في أواسط الستينيات من القرن الماضي، كان الشعور السائد أننا بدأنا نربح هذه الحرب على الميكروبات. فباستعمال المضادات الحيوية تغلّبنا على عدد كبير من الأمراض المعدية التي أزعجت وعذبت بني البشر عبر العصور. كان التلقيح قد جعل من أمراض الجدري والتيتانوس (الكزاز) والدفتيريا (الخانوق) والبوليو (شلل الأطفال) وغيرها من الأمراض المعدية والمخيفة أثراً من الماضي.
وكانت الطرائق الجراحية المتقدمة والمتطورة قد سمحت للأطباء الوصول إلى أعضاء الجسم الداخلية لترميمها أو إزالة الأعضاء المريضة منها – وحتى استبدالها بأعضاء صناعية بديلة أو بأعضاء طبيعية مأخوذة من أجسام بشرية أخرى.
بدت عجائب الطب الحديث وكأنها على وشك محو كل أنواع المرض وطالت معدلات الأعمار بشكل حاد. كان مظهر هام من مظاهر هذه المعجزة يتمثل بقبول عام لفكرة أن الجراثيم هي أصل المرض. كانت الميكروبات تعتبر مسؤولة عن غالبية الأمراض. فإذا قتلنا الميكروبات أو عبّأنا جيوش الجسم المكونة من الأجسام المقاومة للبكتيريا لكي تقوم بإبادتها، سوف نحيا حياة خالية من الأمراض. وفقهنا أيضاً كيف نوقف بعض الأمراض كالملاريا والطاعون الدَّبلي بإبادة الحشرات والهوام المسؤولة عن نشرها.
كانت المنظومة الطبية تنتصر في صراع الحياة والموت على استخدام الطرائق العلمية المعروفة بابحث ودمِّر. كان الباحثون يفتشون عن الأسباب الجرثومية للمرض ويطورون، من ثم، الأسلحة اللازمة لإبادة هذه الجراثيم. الأطباء وعمال الصحة العامة كانوا يستعملون هذه الأسلحة لقتل الجراثيم الضارة داخل مرضاهم فيتيحون لهم الشفاء ويؤمنون لهم أفضل الطرق لاستمرار عافيتهم.
كانت نتائج حرب البشر ضد الميكروبات مثيرة ومذهلة إلى حدّ أننا بدأنا نحول اهتمامنا إلى قهر الأمراض برمتها، فأعلنا الحرب على السرطان وأمراض القلب والرئتين. غير أننا اكتشفنا أن ليس هناك أعداء جرثومية يمكن أن نبحث عنها لندمِّرها بغية الشفاء من هذه الأمراض. واكتشفنا، بدلاً من ذلك، أن العديد من أمراضنا المميتة تعود إلى غذائنا الرديء وانعدام التمارين الرياضية والتدخين وشرب الكحول وغيرها من المسائل المتعلقة بطريقة العيش. إن أرضية المعركة في الحرب على المرض قد تغيرت، وكما قال المؤلف الهزلي والت كيلي على لسان أحد الشخصيات المسرحية في إحدى رواياته والمعروف باسم بوغو، “لقد قابلنا العدو وهو نحن”.
في خلال هذه الفترة عادت بعض الميكروبات التي ظننا أننا قد أجهزنا عليها نهائياً وصرنا نرى أنواعاً جديدة من الأنفلونزا لا نملك أي تلقيح ضدها. كما فاجأتنا أنواع جديدة من جراثيم السل وذات الرئة وغيرها من الأمراض المعدية التي أصبحت مقاومة للعقاقير. وبدأ الجميع يدركون أن الميكروبات، كأي شكل آخر من أشكال الحياة، تملك قدرة عجيبة على التطور والتأقلم. بإمكاننا أن نثابر على تطوير عقاقير جديدة لمحاربتها ولكننا، بذلك، نعجل في تطور الجراثيم المتفوقة التي لا دواء لها. وهكذا ربما حان الوقت الذي يتحتم علينا فيه التوقف عن شن حرب طبية واعتماد مقاربة مختلفة لمعالجة مشاكل صحة الناس.
ربما يكون التخلي التام عن نموذج الحرب أحد هذه المقاربات المتاحة. لقد استفدنا كثيراً من هذا النموذج في سعينا نحو تحسين صحتنا، غير أنه ينبثق من صورة غير مكتملة لكيفية عمل أجسامنا.
المتعضيات المجهرية
تتحكم المتعضيات الحية التي لا تُرى بالعين المجردة بجميع الذين ولدوا في هذه الدنيا. لهذه المتعضيات سلطة مطلقة على حياتنا. إنني أتكلم عن المتعضيات المجهرية الصغيرة إلى حدّ أنها لا ترى إلا بعين العلم. إنها تعيش في أجسامنا على الدوام؛ وفي الحقيقة إنها تعيش في جميع بقاع الأرض دون استثناء. تتواجد هذه المتعضيات داخل أجسامنا كما تتواجد خارج أجسامنا.
