من الثابت أن المواد الكيميائية غير القابلة للتحلل عضويا، تتراكم في الدهون الحيوانية، وهناك من الأدلة ما يشير إلى أن تناول أطعمة ذات نسبة عالية من الدهون المشبعة، مثل اللحوم ومنتجات الألبان، يمكن أن يؤدي لزيادة مخاطر الإصابة بسرطانات الرئة والقولون والمستقيم والصدر والرحم والبروستاتا.
وحتى الان لا يوجد اتساق في نتائج الأبحاث المتعلقة بالدهون غير المشبعة المتعددة Polyunsaturated fat التي يوجد في أطعمة مثل السمن النباتي Margarine ومعظم الزيوت النباتية، فبعض الأبحاث يشير إلى أنها يمكن أن تؤدي لزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان. في حين أن بعض الدراسات تشير إلى أن زيت الزيتون وزيت السمك من الممكن ان يقيا من السرطان. ومع ذلك، فإن ارتفاع نسبة الدهون من أي نوع في طعامنا، أمر ينصح بالابتعاد عنه، لأنه بصرف النظر عن نسبة الدهون في طعامنا، فلا شك أنها يمكن أن تؤدي بالتراكم إلى زيادة الوزن والبدانة تحمل مخاطرها الخاصة بزيادة احتمالات الإصابة بسرطانات معنية مثل سرطان الصدر والرحم والكلية.
القليل من اللحوم
تشير الأبحاث على ان هناك علاقة بين تناول الكثير من اللحوم الحمراء (لحوم الأبقار والأغنام) ومخاطر الإصابة بسرطانات الأمعاء والصدر والبروستاتا، فالخبراء مقتنعون بدرجة كبيرة تستند إلى أدلة علمية، بإرشادات الهيئات المعنية بأبحاث السرطان، التي تنصح بعدم تناول أكثر من 80 غراماً من اللحم الأحمر يومياً، ويمكن تعويض الجسم عنها بتناول المزيد من وجبات تكون الدواجن والأسماك ضمن مكوناتها.
الكثير من الألياف
أي نظام غذائي غني بالأطعمة ذات الألياف يقدم لمن يتناوله وقاية كبيرة من سرطان القولون. ومن الممكن أيضاً أن يقلل مخاطر الإصابة بسرطانات الصدر والرحم والبروستاتا والمستقيم، والسبب في ذلك أن الألياف تعمل كمكنسة تقوم بكنس الأطعمة سريعاً عبر الأمعاء، ومن ثم تقلل من تعرض الجسم لأي مواد مسببة للسرطان قد تكون داخلة في تركيب الطعام.
ومن الأطعمة الغنية بالألياف: أنواع الخبز المصنوعة كليا من الحبوب وكل أنواع ” السيريال ” مثل الكورن فليكس ” وغيرها من الأطعمة المجففة التي يتناولها الناس عادة في الإفطار ومعظمها تحتوي على النباتات ذات الحبوب كالحنطة والشعير والذرة والأرز، والبقوليات مثل الفول بأنواعه والفاصولياء واللوبياء والعدس ومعظم الخضراوات التي تتعاظم فائدتها إذا ما أكلت نيئة.
تناول المزيد من الصويا
زيادة كمية أو نسبة الصويا في الوجبات يقدم قدرا معقولا من الوقاية للسرطانات المتصلة بالهرمونات بما فيها سرطان الصدر وسرطان البروستاتا فالصويا غنية بمادة الاستروجين النباتي، التي تعمل على إبطال النشاط الزائد للاستروجين في جسم الإنسان، الذي يمكن أن يؤدي لنمو الأورام في الخلايا ذات الحساسية المرتبطة بإفراز هذا الهرمون، في الصدر بوجه خاص.
ومن المصادر الغنية بالصويا حليب الصويا، الحلوى المصنعة بالصويا والتوفو ودقيق الصويا وفول الصويا المحمر وبروتين الصويا الذي يوجد في بعض أنواع البرغر والسجق النباتية والمقويات التي تعرف باسم Food Supplements، بعضها يحوي مركبات الصويا ومشتقاتها.
المزيد من الوقاية
– ينصح تجنب الإفراط في تناول المأكولات المملحة أو المقددة أو المدخنة أو المشوية، لأنها تحوي نترات وغيرها من المواد المسببة للسرطانات، وهناك ما يشير لوجود ارتباط بينها وبين سرطان المعدة.
– يفضل دائماً اختيار الأطعمة كاملة العناصر الغذائية على الأطعمة المعالجة كيميائياً أو المصنعة مثل الرقائق المقلية (الشبس) وأكياس البطاطا المقلية التي تباع في الأسواق والوجبات الخفيفة المعبأة أو المعلبة.
– ينصح بشرب الكثير من الماء لأن ذلك يساعد على طرد المواد السامة المسببة للسرطانات من الجسم.
– ينصح بتناول الأطعمة العضوية Organic Food أي التي لا تدخل في زراعتها أو تصنيعها مواد كيميائية، كلما كان ذلك ممكنا، وذلك لجنب الجسم التأثيرات الضارة للمبيدات الحشرية التي تستخدم في وقاية المحاصيل الزراعية.
– يجب دائماً غسل المأكولات جيداً بالماء قبل تناولها أو طهيها ويفضل تقشيرها كليا لتقليل مخاطر التعرض لبقايا المواد الكيميائية أو المبيدات التي قد تكون عالقة بالقشور.
– يستحسن شرب الشاي الأخضر والشاي الأسود، حيث أن كليهما يحوي نسبة من المواد المقاومة للسرطان.
– يجب تجنب تسخين الأطعمة داخل أغلفتها البلاستيكية لأنها قد تحوي مواد كيميائية سامة مسببة للسرطان، ويفضل دائماً إفراغ الوجبات الجاهزة المعلبة داخل إناء زجاجي قبل وضعها في الميكروويف.
النظام الغذائي
لقد أثيبت التجارب والأبحاث على أن هناك علاقة وطيدة ما بين عوامل نمط الحياة والإصابة بالسرطان ومن هذه العوامل النظام الغذائي الذي يلعب دوراً مهماً في معظم حالات السرطان. فمن الملاحظ أنه في نفس البلد تتغير أسباب الحدوث مع الوقت، وذلك عائد إلى تطور نمط الحياة ونمط التغذية. ويلاحظ من جهة أخرى انتشار أنواع معنية من السرطانات في مناطق معنية من العالم، فمثلاً يكثر سرطان الكبد والمرئي في بعض المناطق الحارة ويق نسبياً في الدول الغربية.
هناك بحوث كثيرة جداً تربط ما بين الإصابة بالسرطان والعامل الغذائي.
ان نوعية الدراسات المستخدمة تندرج تحت قائمة علم الوبائيات وعلم العلاقة بين الكائنات الحية وبيئتها ومراقبة مجموعة من الحالات ومجموعة من التجارب السريرية والمخبرية، وكماً هائلاً من المعلومات والإحصائيات.