التصنيفات
الباطنية

الحصوات المرارية بين التشخيص و الاستئصال

الحصوات المرارية بين التشخيص و الاستئصال

gallstone الحصوات المرارية

ما هي المرارة وما تركيبها وما وظيفتها ؟


المرارة عضو حويصلي على شكل الكمثرى تقع تحت الفص الأيمن من الكبد وسعتها ‏حوالي 50
سم وجدارها لا يتجاوز 3 ملم مغلفة بطبقة عضلية رقيقة ومبطنة بخلايا تقوم بامتصاص
الماء والأملاح من العصارة الصفراوية المفرزة من الكبد.

وظيفة المرارة:


‏- يقوم الكبد بإفراز العصارة المرارية والتي تقدر بـ 500 – 600 ‏مليلتر تسير عبر
القنوات المرارية الصغيرة إلى القناتين الكبديتين واللتين تتحدان لتكونان القناة
الكبدية العامة والتي بدورها تتحد مع قناة المرارة لتكونان معاً القناة الصفراوية
العامة والتي تتحد مع قناة البنكرياس قبل دخولها الاثنى عشر.
– العصارة الكبدية تتكون من كمية كبيرة من الماء والأملاح والملح المراري والليستين
والدهون الفوسفورية والكوليسترول.
– وظيفة المرارة تركيز العصارة الصفراوية بامتصاص الماء والأملاح وبذلك تكون هذه
العصارة مركزة وتفرز أثناء الوجبات وبتأثير هرمون الكوليستوكينين تنقبض المرارة
وتسير محتوياتها عبر قناة المرارة ثم القناة المرارية العامة ثم عبر فتحة أودي إلى
الاثني عشر لتقوم بالمساعدة على هضم الدهون.

كيف تتكون الحصوات المرارية ؟


تتكون الحصوات المرارية من ثلاثة أنواع حسب المكونات وهي حصوات مكونة من
الكوليسترول، حصوات مختلطة (صبغية + ‏كوليسترول) وحصوات صبغية مكونة من
البلييروبين.
وعملية التكوين بالنسبة للنوعين الأولين لها عدة طرق فلخصها فيما يلي:

‏- تشبع العصارة المرارية بالكوليسترول.
– ‏تكون بلورات الكوليسترول وتكون نواة نتيجة وجود لايبوبروتين الذي يساعد على
التبلور.
‏- نتيجة كسل الحوصلة المرارية في الانقباض وتأخرها في تفريغ محتوياتها تتم عملية
ترسيب هذه المحتويات.

‏أما الحصوات الصبغية (الملونة) تنتج من ترسيب البليروبين غير المشبع نتيجة تكسر
الدم المزمن لأي سبب وتجمعه ليكون الحصوات أو نواة الحصوات المختلطة.

ما هي العوامل المساعدة على الإصابة بالحصوات المرارية ؟


أولا حصوات الكوليسترول والحصوات المختلطة:

– التوزيع الجغرافي، سكان شمال أوروبا والأمريكتين يتعرضون للإصابة أكثر من
الآسيوين وذلك نتيجة عامل الوراثة.
– السمنة.
– فقدان الوزن نتيجة تحرك مخزون الكوليسترول بينما تقل الدورة الكبدية الداخلية.
– الجنس: حيث الإناث يتعرضن للإصابة أكثر من الرجال وكذلك نتيجة استخدام حبوب منع
الحمل.
– إزالة نهاية الأمعاء الدقيقة تؤدي إلى عدم امتصاص الحامض المراري وتأثر الدورة
الكبدية الداخلية.
– تقدم العمر.
– كسل في حركة المرارة نتيجة:
أ.التغذية الوريدية الطويلة.
ب. الصيام الطويل (المجاعة).
ج. بعض الأدوية.
د. الحمل.

– بعض أدوية ارتفاع الدهون مثل الكلوفيبريت.
– ‏نقص إفراز الحمض المراري نتيجة تليف القنوات المرارية أو ‏الالتهاب المزمن
للقنوات المرارية.
– ‏عوامل أخرى مثل تناول الغذاء العالي السعرات الحرارية أو المشبع
‏بالدهون أو إصابات العمود الفقري.

‏- العوامل المساعدة في الحصوات الصبغية (الملونة)
أ. ‏تكثر في الآسيويين والقرويين.
ب. ‏تكسر الدم مثل الثلاسيميا.
ج. ‏تليف الكبد الكحولي.
د. ‏الالتهابات المزمنة في القنوات الصفراوية.
هـ. ‏تقدم العمر.

ما هي أعراض الإصابة بالحصوات المرارية ؟


‏معظم المرضى الذين لديهم حصوات المرارة لا يعانون من أي أعراض طوال حياتهم وخلال
الخمس عشرة سنة متابعة لمثل هذه الحالات فقد يعاني 20% ‏منهم من الأعراض.