لا تستطيع بعض هذه المتعضيات أن تعيش مستقلة وعليها أن تتكاثر في خلايا كائنات حية أخرى، أما بعضها الآخر فتستطيع أن تعيش مستقلة.
بعض الأمثلة عن الفئة الأولى هي الفيروسات والريكتسيات والملتحفات. لهذه المتعضيات المجهرية خصائص تمكّنها من العيش متطفلة على كائنات حية أخرى من أجل التكاثر. هناك تساؤل فيما إذا كان من الجائز أن تُصنَّف هذه المجموعة كمتعضيات إذ إنها أحياناً تبدو كالمتعضيات وأحياناً لا. فالفيروس مثلاً ليس لديه خلية وهو يعتبر الوحدة الأساسية للحياة.
الفئة الثانية من المتعضيات المجهرية، المكونة من خلايا، تستطيع أن تعيش مستقلة. هناك نوعان من الخلايا. البروكاريوث لا تحتوي على نواة واليوكاريوث تحتوي على نواة البكتيريا هي مجموعة كبيرة من المتعضيات المجهرية البروكاريثوية (بدائية النوى) ذات الخلية الواحدة. جميع المتعضيات المركبة المتعددة الخلايا بما فيها الفطر والنباتات والحيوانات والبشر تتألف من خلايا يوكاريثورية (سوية النوى). كل شيء حي يمكن رؤيته كالأشجار الشاهقة والحيوانات الأليفة ونحن، كما نرى أنفسنا في المرآة، يتألف من نفس نوع الخلايا المركبة. أما المتعضيات المجهرية فربما تكون مؤلفة من خلايا مركبة ويمكن ألا تكون مؤلفة من مثل هذه الخلايا.
ورغم أن المتعضيات المجهرية صغيرة جداً إلى حدّ تصعب رؤيتها في المجهر فإنها تتمتّع بقوة الأعداد الفائقة الكبر. إن تكاثر السكان في الوقت الحاضر مشكلة عويصة إلا أنها لا تقاس بمشكلة الأعداد الهائلة للمتعضيات المجهرية. هناك مئة مليون إلى مليار جرثومة في كل غرام واحد من الأرض الخصبة ومئة مليار في أمعاء كائن بشري واحد.
إننا بالتأكيد لا نرى هذه الأعداد الهائلة إذ إنها مفرطة في الصغر. فالبكتيريوم يساوي واحد على خمسمئة إلى ألفين ملليمتر، والواحد من الخميرة في عائلة الفطريات يساوي واحد على خمسة آلاف من المليمتر، والفيروس يساوي واحد على عدة عشرات الآلاف إلى عدة مئات الآلاف من المليمتر.
إن وجود هذه الأعداد الكبيرة من المتعضيات المجهرية يعني أنها تتمتع بقدرة ممتازة على التكيف مع المتغيرات في بيئتها. بالنسبة إلى الحرارة مثلاً، تصنف هذه المتعضيات المجهرية في ثلاث فئات:
1. الكريوفايل التي تتكاثر في حرارة تقل عن 25 درجة مئوية.
2. المزوفايل التي تتكاثر في حرارة ما بين 25 و38 درجة مئوية.
3. الترموفايل التي تتكاثر في حرارة ما بين 45 و80 درجة مئوية.
المتعضيات التي يمكنها التكاثر في حرارة عالية تفوق على 90 درجة مئوية اكتشفت حديثاً جداً. وهناك أيضاً متعضيات مجهرية تحب الملح وتنمو بقوة حيث تركيز الملح عالياً، ومتعضيات تحب السكر تنمو بقوة حيث تركيز السكر عالياً، ومتعضيات تحب البيئة الحامضة وغيرها تحب البيئة القلوية، ومتعضيات لاهوائية يمكنها أن تحيا دون أوكسجين وأخرى تنمو في بيئة حيث التهوية على أشدها. وهكذا، من الواضح أن المتعضيات الحية تعيش في مدى واسع من البيئات.
ونحن نعيش على هذا الكوكب جنباً إلى جنب مع هذه الأعداد الكبيرة والأنواع الكثيرة من المتعضيات المجهرية وكلها تتكاثر وتزدهر من حولنا وفي داخلنا. ما لم نعلم الشيء الكثير عنها، لن نعرف الحقيقة عن عالمنا الشخصي. من وجهة نظرنا كبشر هناك جانب مضيء وجانب مظلم لتقاسم هذا الكوكب مع المتعضيات المجهرية. بدراسة ومعاينة هذين الجانبين سنتمكن من الوصول إلى معرفة كيف يمكننا أن نحيا ونزدهر على كوكب يعجّ بالحياة.
أثر الفيروسات القاتل
ربما لن تكون مفاجأة لكم أن تعلموا أن البشر كانوا مهددين طوال وجودهم بأمراض تتسبّب بها متعضيات مجهرية ممرضة، وتشكل الفيروسات المثل النموذجي لها.
