الداء الخامس أو الحمامى العدوائية (المعدية) Erythema Infectiosum هو مرض معد وشائع بين الأطفال في سن المدرسة؛ وهذه الحالة يسببها فيروس يدعى نظير الفيروس البشري 19 Human Parvoirus B19؛ ويسمى المرض أحيانا داء الخد المصفوع Slapped-Cheek disease بسبب أن الجزء الأكبر من العدوى في الأطفال يتجلى على شكل اندفاع أحمر لماع على الوجنتين، كما يمكن ملاحظة اندفاع أحمر شريطي الشكل على الساقين والجذع والرقبة. ويكون الكثير من الأطفال الذين لديهم الداء الخامس بحالة جيدة، ولكن البعض الآخر قد يعاني من حمى أو انزعاج في المعدة أو أعراض تشبه أعراض الرشح والزكام.
أما عند البالغين، فالعرض الأكثر ملاحظة هو الألم المفصلي الذي يمكن أن يستمر أياما أو أسابيع، ويعد الطفح أو الاندفاع الواصم للمرض أقل حدوثا عند البالغين منه عند الأطفال، بالإضافة إلى أن العدوى يمكن أن تحدث من دون أعراض أو علامات سواء عند الأطفال أو البالغين؛ ولهذا السبب، لا يعرف كثير من الأشخاص البالغين ما إذا كانوا قد أصيبوا بالعدوى في طفولتهم أم لا، ولكن حالما تصابين بالعدوى، فإنك تكتسبين بشكل عام مناعة ضد الإصابة بها مرة ثانية.
يكون الداء الخامس معديا لمدة أسبوع قبل ظهور الطفح أو الاندفاع الوجهي، وبذلك يكون من الصعب إيقاف انتشاره، ويتراوح الوقت بين التعرض وظهور المرض بين أربعة إلى أربعة عشر يوما؛ ولا يوجد حاليا لقاح للوقاية من الداء الخامس، ولا يبدو أن العلاج المضاد للفيروسات يفيد النساء المصابات بالعدوى.
تدبير الداء الخامس في أثناء الحمل
يبقى حوالى ربع إلى نصف النساء الحوامل عرضة لفيروس B19 في أثناء الحمل، لذلك فإن إصابة المرأة الحامل أو التي تنتظر مولودا بهذا المرض ليست بالأمر غير الشائع؛ والغالبية العظمى من هؤلاء النساء يلدن أطفالا أصحاء.
ولكن في حالات نادرة، يمكن أن يسبب الداء الخامس لدى الجنين فقر دم خطيرا، ويمكن أن يكون قاتلا؛ فقد يؤدي فقر الدم إلى قصور قلب احتقاني عند الجنين يتجلى بتورم شديد (وذمة) يدعى موه الجنيني fetal hydrops؛ وفي حال ظهور هذه المضاعفة، يمكن أن نقوم بنقل الدم للجنين عبر الحبل السري.
في حال تعرض الحامل للداء الخامس أو عند وجود اشتباه بالإصابة به، فإن الاختبارات الدموية يمكنها أن تحدد وجود مناعة ضد المرض أو تثبت الإصابة بالعدوى؛ فإذا أظهر اختبار الدم مناعة، لا يكون هناك داع للقلق؛ أما إذا أظهر الاختبار أن هناك إصابة بالمرض، فيمكن إجراء فحوص إضافية بالأمواج فوق الصوتية (الفحص بفائق الصوت) حتى الأسبوع الثاني عشر للتحري عن علامات فقر الدم أو قصور (فشل) القلب الاحتقاني عند الجنين.