جلس الزوج على المقعد بعد أن التهم الوليمة التي اعدتها له زوجته من أشهى المأكولات التي يفضلها لحم مشوی، بطاطا مشوية مع كريمة حمضية وشطيرة من الذرة الصفراء وآيس كريم، ثم أشعل سيجارة ولكنه لم يتمكن من الاسترخاء إذ بدأ في مناقشة ما بعد العشاء معها، ولقد كانت المناقشة هذه المرة عن من سيقوم بجرف الثلج، ولم يمر وقت طويل قبل أن يتغير لون وجهه إلى اللون الأحمر وتسوء حالته حتى قام مترنحاً من على المقعد محاولا الخروج في الهواء في ليل يناير قارس البرودة.
وبعد دقائق بدأ الزوج في الإمساك بصدره في ألم وشهق، وكان بداخله ضغط يعتصره وقال: ” يا الهي ! زوجتي ؛ انها الازمة الكبری، اعتقد أننی أموت، إنني لا أريد أن أفارق الحياة “. ولكنها لم تكن الأزمة الكبرى ولم يمت الزوج، وبعد خمس دقائق اختفى الألم وتذكر الزوج ما قاله له د. هارت بيست الأسبوع الماضى، لم يكن هذا الألم نوبة قلبية، أو حموضة، ولكنها ذبحة Angina، وهى دليل على أن شرايين القلب لديه مسدودة بالدهون، ولا يمكن للدم أن يسير بانتظام لكى يقوم بتنشيط القلب، وإن أردنا تفسيرا لسبب ما حدث للزوج، فإن الأطعمة الغنية بالملح والدهون والنقاش مع الزوجة، والخروج في الجو البارد وجرف الثلج، كل هذه الأسباب أدت إلى الذبحة. لقد قال له د. هارتبيست: “عليك بتناول هذه الأقراص عندما تشعر بالألم، ولكننى أحذرك، إذا لم تغير من أسلوب حياتك، فإنك بذلك تسبب لنفسك المشاكل ”. فماذا يجب على هذا الزوج وأمثاله أن يفعلوا ؟ إليك ما ينصح به الخبراء.
تحذیر طبي: علامات المشكلة
لقد تم تشخيص حالتك على أنها ذبحة – وهى نوبات من ألم في الصدر ناتجة عن القصور في إمداد الدم للقلب، فأنت تعرف ما يحد من الأزمة وكيف يمكن أن تتجنبها، كما أنك تعرف ما يجب فعله عندما تشعر أنك سوف تصاب بالأزمة، ولكن هل تعرف متى تعبر الأعراض عن شىء آخر، عندما يحتمل أن يكون هناك شىء خطير يمكن حدوثه ؟ إذا لم تكن تعرف، فإليك بعض الإشارات التي تقول: ” عليك بزيارة طبيبك بأقصى سرعة “:
– لقد اعتدت علی ممارسة التمارين في مستوی معين دون الشعور بالذبحة ولكنك الآن تشعر بها في نفس المستوى من التمارين.
– تشعر بالأزمة في مستوى من التمارين أقل مما كان سابقا.
– لقد كانت الذبحة تحدث بانتظام – عندما تقوم ببذل الجهد فقط – ولكن الآن تأتى بشكل غير منتظم – وفى أوقات الراحة.
يقول د. سيدنی سی سميث: إن هذه الاعراض تعنی أن انسداد الشرايين الذي يؤثر على تدفق الدم إلى القلب يزداد سوءاً. هناك تحذير آخر وهو أنه عندما يستمر الألم أكثر من 15 إلى 20 دقيقة، يقول د. جورج بيلر: ” قد يكون ذلك إشارة إلى أزمة قلبية أو ما نطلق علية قصور الشريان التاجى وهى أصعب حالات الذبحة غير المستقرة، وقد يتسبب قصور الشريان التاجى في طول فترة الألم ولكن ليس لديه تأثير سىء مثلما يحدث أثناء الأزمة القلبية، ولكنك لن تتمكن من معرفة الفرق، لذلك فعليك أن تستشير الطبيب.