الفيروسات ليست عضوية ولا غير عضوية. فهي لا تؤيِّض ولا تتنفس من ذاتها وهي طفيلية تعيش في خلايا غيرها من المتعضيات وتتكاثر داخل خلايا الحيوان أو النبات الذي يقدم لها الغذاء أو المأوى. خلال هذه العملية تقوم بتدمير هذه الخلايا، والفيروسات التي تولد تقوم بغزو خلايا جديدة وتتكاثر مرة أخرى. بنتيجة هذا التكاثر يصاب الحيوان أو النبات المضيف بعدد من الأمراض كالأنفلونزا والزكام. وفي بعض الأحيان يموت المضيف ولكن هذا الموت لا يثني الفيروسات من غزو خلايا صحيحة والتكاثر من جديد. وقد تفشّت أمراض معدية تسبّبت بها الفيروسات في جميع أنحاء العالم منذ أقدم العصور.
يحدث الفيروس الذي يتسبب بالأنفلونزا أعراضاً قاسية بينما يصيب الزكام العادي الأنف والحنجرة فقط. لفيروس الأنفلونزا حضانة قصيرة لا تتعدى الأسبوع الواحد بعد الإصابة تظهر بعدها الأعراض كالحرارة والإحساس بالتعب وألم المفاصل. في أكثر الحالات لا تتسبّب الأنفلونزا بالوفاة ولكن يمكن أن تخلف أمراضاً خطيرة كأن تحدث تضاعفات مثل الالتهاب الشُّعبي الرئوي وذات الرئة والتهاب الدماغ.
إن الأنفلونزا الإسبانية التي تفشّت في جميع أنحاء العالم سنة 1918–1920 معروفة جيداً. في تلك الأيام لم يكن أحد يعرف أن سببها الفيروس. نسبة هائلة من سكان العالم بلغت 30 بالمئة أُصيبوا بالمرض. في الولايات المتحدة وحدها توفي ما بين 500.000–675.000 شخصاً؛ في العالم أجمع بلغت الوفيات ما بين 50 إلى 100 مليون حالة. في الماضي القريب أصبنا بأمراض أخرى مصدرها الفيروس كان منها مرض الإيدز الذي يقضي على مناعة الجسم، وسارز الذي يصيب جهاز التنفس وقد تفشَّى في الصين وهونغ كونغ وتايوان، والنوروفايروس الذي أصاب عشرة ملايين شخص أو أكثر سنة 2006. سنة 2004 تأكد تفشِّي أنفلونزا الطيور في اليابان للمرة الأولى في 80 عاماً، وأجبر منتجو الطيور على إتلاف كميات كبيرة من الطيور المصابة. سنة 2009 و2010 تفشَّى مرض H1 N1 (أنفلونزا الخنازير) في جميع أنحاء العالم. يعتبر الجدري والحصبة من الأمراض الفيروسية المعدية وهما منقرضتان اليوم ولكنهما كانتا تشكلان تهديداً حقيقياً للناس فيما مضى.
مشكلتنا مع الأمراض الناتجة من الفيروسات هي أننا لا نملك الكثير من المعلومات الأولية المتعلقة بها، كدورة حياتها وتوقيتها وطرق تفشيها. وعلاوة على ذلك لم نجد بعد الاحتياطات الضرورية التي يجب أن تتخذ حيالها للتخلص منها أو الحدّ من زخم انتشارها. التلقيح الوقائي هو الطريقة المعتمدة ضد الأنفلونزا ولكن بما أن هذه الفيروسات تتغير بسرعة فالتلقيح ليس أبداً حلاً جذرياً.
المتعضيات المجهرية وتاريخ الإنسان
المتعضيات المجهرية المسماة “كائنات ممرضة” لا تقتصر على الفيروسات. فالسل والكوليرا والطاعون والديزنتاريا والسفليس والكزاز كلها إصابات تتسبب بها المتعضيات المجهرية. الريكتسيا والسلاميديا هي أيضاً تحتوي على “كائنات ممرضة” تسبِّب أمراضاً معدية.
كان لهذه الأمراض المعدية وقع عميق على التاريخ الإنساني. لقد تفشَّى الطاعون المعروف “بالموت الأسود” في جميع أنحاء أوروبا في أواسط القرن الرابع عشر. ونحن نعلم اليوم أن سبب تفشِّيه يعود إلى البراغيت الحاملة لباسيل الطاعون. ثُلث المئة مليون أوروبي أو 30 مليون شخص فقدوا حياتهم في طاعون “الموت الأسود”.
تختلف عوارض الإصابة بفيروس قاتل. فالطاعون الدَّبلي يحدث حرارة عالية وتورماً في الغدة الليمفاوية. وطاعون تعفُّن الدم يحدث بقعاً سوداء وطاعون الرئة يحدث ذات الرئة وهلمَّ جراً. من المسلّم به أن للأوبئة دورة من بضع مئات من السنين رجع بعدها إلى الظهور مجدداً. في أواسط القرن التاسع عشر تسبّب الطاعون الدَّبلي بوفاة ما يقارب 12 مليون شخص في الصين والهند.