‏وبمجرد أن تبدأ هذه الأعراض بالظهور فإن المضاعفات محتملة الحدوث بأي وقت، تنشأ
الأعراض من التهاب المرارة أو الحصوات أو حصوة إلى قناة المرارة أو القناة المرارية
العامة حيث يعاني المريض من نقص حاد مستمر في الجهة اليمنى في أعلى البطن قد يشعر
بهذا الألم بين الكتفين أو لوح الكتف الأيمن أو الكتف الأيمن نفسه، يبدأ الألم
شديدا ويستمر من ساعة إلى أربع ساعات ثم يبدأ يقل تدريجيا أو سريعا وقد يتبعه ألم
بسيط أو حكة في المكان نفسه لمدة 24 ‏ساعة، وغالبا ما يصاحب المغص المراري قيء أو
غثيان وفي حالة انسداد مجرى القناة الصفراوية العامة يحدث اصفرار بالعينين. قد يحدث
ارتفاع في درجة الحرارة مما ينبئ بحدوث مضاعفات مثل التهاب المرارة أو البنكرياس أو
القنوات المرارية.

‏هناك بعض الأعراض التي يعاني منها المريض مثل ألم في أعلى السرة، عسر هضم، انتفاخ،
تجشؤ خصوصا بعد الأكلات الدسمة وهذه الأعراض ليست خاصة بالمرارة ويجب ‏ملاحظة أن
المغص المراري يحدث غالبا في المساء نتيجة تناول وجبة دسمة، أو بعد صيام طويل.

ما المضاعفات المصاحبة بالحصوات المرارية ؟


مضاعفات الحصوات المرارية شائعة في المرضى الذين يشكون في المغص المراري، المرضى
صغار السن، المرضى الذين يعانون من مرض ‏السكر، المرضى الذين تكون المرارة غير
مرئية في الأشعة العادية

وأهم هذه المضاعفات:

– التهاب المرارة الحادة نتيجة انسداد القناة المرارية.
– مضاعفات التهاب المرارة: حدوث تضخم في المرارة نتيجة الانسداد في القناة المرارية
وازدياد حجم المرارة نتيجة الالتهاب حيث يعاني المريض من آلام في الجهة اليمنى
وارتفاع في درجة الحرارة مع احتمال حدوث تسمم دموي، يحدث تضخم في المرارة نتيجة
انحصار السائل المراري وزيادة إفراز جدار المرارة.
‏- التهاب البنكرياس الثانوي نتيجة انسداد مجرى البنكرياس مع مجرى القناة الصفراوية
بالحصي.
‏- أحياناً تخرج الحصوة من جدار المرارة إلى الأمعاء الدقيقة نتيجة انسدادها.
– هناك بعض الدلائل على زيادة الإصابة بسرطان المرارة نتيجة الحصوات المرارية.

كيف يتم تشخيص الاصابة بحصوات المرارة ؟


الوصف المرضي وبالفحص السريري أولاً ثم عن طريق الفحوصات المخبرية والإشعاعية
وغالباً لا توجد دلائل مخبرية إلا إذا كان هناك التهاب في المرارة أو انسداد في
مجرى القناة المرارية العامة حيث ترتفع نسبة كريات الدم البيضاء، وعلامات الالتهاب
والبليروبين والالكالين فوسفاتيز وقد ترتفع انزيمات الكبد

أما الفحوصات الإشعاعية فهي:

– الأشعة العادية: حيث تظهر الحصوات المعتمدة أو التكلس في المرارة وأحياناً في
الالتهاب الشديد يظهر هواء في المرارة نتيجة وجود ميكروب ينتج الغازات أو ناسور من
المرارة إلى الأمعاء.
‏- سونار البطن: ويعتبر أهم فحص لمعاينة المرارة حيث يظهر:
أ. وجود الحصوات.
ب. وجود الألم فوق سطح المرارة.
ج. سماكة جدار المرارة.

‏- التصوير بالأشعة النووية باستعمال مشتقات التكنيشيم حيث يظهر
‏الانسداد في المرارة أو في قناتها ولكن لا يستعمل في الحمل أو في حالة الارتفاع
الشديد للصفراء.

– الأشعة الملونة باستعمال المادة المظلة للحرارة وهذا الفحص الآن استبدل بالسونار.

ما العلاج المتاح لمرضى حصوات المراره ؟


‏رغم أن العلاج الجراحي له اليد الطولي في علاج الحصوات المرارية فإن هناك مجالا
للعلاج بالأدوية مثل UDCA في حالات مختارة تكون المرارة فعالة الجدار وقطر الحصوة
لا يتعدى 10 ملم وتكون الحصوة لا ترى بالأشعة العادية وفي هذه الحالة تحصل إذابة
للحصوة في خلال ‏6 أشهر إلى سنتين بنسبة 50% ‏وبنسبة 70% ‏للحصوه الأقل من 5 ‏ملم
ويمكن تفتيت الحصوة الأكبر بالموجات الصوتية ومن ثم استعمال دواء UDCA لاستكمال
اذابتها.

