التصنيفات
الصحة العامة

الحمى المالطية | داء البروسيلا Brucellosis

تعتبر الحمى المالطية من الامراض المشتركة وهي منتشرة في بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط و شبه الجزيرة العربية، القارة الهندية، وبعض أجزاء المكسيك و الأمريكيتين الوسطى والجنوبية، ويصيب هذا المرض المواشي بشكل خاص، لكنه ايضا قد يصيب الجاموس والجمال والماعز والغنم، ويكثر بين فئات معينة من الناس الذين يعتبروا أكثر تعرضآ من غيرهم للإصابة بالحمى

انواع الحمى المالطية

هنالك اربعة انواع من الحمى المالطيه التي تصيب الانسان، يتنشر منهم اثنان في الممكلة العربية السعودية، وهما:

– Brucella Melitensis: البروسيلا المالطية أو الغنمية، وهو أكثر إنتشارآ من النوع الآخر، وينتقل عن طريق الأغنام والماعز والجمال
– Brucella Abortus: البروسيلا المجهضة، وينتقل عن طريق الأبقار

ما هو ميكروب الحمى المالطية؟

هو نوع من البكتيريا (بروسيلا) التي تصيب الإنسان ويمكنها العيش داخل جسم الانسان وخارجه (Faculative)، وهذا النوع من البكتيريا يمكنه أن يعيش لفترة طويلة من الوقت داخل الأنسجة المصابة والمجمدة على الرغم من سهولة القضاء عليه بواسطة الغلي أو البسترة أو التعريض لأشعة الشمس.

كما يعيش هذا الميكروب في التربة المبللة وغير المعرضة لأشعة الشمس لمدة تصل إلى إلى 72 يومآ وفي التربة الجافة لمدة تصل إلى 40 يومآ بعد تعرض التربة للتلوث ببول أو إفرازات مهبلية لحيوانات مصابة بالحمى المالطية.

كيفية العدوى

تتعرض فئات من الناس أكثر من غيرهم للإصابة بالحمى المالطية، وهؤلاء هم الرعاة والمزارعون والعاملون في المسالخ والجزارون والكلافين والحلابين والاطباء البيطريون، وتكون العدوى بعدة طرق:

– شرب الحليب غير المغلي
– دخول البكتيريا المسببة للمرض عن طريق جرح أو تلوث غشاء الملتحمة بالعين عند التعرض لإفرازات حيوان مصاب وخصوصآ عند ذبحه أو إجهاضه
– استنشاق الرذاذ الملوث بالبكتريا من أماكن الحيوانات المصابة

ما هي دلائل إصابة الحيوانات بالحمى المالطية؟

يمكن الإستدلال على إصابة الحيوانات بالجمى بإجهاضها المتكرر أو موت عدد منها

اعراض الإصابة بـ الحمى المالطية

تتراوح فترة الحضانة للمرض من اسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وتمتد أحيانآ شهور.
يعاني المصاب بعدها من:-

– ارتفاع درجة الحرارة مع تعرق شديد وخصوصآ في الليل (حمى غير منتظمة)
– الصداع
– آلام الظهر
– آلام المفاصل
– إرهاق، تعب عام، خمول
– نقصان الوزن
– ألم وتورم في الخصيتين
– تضخم الكبد و الطحال والغدد الليمفاوية (عند تقدم المرض وإهمال العلاج)

ملاحظة: قد يشتبه على بعض الاطباء بأنها أعراض الإنفلونزا

التشخيص

يعتمد الطبيب في تشخيص مرض الحمى المالطية على التاريخ المرضي شاملآ التعرض للحيوانات أو شرب حليب غير مغلي أو مبستر بالإضافة إلى وجود الأعراض التي سبقت الإشارة إليها.

يطلب الطبيب إجراء بعض التحاليل المخبرية، مثل قياس نسبة الاجسام المضادة في الدم (Brucella titre) ومزرعة للبكتريا في الم (Blood culture) التي تكون إيجابية في حوالي 50-70% من الحالات المرضية وخاصة في حالة الإصابة بالنوع الأول.

