من الأسهل كثيراً أن تطبقي الإرشادات الغذائية في بيتك حيث تكون لديك سيطرة أكبر على الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة ومحتويات الثلاجة. ولكن الأمر يزداد صعوبة حينما تخرجين من بيتك وتقل سيطرتك على ما يقدم لأطفالك من طعام أو ما هو متاح لهم ليأكلوه. هذا الموضوع يوضح النقاط الرئيسية التي يجب أن تتذكريها عند زيارة الأصدقاء، أو حضور الحفلات والمناسبات الخاصة، أو تناول الطعام خارج البيت، أو زيارة المستشفيات، أو السفر.
الزيارات الاجتماعية
زيارة الأصدقاء
خارج البيت، تعتبر منازل الأصدقاء من الأماكن التي تكون فيها السيطرة على تناول الطعام أكثر سهولة نسبياً. فإذا كانت الزيارة مخططة مسبقاً، يمكنك أن تشرحي لصديقتك ما يجب وما لا يجب أن يأكله طفلك. هذا يتيح لمضيفتك أن تستعد مسبقاً، ويمنع كذلك حدوث أي حرج أثناء الزيارة. وإذا لم تشعري بالارتياح تجاه طلب مجموعة كاملة من التعديلات الغذائية، فبسطي الأمر وأوجزيه في أكثر النقاط أهمية مثل: “أتمنى ألا تقدمي أي أصناف من الشيكولاتة أو الأطباق الحلوة، لأن أطفالي لا يتناولونها إلا في العطلات الأسبوعية”.
وهذا الأمر يصبح أكثر صعوبة بالطبع إذا كنت تحضرين حفل ميلاد، أو كنت وسط حشد من الناس في الإجازات، أو غير ذلك من المناسبات الاجتماعية.
حفلات الميلاد والإجازات
لطالما ارتبطت المناسبات الخاصة بالطعام، والأرجح أنها ستظل كذلك دائماً. فباسم الاحتفال، يجد معظم الناس أنفسهم -وأطفالهم- يأكلون كميات هائلة من الأطعمة غير الصحية، مثل الأطعمة المقلية، وأطباق الحلويات السكرية. وإذا كان هذا يحدث مرة كل فترة، لما كانت هناك مشكلة كبيرة، ولكن مع وجود العشرات من حفلات الميلاد وغيرها من المناسبات الخاصة المنتشرة على مدار العام، فإن أطفالك يبقون في حالة احتفال لوقت أطول كثيراً مما قد تريدينه، من الناحية الغذائية.
أفكار مرتبطة بالصحة لهدايا للأطفال
سواء كنت تعطين الهدايا أو تتلقينها، فإن أفضل الهدايا هي التي تعزز صحة الأطفال. إليك بعض الاقتراحات:
• معدات وأدوات للأنشطة الرياضية (مثل الزلاجات، مضارب الراكيت، الكرات، لعبة الفريزبي، حصيرة يوجا للأطفال مع شريط فيديو، زي باليه مع شريط فيديو، نظارات واقية، قفازات وزي للملاكمة، خوذة ركوب الدراجة)
• كوبونات لحضور دروس الأنشطة (مثل ركوب الخيل، التزلج على الجليد، الملاكمة، الرقص)
• أدوات ألعاب الفناء (مثل الميني جولف، البادمنتون، الميني ترامبولين، البلياردو)
• مكملات فيتامينية للأطفال أو قربة ماء ساخن جذابة المنظر
وقت الحفلات
رغم أنك تحاولين أن تجعلي أسرتك كلها تأكل بشكل صحي بصفة عامة، فإنك لست بحاجة لأن تقضي كل مناسبة في صراع مع عائلتك ومع الأصدقاء الذين يريدون أن يعطوا أطفالك الحلوى غير الصحية. أريحي بالك بأن تقدمي لهم وجبة أساسية متوازنة جيداً في وجبة العشاء في الليلة السابقة للمناسبة، ووجبة أخرى متوازنة في وجبة الإفطار في صباح يوم المناسبة الخاصة؛ وبهذا تقل قابلية الأطفال لالتهام الحلوى وغيرها من الأطعمة غير الصحية.