ربما يعتقد البعض أن هذا المرض هو من الماضي، ولكنه لم يُستأصل بشكل جذري كما يتبيّن من وفاة 50 شخصاً في الهند سنة 1994. في الحقيقة هناك عدد لا بأس به من الأقطار في إفريقيا وأميركا اللاتينية صنّفت مناطق موبوءة من قبل منظمة الصحة العالمية.
حمى التيفوس المتأتية من الريكتسيا أحدثت عدداً كبيراً من الأوبئة في التاريخ. اضطر نابليون الذي غزا أوروبا، إلى التراجع ليس فقط من جراء برد الشتاء القارس بل أيضاً لأن حمى التيفوس تفشّت بين رجاله.
تسبّب الجدري وغيره من الأمراض المعدية بأوبئة اكتسحت الأميركتين في أعقاب أولى الاتصالات مع الأوروبيين. ويعتقد علماء الأنثروبولوجيا منذ زمن ليس ببعيد أن 85–90 بالمئة من سكان الأميركيتين قضوا بسبب المتعضيات المجهرية التي جلبها الأوروبيون، وشكل ذلك العامل الأهم في اندثار المدنيات الأصلية. اليوم يتكلم الأميركيون الإسبانية والإنكليزية والبرتغالية والفرنسية بسبب الميكروبات.
هناك عدد لا يحصى من مثل هذه الحالات التي تغيّر فيها التاريخ بسبب الأمراض المعدية. طوّر طريقة تلقيح الجدري طبيب بريطاني يدعى إدوارد جينير فانتشرت في جميع أنحاء العالم وكانت نتيجتها أن انخفض عدد المصابين تدريجياً إلى أن أصبح قليلاً جداً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. الإصابة الأخيرة بالجدري التي حصلت فعلاً كانت في الصومال سنة 1977. لذلك يقال إن الجدري هو المرض المعدي الوحيد الذي نجح الإنسان في استئصاله تماماً.
الحصبة التي يسببها فيروس الحصبة كانت فيما مضى مرضاً شائعاً يصيب الأطفال. والأطفال الذين نجوا من هذا المرض أصبح لديهم مناعة ضده لمدى الحياة. بعض البالغين الذين لم يصابوا بالمرض إبان طفولتهم، قضوا بسببه فيما بعد عندما كان وباء الحصبة يجتاح العالم تباعاً بين فترة وأخرى.
هل تمكنت المضادات الحيوية من استئصال الفيروسات الممرضة؟ يساعد التلقيح في منع الحصبة، ولكن ليس هناك علاج بعد. هبطت معدلات الوفيات بشكل كبير، ولكن عدد البالغين المصابين بالمرض كان على ارتفاع في الآونة الأخيرة. سنة 2007 ضرب وباء الحصبة المدارس الثانوية والجامعات في جميع أنحاء اليابان واضطرت أكثر من مئة مدرسة على الإقفال.
لماذا أُصيب بمرض الحصبة هذا العدد الكبير من البالغين اليافعين كمجموعة متميزة؟ في ذلك الحين كان الاعتقاد أن الأشخاص المصابين لم يتلقوا تلقيحاً ضد الحصبة في طفولتهم. ولكن تحقيقاً أعمق أظهر أن بعض الضحايا كانوا بالفعل لقحوا ضد الحصبة.
في التلقيح ضد الحصبة يُضخ في الجسم فيروسات مُضعفة من أجل إنشاء أجسام مضادة تجعل من الصعب الإصابة بالمرض. هذه الطريقة توفِّر شبه مناعة ولذلك فهي أقل من المناعة التي تنشأ لدى الأشخاص الذين أصيبوا فعلاً بالمرض وتمكنوا من التغلب عليه.
إن الاتجاه السائد في كلا الولايات المتحدة وأوروبا هو التلقيح ضد الحصبة مرتين، مرة عندما يكون الرضيع في سن الواحدة، ومرة ثانية عندما يذهب الطفل إلى المدرسة الابتدائية. اعتمدت الولايات المتحدة نظام ازدواجية التلقيح هذا سنة 1970، وبنتيجته انخفض معدل الإصابات بالحصبة انخفاضاً كبيراً. بمضاعفة التلقيح يرتفع مستوى المقاومة مما يجعل الإصابة بالحصبة صعبة.
بالنظر إلى مثل هذه النتائج يجب أن نعترف أن التلقيح فعّال إلى حدٍّ كبير. غير أنه يبدو لي أن هناك نقطة يتمّ التغاضي عنها. إذا نظرنا إلى عالمنا الطبيعي كسلسلة من الأنظمة المرتبطة ببعضها البعض، ربما نجد أن هناك مقاربة أخرى نحو المرض من الممكن أن تكون أكثر فاعلية واستدامة.
