تنتج الحروق عن النار أو الشمس أو المواد الكيميائية أو السوائل والأواني الساخنة أو عن البخار أو الكهرباء… وتتراوح خطورتها من الحروق الطفيفة إلى حالات طارئة تهدد حياة المصاب.
أصناف الحروق
يشتمل تمييز الحرق الطفيف عن الحرق الأكثر حدة على تحديد درجة الضرر الذي لحق بأنسجة الجسم. وفيما يلي ثلاثة تصنيفات مع صور توضيحية لمساعدتك على تحديد درجة الحرق.
حرق من الدرجة الأولى
الحروق الأخف حدة هي تلك التي تحترق فيها طبقة الجلد الخارجية فقط، أي البشرة. وعادة يحمر الجلد وقد يتورم أحيانا مسببا الألم. إلا أن طبقة الجلد الخارجية لا تحترق حتى العمق. وفي حال لم يشمل الحرق مساحات كبيرة من اليدين، القدمين، الوجه، الأربية، الأرداف أو مفصلا أساسيا، يمكن علاجه كحرق بسيط عبر الإسعافات الشخصية المذكورة في الصفحة 39. أما الحروق الكيميائية فقد تتطلب متابعة أطول.
حرق من الدرجة الثانية
عندما يحترق الجلد بطبقتيه الأولى والثانية (الأدمة)، تصنف الإصابة على أنها حرق من الدرجة الثانية. ويؤدي هذا الحرق إلى تكون نفطات كما تحمر البشرة بشدة وتتغطى بالبقع. ويرافق الإصابة ألم وتورم شديدان.
إن كانت مساحة الحرق أكثر من 5 إلى 7.5 سم أو أكبر أو كان موضع الإصابة في اليدين أو القدمين أو الوجه أو الأربية أو الأرداف أو مفصل أساسي، الجأ فورا إلى العون الطبي الطارئ.
حرق من الدرجة الثالثة
يبلغ الحرق الأكثر حدة جميع طبقات الجلد، فيصيب الطبقة الدهنية والأعصاب والعضلات وحتى العظم أحيانا. فتبدو بعض المناطق عادة بلون الفحم الأسود أو بيضاء جافة. ويعاني المصاب من الألم الشديد، ولكن في حال إصابة الأعصاب بتلف شديد فقد لا يشعر بأي ألم على الإطلاق. بالتالي، يجب اتخاذ تدابير فورية في جميع حالات حروق الدرجة الثالثة.
العلاج الطارئ: في جميع حالات الحروق الحادة
الجأ إلى العلاج الطبي الطارئ على الفور في حالات الحروق الحادة. اطلب رقم الطوارئ، وبانتظار وصول المساعدة الطبية، اتبع الخطوات التالية:
= لا تنزع الملابس المحروقة، بل تأكد من أن الضحية لم يعد على احتكاك بمواد يتصاعد منها الدخان.
= تحقق إن كان المصاب ما زال يتنفس.
= غطّ موضع الحرق بضمادة باردة مرطبة ومعقمة أو بقماش نظيف.
العناية الذاتية: للحروق الطفيفة فقط
عند الإصابة بحروق طفيفة بما في ذلك حروق الدرجة الثانية المحصورة في منطقة لا يتعدى قطرها 5 إلى 7.5 سم، اتخذ التدابير التالية:
= برد الحرق. ضع المنطقة المحروقة تحت الماء البارد الجاري لمدة 15 دقيقة. وإن تعذر عليك ذلك، أغمر الحرق بالماء البارد أو برده بالكمادات الباردة. فتبريد الحرق يعمل على التخفيف من حدة التورم عبر إبعاد الحرارة عن البشرة.
= استعمل مرطبا. عندما يبرد الحرق تماما، ضع عليه مرهما يحتوي مثلا على الألوة (نوع من الصبار)، أو مرطبا منعا لجفاف البشرة وتخفيفا للألم. وفي حالات حروق الشمس، استعمل مرهما يحتوي على 1 بالمئة من الهيدروكورتيزون أو مرهما مخدرا.