عليك بتغيير أسلوب حياتك
صرح ” د. سيدنى س سميث” قائلاً: إن مرضى الذبحة بحاجة إلى النظر بتفاؤل إلى الحياة، كما أن عليهم تغيير أسلوب حياتهم.
ويضيف د. سيدنى قائلاً: ” يعد ذلك شيئاً هاماً للغاية – بالنسبة لى – عندما أرى المرضى يتناولون عقاقير باهظة الثمن ولكنهم لا يلتزمون بتغيير أسلوب حياتهم، وبذلك فإنهم يصابون بالذبحة مرة أخرى، في بعض الأوقات فإننا نبحث عن حل سريع للمشكلات الصعبة ولكن ذلك لا يفيد في حالة الذبحة وأمراض القلب.
ولقد أضاف د. سيدنى أيضاً: ” لقد قضيت الكثير من الوقت لكى أقوم بتعليم المرضى كل ما يخص الأعراض وما يجب عمله عند الإصابة بها وأهمية تغيير أسلوب الحياة، ولكننا لا نشعر أننا أدينا مهمتنا كاملة إلا إذا استوعب المريض كل ذلك من خلال السلوك الجيد والرغبة في أن يعيش حياة أكثر صحة، حتى تصبح التغييرات الضرورية أكثر سهولة “.
عليك بتنقية الهواء
بالنسبة للمدخنين، فإن الإقلاع عن التدخين هو أهم ما يمكنكم عمله. ان د. جورج بيلر يؤكد أهمية الإقلاع عن التدخين. إن التدخين يزيد من مستوی أول اكسيد الكربون في الدم والذي يحل محل الاكسجين، وبما أن الذبحة هى انسداد في شرايين القلب ونقص في الأكسجين، فمن الواضح أن التدخين هو أسوأ ما يمكنك عمله في هذه الحالة، وعلى الجانب الآخر فإن من يتخلون عن التدخين سوف يلاحظون تحسنا فوريا.
وأسوأ ما في الأمر أن من ذلك فإن التدخين يجعل الصفائح الدموية تلتصق معا مما يزيد من انسداد الشرايين. وأخيراً وليس آخراً فإن التدخين يزيل أي أثر جيد للعلاج الذي تتناوله.
وهذه حقيقة أخرى قد تقنعك للإقلاع عن التدخين، لقد أوضحت الدراسات أن معدل وفاة مرضی الذبحة والذين أقلعوا عن التدخين يعتبر نصف من يستمرون في التدخين.
عندما تتناول الطعام ضع في ذهنك ” أن الأقل هو الأفضل “
وهذا يعنى القليل من الملح، والدهون، والسعرات. يقول د. بيلر: ” إن وجبة واحدة غنية بالدهون والملح قد تؤدى إلى الإصابة بالذبحة لأنها ترفع من ضغط الدم فجأة “.
ولكي تتحكم في مستوی الدهون في نظامك الغذائي، فان معظم الاطباء وجمعية أمراض القلب الأمريكية يقترحون أن يحتوى الغذاء على سعرات أقل من ٪۳۰ من الدهون، وهذا يعني التخلص من معظم الأطعمة المحتوية على الدهون المشبعة – خاصة النوع الذي يتجمد في درجة حرارة الغرفة ؛ مثل الزبد، والكولسترول. إليك بعض الطرق الجيدة لتبدأ بها.
– لا تتناول يومياً أكثر من 6 أوقيات من اللحوم أو الأطعمة البحرية أو الدواجن.
– تناول اللحوم منزوعة الدهون، على أن يتم نزعها قبل الطهى، ولا يجب أن يحتوى اللحم المفروم على أكثر من 15 ٪ من الدهون.
– عليك بنزع الجلد عن الدجاج قبل الطهى، وإذا لم تفعل ذلك، فعليك بنزعه قبل تناوله.
– عليك أن تقتصد من تناول اللحوم والأسماك والدواجن في الوجبات، على سبيل المثال يجب طهيها باستخدام زيت صحى من الزيوت غير المشبعة الأولية (مثل زيت الزيتون) أو الزيوت غير المشبعة المتعددة (مثل زيت الخضروات) مع تناول المزيد من الخضروات
– عليك بالحد من تناول الزيوت وألا يزيد عن 5 إلى 8 ملاعق شاى يوميا. وعليك باستخدام الزيوت غير المشبعة الأولية أو المتعددة فقط.