‏ونسبة عودة الحصوة بعد العلاج كبيرة، أضف إلى ذلك طول مدة العلاج وتكاليفها وما
يحصل من مضاعفات الدواء أو المرض مما يقلل من استعمال هذه الطريقة ولكن تدخر لبعض
المرضى الذين لا يمكن عمل تخدير عام لهم.

من وسائل العلاج عملية المنظار أو استئصال المرارة، فهل لك أن تشرح لنا عملية
المنظار، وما التقنية المتبعة بها ؟

أصبحت عملية استئصال المرارة بواسطة المنظار هي الطريقة المثلى المتبعة ‏وذلك
لتفادي الجرح الكبير الذي كان ‏من خلاله تستأصل المرارة في السابق، ‏وتفادي المكوث
الطويل في المستشفى ‏وكذلك يتم الشفاء أسرع.

تتم هذه الطريقة تحت المخدر العام وفيه يقوم الجراحون بإحداث أربعة ثقوب في جدار
البطن وذلك بعد نفخ البطن بغاز ثاني أكسيد الكربون عن ‏طريق إبرة مخصصة لذلك.

الفتحة الأولى: طولها 10 مليمترات لإدخال التلسكوب الموصل مع الكاميرا ‏وتظهر أعضاء
البطن بوضوح مع تكبيرها على شاشة عرض ويقوم المساعد الأول ‏للجراح بدور (الكاميرا
مان) أو رجل الكاميرا ومن مسؤوليته إيضاح المنطقة التي يعمل فيها الجراح.

‏الفتحة الثانية: من خلال هذه الفتحة يقوم الجراح بإدخال الأدوات المختلفة كالمقص
والكاوي والشفاط ومنها يقوم الجراح بأعماله من قص وكي وشفط.

الفتحة الثالثة: من خلالها يقوم الجراح بالإمساك بالمرارة بواسطة جفت وشدها لأعلى
لتوضيح منطقة العمل.

‏الفتحة الرابعة: من خلالها يقوم مساعد الجراح الثاني بشد المرارة ‏إلى أعلى بعد
الإمساك بها من أسفل بواسطة جفت.

الطريقة: بعد نفخ البطن واحداث الثقوب المذكورة يقوم المساعد بالإمساك بالمرارة من
الأسفل ويقلبها إلى أعلى في اتجاه الصدر ويقوم الجراح بمسكها من العنق وشدها حتى
توضح القناة الموصلة بين المرارة والقناة الصفراوية الرئيسية فيقوم بتدبيسها وفصلها
وكذلك يوضح الشريان المغذي للمرارة فيقوم الجراح بالتدبيس والفصل بسهولة بواسطة
كلبسات معدة لذلك، بعدها يقوم الجراح باستئصال المرارة من ‏مهدها في الكبد مع
مراعاة إيقاف أي نزيف يحدث بواسطة الكاوي أو التدبيس.

‏تستخرج المرارة المستأصلة عن طريق الفتحة رقم 2‏.

قبل إنهاء العملية يجب أن يقوم الجراح بشفط التجويف البطني من أي سوائل، ويقوم
بتنفيس التجويف البطني من غاز ثاني أكسيد الكربون وخياطة الثقوب الأربعة.

ما النصائح التي توجهها لتجنب الاصابة بالحصوات المرارية لمن خضعوا لعملية استئصال
المرارة ؟


– الاعتدال في تناول الوجبات الغذائية والبعد عن تناول الدهون والغذاء عالي السعرات
الحرارية.
– تجنب الريجيم القاسي.
– تجنب السمنة.
‏- فحص ما قبل الزواج عن أمراض الدم الوراثية.
– الاعتماد على الحماية الطبيعية لارتفاع الكوليسترول مثل الحمية والرياضة بدلا من
استعمال أدوية حافظة الدهون بقدر ‏المستطاع.
– النساء اللاتي لدى أمهاتهن تاريخ مرضي بالإصابة بالمرارة، عليهن تجنب استعمال
حبوب منع الحمل بقدر ‏المستطاع.

‏أما لمن خضعوا لعملية استئصال المرارة نقول لهم بالتوفيق والله يحفظهم وعليهم
المتابعة فيما إذا ما عانوا من أي أعراض خصوصاً أن هناك بعض الحالات يعانون من
إسهال أو آلام مشابهة لآلام المرارة نتيجة وجود نتوء قناة المرارة لأكثر من 1 سم أو
اضطراب في ارتخاء فتحة أودي نهاية مجرى القناة الصفراوية العامة في الاثنى عشر، أو
يعاني بعض المرضى من التهاب المعدة نتيجة ارتجاع عصارة المرارة الكثيرة إلى المعدة
أما الذين يعانون من الإسهال لأكثر من ثلاث مرات باليوم فالأفضل أن يتناولوا علاج
الكلوسترامين أو كوليستيبول.

د. عياد عسكر العنزي / أخصائي أمراض باطنية
مجلة الوطن كيلينك