وزني زائد بحوالي 27 كيلوجرامًا. فهل يعرضني هذا أنا وطفلي لخطر أكبر خلال الحمل؟
معظم الأمهات زائدات الوزن (وحتى البدينات، واللاتي تزيد أوزانهن بنسبة 20٪ أو أكثر فوق الوزن المثالي)، يحظين بحمل آمن كليًّا، وأطفال أصحاء تمامًا. ومع ذلك، اكتساب كثير من الوزن الإضافي بينما تحملين طفلا يزيد من إمكانية حدوث مضاعفات حمل معينة، تتضمن الإجهاض، وعيوب الولادة، وولادة جنين ميت، والولادة قبل الأوان، وضغط الدم المرتفع، وسكري الحمل (جي دي). كونكِ زائدة الوزن يتسبب كذلك في حدوث بعض المشكلات العملية الخاصة بالحمل. فطبقات الدهن الزائدة ربما تجعل تحديد الطبيب لوزن وموضع الجنين أكثر صعوبة (كما يجعل الشعور بتلك الركلات الأولى أكثر صعوبة بالنسبة لك أيضًا).
ويمكن كنتيجة لكون حجم الطفل أكبر بكثير من الحجم المتوسط، أن يكون الحمل طويل الأمد وتكون الولادة متعسرة، وغالبًا ما تكون هذه هي الحالة حينما تكون الأم بدينة (خصوصًا إذا كانت مصابة بمرض السكري، وحتى لو لم تكتسب الكثير من الوزن الزائد خلال الحمل). وإذا أصبح إجراء جراحة قيصرية أمرًا ضروريًّا، يمكن للسمنة أن تعقد كلًّا من الجراحة والتعافي منها.
ثم تأتي مسألة راحة الحمل، أو بالأحرى ألم الحمل – وللأسف، بينما تتراكم كيلوجرامات الدهون، تتراكم كذلك أعراض الحمل المزعجة والمؤلمة. الكيلوجرامات الزائدة (سواء أكانت كيلوجرامات لديك بالفعل، أو اكتسبتِها في أثناء الحمل) يمكنها أن تؤدي إلى آلام ظهر إضافية، ودوالي وريدية، و تورم، و حرقة المعدة، وأشياء أخرى.
هل أنت محبطة؟
لا تحزني. هناك كثير يمكن لكِ ولطبيبك أن تفعلاه لتقليل المخاطر الإضافية لتلك الكيلوجرامات الزائدة (بالإضافة إلى الآلام الإضافية) – سيتطلب الأمر فقط بعض الجهود الإضافية. فعلى الجانب الطبي، ربما تتم مراقبتك بدقة أكثر من المرأة ذات متوسط الوزن العادي (على سبيل المثال، ربما تخضعين للفحص للكشف عن وجود سكري الحمل في وقت مبكر ولعدد مرات أكثر من الآخريات، وكذلك بالنسبة لجلسات الموجات فوق الصوتية لفحص حجم جنينك).
ومن جانبك، يمكن للعناية الجيدة بنفسك أن تحدث فارقًا كبيرا. إزالة كل مخاطر الحمل التي بمقدورك السيطرة عليها – مثل تناول المشروبات الضارة والتدخين – سيكون أمرًا له أهمية خاصة بالنسبة لك، وكذلك الحفاظ على اكتسابك للوزن وفقًا لما هو مخطط – وعلى الأرجح سيكون هدفك أقل من متوسط الأم الحامل العادية، وسيراقب من قِبل طبيبك عن كثب. ويوصي الكونجرس الأمريكي لأطباء النساء والتوليد أن تكتسب النساء الحوامل زائدات الوزن من 6 إلى 10 كيلوجرامات، وألا تكتسب النساء المصابات بالسمنة أكثر من 6 كيلوجرامات، ورغم ذلك يمكن لتوصيات طبيبك المعالج أن تختلف. حقيقةً، يوصي بعض الأطباء بألا تكتسب النسوة السمينات أية كيلوجرامات إضافية على الإطلاق في أثناء فترة الحمل – لكن مرة ثانية، التزمي بالخطة التي أعدها طبيبك أو قابلتك خصيصًا لك.
وحتى مع وجود حد أدنى أصغر حجما لتلتزمي به، ينبغي تدعيم نظامك الغذائي بأطعمة غنية بالفيتامينات، والمعادن، والبروتينات. التركيز على نوعية السعرات الحرارية التي تختارينها ستجعلها مفيدة بالنسبة لك – وستساعد جنينك على الحصول على أقصى فائدة غذائية ممكنة من كل قضمة تحصلين عليها من الطعام. وسيوفر تناولك لفيتامينات ما قبل الولادة بحرص المزيد من الطمأنينة، والتدرب بانتظام، في إطار الإرشادات التي أوصى بها طبيبك، وسيتيح لكِ أن تتناولي مزيدًا من الأطعمة الصحية التي تحتاجين إليها أنت وجنينك بدون اكتساب كثير من الوزن الزائد. اجمعي بين التمارين المنتظمة، والقدر المضبوط من الوزن المكتسب، مع نظام غذائي صحي، وبذلك ستقللين كذلك من خطورة إصابتك بسكري الحمل.
هل تتساءلين عما إذا كان يمكنك الإبقاء على معدل اكتسابك للوزن خلال حملك منخفضًا، بواسطة تعاطي المكملات الغذائية واحتساء المشروبات التي يُدَّعى خفضها للشهية؟ هذه الأشياء يمكن أن تشكل خطورة خلال الحمل؛ لذلك ابتعدي عن تناولها – حتى لو كانت تُسوق على أنها منتجات “طبيعية”.
بالنسبة لحملك التالي، إذا كنت تخططين لحدوثه، حاولي أن تصلي قدر استطاعتك لأقرب وزن ممكن من وزنك المثالي قبل أن تحملي. هذا الأمر سيجعل من كل شيء متعلق بالحمل أكثر سهولة – وأقل تعقيدًا.