= ضمد موضع الحرق. غط الحرق بضمادة من الشاش المعقّم، إذ من شأن القطن أن يهيج البشرة، وأرخ الضمادة تجنبا للضغط على الحرق. يعمل التضميد على حجب الهواء عن الحرق كما يخفف الألم ويحمي النفطات.
= تناول مسكنا للآلام
= راقب علامات الإنتان. تشفى الحروق الطفيفة عادة خلال أسبوع أو أسبوعين من دون علاج إضافي، ولكن راقب الإصابة لملاحظة أية علامات إنتان.
تحذير
لا تستعمل الثلج. فوضع الثلج مباشرة على الحرق قد يتسبب بقضمة الصقيع ويضاعف تلف البشرة. ولا تفقأ النفطات. فالنفطات الممتلئة بالماء تحمي البشرة من الإنتان. وفي حال حدث ذلك، اغسل البشرة بالماء والصابون الناعم ثم ضع عليها مرهما مضادا للالتهاب وضمدها بالشاش. نظف الإصابة وغير الضمادة يوميا.
الحروق الكيميائية
العناية الذاتية
= تأكد من إزالة سبب الحرق. اغسل المواد الكيميائية عن سطح البشرة بالماء البارد الجاري لمدة عشرين دقيقة. أما إن كانت المادة الكيميائية هي عبارة عن مسحوق كالجير مثلا، انفضها عن البشرة قبل تعريضها للماء.
= عالج الشخص كما في حالة الصدمة. وتشتمل أعراض هذه الحالة على الإغماء أو شحوب الوجه أو تنفس سطحي بشكل ملحوظ.
= انزع عن المصاب الملابس والمجوهرات التي لحقتها المادة الكيميائية.
= لف المنطقة المحروقة بقماش جاف معقم إن أمكن، أو بقماش نظيف.
= أعد غسل الحرق لعدة دقائق إضافية إن تذمر المصاب من زيادة الألم بعد غسله في المرة الأولى.
الوقاية
= عند استعمال مواد كيميائية، ارتد باستمرار قناعا للعينين وملابس واقية.
= استعلم عن المواد الكيميائية التي تستعملها.
= اقرأ إرشادات الأمان الخاصة بالمادة التي تعمل بها، أو اطلب رقم المركز المحلي لمعالجة التسمم الوارد في دليل الهاتف لمعرفة المزيد عن تلك المادة.
المساعدة الطبية
تشفى الحروق الكيميائية الطفيفة عادة من دون علاج إضافي. ولكن الجأ إلى المساعدة الطبية الطارئة، أولا، إن اخترق الحرق الطبقة الأولى من الجلد وتعدى قطر المنطقة المحروقة من الطبقة الثانية 5 إلى 7.5 سم. ثانيا، إن أصاب الحرق اليدين أو القدمين أو الوجه أو الأربية أو الأرداف أو مفصلا أساسيا. وفي حال لم تكن أكيدا من أن المادة المؤذية سامة، اتصل بمركز علاج التسمم.
تحذير
من شأن مواد التنظيف المنزلية، وخاصة تلك التي تحتوي على الأمونيا أو المبيض، أن تسبب أذى خطيرا للعينين أو البشرة. بالتالي، اقرأ ملصق العبوات دوما، فهو يشتمل على تعليمات حول صحة الاستعمال وكيفية علاج الإصابة الناتجة عنها.
حروق الشمس
بالرغم من أننا نستقبل الشمس بأذرع مفتوحة بعد شهور الشتاء الرمادية، إلا أنه من شأن أشعتها أن تحدث ضررا في البشرة وتضاعف احتمال إصابتنا بسرطان الجلد. تبدأ أعراض حروق الشمس بالظهور عادة خلال عدة ساعات من التعرض للشمس، مسبّبة الألم والاحمرار والتورم وظهور نفطات أحيانا. وبما أن المساحة المحروقة تكون كبيرة عادة، يسبب حرق الشمس أحيانا صداعا وسخونة وتعبا.