ومن أجل الصحة البدنية والذهنية لكل فرد، ضعي في اعتبارك النقاط والاستراتيجيات التالية:
قدمي التحذير مقدماً والمساعدة العملية. إذا أردت أن تضعي أي قيود على استهلاك أطفالك للطعام في الحفلة، فضعي الأساس السليم مسبقاً؛ يمكنك أن تقولي لهم شيئاً مثل: “إننا ذاهبون إلى حفل عيد ميلاد، وسيكون فيه الكثير من الكعك والأطعمة الرديئة، ولكن يجب أن تتذكروا استخدام قدرتكم على الحكم السليم”. وبمجرد وصولكم إلى مكان تلك المناسبة، اصحبيهم معك للمرور على أصناف الطعام المختلفة للاختيار منها؛ قدمي لهم أجزاءً صغيرة جداً من الكعك، وساعديهم على اختيار أطعمة ذات نوعية أفضل، مثل شاورمة الدجاج بدلاً من السجق. وعلى ضوء إرشاداتك للأطفال، يمكنهم أن يتوصلوا لخيارات أفضل بأنفسهم.
وضحي لهم كيفية فعل ذلك. سواء كنت تقيمين حفلاً تستضيفين فيه الناس أم كنت فقط تأخذين معك أحد أصناف الطعام إلى مناسبة خاصة لدى شخص آخر، فمن الأفضل أن تجلبي طعاماً صحياً. ورغم المفهوم الخاطئ الشائع أن الطعام المغذي ممل وعديم الطعم، فإنه يمكن حقاً أن يكون لذيذاً وجميلاً! ابحثي عن البدائل الصحية للأكلات التقليدية في الإجازات؛ استخدمي الحبوب الكاملة، والمحليات الطبيعية، وطرق الطهو الصحية. ضعي أطباقاً من شرائح الخضراوات متعددة الألوان مع الغموس بدلاً من رقائق البطاطس، واجعلي اختيارات المشروبات تقتصر على الماء النقي، بدون عصائر تحتوي على السكر المضاف وبدون مشروبات غازية. ولكي تجعلي حفل الأطعمة الصحية أكثر إمتاعاً للأطفال، أضيفي قطع الزينة الرقيقة للأطعمة، مثل المظلات الورقية الصغيرة فوق البيض المسلوق، أو السيوف البلاستيكية الصغيرة جداً لحبات الزيتون.
الهدايا وأكياس الحلوى. إذا أحضر طفلك معه إلى المنزل كيساً مليئاً بالحلوى، فافحصي محتوياته مع الطفل واجعليه يختار صنفاً أو اثنين منها حتى لا يشعر أنه محروم أو معاقب؛ وبعد ذلك، ادخري باقي الحلوى لوقت آخر أو ألقي بها في صندوق القمامة! وحينما تستضيفين حفلاً للأطفال، كوني قدوة لهم بعدم وضع الحلوى السكرية بما فيها من كيميائيات في أكياس الحلوى والهدايا؛ فالحلي الصغيرة وغيرها من العناصر غير الحلوى يمكن أن تجعل الأطفال يشعرون بنفس القدر من السعادة.
التحكم في حفلات الميلاد داخل المدرسة. تعتبر حفلات الميلاد في المدارس مناسبات غنية بالسكريات عادة. تذكري أن الهدف هو جعل الطفل يشعر بالأهمية والتميز، وليس ملء معدته بالسكريات. حولي التركيز من الطعام إلى طرق احتفال أخرى بالطفل، مثل إلقاء قصاصات الورق الملون، نفخ البالونات، توزيع الملصقات، قراءة القصص، أداء الحركات الإيقاعية، الغناء، العمل في مشروع فني، أو حتى صنع كعكة زائفة لعيد الميلاد من عجينة الصلصال!
تلميح: أزيلي الطبقة البيضاء الملونة
من العادات الطيبة التي تستحق غرسها في أبنائك أن تزيلي الطبقة البيضاء الملونة التي تغطي الكعك قبل أكلها. هذه الطبقة ليست سوى مادة سكرية مركزة وألوان صناعية، ولهذا يعتبر أكل هذه الطبقة أشد ضرراً من أكل الكعكة نفسها. ضعي قاعدة تقول “يجب إزالة الطبقة البيضاء الملونة” مع شرح الأسباب للأطفال، واحرصي على أن يتم تطبيقها في كل مناسبة، حتى لو لم تكوني موجودة.
