الدم
هو سائل لزج معتم يملأ الأوعية الدموية ويندفع إلى جميع أجزاء الجسم بفضل انقباض عضلة القلب.
وظائف الدم:
عملية التنفس:
يحمل الدم الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة وكذلك ثاني أكسيد الكربون المتولد من نشاط الأنسجة إلى الرئتين في هواء الزفير
التغذية:
يحمل الدم المواد الغذائية الأولية التي تمتصها الأمعاء إلى الخلايا المختلفة لاستعمالها في إنتاج الطاقة اللازمة لنشاط الجسم
عملية الإخراج:
يقوم الدم بحمل الفضلات الضارة المتبقية نتيجة لعملية التمثيل الغذائي في الجسم وذلك من خلال أجهزة الإخراج كالكلى والجلد فيتخلص منها الجسم عن طريق البول والعرق
وظائف الدم
المناعة:
يحتوى الدم على خلايا الدم البيضاء كما أنه ينتج الأجسام المضادة
التي تقوم بدور أساسي في حماية الجسم ووقايته من الأمراض
التوازن المائي للجسم:
ينتقل الماء بسهولة بين سوائل الجسم المختلفة سائل الخلايا وسائل ما بين الخلايا ويساعد الدم في حفظ توازن الماء بالجسم بحمل الماء الزائد لأجهزة الإخراج بحيث يكون هناك اتزان بين ما نحصل عليه من ماء عن طريق الشراب والطعام وبين ما نفقده عن طريق البول والعرق
تنظيم درجة حرارة الجسم:
يقوم الدم بامتصاص الحرارة من الأعضاء الداخلية والعضلات وأثناء انتقاله منها إلى الأعضاء الخارجية وتحت الجلد يمكن للجسم أن يتخلص من الحرارة
الزائدة عن طريق الإشعاع والحمل والبخر
تنظيم عملية التمثيل الغذائي:
يحمل الدم الهرمونات وبعض المواد الهامة اللازمة لتنظيم عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
حفظ الضغط الأسموزي للدم وسائر الأنسجة:
وذلك بفضل بروتينيات البلازما هذا الضغط لازم لحفظ حجم الدم وتكوين سائل الأنسجة والبول
تركيب الدم
* الدم سائل أحمر يبلغ حجمه حوالي 5-6 لترات في الشخص البالغ وهو يتكون من مادة سائلة تسمى البلازما يسبح فيها ثلاثة أنواع من الخلايا هي:
* خلايا الدم الحمراء
* خلايا الدم البيضاء
* الصفائح الدموية
وإذا منع الدم من التجلط وترك جانبًا نجد أن الخلايا تهبط إلى القاع لعلو كثافتها تاركة البلازما في الجزء العلوي كسائل شفاف مائل للاصفرار وقد وجد أن حجم الخلايا = 45% من الدم، أما حجم البلازما فهو 55% وهذا يسمى قيمة الهيماتوكريت
كرات الدم الحمراء
هي كرات على شكل أقراص مقعرة السطحين لها جدار رقيق وليس لها نواة، وتحتوى بداخلها على مادة الهيموجلوبين وهى عبارة عن مركب من الحديد والبروتين والهيموجلوبين هو الذي يعطى الدم لونه الأحمر ومن مميزات هذا المركب أنه سهل الاتحاد بالأكسجين ولذلك سميت كرات الدم الحمراء حاملة الأكسجين وعدد كرات الدم الحمراء في الرجل حوالي خمسة مليون خلية فى المليمتر المكعب أما عددها في المرأة فهي حوالي أربعة ونصف مليون في المليمتر المكعب.
