التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

الحمى الروماتيزمية | عيوب الصمامات | انواع مرض القلب – ج5

بالإضافة إلى الشذوذات الخلقية والأمراض المعدية، يمكن أن تتضرّر الصمامات بالحمى الرثوية (الروماتيزمية)؛ فرغم أن الحمى الرثوية ليست شائعة في الولايات المتحدة كما كانت منذ نحو 40 سنة قبل الاستعمال الواسع للبنسلين، لكن ذكرت عدة حالات تفشّي للمرض Outbreaks في المدن الأمريكية خلال أواخر الثمانينات من القرن الماضي؛ وما تزال الحمى الرثوية شائعة جدّا في البلدان غير المتطوّرة.

يوجد التهاب في القلب في %60-40 من الناس الذين تعرّضوا لهجمة أولى من الحمى الرثوية؛ ويصاب الصمام التاجي (المترالي) في نحو %85 من الحالات، والصمام الأبهري في نحو %44 من الحالات، والصمام الثلاثي الشرف في %16-10 ويندر أن يصاب الصمام الرئوي؛ وكثيرا ما يصاب أكثر من صمام.

أسباب الحمى الرثوية (الروماتيزمية)

يبدو أن الحمى الرثوية تنجم عن تفاعل جسمك تجاه أنواع معيّنة من جراثيم المكوّرات العقدية Streptococcal Bacteria؛ وتظهر أعراض المرض بوجه عام بعد نحو أسبوعين إلى أربعة أسابيع من عدوى غير معالجة في الحلق بالمكوّرات؛ وبذلك، يمكن الوقاية من الحمى الرثوية بمعالجة هذه العدوى بالمضادات الحيوية. ويبدو أن إصابة الصمام القلبي بالتلف تتعلّق بالأضداد (الأجسام المضادة) Antibodies التي ينتجها الجسم لمقاومة عدوى الحلق أو للمواد السامّة الناتجة من الجراثيم؛ وهي لا تنجم عن العدوى الحقيقية للصمام.

تحدث عدوى الحلق بالعقديات بشكل مفاجئ عادة، لا سيّما مع بلع مؤلم وحمّى وإيلام وتورّم في الغدد تحت الفك؛ ولا بدّ من فحوص مختبرية (زرع مسحة من الحلق) لإثبات أن التهاب الحلق ناجم عن العدوى بالمكوّرات العقدية.

أعراض الحمى الرثوية

تشتمل أعراض المرض على الحمى وتسرّع ضربات القلب والقشعريرة والآلام المفصلية التي تميل إلى التنقّل من مفصل إلى آخر وعلى طفح مميّز وإجهاد وتعب وحالة من التهيّج Irritability وحركات قليلة غير مضبوطة في الأطراف؛ وقد يكون لدى المريض لطخات وبقع حمراء مرتفعة على الجلد أو كتل (عقيدات) تحت الجلد.

من يصاب بالحمى الرثوية؟

تحدث الحمى الرثوية عادة في الصغار بعمر 5 إلى 15 سنة، ويندر أن تصيب البالغين؛ وعندما تصاب بها، تصبح أكثر عرضة لهجمة أخرى؛ ويمكن أن يصف الأطباء البنسلين أو مضاد حيوي آخر باستمرار حتى البلوغ بعد الهجمة الأولى للحمى الرثوية.

ما مدى خطورة الحمى الرثوية؟

لا يؤدي الالتهاب القلبي الناجم عن الحمى الرثوية إلى إصابة مزمنة دائما؛ لكن، يمكن أن يتندّب صمام أو أكثر من صمامات قلبك؛ وقد تستغرق إصابة هذه الصمامات 10 إلى 30 سنة حتى تظهر. كما يمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة، ويمكن أن تحتاج إلى الجراحة لإصلاح أو استبدال الصمامات المتضرّرة؛ وفي حالات نادرة، يمكن أن يحدث التهاب شديد في العضل القلبي نفسه، وقد تقود هذه الحالة إلى قصور القلب.

لا تؤدي معظم حالات عدوى الحلق بالعقديات إلى الحمى الرثوية؛ غير أنه عندما تحدث العدوى، يجب تناول كافة الأدوية التي يصفها لك الطبيب، حتى وإن شفي التهاب الحلق خلال يوم أو يومين؛ وهذا الأسلوب هو الأنجع في الوقاية من الحمى الرثوية.

قد يكون الداء الصمامي خطيرا ومخاتلا

حتّى في المراحل المتقدّمة من خلل الوظيفة الصمامية (القصور)، قد لا تعاني من أعراض؛ ومن أسباب ذلك أن القلب والأجزاء الأخرى من الجسم تتكيّف مع المشكلة وتتغلّب عليها إلى درجة ما؛ لكنّ هذه الآليات المعاوضة أو التكيّفية تستمر حتى نقطة محدّدة فقط، ثم تصبح المشكلة أكثر هيمنة، وتظهر الأعراض.

أحيانا، قد لا تستطيع تمييز الأعراض لأنها تتنامى ببطء شديد؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن يحدث عدم تحمّل للجهد بالتدريج؛ ولذلك قد تعتاد عليه ببساطة، ولا تعرف أن تحمّلك قد نقص مطلقا.

لا ترتبط الأعراض دائما بشدّة المشكلة الصمامية، لذلك يجب أن يزور أيّ شخص مصاب بمشكلة صمامية الطبيب بشكل دوري لمراقبة التغيّرات الحاصلة في الصمامات.

تتفاوت المشاكل الناجمة عن الداء الصمامي حسب الصمام المصاب، سواء أكان مشدودا جدّا أو رخوا جدا، ومدى تقدّم الإصابة؛ وغالبا ما تحدث أنماط مختلفة من المشاكل الصمامية معا في الشخص نفسه؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن يترافق تضيّق الصمام التاجي مع قلسه، وتختلف المعالجة عادة عن معالجة تضيّق الصمام التاجي وحده.

تؤدي بعض حالات الإصابة المزدوجة إلى جعل القلب قاصرا بشكل خاص؛ فعلى سبيل المثال، في تضيّق الأبهري والقلس التاجي، لا يستغرق الدم وقتا عصيبا للجريان إلى الأمام خلال الانقباض عبر الصمام الأبهري المشدود، ولكن يدور للرجوع إلى الخلف عبر الصمام التاجي (المترالي) السّرب؛ وفي مثل هذه الظروف، يتخذ الكثير من الدم «الطريق السهل» ويتسرّب إلى الخلف.