غثيان، تقيؤ، فقدان الشهية، إسهال، فقر دم، تساقط الشعر، تعب، قروح في الفم، إنتانات خميرية، اكتئاب، قلق، أرق، ألم. لا، تلك ليست أعراض مرض سرطاني. إنها بعض من الأعراض الجانبية الشائعة لعلاجين طبيين للسرطان، وهما العلاج بالأشعة (أشعة إكس لقتل الورم) والعلاج الكيميائي (أدوية لقتل الورم).
يقول دوغ برودي، دكتور في الطب، طبيب بديل في رينو عالج مئات مرضى السرطان: “غالبا ما يصاب مرضى السرطان بالمرض الشديد نتيجة للعلاج الذي يخضعون له. واستعمال العلاجات البديلة إلى جانب العلاج التقليدي يساعد بعض المرضى على تحمل العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي من دون آثار جانبية تقريبا”.
والواقع أن بعض العلاجات البديلة من شأنها أن تضاعف من فاعلية العلاجين الكيميائي والشعاعي، كما يؤكد شارل سايمون، دكتور في الطب، مدير مركز سايمون للوقاية من السرطان في لاورنسفيل، نيو جيرسي.
دليل العناية الطبية
تحذير: السرطان هو مرض معقد يهدد حياة المريض ويحتاج إلى عناية طبية مختصة. والواقع أن بعض العلاجات البديلة قد تتسبب في تفاقم المرض إن لم تستعمل بصورة صحيحة. بالتالي، لا تستعمل العلاجات البديلة المذكورة إلا كجزء من برنامج علاج يقوده ويشرف عليه طبيب مؤهل خبير في العناية بالسرطان وفي الطب البديل. وإن كنت تعالج لدى طبيب تقليدي، استشره قبل تغيير العلاجات أو الأدوية الطبية التقليدية أو إيقافها، وأبقِ جميع أطبائك التقليديين و/أو البديلين مطلعين على جميع أنواع العلاج التي تتلقاها.
فطر المايتاكي MAITAKE: يمنع الغثيان ويضاعف الطاقة
يحتوي هذا الفطر الياباني على المادة الكيميائية الغذائية بيتا – غلوكان التي تساعد على منع الغثيان وفتح الشهية وزيادة الطاقة، بينما تقوي كريات الدم البيضاء التابعة للجهاز المناعي المسؤولة عن قتل الخلايا السرطانية.
ويعتقد روبرت رونتري، دكتور في الطب، مؤسس مساعد لـِ Helios Health Center الصحي في بولدر، كولورادو أن “خلاصة البيتا – غلوكان المأخوذة من فطر المايتاكي هي واحدة من أفضل العلاجات البيتية المستعملة للمساعدة على منع الآثار الجانبية لعلاجات السرطان التقليدية ولمكافحة السرطان”.
يتناول مرضى د. رونتري من قطارتين إلى ثلاث في اليوم (حوالى 30 قطرة) من هذه الخلاصة في مستحضر يدعى maitake D-fraction. وثمة خلاصات أخرى للبيتا – غلوكان، مشتقة من فطر شيتاكي أو رايشي فضلا عن المايتاكي. والثلاثة غنية بالبيتا – غلوكان. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الملصق.
MCT وبروتين مصل اللبن: يؤمن السعرات الحرارية التي تحتاج إليها
يؤدي علاج السرطان التقليدي إلى كبت مركز الشهية في الدماغ ويتلف خلايا الجوف. بالنتيجة، لا يشعر مرضى السرطان بالرغبة في الأكل، وقد يمتصون سعرات حرارية أقل من الأطعمة التي يأكلونها. ومن شأن ذلك أن يسبب نقصا خطيرا في الوزن.
وللتأكد من أن مرضى السرطان يحصلون على سعرات حرارية كافية للحفاظ على أوزانهم، يصف د. رونتري زيتا غنيا بالسعرات وسهل الامتصاص بدرجة عالية، يحتوي على دهن يدعى الشحوم الثلاثية المتوسطة السلسلة (MCT).
وأفضل مصادر الـ MCT بالنسبة إليه هو مستحضر يعرف باسم Thin Oil يتواجد في الزبدة وزيت الزيتون ونكهات الثوم. وهو ينصح مرضاه بتناول ملعقة طعام واحدة إلى ثلاث ملاعق في اليوم من زيت Thin Oil، اعتمادا على درجة شهيتهم ومأخوذهم اليومي من السعرات الحرارية ووتيرة نقصان وزنهم. ويتوفر Thin Oil لدى القيم على العناية بصحتهم.