وعندما يتشبع بالأكسجين يصبح لونه أحمرَ قانيًا وذلك لتكوّن مادة الأوكسيهيموجلوبين وهذا يحدث عند تعرض الدم لضغط عالٍ من الأكسجين كما يحدث في الرئتين وعندما يتعرض الأوكسيهيموجلوبين إلى ضغط منخفض من الأكسجين كما يحدث في الأنسجة فإنه يفقد جزءًا من أكسيجينه ويصبح الدم لونه مائلاً للزرقة والهيموجلوبين يتحد أيضًا مع ثاني أكسيد الكربون في الأنسجة ويتخلى عنه فى الرئتين ولذلك فإننا نجد الدم في الشرايين أحمر اللون بينما نجده مائلاً للزرقة في الأوردة.
مكان تكوين كرات الدم الحمراء
يبدأ تكوين خلايا الدم الحمراء من الأسبوع الرابع من الحمل وحتى الشهر السادس منه في الطحال والكبد وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل تتكون هذه الكرات في نخاع العظام وقليلاً منها في الطحال والكبد.
وفى الأطفال والبالغين تتكون كرات الدم الحمراء في نخاع العظام الأحمر الموجود في العظام المفلطحة كعظام الوجه والكتف والجمجمة والضلوع والعمود الفقري ونهايات العظام الطويلة في الجسم كعظمة الفخذ والعضد.
عمر ومصير كرات الدم الحمراء:
تؤدى هذه الكرات وظيفتها لمدة زمنية محدودة وهى حوالي 120 يومًا،وبعد ذلك يلتقط الطحال الكرات التي هرمت والمتكسرة ليحللها فيخرج منها مادة الهيموجلوبين ويتم أيضًا تحليل الهيموجلوبين لتكوين الصبغات الصفراوية التي يتخلص منها الدم بطردها مع عصارة الصفراء. وكرات الدم التي تنكسر يحل محلها في الحال كرات جديدة في نخاع العظام.
عوامل تكوين خلايا الدم الحمراء
العوامل التي يجب توافرها حتى يمكن تكوين خلايا الدم الحمراء:
أ – يجب أن يكون نخاع العظام سليمًا، ولذلك فإذا أصابه أي مرض أو تلف كما يحدث في حالة التعرض لأشعة × أوالإشعاعات الذرية أو بعض السموم فإن ذلك يؤدى إلى نقص في عدد كرات الدم الحمراء.
ب – يجب أن يحتوى الغذاء على عنصر الحديد لأنه يدخل في تركيب مادة الهيموجلوبين ويوجد الحديد في السبانخ والبقول والتفاح واللحوم وصفار البيض وإذا لم يتوفر الحديد في الغذاء أو لم يتمكن الجسم من الاستفادة من الحديد في الغذاء يصبح لون الدم باهتًا وهذا ما يحدث في أحد أنواع الأنيميا ويسهل علاجها بإعطاء المريض أدوية تحتوى على مركبات الحديد.
جـ – يجب أن يحتوى الغذاء على فيتامين ب12 الذي يطلق عليه العامل المانع للأنيميا الخبيثة وقد وجد أن هذا الفيتامين يتحد مع عامل آخر وهو العامل الداخلي والذي تفرزه المعدة ثم يمتص من الأمعاء ويختزن في الكبد إلى أن يستخدمه نخاع العظام وهذا الفيتامين هام جدا لاستكمال
نمو خلايا الدم الحمراء
وظائف خلايا الدم الحمراء
أ – عن طريق مادة الهيموجلوبين تحمل كرات الدم الحمراء الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة وتحمل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين للتخلص منه.
ب – المحافظة على مادة الهيموجلوبين داخل كرات الدم الحمراء حتى لا تتحلل وتتحول إلى صبغات صفراوية أو تفرز في البول.
جـ – تقوم كرات الدم الحمراء بدور هام في تنظيم تفاعل الدم.
خلايا الدم البيضاء
وتختلف الخلايا البيضاء بعدم وجود الهيموجلوبين، ولكنها تتميز عنها بوجود نواة،وفى الحقيقة فإن اللون الأصلي لهذه الخلايا يعتبر شفافا لكنه نتيجة لانعكاس الضوء فهم يظهرون تحت المجهر باللون الأبيض.
