المرارة كيس إجاصي الشكل، تقع تحت الكبد في الجهة اليمنى من أعلى البطن، وظيفتها تخزين الصفراء – سائل ينتج في الكبد – حتى الحاجة لها للمساعدة على هضم الدهون في الأمعاء الدقيقة؛ وعندما تحتوي الصفراء على كمية عالية من الكولستيرول أو بعض المواد الأخرى التي لا تنحل بسهولة، تتكون رواسب صلبة وقاسية في المرارة أو حول القنوات الصفراوية، وتسمى تلك الرواسب بالحصيات الصفراوية gallstones، ويمكن أن تكون تلك الحصيات صغيرة كحبات الرمل أو كبيرة ككرات الغولف.
وعلى الرغم من أن 10% من الناس لديهم حصيات صفراوية، لكن الكثير منهم لا يعلمون بذلك حتى تكتشف تلك الرواسب في أثناء الاختبارات الطبية؛ وقد تسد الحصيات الصفراوية جريان الصفراء من الكبد إلى الأمعاء أحيانا، مما يسبب بعض الأعراض، مثل عسر الهضم indigestion أو الألم في أعلى البطن؛ وقد يشير الألم البطني الشديد والمستمر والبادئ فجأة، والذي يدوم لعدة ساعات، إلى نوبة مرارية؛ كما قد يحدث غثيان أو قيء؛ وعندما تكون نوبات المرارة شديدة أو متكررة، فقد نحتاج إلى استئصال المرارة جراحيا.
تدبير حصيات المرارة في أثناء الحمل
يفوق احتمال إصابة النساء بحصيات المرارة مقارنة باحتمال إصابة الرجال بأكثر من ضعفين، والكثير من تلك الزيادة تعود إلى الحمل، حيث أن المرارة تفرغ ببطء أكبر وبفعالية أقل استجابة لهرمونات الحمل؛ ويشجع تراكم الصفراء الناتج عن الحمل على تكون الحصيات؛ ويمكن أن يزيد الحمل من الخطورة، وذلك لأن بعض النساء تكسب وزنا زائدا جدا في أثناء الحمل، مما يزيد بدوره من محتوى الكولستيرول في الصفراء. وبالرغم من أنه لا يمكن منع تشكل الحصيات نهائيا، لكن بالإمكان إنقاص درجة الخطورة، وذلك بالمحافظة على وزن صحي في أثناء الحمل والقيام بالتمارين الرياضية المنتظمة وأكل الوجبات القليلة الدسم والغنية بالألياف، مع التركيز على الفواكه الطازجة والخضار وجميع الحبوب.
لا تتأثر معظم الحوامل بنوبات الحصيات المرارية، حتى عند عدم تشخيص الحالة قبل بدء الحمل؛ وفي حال حدوث النوبة، فإن تدبيرها هو نفسه، سواء أكانت المرأة حاملا أم لا؛ ويفضل الفحص بفائق الصوت ultrasound لتقييم الحصيات المرارية في أثناء الحمل؛ ومع أن الكثير من إجراءات الأشعة السينية X-ray procedures تستخدم لتقييم الحصيات المرارية، إلا أنها غالبا ما تؤجل إلى ما بعد الحمل.
ونحتاج إلى إجراء عملية لإزالة الحصيات في حالة من بين كل ألف حالة حمل, ومن الآمن إجراء مثل تلك العمليات بالنسبة للأم والطفل، لا سيما في الثلث الثاني من الحمل؛ وعليك مراجعة الطبيب عندما تصادفين أعراض نوبة الحصيات المرارية وعلاماتها.