من أجل فهم مثل هذه المقاربة، سيكون من الضروري السؤال “ما هي جذور قوة الحياة التي تدعم وجودنا؟” قبل الإجابة على هذا دعنا نراجع كيف كان الطب الحديث يتعامل مع الأمراض المعدية.
إن أول عمل قامت به المنظومة الطبية كان “تحديد السبب”. في أواسط القرن التاسع عشر ثبَّت كل من لويس باستور من فرنسا وروبرت كوخ من ألمانيا التقنيات اللازمة لزرع المتعضيات المجهرية. وقد أدى ذلك إلى اكتشاف سلسلة من الباسيلات كباسيل السل وباسيل الكوليرا وباسيل التيفوئيد.. إلخ. كان العلماء اليابانيون أيضاً عاملين في هذا الحقل فاكتشف شيباسابورو كيتاسانو باسيل الكزاز وباسيل الطاعون الدَّبلي ويوشي شيفا باسيل الديزينتاريا في نفس الوقت تقريباً. إذا أزيلت هذه الكائنات الممرضة من الجسم، ربما يتم التخلص من الأمراض المعدية. وبموجب هذه الفكرة تمّ تطوير مضادات الجراثيم.
كان البنسلين أول مضاد للجراثيم طوره عالم البكتيريا البريطاني ألكساندر فليمنغ من مادة العفن الأزرق. تتكوّن طريقة عمل البنسلين من محاولة لردع الميكروب الممرض بواسطة عمل ميكروب آخر (العفن الأزرق). منذ أن بدأ الإنتاج الواسع للبنسلين تقلص معدل الوفيات من الالتهابات بشكل دراماتيكي وبرزت الإطراءات من كل جانب فمن قائل إن ذلك هو أعظم اكتشاف في القرن العشرين إلى آخر يقول إنه ثورة في عالم الطب.. إلخ. وقد أعقب ذلك عدة أبحاث في حقل المضادات الجرثومية.
كثير من الباحثين أملوا وآمنوا أن تطوير المضادات الجرثومية سيؤدي إلى التغلب على أمراض البشرية المعدية بالكامل، وقد نامت البشرية على هذا الحلم قرناً كاملاً قبل أن تستفيق منه. ظهرت بكتيريا جديدة على الساحة وطُوِّر مضاد للجراثيم جديد للقضاء عليها ثم ظهرت بكتيريا جديدة مقاومة لهذا المضاد وهلمَّ جراً. هذه الحلقة المفرغة لم تنتهِ بعد.
واليوم يواجه العالم سؤال جديد: هل المفهوم القائل بقهر الكائنات الممرضة بواسطة المضادات الجرثومية ما يزال صالحاً؟ ألسنا، بكل بساطة، نستولد جراثيم متفوقة لا نملك حيالها أي دفاع؟
مقاربة بديلة لاحتواء الأمراض المعدية
خلال بضعة قرون مضت تمكّن الباحثون من تحديد عدد كبير من الكائنات الممرضة. غير أن هذه الكائنات الممرضة المكتشفة ليست سوى جزء يسير جداً من المتعضيات المجهرية المتواجدة في هذا العالم. فحتى حين نطوِّر مضاداً جرثومياً فعالاً ضد أي مرض معدٍّ فإنه ليس إلا نقطة في بحر المجالات المفتوحة أمام هذه الكائنات الحية. فمما لا شك فيه أن المضادات الجرثومية تشكِّل تقدماً هاماً في حقل الرعاية الصحية ولكنها ليست الجواب النهائي والكامل على الأمراض المعدية. فمن جهة لم نتوصل بعد إلى فهم كامل لهذه الميكروبات، ومن جهة أخرى أعتقد أنه من المستحيل أن نتوصل إلى فهم كامل لمداها الحيوي.
يجب ألاّ ننسى أبداً أننا نحن، كبشر، نؤلف جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة وأننا نعيش تحت سقف قوانينها. فما لم يكن لدينا احترام للطبيعة وتواضع أمام قوتها فإن أي دواء ننتجه لن يكون سوى حل موقت يفضي إلى هجوم معاكس من قبلها. وما السباق اللامتناهي بين البكتيريا القادمة ومضادات الجراثيم إلا مثلٌ واحد على هذه الحقيقة.
أما علاج السل فهو أيضاً مثل آخر. فقد كان هذا المرض على ازدياد في السنوات القليلة الماضية. سبب هذا المرض المعدي القاتل هو باسيل السل. بعد الحرب أفضى الاستعمال الكثيف لمضادات الجراثيم مثل الستربتوبايسين إلى انخفاض كبير في عدد مرضى السل. ولمدة من الزمن أصبح السل يُعد مرضاً من الماضي. غير أنه منذ عهد قريب أصبح عدد الناس المصابين يرتفع مرة ثانية خاصة بين الأشخاص المسنين والشباب.