عدد الخلايا:
يبلغ عددها من 4.000 إلى 10.000 في الملليمتر المكعب من الدم
أنواع الخلايا البيضاء في الدم
يمكن تمييز خمسة أنواع من الخلايا البيضاء تحت المجهر، وهذا التمييز يعتمد على شكل النواة وأقسامها وعلى نوع الصبغة التي تكتسبها الخلية.
أ – خلايا محببة وتشمل: (Granulo cytes)
* خلايا نيوتروفيل Neutrophil:
وتمثل حوالي 60% من العدد الكلى – تكتسب صبغة حمراء
* خلايا إيزينوفيل:
ويمثل حوالي 1 – 3% من العدد الكلى – تكتسب صبغة زرقاء.
* خلايا البازوفيل Basophil:
وتمثل من 0 – 1 % من العدد الكلى
ب – خلايا غير محببة:
خلايا ليمفاوية Lymphocyte وتمثل حوالي 20-45 %.
* مونوسايت Monocyte وتمثل حوالي 1 -8 %.
مكان تكوين خلايا الدم البيضاء
أ – الخلايا المحببة: تتكون في نخاع العظام الأحمر. (Red bone marrow)
ب – الخلايا غير المحببة: تتكون في الأنسجة الليمفاوية كالطحال والكبد والغدد الليمفاوية.
مدة حياتها ؟:
وهى قصيرة جدا إذا قورنت بخلايا الدم فعمرها حوالي بضع ساعات في حالة الخلايا اللمفاوية، ومن يوم إلى يومين في باقي الخلايا البيضاء والخلايا البيضاء عادة ما تغادر الجهاز
الدوري لتقوم بوظائفها الأنسجة.
التغيير في عدد خلايا الدم البيضاء:
ا – يزيد عددها في الأطفال والحوامل وجميع الأمراض الحادة مثل الالتهاب الرئوى.
ب – ويقل عددها في حالات الأمراض المزمنة كالتيفود وفى المجاعة وسوء التغذية
وإذا تعرض النخاع الأحمر لسوء (تلف).
وظائف خلايا الدم البيضاء
تقوم خلايا الدم البيضاء بالعديد من الوظائف المهمة وهى:
ا – الوظيفة الأساسية لها هي الدفاع ضد غزو الميكروبات
فالنيتروفيل مثلاً بواسطة حركتها الأميبية تغادر الجهاز الدوري في أي مكان لملاقاة الميكروب حيث تلتهمه وتحلله وأثناء حرب الخلايا البيضاء مع الميكروبات يموت بعضها وهذا يكوّن الخلايا الصديدية.
ب – تفرز خلايا الأزينوفيل مادة الهستامين التي تؤثر على
الأوعية الدموية فتسبب اتساعها كما تزيد في حالات الحساسية بالجسم
ج – تفرز البيزوفيل مادة الهيبارين التي تمنع تجلط الدم
د – تفرز الخلايا الليفاوية الأجسام المضادة التي إما أن تعادل سموم الميكروبات أو تعمل على ترسيب الميكروبات
هـ – وظيفة المونوسايت: فهي مثل النيتروفيل هي التهام البكتريا ولكنها لكبر حجمها فهى تقدر أيضًا على التهام البروتوزوا المختلفة كالأميبيا وغيرها وكذلك تساعد على التئام الأنسجة
الصفائح الدموية
وهى أجسام صغيرة جدًّا بيضاوية وليس لها نواة ويبلغ عددها حوالي 250.000 إلى 500.000 مم مكعب من الدم،وتتكون في نخاع العظام الأحمر وفترة حياتها حوالي خمسة أيام يأخذها بعد ذلك الطحال لتفتيتها وتحليلها.
وظائف الصفائح الدموية:
ووظيفة هذه الصفائح أنها تسبب تجلط الدم عند حدوث إصابة فبذلك تساعد على إيقاف النزيف وعلى التئام الجروح.