لا يمكن الإعتماد في التشخيص فقط على نسبة الأجسام المضادة للبكتيريا في الدم لتشخيص المرض، وخصوصآ عندما يطلب أي شخص إجراء تحليل للحمى وتكون النتيجة إيجابية، أو عندما يريد الطبيب بدء العلاج لشخص يعاني من الاعراض السابقة.

إذا كان هناك إشتباه في التشخيص بكون الحمى نشطة أو قديمة، يتوجب إعادة التحليل بعد إسبوعين أو ثلاثة، فإذا وجد زيادة ملحوظة أربعة أضعاف أو أكثر ثبت نشاط المرض، أما إن لم تكن هناك زيادة في نسبة الاجسام المضاده فتعتبر الإصابة قديمة وغير نشطة ولا تحتاج للعلاج.

علاج الحمى المالطية

يوجد نوعان من العلاج يحملان نفس نسبة النجاح والفعالية وهما:

– Doxycyclin مع حقن Streptomycin
– Doxycyclin مع Rifampicin

يعطى العلاج لمدة ستة أسابيع، وهناك علاج خاص للأطفال وللسيدات الحوامل.

هل يحصل الجسم على مناعة للمرض بعد الإصابة والشفاء؟

لا تعطي الإصابة بالمرض مناعة ضد الإصابة في المستقبل، فقد يتعرض المريض إلى إنتكاسة (أي رجوع نشاط البكتيريا بعد العلاج) ويحدث هذا غالبآ في الشهور الثلاثة الأولى إلى سنتين بعد العلاج.

من الأسباب المؤدية لحدوث الانتكاس:

– عدم الإلتزام بالمدة المحددة للعلاج
– أخذ نوع من العلاج غير الفعّال
– التعرض لإصابة أخرى من جديد

تشخّص الإنتكاسة بإرتفاع نسبة الأجسام المضادة في الدم إلى أربعة أضعاف أو أكثر.

مضاعفات الحمى المالطية

تتحول الحمى المالطية أحيانآ إلى حمى مزمنة وتصيب بعض اجزاء الجسم مثل:

– فقرات الظهر أو العظام أو المفاصل: التهاب الركبتين مسببآ إعاقة حركية، التهاب الفقرات، نقر العظام
– الخصية (التهاب الجهاز البولي والتناسلي مسببآ العقم)
– القلب: التهاب صمامات القلب
– الجهاز العصبي: إلتهاب النخاع الشوكي والفقرات مسببآ الشلل، التهاب الدماغ
– الكبد: التهاب الكبد، تضخم الكبد

يحدث ذلك نتيجة لعدم تشخيص المرض وعلاجه لأكثر من شهر، أو بسبب الانتكاسه بعد الشفاء. ويحتاج المريض لبعض التحاليل المخبرية والأشعات لإثبات تواجد المرض في هذه الأماكن.

الوقاية من الحمى المالطية

– يجب التأكد من خلو الماشية من الحمى المالطية وإعطائها التطعيمات الضرورية والتبليغ عن وجود دلائل المرض فيها.
– غلي الحليب أو بسترته قبل شربه
– التأكد عند الذبح من خلو اليد من الجروح ولبس قفازات طويلة ووضع كمامات وخصوصآ عند الإشتباه بوجود الإصابة في الحيوان المذبوح
– التأكد من أخذ العلاج بالطريقة الصحيحة ولفترة كافية حسب ما يقرره الطبيب
– المتابعة المنتظمة في العيادة الطبية لمدة سنة بعد الشفاء للتأكد من عدم إنتكاس المرض، وإجراء تحليل للأجسام المضادة بعد ثلاثة أشهر للتأكد من عودة الأجسام المضادة لوضعها الطبيعي.
– الإهتمام بالنظافة العامة للمسالخ والحظائر (التطهير)
– تجنب أكل اللحم أو الكبد النيء (لان حرارة الطهي تقضي على الجرثومة)
– التبليغ إلى وزارة الصحة عن أية حالة حمى مالطية
– نشر الوعي الصحي
– ذبح الحيوانات المصابة بعد أن يقوم الطبيب البيطري بإجراء إختبار التلبد على دمائها