أطعمة الحفلات الصحية للأطفال
المقبلات
• الفطائر المصنوعة من دقيق القمح الكامل (قطع البيتزا الصغيرة، الزعتر، السبانخ)
• المكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة بالصلصة (بولونيز، بستو، طماطم)
• ساندوتشات البرجر الصغيرة (المصنوعة بالمنزل) على خبز مستدير من دقيق القمح الكامل
• ساندوتشات الشاورمة الصغيرة أو الدجاج (باستخدام الخبز الأسمر)
• ساندوتشات الكفتة (أو الكبة) الصغيرة
• قطع الدجاج
• البيض المسلوق
• الفلافل المخبوزة (بخبز أو بدون)
• الحمص أو أي بقول أخرى
• أصابع الخضر بالغموس
• فشار غير مملح مصنوع بالمنزل
• الذرة
• الزيتون
الحلوى
• كعك عيد الميلاد (أو الكعك المكوب) المصنوع من دقيق الحبوب الكاملة
• بسكويت الشوفان (المحلى طبيعياً)
• الفطائر الصغيرة المغذية
• مصاصات الفواكه المثلجة
• أسياخ الفواكه
• سلطانية كبيرة من الفراولة مع الكريمة المخفوقة أو غموس الشيكولاتة الداكنة
• التوت المخفوق بالخلاط، ويقدم في سلاطين صغيرة ويرش بجوز الهند المبشور وفتات الشيكولاتة الداكنة.
في رمضان
خلال شهر رمضان المبارك، يكون الصيام فرضاً على جميع المسلمين من وقت الفجر حتى غروب الشمس. وهذا الشهر، في معظم البلاد الإسلامية، يكون فرصة لمضاعفة العبادات والتقرب إلى الله. كما يقصد بالصيام منح الجسم والجهاز الهضمي فرصة للراحة وتعزيز التخلص من السموم، علاوة على زيادة معرفة الناس بقيمة الطعام فيحمدون الله عليه؛ ومضاعفة تراحمهم وعطفهم على الفقراء والمساكين والمحرومين.
والجانب السلبي الوحيد فيما يتعلق بالصيام هو أن كثيراً من المسلمين تنتهي بهم الحال إلى تناول وجبات هائلة الحجم من الأطعمة والحلويات غير الصحية عند غروب الشمس، وهو الأمر الذي يبطل تماماً معظم الفوائد الفسيولوجية للصيام.
ولكي تعظمي فوائد الصيام، من المهم أن تتجنبي جميع المأكولات المقلية بإفراط وتأكلي بدلاً منها وجبة مغذية من البروتين والحبوب الكاملة ووفرة من الخضراوات والسلطات. ومن الأفضل أيضاً أن تحصلي على وفرة من الماء والحساء وتتجنبي الحلويات تماماً وتأكلي بدلاً منها الفواكه.
الأطفال والصيام
على الرغم من أن الصوم لا يكون فرضاً إلى أن يصل الأطفال سن البلوغ، فإنهم يستطيعون البدء في التدريب عليه في سن العاشرة بالصوم من وقت الغداء وحتى غروب الشمس، أو الصوم فيما بين الوجبات. وليس من المحبذ أن يصوم الأطفال تحت سن العاشرة أياماً كاملة لأن أجسامهم لا تكون في تلك المرحلة مجهزة للتعامل مع نقص الطاقة.
إذا كان أطفالك يصومون، فاحرصي على أن يحصلوا عند غروب الشمس على كميات وفيرة من الماء، والبروتين، والدهون الأساسية، والألياف. وخلال فترة المساء، قدمي لهم العديد من الوجبات الصغيرة والوجبات الخفيفة المتكررة لتثبيت مستويات سكر الدم لديهم، وأيقظيهم قبل الفجر ليتناولوا وجبة سحور صغيرة للمحافظة على مستويات الطاقة وقدرة المخ في المدرسة. ويجب أن تكون تلك الوجبة مشابهة لوجبة الإفطار المعتادة في كونها غير ثقيلة ولكنها تحتوي على ما يكفي من الكربوهيدرات المركبة والبروتينات للحفاظ على الطاقة. ومن الأمثلة الجيدة على ذلك إناء من العصيدة بالمكسرات والفواكه المقطعة.
