.. كما وجد نقص في مستويات المنجنيز أيضاً عند المرضى بالداء السكري.. ورغم ذلك فلابد من دراسات على البشر في المستقبل لمعرفة ما إذا كان للمنجنيز أي دور في العلاج.

إن عوز المنجنيز عند البشر نادر جدا، ولا يوجد حتى جرعة يومية موصى بها (RDA). ولكن يعتقد أن الكمية الكافية بالنسبة للرجل (2.3 مغ يومياً) وأما المرأة فتحتاج إلى (1.8 مغ يومياً). تشمل الأطعمة الغنية بالمنجنيز كلاً من الحبوب الكاملة، والفواكه، والمكسرات والخضراوات.