إن كنت تفوق الأربعين من العمر، لا بد من أنك واجهت بعض الحقائق المتعلقة بمرحلة الشيخوخة. فقد لاحظت على الأرجح ظهور بعض التجاعيد الجديدة. أو شعرت بأوجاع تدوم لفترة أطول بعد ممارسة الرياضة أو العمل في الحديقة. والواقع أن الشيخوخة لا تعني الكثير للمرء قبل بلوغه العقد الرابع أو الخامس من عمره، مع أنها عملية تتم على مدى الحياة وتبدأ منذ الولادة.
يشعر معظم الراشدين بتغييرات جسدية شائعة مع تقدمهم في السن. وتستند هذه الأمثلة إلى دراسة بالتيمور الطويلة حول الشيخوخة، التي نشرها قسم الصحة والخدمات البشرية:
= يرتفع ضغط الدم الانقباضي مع ازدياد سماكة جدران الشرايين وتراجع مرونتها.
= يعيد الجسد توزيع الدهون وتنخفض كتلة العضلات.
= تتراجع القدرة على سماع الأصوات العالية التردد، بدءا من سن العشرين، وتصبح القدرة على سماع الأصوات المنخفضة التردد أكثر صعوبة خلال الستينات.
= تتراجع القدرة القصوى على التنفس.
= يتكبد الدماغ خسارة وتلفا في الخلايا العصبية.
= تفقد المثانة من سعتها ما يؤدي إلى تبول أكثر تكرارا وسلسا في البول أحيانا.
= تصبح الكلى أقل فاعلية في إزالة البقايا غير المرغوب بها من مجرى الدم.
وهذا ما يحدث عموما لمجموعات من الناس، ولكنه لا يحدد ما سيحدث لك أنت بالضرورة. فالعناية بالصحة تساعد على تأخير بعض هذه الحالات على الأقل أو تجنبها.
الحفاظ على الصحة مع التقدم في السن
إن التقدم في السن على نحو صحي يشتمل على عدد من العوامل التي يجب السيطرة عليها. ابدأ بخطط للحفاظ على صحتك العامة.
اتخذ موقفا إيجابيا. تذكر بأن المواقف هي التي تلون نوعية حياتك. فالمرء يكون عجوزا حين يظن بأنه كذلك. صحيح أن الجسد سوف يشيخ، ولكن العقل يبقى شابا ما دمت تشعر بأنك كذلك. فإن كنت تتوقع أن تعيش حياة طويلة ملأى بالنشاط والمرح والعلاقات الاجتماعية، فإن هذا الموقف سوف يلون مستقبلك إلى حد كبير.
حاول أن تركز في جميع أمور حياتك على ما هو هام وأن تتعاطى بلامبالاة مع ما هو دون ذلك. كما أن حس المرح والقدرة على التكيف لا غنى عنهما.
تغذ جيدا: يشير عدد كبير من الدراسات إلى أن الغذاء الصحي الذي يقترن بنشاط جسدي وذهني منتظم، يساهم في إطالة الحياة وتحسين نوعيتها. ولكن، مع التقدم في السن، قد يتوجب عليك إدخال بعض التعديلات على غذائك.
تذكر ما يلي:
= للتكيف مع حقيقة تباطؤ عملية الأيض، فكر بتناول وجبات أصغر حجما للحفاظ على وزن صحي.
= ضاعف مأخوذك من الألياف التي تساعد على تجنب الإمساك وتقلص خطر أمراض القولون، بما في ذلك سرطان القولون.
= لتجنب اعتلال القلب والشرايين، قلص مأخوذك من الدهون والكولسترول والصوديوم.
= تذكر أنك كلما تقدمت في السن، تتراجع آلية العيش. اعتد بالتالي على شرب ستة أكواب من السوائل غير الكحولية على الأقل في اليوم.
تجنب النيكوتين. فقد ارتبط التدخين باعتلال اللثة وارتفاع ضغط الدم واعتلال القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة وأنواع أخرى من الأمراض السرطانية. فإن كنت تدخن أو تمضغ التبغ، ضع خطة للإقلاع عنه.
حافظ على نشاطك الجسدي. فمن شأن الرياضة المنتظمة أن تمنع الإصابة باعتلال الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وداء السكر والاكتئاب وبعض الأمراض السرطانية. كما أن اللياقة البدنية تقلص من آثار ترقق العظم والتهاب المفاصل.
وفي الواقع، لا يفوت الأوان أبدا على زيادة النشاط الجسدي. لكن قبل أن تباشر برنامجا رياضيا أكثر قسوة من المشي، استشر طبيبك.
حافظ على حدة ذهنك. فالدماغ هو كالعضل، لتحافظ على قوته عليك استعماله. في سبيل ذلك، شارك في نشاطات جماعية، كالتدريس الخصوصي أو الأعمال التطوعية.
حافظ على علاقاتك الاجتماعية. فالحفاظ على علاقات قوية مع أفراد العائلة والأصدقاء هو عامل هام. ومع التقدم في السن، تصبح هذه العلاقات أكثر أهمية. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يملكون روابط اجتماعية قليلة هم أكثر عرضة لخطر الموت المبكر من أصحاب العلاقات الاجتماعية الواسعة.
لا تهمل الناحية الروحية. تثبت الدراسات فائدة الإيمان كطريقة لمواجهة مشاكل الحياة. فالأشخاص الذين يحرصون على ممارسة الشعائر الدينية يميلون إلى التمتع بصحة أفضل ويعيشون لمدة أطول كما أنهم يتماثلون للشفاء من الأمراض بسرعة أكبر ومع مضاعفات أقل.
وتتنوع مظاهر الروحية، من الدين إلى التأمل والموسيقى والفن. إنها كل مصدر ذي معنى وهدف يساعدك على تحمل المعاناة الشعور بالسكينة في الحياة اليومية.