ماهي بلازما الدم
هي سائل شفاف قلوي التفاعل يميل إلى الاصفرار ويبلغ حجم البلازما 55% من حجم الدموتحتوى البلازما على العناصر الآتية:
ا – الماء ويكون حوالي 90% من حجم البلازما
ب – بروتينات البلازما ويبلغ حوالي 7 % أي 7 جرام لكل 100 سم تكعيب بلازما وأهمها الألبيومين والجلوبيولين والفيبرينوجين.
ج – مواد غذائية ممتصة من الأمعاء وأهمها الجلكوز والأحماض الأمينية والدهنية.
د – أملاح غير عضوية: وأهمها أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم… إلخ
هـ – إفرازات الغدد الصماء.
وظائف بروتينات البلازما
ا – الألبيومين: بصفته المسئول الأول عن الضغط الأسموزي للدم فإنه يحافظ على حجم الدم وعدم تسرب سوائله للأنسجة وهذا يحفظ لنا مستوى ضغط الدم اللازم حتى يصل الدم إلى جميع أجزاء الجسم.
ب – الجلوبيولين: تتكون منه أجسام مضادة تحمي الجسم من الميكروبات وسمومها وتعمل على حصانة الجسم ضدها.
ج – الفيبرينوجين: يساعد على تكوين الجلطة الدموية عند الإصابة كما أنه المسئول عن درجة لزوجة الدم اللازمة لتكوين المقاومة الطرفية التي تحافظ على مستوى ضغط الدم.
د – كما يمكن للأنسجة المختلفة في الجسم من استعمال بروتينات البلازما في تمثيلها الغذائي في حالة نقص البروتين في الغذاء.
هـ – وتساعد هذه البروتينات على المحافظة على درجة حموضة الدم.
و – وتحمل هذه البروتينات موادَّ حيوية مثل الحديد واليود والكالسيوم ولذلك فهي تحافظ على هذه المواد وتمنع تسربها خارج الدم حتى لا تفقد خارج الجسم.
فصائل الدم
قد نحتاج إلى نقل كمية من دم شخص سليم خالٍ من الأمراض إلى شخص آخر في حالات النزيف الشديد بعد الإصابات،وفى حالات الصدمة الجراحية الشديدة، وفى بعض حالات فقر الدم المستعصية؛ وذلك محاولة لإنقاذ حياة الشخص المصاب أو المريض، ويشترط في نقل الدم توافق فصيلة الدم المنقول إليه، ولذلك فمن الضروري فحص دم الطرفين قبل عملية نقل الدم للتحقق من توافق الفصيلة، والسبب في ذلك أن دماء بعض الأشخاص إذا خلطت بدم شخص آخر تتجمع كرات الدم الحمراء ثم تتحلل ويخرج الهيموجلوبين خارج الكرات وإذ نقل دم أحد هؤلاء الأشخاص إلى شخص آخر قد تظهر عليه سلسلة من الأعراض ربما تؤدى إلى وفاة الشخص المنقول إليه الدم، وقد استلزم ذلك بحث محتويات كرات الدم الحمراء ومحتويات البلازما كل على حدة فوجدت مواد في كرات الدم الحمراء ومواد في البلازما إذا اختلطت هذه المواد ببعضها يحدث تجمع ثم تحلل كرات الدم الحمراء، وقد سميت المواد الموجودة في كرات الدم الحمراء المواد الفعالة (أو الأنثى جينات) ويرمز لها بالحروفين AG.
تفاعلات فصائل الدم المختلفة
* كما سميت المواد الموجودة في البلازما المواد (أو الأجسام المضادة) ويرمز إليها بالحروف AB .
* فإذا تقابلت المادة الفعالة Aالموجودة في كرات الدم مع المادة المضادة A الموجودة في البلازما يحدث تجمع ثم تُحلل كرات الدم الحمراء A.