لمعالجة هذه الحالة سُمح باستخدام اللقاح المعروف باسم “باسيلوس غالميت غيران” في اليابان ولم يُسمح باستخدامه في الولايات المتحدة حيث خطر الإصابة بالعدوى متدنٍّ في الوقت الحاضر. ولكن حتى هذا اللقاح ليس فعالاً مئة بالمئة، فعندما يصاب شخص بمرض السل يظل باسيل السل في رئته ولدى انخفاض مقاومة المريض وفعالية اللقاح، يبدأ باسيل السل بالانتشار متسبباً بالمرض. هذا ما حصل فعلاً في بعض الحالات. عدد من الناس يعزون الزيادة في إصابات السل إلى تغير في فعالية اللقاح نفسه ولكنني لا أعتقد أن هذا الجواب هو الجواب الوحيد.
إن البكتيريا المعروفة بباسيل السل موجودة في الطبيعة، ومن المحتمل أن العديد منا أُصبنا بباسيل السل دون علمنا. الإصابة بالباسيلات لا يؤدِّي بالضرورة إلى الإصابة بالمرض. يقال، إحصائياً، إن واحداً من كل عشرة أشخاص يصابون بباسيل السل تظهر عندهم أعراض المرض وحتى هؤلاء يجوز أن تكون إصاباتهم خفيفة. ومع ذلك فإن هناك أكثر من 2.000 وفاة بمرض السل كل عام.
أين يكمن الفرق بين الأشخاص الذين يصابون بباسيل السل؟ الفرق هو في مقاومة (قوة مناعة) الأشخاص المصابين.
وجود نظام مناعة قوي كفيل بإنقاص فرص الإصابة بالأمراض، وليس هذا حصراً بمرض السل بل ينطبق على جميع الأمراض المعدية. من المحتوم أن محاولتنا تدمير الكائنات الممرضة ستنتهي بنا إلى سباق سوف نخسره. الطريقة الوحيدة المتاحة لنا للانتصار على المرض هي تقوية جهاز المناعة البشري.
إن العدد المتزايد للأشخاص المصابين بالسل هو إشارة بأن قوة مقاومتنا سائرة نحو الانحدار مما يزيد تعرضنا لجميع الأمراض. فبدلاً من الاتكال على مجابهة المتعضيات المجهرية بالمضادات الجرثومية فقط، يجب أن نتساءل فيما إذا كان هناك مقاربة أخرى للعناية الصحية تكون أكثر انسجاماً مع القوانين الطبيعية إن الطب الوقائي هو حتماً جزء من الإجابة على هذا السؤال.
عندما تقتفي أثر التاريخ البشري ترى أنه كان على أجدادنا التغلب على بيئات قاسية. كانت الحياة صعبة، ربما كان من الصعب الاحتماء من البرد أو الحر أو الفقر المدقع أو قذارة الأحوال المعيشية أو أي نوع من الحرمان ذي النتائج السلبية. إن معدل الحياة، حتى في أيامنا هذه، هو أقل من ثلاثين عاماً في بلدان كثيرة. في عصر ميجي، في اليابان، كان الرجال والنساء يعيشون حتى أواخر الثلاثينيات من عمرهم. وقد تضاعف معدل الحياة في اليابان وهي تُسمى اليوم بلد أكثر معدلات الأعمار طولاً في العالم بينما التعمير الطويل في الولايات المتحدة يتخلف ويتباطأ.
ما هي أسباب ذلك؟ هل تعزى إلى النمو الاقتصادي الناشئ عن التحديث؟ كان عصر إيدو في اليابان، ما بين 1603 و1868، عصر سلام وازدهار. لم يكن هناك فقر واسع ولا مجاعة. وكانت الحياة الثقافية مزدهرة والزراعة محط أنظار الناس أجمعين. في بعض جوانبها كانت فترة أكثر ازدهاراً اقتصادياً من اليوم. ومع ذلك كانت معدلات الحياة أقصر بكثير.
السبب بسيط. كان معدل وفيات الأطفال من أمراض مثل الجدري والحصبة عالياً جداً. هذه حالة تعيسة بالفعل ولكن إذا نظرت إليها من منظار مختلف، فإن الذين نجوا من الإصابة بنوا مناعة ضد أمراض كثيرة. بطريقة ما، هؤلاء الأشخاص الذين نجوا ووصلوا إلى طور البلوغ كانوا الأشخاص المختارين. وربما كانوا ذوي قلوب أقوى وحالة صحية ونشاط أفضل مما نحن عليه الآن. بينما كانت الأمراض القاتلة تحصد بقساوة الضعفاء بيننا، كانت الطبيعة تقوم بتربية أشخاص مقاومين للمرض.
أن نقول إن معدل الحياة كان في ثلاثينيات العمر لا يعني أبداً أن الجميع كانوا يموتون في الثلاثينيات من عمرهم. إن ذلك فقط معدل لطول الحياة يحتسب بأخذ معدل وفيات الأطفال مع عدد سني القلة الذين يعيشون حتى الوصول إلى سن البلوغ. من الأكيد أن عدداً كبيراً من الناس كانوا يعيشون حتى بلوغ أكثر من سبعين أو ثمانين عاماً من العمر وبحيوية أكبر من تلك التي يتمتع بها الأشخاص المسنون اليوم. إذا أعمتنا الأرقام الخاصة بمعدل الحياة، سوف نفشل في فهم القوة الجسدية الخاصة بالبالغين العاديين الذين بقوا على قيد الحياة.