العناية الذاتية
= خذ حماما باردا. أضف إلى الماء نصف كوب من نشاء الذرة أو دقيق الشوفان أو كربونات الصودا لتخفيف الألم.
= لا تتعرض للنفظات منعا لإنتانها ولتسريع الشفاء. وفي حال فقئت من نفسها، ضع مرهما مضادا للبكتيريا على الأماكن المفتوحة.
= تناول مسكنا للألم غير موصوف، كالإبوبروفين أو الأسبيرين. فهو لا يخفف الألم فحسب بل يحد من امتداد التلف.
= تجنب المستحضرات المحتوية على البنزوكين (مخدر) لأنه يسبب تحسسا لدى كثير من الأشخاص.
الوقاية
= تجنب الخروج من المنزل بين العاشرة صباحا والثالثة بعد الظهر، حين تكون الأشعة ما فوق البنفسجية في ذروتها. غطّ المناطق المكشوفة والبس قبعة ذات حافة عريضة واستعمل كريما واقيا بدرجة 15 على الأقل.
= احم عينيك مستعملا نظارات شمسية تحجب 95 بالمئة من الأشعة ما فوق البنفسجية. غير أنك قد تضطر إلى وضع عدسات تحجب 99 بالمئة منها إن كنت تمضي ساعات طويلة في الشمس أو سبق أن أجريت جراحة لإزالة الماء الأزرق أو كنت تتناول دواء يزيد من حساسيتك تجاه الأشعة ما فوق البنفسجية.
المساعدة الطبية
إن لاحظت ظهور نفطات أو شعرت بالمرض، اعرض نفسك على الطبيب. فالكورتيزون الفموي، كالبريدنيزون، قد يكون مفيدا في هذه الحالة.
تحذير
من شأن فرط التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية بشكل دائم أن يتلف البشرة ويضاعف احتمال الإصابة بسرطان الجلد. فإن عانيت من حرق شمس حاد أو من مضاعفات فورية (طفح جلدي، حكة أو ارتفاع في الحرارة)، استشر الطبيب. فمن شأن حروق الشمس أن تترافق مع أمراض مرتبطة بالحر، كضربة الشمس.
الحروق الكهربائية
يجب أن يتم فحص أي حرق كهربائي من قبل الطبيب. فقد يبدو الحرق الكهربائي طفيفا، إلا أن ضرره قد يمتد عميقا ليبلغ الأنسجة الموجودة تحت الجلد. ومن شأن المرء أن يصاب باضطراب في دقات القلب أو بتوقف القلب أو بغيره من المشاكل الداخلية، إن كانت كمية التيار الكهربائي الذي دخل جسده كبيرة. أحيانا تؤدي الصدمة التي ترافق الإصابة الكهربائية إلى قذف الضحية أو إيقاعها متسببة بكسور أو إصابات أخرى. فإن شعر المصاب بالألم أو الارتباك أو عانى من تغيير في التنفس أو ضربات القلب أو الوعي، اطلب العون الطبي الطارئ.
أثناء انتظار وصول المساعدة الطبية:
1. لا تلمس المصاب. فمن الممكن أن يكون ما زال على اتصال بالمصدر الكهربائي.
2. اقطع الكهرباء عن المصدر. وإن لم يكن ذلك ممكنا، أبعد مصدر الكهرباء عن المصاب بأداة غير موصلة للكهرباء، كالخشب أو الكرتون أو البلاستيك.
3. تحقق من تنفسه أو من قدرته على الحركة. فإن بدا التنفس متوقفا، باشر على الفور الإنعاش القلبي الرئوي.
4. تجنب إصابته بالصدمة. مدده على ظهره.