* وإذا تقابلت المادة الفعالة B الموجودة في كرات الدم الحمراء مع المادة B المضادة الموجودة في البلازما حدث تجمع ثم تحلل كرات الدم الحمراء .B
* أما إذا تقابلت المادة الفعالة A مع المادة المضادة B أو المادة الفعالة B مع المادة المضادة A فلا يحدث تجمع ولا تحلل كرات الدم الحمراء.
تقسيم فصائل الدم
وقد أمكن تقسيم الأشخاص من حيث فصيلة الدم إلى أربع فصائل أساسية:
ا – فصيلة A تحتوي كرات الدم الحمراء المادة الفعالة A.B تحتوى البلازما المادة المضادة B
ب – فصيلة B تحتوى كرات الدم الحمراء المادة الفعالة B.
A تحتوى البلازما المادة المضادة A
ج – فصيلة AB تحتوى كرات الدم الحمراء المادة الفعالة AB، ولا تحتوى البلازما على أية مواد مضادة.
د – فصيلة O لا تحتوى كرات الدم الحمراء أي مواد فعالة، بينما تحتوي بلازما الدم المادة المضادة AB.
ولما كانت الفصيلة O لا تحتوى كرات الدم الحمراء فيها على أية مواد فعالة؛ فالدم من هذه الفصيلة لا تتجمع كراته الحمراء ولا تتحلل إذا نقلت لشخص آخر، وبذلك يصلح الدم من الفصيلة O للنقل لأي شخص، والمريض الذي من أي فصيلة لا يقبل إلا دمًا من فصيلته نفسها، أما دم الفصيلة AB فتحتوى كراته الحمراء المواد الفعالة A+B ولا تحتوى البلازما أي مواد مضادة، ولذلك فهذه الفصيلة تقبل نقل الدم إليها من أي شخص آخر، ولكن لا يجب نقل دم هذه الفصيلة لشخص آخر إلا من الفصيلة نفسها.
ملحوظة: صاحب الفصيلة O يعد معطيًا عامًا بينما صاحب الفصيلة AB يعد مستقبلا عامًا.
طريقة تحديد فصائل الدم
لتحديد فصيلة دم شخص ما نحضر شريحة زجاجية نظيفة، ونضع على أحد طرفيها نقطة من بلازما من فصيلة B وعلى الطرف الآخر نقطة من البلازما من فصيلة A ثم نضع على كل من هذه النقط نقطة من دم الشخص المطلوب تحديد فصيلته وتقلب نقطة الدم مع نقطة البلازما حتى تختلط مع بعضها ثم ننتظر قليلاً ونقرأ النتيجة كالآتي:
ا – إذا حدث تجمع (تجلط) كرات الدم مع النقطة الثانية A ولم يحدث تجمع مع النقطة B تكون الفصيلة الأولى A .
ب – إذا حدث تجمع كرات الدم مع النقطة الأولى B ولم يحدث مع النقطة الثانية A تكون الفصيلة B .
ج – إذا حدث تجمع كرات الدم الحمراء مع النقطتين تكون الفصيلة AB.
د – إذا لم يحدث تجمع كرات الدم مع النقطتين تكون الفصيلة O ويجب الفحص بواسطة عدسة مكبرة أو المجهر للتأكد من حدوث التجمع من عدمه.
على الرغم من أنه يمكن تحديد فصيلة الدم بواسطة الطريقة السابقة إلا أنه يجب قبل نقل الدم لأي مصاب أو مريض أن تجري فحصًا مباشرًا بين دم المريض المطلوب نقل الدم إليه وبين الدم المراد إعطاؤه لهذا المريض وذلك بخلط نقطة من بلازما المريض مع نقطة من الدم الموجود في الزجاجة الصغيرة التي تصاحب زجاجة نقل الدم، ثم تُفحص تحت المجهر للتأكد من حدوث التجمع من عدمه بالإضافة إلى فصائل الدم السابق ذكرها، وهذه العملية تعرف بطريقة (الخلط المزدوج).