كما يشجع أيضا على استعمال بروتين مصل اللبن، وهو مستحضر فعال خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الامتصاص. ويقول د. رونتري: “يحتوي بروتين مصل اللبن على كثير من السعرات الحرارية، وهو سهل الامتصاص ويعزز الجهاز المناعي ويساعد على محاربة السرطان”. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
الجلوتامين: لحماية القناة المعوية
يتصدى العلاجان الكيميائي والشعاعي لجميع الخلايا السريعة التكاثر في الجسم، وليس الخلايا السرطانية فحسب. لحماية الخلايا التي تبطن القناة الهضمية، يوصي د. رونتري بتناول 5000 إلى 15000 ملغ في اليوم من الغلوتامين، وهو حمض أميني يغذي الخلايا المعوية. ويقول: “الغلوتامين هو أفضل علاج لحماية الأمعاء من ضرر العلاجين الكيمائي والشعاعي”.
القتاد (نبات بقلي) ASTRAGALUS: لحماية الجهاز المناعي
تعمل هذه العشبة الصينية على تقوية الجهاز المناعي الذي أضعفه العلاج الكيميائي. ويصف د. رونتري تناول 1.500 ملغ في اليوم منها لمرضى السرطان.
عشبة الجنسة السيبيرية SIBERIAN GINSENG: لمضاعفة الطاقة والقدرة على الاحتمال
من شأن هذه العشبة أن تساعد على منع التعب الناجم عن العلاج بالأشعة أو العلاج الكيميائي، استنادا إلى د. رونتري. كما أنه يؤدي مفعولا جيدا مع القتاد لحماية الجهاز المناعي. وهو يوصي بتناول 200 ملغ، ثلاث إلى أربع مرات في اليوم لمرضى السرطان.
وللأسف، فإن كثيرا من المستحضرات التي يروّج على أنها عشبة الجِنسة السيبيرية لا تحتوي على أي من المكونات المولدة للطاقة في العشبة. لذا، يوصي د. رونتري بالبحث عن مستحضر يحتوي على نسبة معيرة من الإليوثيروسيد (Eleutherosides)، المكون الناشط الأولي.
شاي الأوميبوشي: لمنع الغثيان والتقيؤ
الأوميبوشي هي كلمة يابانية تشير إلى عجينة الخوخ المالحة، وهي واحدة من مكونات هذا الشاي، فضلا عن نبتة الكودزو (Kudzu) وعشبة الزنجبيل.
ويقول د. رونتري: “إنه العلاج الأفضل للغثيان والتقيؤ الناجمين عن علاجات السرطان التقليدية”. وإليك كيفية تحضيره.
اشترِ عجينة أوميبوشي ومسحوق الكودزو والزنجبيل المبشور طازجا أو مسحوق الزنجبيل. ضع ½ ملعقة صغيرة من مسحوق الكودزو في إناء وأضف إليه ما يكفي من الماء ليتحول إلى عجينة. اهرس العجينة وأضف إليها فنجانا من الماء الساخن لإذابتها. أضف ½ ملعقة صغيرة من الأوميبوشي و½ ملعقة صغيرة من الزنجبيل، ثم صب الخليط في قدر صغير وحركه على نار خفيفة لمدة 30 دقيقة. صفِّ المزيج قبل شربه، وتناوله مرتين في اليوم، بما في ذلك فنجان قبل الإفطار.
ويقول د. رونتري: “إن تناول المريض بالسرطان لهذا الشاي صباحا قبل الأكل يهدئ معدته كثيرا”.
الشاي الأخضر: عشبة أخرى لإيقاف الغثيان
يقول د. رونتري: “الشاي الأخضر يساعد الناس الذين يخضعون للعلاج الكيميائي على الشعور بحال أفضل بكثير، فضلا عن خصائصه المضادة للسرطان. وينصح مرضاه بشرب عدة فناجين من الشاي الأخضر في اليوم أو تناول 500 ملغ من العشبة يوميا على شكل كبسولات. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
مضادات التأكسد
يتعلم المختصون بالسرطان في كليات الطب أن مضادات التأكسد من الفيتامينات والمعادن تبطل مفعول العلاجين الكيميائي والشعاعي، كما يشير شارل سايمون، دكتور في الطب، مدير مركز سايمون للوقاية من السرطان في لاورنسفيل، نيو جيرسي.
وبما أن هذه العلاجات تعمل عبر توليد جذور حرة تدمر الخلايا، وبما أن مضادات التأكسد تبطل الجذور الحرة، يبدو منطقيا تجنب مضادات التأكسد.
ولكن د. سايمون لديه رأي مخالف. هو يعتقد في الواقع أن الدعم الغذائي لا يقلص حجم التأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة فحسب، بل يضاعف أيضا من “القدرة القاتلة” للعلاجين.
وخلاصة القول: استنادا إلى د. سايمون، إن الأشخاص الذين يستعملون مكملات الفيتامينات والمعادن جنبا إلى جنب مع العلاجات التقليدية يشفون من السرطان بصورة أسرع من غيرهم.