لقد حققنا الكثير من الأشياء الملائمة والمفيدة لحياتنا عبر التحديث السريع. بنتيجة البنى التحتية مثل أنظمة الصرف الصحي تحسنت الصحة العامة بشكل كبير ما خفض الأمراض المعدية التي تنتشر في البيئات غير الصحية. وتفشِّي الطاعون في أوروبا في القرون الوسطى يعزى بقسم منه إلى البيئة. لم يكن لدى الأوروبيين مراحيض وكانوا يلقون بقذاراتهم في أقنية المياه المبتذلة بجانب بيوتهم ويشربون من أنهر ملأى بمياه قذرة. كانت الأعداد الكبيرة من القوارض التي تزدهر في مثل هكذا بيئة تنقل باسيل الوباء إلى مختلف الأمكنة، ناشرة الأمراض المميتة بسرعة فائقة.
بالإضافة إلى تعزيز مؤسسات الصحة العامة أصبح اللقاح والمضادات الجرثومية رائجة بعد الحرب العالمية الثانية وكانت النتيجة أن انخفضت الإصابات بالأمراض المعدية بشكل كبير. غير أن طول العمر الذي حققناه بهذه الطريقة يعني أن الكثيرين ممن كانوا سيموتون في طفولتهم ربما أُنقذوا بالرغم من نظام مناعة ضعيف كان من شأنه أن يعرضهم لأمراض معدية قاتلة لولا تلك الحماية. وغيرهم ممن كانوا سينجون من هذه الأمراض ويختزنون مناعة، سيظلون معرضين في شبابهم إذ لم يتسنَّ لهم مجابهة بعض الميكروبات وإنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمكافحة المرض.
الأشخاص الذين يجتازون الحدود إلى الأقطار الجنوبية والمعروفون بالغرينغو غالباً ما يُنصحون بعدم شرب الماء هناك لأنها مليئة بالبكتيريا التي تصيبهم بأمراض قاسية معروفة بثأر مونتزوما. غير أنه يبدو أن السكان الأصليين لهذه البلدان يتمكنون من شرب هذه المياه واستخدامها للطبخ دون أية عواقب وخيمة. وما هذا إلا لأنهم معتادون عليها، فقد تعرضوا منذ صغرهم لهذه البكتيريا مراراً عديدة وطوروا المناعة اللازمة ضد عواقبها الوخيمة.
يبدو أن أحوالنا الصحية والأدوية الحديثة التي اعتقدنا في زمن ما أننا تغلبنا بواسطتها على الأمراض المعدية، قد أضعفتنا فعلياً، كمجموعة، وجعلتنا أكثر قابلية وتعرضاً للمرض. إن قابليتنا للإصابة بالمرض هي نتيجة غير مقصودة لتقدم الطب ولرغبتنا في إعتاق أنفسنا من العذاب والموت من المرض.
بالطبع لسنا بحاجة إلى التخلي عن الفوائد التي جاء بها التحديث والمدنية. لا أحد يرغب بالعودة إلى يوم كنا نفقد أطفالنا بسبب الأمراض المعدية، ويجب أن نكون شاكرين للبحبوحة التي نتمتع بها في عصرنا الحالي. وبنفس الوقت ربما يجب علينا أن نستعيد الحكمة القديمة القائلة إن أهم شيء نستطيع أن نفعله لأنفسنا ولعائلاتنا ولمجموعتنا الأوسع هو تطوير جسم قوي معافى يتمتع بمناعة قوية. كان على أجدادنا أن يقهروا الجوع والفقر، أما التحدي الذي يواجهنا اليوم فهو أن نستعيد حيوية جسم الإنسان الطبيعية.
يقع سر ذلك كله في نمط حياتنا اليومية، وبكلام آخر، حتى ولو كان مبتذلاً، في مروج أمعائنا. نستطيع أن نحيا حياة طويلة بصحة مذهلة وبحيوية… إذا كانت لدينا الشجاعة.
مسرد
• الأبوبتوز: موت الخلايا المبرمج أو انتحار الخلايا.
• الأنزيمات: مواد بروتينية تشترك كحفّازات في جميع أوجه نشاطاتنا الحياتية.
• الأنزيمات التجديدية: العبارة التي استنبطها شينيا للأنزيمات التي تعمل على نزع السموم من خلايا الحيوانات والنباتات والمتعضيات المجهرية. فقد اختار أن يسمِّيها أنزيمات تجديدية نظراً إلى أنها أنزيمات تساعد على تجديد خلايا الكائنات الحية.
• بدائي النواة: متعضٍّ مؤلف من خلايا مع حمض نووي غير مغلف داخل نواة.