عامل ريسيس
وجد أنه في نحو 85% من أفراد الجنس البشرى الأبيض يوجد هذا العامل في كرات الدم الحمراء في حين لا يوجد العامل في الـ 15% الباقين، ويطلق على الدم الذي يحتوى عامل ريسيس “دم موجب الريسيس”، والدم الذي يفتقد هذا العامل “دم سالب ريسيس”، ويعدعامل الريسيس مادة مسببة للتلاصق وينتقل وراثيا وفق قوانين الوراثة وهو عامل وراثي سائد.(أي إذا تزوج رجل موجب العامل مع امرأة سالبة العامل كان الجنين موجب العامل كأبيه).
وقد وجد أنه إذا نقل دم إنسان يحوى عامل ريسيس دم موجب إلى شخص خال من هذا العامل دم سالب تتكون في دم الأخير أجسام مضادة لهذا العامل؛ أي أن عملية النقل هذه لا تتسبب إلا في تكوين الأجسام المضادة فقط في بلازما المستقبل ولا تحدث له أية أضرار ولكن إذا أجريت لنفس هذا الشخص عملية نقل دم ثانية من شخص موجب الريسيس تحدث له مضاعفات خطيرة بسبب الأجسام المضادة لهذا العامل وما يسببه من تلاصق لكرات الدم الحمراء وتحليلها وإخراج ما بها من مكونات بلازما الدم وما يصاحب ذلك من أضرار قد تؤدى إلى الوفاة.
النزيف
النزيف هو فقد الدم من الجهاز الدوري، وهو أخطر شيء يمكن أن يتعرض له الإنسان والنزيف نوعان:
– نزيف خارجي نتيجة لجرح خارجي.
– نزيف داخلي في أنسجة الجسم وتجاويفه.
قد ينزف الشخص كمية كبيرة من الدم في وقت قليل (ويسمى نزيفًا حادًا)
أو كمية قليلة من الدم في وقت طويل (ويسمى نزيفًا مزمنًا) – والنوع الأول هو أشد خطرا.
تأثير النزيف:
يعتمد تأثير النزيف على عاملين:
أولا: كمية الدم التي يفقدها الجسم: إذا كانت أقل من 30% من حجم الدم في الجسم عندئذ يمكن للجسم أن يعوض هذا النقص، أما إذا كانت أكثر من 30% فلا يمكن تعويض هذا النقص، ويؤدى إلى الوفاة – إلا إذا تم نقل الدم سريعا إلى هذا الشخص – وتحدث الوفاة نتيجة لهبوط في الدورة الدموية وفى التنفس.
العوامل التي يتأثر بها النزيف
ثانيا: السرعة التي يتم فقد الدم بواسطتها: إذا حدث النزيف بسرعة فإن نزف كمية كبيرة من الدم يكون خطرا، أما إذا كان معدل النزيف بطيئا فذلك يمكن تعويضه بواسطة الأجهزة المختلفة في الجسم.
الأعراض الناتجة عن النزيف:
يؤدى النزيف إلى نقص حجم الدم وهذا يؤدى إلى نقص حجم الدم المدفوع من القلب في الدقيقة الواحدة مما يؤدى إلى:
– نقص ضغط الدم.
– يكون النبض سريعا وضعيفا.
– يزيد التنفس في السرعة والعمق.
– يكون الجلد شاحبا وباردا بسبب سرعة جريان الدم.
– يقل حجم البول.
– قد يحدث إغماء في حالات النزيف الشديدة
التفاعلات التي تساعد على تعويض النزيف
التفاعلات السريعة:
– تهدف إلى إغلاق الجرح وإعادة ضغط الدم.
– تجلط الدم: يبدأ تجلط الدم خلال دقائق قليلة ويهدف إلى إغلاق الجرح الذي ينزف ليمنع فقد الدم.
