يعاني العديد من الأشخاص من التحسس دون أن يدري الكثير منهم ماهيته، وبشكل مبسط
يحدث التحسس نتيجة تفاعل بعض أعضاء الجسم بصورة غير طبيعية تجاه بعض المؤثرات
الخارجية مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض المرضية بدلا من حماية الجسم من هذه
المؤثرات الخارجية، ولعل من أهم الأعضاء التي تصاب بالتحسس العين والجلد والرئة
والأنف وبعض أنواع التحسس قد تصيب الأمعاء الدقيقة والغليظة.
* الجلد
يظهر تحسس الجلد في صورة حكة شديدة في الجلد مصحوبة بظهور بعض الندبات الحمراء التي
قد تختفي في غضون أيام قليلة لتظهر الحكة في مكان آخر من الجسم وتظهر معها أيضاً
بعض الندبات والبثور.
* العين
يظهر تحسس العين على صورة احمرار في العينين مع حدوث حكة في كل من العينين أو قد
يحدث تورم في الجفون مع كثرة الدموع.
* الأنف والجيوب
يعد تحسس الأنف والجيوب الأنفية وهو أكثر أنواع التحسس شيوعاً وفيه يشعر المريض
بحدوث حرقان في الأنف مع كثرة نزول إفرازات من الأنف وحدوث تسكير الأنف (الزكام) أو
قد يشعر المريض ببعض ؟لام الرأس والصداع وعدم الاتزان نتيجة لمصاحبة التحسس بالتهاب
الجيوب الأنفية.
* الصدر
يعتبر تحسس الصدر أو الربو وهو أخطر أنواع التحسس وأكثرها قلقا بالنسبة للأسرة
فيصيب الأطفال والكبار وفيه يشعر المريض بضيق للتنفس مع زيادة ضربات القلب مع حدوث
صوت أزيز (تزييق) من الصدر ومصاحبة ببعض أنواع السعال الجاف أو مصحوباً ببصاق.
* تحسس موسمي
يظهر التحسس في معظم فصول السنة أو يكثر في فصل الخريف والربيع نتيجة لانتشار حبوب
اللقاح والرياح والغبار والأتربة وهذه العوامل مجتمعة تعد من أهم العوامل المثيرة
والمسببة للتحسس وهذا المرض قد يظهر في فرد واحد من العائلة أو جميع أفراد العائلة
نتيجة لأصابه أحد أو كلا الوالدين بالتحسس.
ولكي يتم القضاء نهائياً على التحسس وجد أنه من الأفضل هو التشخيص المبكر للتحسس
بمعنى عدم الانتظار وحتى تظهر الأعراض أو بمعنى آخر عند وجود فرد من أفراد العائلة
مصاب بالتحسس يجب فحص جميع أفراد العائلة، وذلك عن طريق اختبارات الدم النوعية
والعامة لمعرفة أنواع التحسس في العائلة وما هو العنصر المسبب للتحسس أو عن طريق
اختبار الجلد التحسسي لمعرفة الإصابة بالتحسس أو عدم الإصابة مع معرفة سبب التحسس.
* العلاج
يتكون برنامج العلاج من الابتعاد نهائيا عن الجسم المسبب للتحسس مع إدخال نظام
العلاج المناعي (امينوثربى) والذي يعتمد على تغيير الجهاز المناعي للجسم بحيث يصبح
الجسم قادراً على إنتاج أنواع معينة من المضادات التي تقوم بالقضاء على المؤثرات
الخارجية دون الضرر بالجسم.
وقد ثبت نجاح هذا العلاج وبخاصة في الأطفال المصابين بأي أنواع من التحسس حيث يتميز
الطفل باستمرار نمو الجسم ومع نمو الجسم يمكن تشكيل الجهاز المناعي بسهولة بحيث
يصبح الجسم قادراً على معرفة التحسس دون الإصابة بأيه أعراض لدى الطفل.
ولكن شريطة التشخيص المبكر قبل ظهور الأعراض عند الطفل وذلك عن طريق التاريخ المرضى
للعائلة واختبار الدم التحسسي واختبارات الجلد مع إدخال نظام العلاج المناعي مبكراً
قبل ظهور الأعراض وبذلك يمكننا القضاء نهائيا على التحسس قبل ظهوره
الدكتور محمد حسين
أخصائى أمراض الصدر والحساسية