القرقاعون أو القرقيعان
اعتاد المسلمون في بعض البلدان أن يحتفلوا في منتصف شهر رمضان الكريم بما يسمى “القرقاعون”. وعلى الرغم من أن شكل ونطاق الاحتفالات يختلف من بلد لآخر، إلا أن الفكرة الأساسية فيها جميعاً هي الاحتفاء بانتصاف شهر رمضان.
وهذا الاحتفال يتميز بمسحة مهرجانية تحتشد بالأغاني والطقوس الشعبية التي تتوارثها الأجيال. وفي أغلب دول الخليج العربي، يحتفل الأطفال بالقرقاعون بالتجول في أنحاء الحي الذي يسكنون فيه وهم يغنون ويزورون البيوت طلباً للهدايا التي يضعونها في أكياس القرقاعون التي يحملونها.
ويقدم كل بيت في الحي للأطفال بعض الهدايا التي يمكن أن تشمل الحلويات، والمكسرات، والهدايا الصغيرة، وأحياناً عملات معدنية ليضعوها في أكياس القرقاعون. ومع الأسف، فإن أكياس القرقاعون التي أراها اليوم تحتوي على المزيد من الحلويات السكرية أكثر من أي شيء آخر. لذا، من أجل صحة الأطفال، من المهم جداً أن نقدم لهم هدايا صحية أكثر.
بدائل صحية لأكياس القرقاعون
الكثير من هذه العناصر البديلة يجب شراؤها بعبوات صغيرة، أو تغليفها بشكل مخصص لتكون عملية، وصحية، ومأمونة.
• الفواكه المجففة مثل الزبيب، المشمش، الخوخ، التوت البري
• التمر المحشو باللوز
• قوالب الفاكهة الطبيعية بالكامل، قوالب السمسم، قوالب الجرانولا
• مربعات جيلي الفواكه الطبيعية بالكامل
• المصاصات المصنوعة من عصير الفاكهة (متوفرة في بعض المتاجر الصحية)
• عبوات حبوب الإفطار المصنوعة من الحبوب الكاملة
• المكسرات النيئة؛ يفضل أن تكون بقشرها
• المكسرات النيئة المغموسة في الشيكولاتة الداكنة (سواء من المتجر أو مصنوعة بالمنزل)
• الملصقات، اللعب البلاستيكية الصغيرة، الحلي التي تنير في الظلام، أقلام التلوين، الأحجيات الصغيرة، زجاجات إطلاق الفقاقيع، الصلصال، كرات المطاط الصغيرة
الأكل خارج المنزل
يمكن أن يكون الأكل في المطاعم مع الأطفال متعة كبيرة إذا تم التخطيط له جيداً. ولحسن الحظ، فإن المطاعم التي تهتم بالأطفال قد كثرت اليوم، وثمة وسائل عديدة يمكنك اتباعها لجعل هذه التجربة أكثر إمتاعاً وصحة:
• اختاري مطعماً يقدم تشكيلة واسعة من الطعام، ويفضل أن يوفر بعض الخيارات الأكثر صحة وفائدة؛ تعد أطعمة المطبخ الإيطالي ومطبخ دول البحر المتوسط خياراً جيداً. تجنبي محلات المأكولات السريعة، وقاعات الطعام والمطاعم التي لا تقدم إلا خيارات قليلة من المأكولات.
• وللأطفال الأصغر سناً، أحضري معك دائماً وجبة خفيفة ليأكلوها أثناء انتظارهم، إذ قد تحتاج الوجبة أحياناً إلى بعض الوقت حتى يتم إعدادها. وقد يكون من المفيد أن تحضري معك كتاباً مصوراً أو بعض أقلام الرسم الملونة.
• إذا كان الأطفال يستطيعون القراءة، فأعطيهم قائمة الطعام وناقشي معهم الاختيارات المتاحة لهم؛ وكبديل عن هذا، اقرئي تلك الاختيارات بصوت عالٍ، فالأطفال يكونون أكثر قابلية للأكل والاستمتاع بوجبتهم إذا كان لديهم رأي في اختيارها.