• البروتياز: أنزيم يخفض منزلة البروتينات المعطوبة أو التي لا حاجة لها عبر تفاعل كيميائي، يدعى التحلل البروتيني، يحلل الروابط الببتية.
• بكتيريا: مجموعة كبيرة من المتعضيات المجهرية، بدائية النواة، ذات خلية واحدة.
• البلاعم الكبيرة: أولى الخلايا البيض التي ترد على الفيروسات الغازية، ووظيفتها هي حرفياً أن تقبض على الممرضات وتزدردها.
• التأكل الذاتي: عملية تمزيق الكائنات الممرضة، التي تخترق الخلية هرباً من هجمات المواد المضادة للبكتيريا أو للفيروسات، على مستوى الجزيئات، تحدد الممرضات داخل الخلية وتعلّبها ومن ثم تمزقها الأنزيمات.
• ثالث فوسفات الأدينوسين: جزيئة تنقل طاقة كيماوية داخل الخلية من أجل الأيض.
• الجسم الحالُّ: أنزيم يعمل على تحليل الطعام في خلايا الحيوان لتسهيل هضمه (في الخميرة والنبات تلعب هذا الدور الجويفات الحالّة).
• جهاز البروتياز العام: جزء من نظام المناعة الصُّلبي يقوم بموجبه أنزيم البروتيازوم بتحديد البروتين الناقص ومهاجمته من أجل تحليله ثم تمزيقه.
• الجهاز المناعي الصُّلبي: جهازنا المناعي التطوري الأقدم، يوفر الجهاز المناعي الصُّلبي دفاعاً فورياً ضد الالتهابات. يعمل الجهاز المناعي الصُّلبي باستمرار ليساعدنا في أن نبقى دون مرض في أكثر الأوقات.
• خلية T: خلايا تنتمي إلى مجموعة خلايا دم حمراء تعرف بالخلايا الليمفاوية تلعب دوراً محورياً في مناعة الخلايا التوسطية. تحتوي على متقبل خاص على سطح الخلية يسمى متقبل الخلية T.
• خلية مؤثرة: خلية T محفزة.
• العدلات: خلايا دم بيضاء تزدرد الممرضات المهاجمة.
• العُصيّة اللبنية: جزء كبير من مجموعة بكتيريا الحامض اللبني تحول اللكتوز (سكر اللبن) وغيره من السكر إلى حامض جاعلة بيئته حمضية لمنع نمو بعض البكتيريا الضارة.
• فطر: عضو في مجموعة واسعة من المتعضيات السوية النوى تشمل متعضيات مجهرية مثل الخميرة والعفن بالإضافة إلى الفطر العادي المعروف.
• الفيروس: عامل صغير ممرض يتمكن من التكاثر فقط داخل خلايا متعضيات أخرى.
• الكائنات الممرضة، الممرضات: تشمل البكتيريا والفيروسات والفطر.
• الكيماويات النباتية: مركبات كيماوية مثل الكاروتين البائي التي توجد طبيعياً في النباتات. تستعمل هذه العبارة للإشارة إلى هذه الكيماويات التي يمكن أن تؤثر على الصحة ولكنها لم تثبت بعد كمغذيات أساسية.
• الليمفوكين: تنتجه الخلايا T لتوجيه رد فعل جهاز المناعة بواسطة الإشارات بين خلاياه واجتذاب خلايا مناعية أخرى مثل البلاعم الكبيرة وغيرها من الخلايا الليمفاوية، إلى المكان المصاب لمهاجمة الغزاة.
• متعضي سوي النوى: متعضٍّ مؤلف من خلايا مع حمض نووي داخل النواة.
• المتقدرات: في بعض الأحيان توصف بمصنع طاقة خلوي لأنها تولد أكثرية ثالث فوسفات الأدينوسين التي تحتاجها الخلية، وتستعمل كمصدر للطاقة الكيماوية.
• المتقبلات المنذرة: طائفة من البروتينات تلعب دوراً محورياً في جهاز المناعة الصُّلبي. تقبض هذه المتقبلات على الغزاة الخارجيين وتفرز مواد مضادة للبكتيريا والفيروسات، هذه الوظيفة لا تقتصر على الخلية التي هوجمت، إذ بفعل جهاز الإحساس تنذر الخلايا المجاورة بالخطر فتقوم جميع هذه الخلايا بإفراز مواد مضادة للبكتيريا والفيروسات وتوجهها ضد المُمْرضات.
• المضاد الحيوي: مادة أو مركب يقتل أو يعيق نمو البكتيريا.
• متلازمة أيضية: مُركَّب من الاعتلالات الطبية ربما سببه ضغط مطوّل، يزيد خطر نشوء أمراض قلبية وعائية والديابيتس.
• ميكروب: متعضٍّ مجهري، صغير لدرجة لا يُرى بالعين المجردة.
للانتقال إلى الجزء الثاني من موضوع الحرب على الميكروبات، اضغط هنا