* تفاعلات في الدورة الدموية:
عندما ينخفض ضغط الدم نتيجة لفقد الدم يؤدي هذا إلى زيادة سرعة دقات القلب، وهذا يؤدى إلى زيادة ضغط الدم الانبساطى مما يساعد على امتلاء الشرايين التاجية، كذلك يؤدى نقص الدم إلى زيادة انقباض الأوعية الدموية، وهذا يقلل حجم الدورة الدموية فيساعد على تقليل النقص في ضغط الدم،ويظهر انقباض الأوعية الدموية واضحا في أوعية الجلد والمنطقة الحشوية (الأمعاء).
* تفاعلات الدورة التنفسية:
تزيد سرعة التنفس وعمقه وهذا يساعد على زيادة كمية الدم المحمل بالأكسيجين الماء الراجعة إلى القلب فيزيد مدفوع القلب ويزيد ضغط الدم.
تغيرات في مستوى الهرمونات في الدم:
* يزيد إفراز هرمون الأدرينالين والنورأدرنالين من نخاع الغدة الفوق كلوية (أو الكظرية) وهذه الهرمونات تؤدى إلى زيادة انقباض الأوعية الدموية كما تؤدى إلى اتساع الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب؛ فتساعد على زيادة جريان الدم بها، كذلك يؤدى الأدرنالين والنورأدرنالين إلى زيادة تكوين الفيبرينوجين الذي يساعد في تجلط الدم، وتؤدى إلى انقباض الطحال فيدفع المخزون به من الدم إلى الدورة الدموية، وبواسطة تأثير هذه الهرمونات على الهييوثلامس (مركز بقاع المخ) يتنبه إفراز الكورتيزونات من قشرة الغدة فوق الكلوية، وهذه تساعد على زيادة السكر في الدم وزيادة حجم الدم.
* يزيد إفراز هرمون الألدوسيترون من قشرة الغدة فوق الكلوية وهذا يؤدى إلى زيادة حجم الدم.
* كذلك يزيد إفراز الكورتيزون من قشرة الغدة فوق الكلية مما يساعد على تحمل النزيف.
– يزيد خروج الهرمون المانع لإدرار البول من الغدة النخامية وهذا يساعد على منع إدرار البول فيزيد حجم الدم.
– نتيجة لنقص الأكسجين بالدم يزيد خروج الأريثروبيوتين من الكلى وهذا يساعد على زيادة تكوين كرات الدم الحمراء من نخاع العظام.
* انقباض الطحال:
يزيد انقباض الطحال نتيجة لنقص ضغط الأكسجين في الدم وزيادة إفراز هرمون الأدرنالين فيدفع الطحال حوالي 200 سم من الدم الغنى بكرات الدم الحمراء وهذا يساعد على زيادة حجم الدم.
التفاعلات البطيئة:
* تهدف إلى إعادة حجم الدم وكذلك مكونات الدم.
* إعادة تكوين الماء: وهذا يتم في خلال 24 ساعة من النزيف يتم ترشيح السائل من بين الخلايا وتمتص هذه إلى الدم من خلال الشعيرات الدموية.
* إعادة تكوين البلازما: وهذا يتم إما:
بالطريقة السريعة: خلال ساعات قليلة بإضافة البروتينات من الكبد ومن الأنسجة بالطريقة البطيئة: خلال أيام بواسطة تصنيع بروتينات البلازما من احتياطى البروتينات الموجودة بالأنسجة أو من البروتينات التي يتناولها الشخص في غذائه
* إعادة تكوين كرات الدم الحمراء: هذا أيضا يتم إما:
* بالطريقة السريعة: عن طريق انقباض الطحال .
* بالطريقة البطيئة: عن طريق تنبيه نخاع العظام بواسطة الأريثروبيوتين الذي يُفرز من الكُلى نتيجة لنقص ضغط الأكسجين في الدم.