• في الوضع المثالي، يجب أن تحتوي الوجبة التي يتناولها طفلك في المطعم على شيء من البروتين، والحبوب، والخضراوات أو السلطة.
• اجعلي اختيارات المشروبات لطفلك تقتصر على العصير الطازج أو الماء الصافي. ولكي تكوني قدوة حسنة له، لا تطلبي لنفسك أي مشروبات غازية.
• استبعدي الأطباق الحلوة. فأكل شيء حلو بعد الوجبة أمر غير ضروري بالمرة، وطلب طبق الحلو عند تناول الطعام خارج المنزل هو عادة لا يجب أن تشجعيها. وهناك بديل جيد هو أن تطلبي طبقاً من الفاكهة أو سلطة الفاكهة.
• إذا كان لدى المطعم صندوق للاقتراحات، فاكتبي ملحوظة تطلبين فيها المزيد من اختيارات الطعام الصحي للأطفال. فإذا قدم عدد كافٍ من الآباء هذا الطلب، فربما كانت هناك استجابة!
تلميح: اطلبي بذكاء
ألقي نظرة حذرة فاحصة على وجبات الأطفال وقوائم طعام الأطفال في المطاعم، وتجنبي أصناف الطعام المقلية، والمملحة، وأصناف البرجر والناجتس والسجق المعالجة التي تقدم عادة في المطاعم.
وبدلاً من هذا، اطلبي طبقاً من المتبلات لطفلك، أو اقسمي وجبة تقدم للكبار إلى نصفين وقدميهما لاثنين من أطفالك، أو اسألي النادل عما إذا كنت تستطيعين طلب نصف وجبة من وجبات الكبار لتقديمها لطفلك.
زيارة المستشفيات
عندما تأخذين طفلك إلى عيادة الطبيب أو إلى المستشفى، يكون من المهم جداً أن تشرحي له مسبقاً الغرض من الزيارة وما يجب أن يتوقعه. فإذا كان سيشعر بالألم، فلا تكذبي بشأن ذلك، بل قولي شيئاً مثل: “قد تتألم قليلاً ولكن هذا لن يستغرق سوى بضع ثوانٍ، وسوف أكون معك أمسك بيدك”. وأما وعدك إياه بأن تعطيه مكافأة بعدها، خاصة من الحلوى، فهو أسلوب مغرٍ، ولكنه يخلق ارتباطاً قد يجعلك تندمين.
ومع ذلك فإن كثيراً من ممارسي الطب دأبوا على إعطاء الأطفال قطع الشيكولاتة أو غيرها من الحلوى بعد زيارة الطبيب أو بعد إجراء طبي مؤلم. وأنا شخصياً لا أحبذ استخدام السكر كوسيلة مساعدة أو مواساة، ولكنني أتفهم أيضاً حقيقة أن بعض الأطفال يصابون بقلق شديد، وقد يظن آباؤهم أن إلهاءهم بقطعة من الحلوى أمر يستحق التغاضى عن الضرر الغذائي الناجم. ولكن هناك بديل لتلك المصاصة التقليدية التي يعطونها للأطفال، وهو أن تجلبي معك نوعاً من الحلوى الصحية مثل قالب من الفاكهة أو الجرانولا بدون سكر مضاف أو علبة من الزبيب. احرصي على أن تخبري الطبيب مسبقاً بأي تفضيلات لديك في هذا الصدد.
وعند زيارة آخرين في المستشفى، قد تريدين أن تأخذي معك ابنك. وتلك الزيارات تكون قصيرة في العادة، إلا أنها تكون مليئة بإمدادات لا حصر لها من أصناف الشيكولاتة، لاسيما إذا كنت تزورين شخصاً رزق تواً بمولود. والذي يحدث عادة هو أن تتاح لطفلك اختيارات لا حصر لها من أصناف الشيكولاتة، وقد تشعرين بحرج شديد يجعلك لا تستطيعين الرفض. وعلاوة على هذا، إذا كان طفلك أصغر سناً، فإنك قد تواجهين نوبة غضب لا تستطيعين السيطرة عليها. ولهذه المواقف، جربي ما يلي:
• لا تجازفي بأن تحضري معك طفلاً جائعاً قد يكون عرضة للإفراط في أكل أي شيء يجده أمامه. تذكري أن تقدمي لطفلك وجبة خفيفة يأكلها قبل أن تغادري المنزل، أو ضعي شيئاً من الطعام في حقيبة يدك لتعطيه إياه في طريقك إلى المستشفى.
• اشرحي لطفلك مسبقاً أنه إذا قدمت له قطع الشيكولاتة أثناء الزيارة فبإمكانه اختيار واحدة (أو اثنتين) فقط. وبعد ذلك، أعطي طفلك تقييماً إيجابياً لسلوكه أثناء الزيارة.
السفر
يعتبر السفر مع أطفالك فرصة للمشاركة في خبرات مرحة ومفيدة، ولكن السفر يحدث الاضطراب في نظام نوم الأطفال ومواعيد تناول طعامهم. كما أن معظم الأطفال (والكبار أيضاًَ) لا يستمتعون بقضاء فترات طويلة في المطارات، واقفين في الطوابير، أو مقيدين في مكان واحد. ومن الصعب جداً أن تلتزمي تماماً بمبادئك الغذائية أثناء السفر. ولكن مع بعض التفكير المسبق، وبواسطة الاقتراحات التالية، يمكنك أن تجعلي تجربة السفر أكثر متعة لك ولأطفالك، دون أن تضحي بالمعايير الغذائية التي تحاولين أن تضعيها لعائلتك.
الوجبات الخفيفة طوق نجاة. يصبح الأطفال سيئي الطباع عندما يشعرون بالجوع أو تنخفض مستويات سكر الدم لديهم. لذا، من المهم جداً أن تكون لديك تشكيلة من الوجبات الخفيفة الصحية أو حتى الوجبات سهلة الحمل في حقيبة يدك أو في إحدى حقائب السفر المحمولة.
لا تعتمدي على الطعام الذي يقدم في المطار أو الطائرة. يعتبر الطعام الذي يقدم في الطائرات أو القطارات، أو في المطارات أو محطات القطار، أو غير ذلك من أماكن تجمع المسافرين من نوعية رديئة جداً. وأي خيارات يمكنك الحصول عليها من شرائح البطاطس أو الشيكولاتة أو شطائر الخبز الأبيض المتوفرة في هذه الأماكن ستؤدي إلى إفساد مزاج طفلك وسلوكياته.
أحضري معك أطعمة مناسبة. تجنبي إحضار الأطعمة التي يمكن أن تنسكب، أو تصير لزجة، أو تفسد. أحضري بدلاً منها أطعمة لا تسبب المشاكل ولا تلوث ما حولها ويسهل أكلها أثناء الوقوف أو في الأماكن المزدحمة. وتذكري أيضاً أن نوع الوجبة الخفيفة المختارة بعناية يمكن أن يكون وسيلة إلهاء مفيدة جداً؛ الفستق غير المقشور، على سبيل المثال، يمكن أن يشغل أطفالك بالتقشير والأكل أثناء فترات الانتظار الطويلة.
التخطيط والتوقيت. حينما تسافرين مع صغارك، لن يكون احتياجك للطعام مقصوراً على فترة الرحلة، ولكنه سيشمل أيضاً وقت وصولك وما بعده بمدة قصيرة. فمثلاً، إذا كنت ستصلين إلى وجهتك في وقت مبكر من الصباح، فتوقعي أن يجوع أطفالك في وقت إفطارهم المعتاد واحرصي على أن يكون معك طعام مغذٍ (مثل البيض المسلوق) ليأكله صغارك في ذلك الوقت. ولا تفترضي أنك ستجدين طعاماً متاحاً بمجرد وصولك مباشرة، فقد تحتاجين إلى بعض الوقت لتذهبي للتسوق أو تجدي مطعماً تستطيعون الأكل فيه جميعاً.
كوني مغامرةً. إن السفر يمكن أن يساعد على توسيع خبرات أطفالك الغذائية وأذواقهم للطعام. فقبل أن تذهبي إلى بلد آخر، اعرفي شيئاً عن المحاصيل والمأكولات الرئيسية فيه، واجذبي اهتمام أطفالك بفكرة اكتشاف ما بذلك البلد من أطعمة مميزة. وحيثما ذهبت، جربي الأطباق المحلية، وزوري معارض الطعام والأسواق المحلية، وشجعي أطفالك على تجربة المذاقات الجديدة وأنماط الأكل المختلفة.
مشكلات السفر وكيفية تجنبها
الجفاف. مشكلة شائعة جداً عند السفر، خاصة بالطائرة. احرصي على أن يكون مع أطفالك ما يكفي لشربهم قبل أي رحلة وأثناءها. وأفضل ما يشربونه هو الماء.
اضطرابات المعدة. كثيراً ما يسبب السفر اضطراباً في الهضم لدى الأطفال. ويمكن أن يؤدي تناول الكثير من الأطعمة غير المناسبة (المتبلة، والسكرية، والمعالجة بإفراط) في الوقت غير المناسب إلى عدم الارتياح وتراكم الغازات وأحياناً الإمساك أو الإسهال. إذا حدث هذا، فتجنبي إعطاء الوجبات في غير أوقاتها المعتادة؛ فمثلاً، إذا كنت تسافرين بالطائرة ليلاً، فليس من الضروري أن يأكل أطفالك لأنهم يكونون نائمين عادة في ذلك الوقت.
المرض. يعد التعرض لجراثيم جديدة عند اجتماعه مع الإرهاق و/أو الضغط الزائد وصفة مثالية تؤدي للمرض أثناء السفر لقضاء الإجازات. ولتجنب ذلك، احرصي على أن يحصل أطفالك على الكثير من الراحة قبل الرحلة وأن ينشطوا أجهزتهم المناعية بتناول المزيد من فيتامين ج مع مستحضر من الفيتامينات المتعددة قبل العطلة وأثناءها وبعدها. أحضري معك علب الفيتامينات وأبقي علبة أقراص فيتامين ج في حقيبة اليد لتكون في متناول يدك.
التوقف عن اتباع نظام التغذية الصحي. حينما تكونين في عطلة، من الطبيعي جداً أن تتراخي في تطبيق قواعد تناول الطعام، حتى مع علمك بأضرار اختيارات الطعام السيئة. إنك لا ترغبين في إهدار وقت استمتاعكم في التشديد على تعليمات الأكل الصحية، لذا، قومي بوضع بعض الإرشادات العامة المتعلقة بنظام أكل عائلتك في الإجازات وتوقفي عند ذلك. فمثلاً، يمكن أن تطلبي أن يتناول كل طفل قطعة فاكهة مقابل كل قطعة حلوى خلال نفس اليوم. وعند إقامة العائلة في منزل أو شقة أثناء الإجازة، فإن إعداد وجبة صحية واحدة يومياً بالمنزل يعتبر موازنة جيدة لباقي النظام الغذائي غير الصحي المتبع في الإجازة.
تلميح: خذي معك علاجات طبيعية لدوار الحركة
إذا كان طفلك يعاني دوار الحركة أثناء السفر، فإن تناول الزنجبيل يمكن أن يكون فعالاً جداً لتخفيف أعراضه. خذي معك عند السفر بسكويت الزنجبيل أو بلورات الزنجبيل أو شرائح الزنجبيل المقطعة حديثاً ليستنشقها طفلك عند اللزوم.
وكذلك، عند السفر بالسيارة، افتحي بعض النوافذ واحرصي على أن يرى الطفل الطريق من خلالها بوضوح (باستخدام مقعد خاص داعم للجسم) لمنع الغثيان.
وجبات خفيفة صحية سهلة التناول للسفر
• عبوات صغيرة من الزبيب
• تمر أو وجبات خفيفة تتكون أساساً من التمر
• زيتون (يفضل بدون بذر)
• قطع برتزل ومقرمشات وأصابع خبز مصنوعة من الحبوب الكاملة
• أصابع الخضراوات (مثل الجزر، أو الخيار، أو الكرفس)
• بيض مسلوق
• مكسرات وبذور نيئة مثل البلاذر، واللوز، وبذر زهرة دوار الشمس، والفستق غير المقشور
• فشار مصنوع بالمنزل
• قوالب فاكهة بدون سكر مضاف
• أكياس صغيرة من حبوب الإفطار الجافة المغذية (مثل الموزلي أو حبوب الإفطار المصنوعة من الحبوب الكاملة)
• علب صغيرة من عصير غير محلى أو زجاجات مياه صغيرة