– عليك بالحد من الأطعمة الغنية بالكولسترول مثل الكبد والكلية والقلب.
– عليك بتناول إما اللبن منزوع الدسم أو أن تكون نسبة الدهون به 1 ٪. ويجب أن تحذر الجبن الذي يحتوى على القليل من الدهون حيث تكون نسبة الملح به مرتفعة.
– عليك بزيادة تناول الفواكه والخضروات والحبوب، خاصة نخالة الشوفان، – والتى اتضح أنها تخفض من مستوى الكولسترول.
الدهون: إلى أي مدى يمكنك الحد من تناولها ؟
هل يمكنك العيش دون تناول الزبد والقشدة والجبن والبيض ؟! هل يمكنك تجنب الأطعمة الدهنية مثل اللحوم، والأطعمة المملحة مثل الشيبسى؟ ! وأن يحتوي نظامك الغذائی علی خضروات وفاكهة وحبوب فقط ؟!
يقول د. مونروی روزينتال: ” انك بالتأكيد تستطيع عمل ذلك ؛ فهنالك الآلاف من الأشخاص قاموا بذلك واستمروا في عمله، ولقد أظهروا تحسنا ملحوظاً في صحة قلوبهم نتيجة لذلك “.
يقول د. روزينتال: “إننا ننصح بنظام غذائي يحتوی علی 10٪ سعرات حرارية من الدهون، مما يعنى أنه لا يجب تناول ما يزيد عن ثلاث أوقيات ونصف من الأسماك أو الدواجن أو اللحوم، وحيث إن النظام الغذائى الأمريكى المتوسط يحتوي علی 50٪ من السعرات من الدهون، فان ذلك يعد انتكاسة كبيرة “.
ويضيف د. روزينتال قائلاً: ” ولا شك في صعوبة اتباع ذلك ؛ لذا فإن كثيراً من الأفراد بدأو في اتباع ذلك النظام ثم يتوقفون ولكنهم – لو وضعوا نصب أعينهم الفائدة الكبرى من ورائه حيث إنه يعد بديلا هائلا لجراحة القلب، ويحميهم من التعرض لآلام الصدر عند القيام بأى جهد – لو علموا ذلك، فإنهم سيلتزمون به “.
ويضيف قائلا: ” إن العائد يمكن أن يكون كبيرا: فسوف ينخفض ضغط الدم ومستوى الكولسترول، وسوف تنخفض حالات آلام الصدر وسوف تتحسن الحالة الصحية، وبذلك يمكننا الحد من بعض الأدوية “.
لقد اوضحت دراسة علی 893 مريضاً بمركز بريتيكين Pritikin أن مستوی الكولسترول قد انخفض لديهم بنسبة 25٪ بعد السير على النظام الغذائي لمدة أربعة أسابيع، كما أن 92٪ من مرضی الذبحة غادروا المركز ولا يتناولون العلاج حاليا، كما أن العديد كانوا قادرين على الحد من تناول العلاج بعد اِكمال البرنامج الغذائي والرياضي والتعليمي.
ما مدی واقعية الحصول علی ۱۰٪ من السعرات من الدهون ؟ يقول د. سيدني سميتثت: “إنه يمكن لـ 10 ٪ فقط من السكان أن يقوموا بذلك، إن اقتراح جمعية أمراض القلب الأمريكية بخفض 30٪ من السعرات من الدهون يعد أكثر واقعية، ويضيف د. سيدنى قائلا: ” إن هذه الإرشادات فعالة ويمكن تنفيذها عن طريق نسبة متوسطة من السكان، ولكنه يود أن يرى أن هذه الإرشادات تجعل نسبة الدهون أقل. ويقول: ” إنني أكثر حرصا في نظامى الغذائى أكثر من جمعية أمراض القلب الأمريكية، ولقد قمت بعمل هذه التغييرات في حياتي الخاصة”
وهذا – كما يريد. روزينتال – هو الحد الادنی: “انته ليس مجرد نظام غذائى ولكنه أسلوب حياة”.
إن التمارين الرياضية تخفف من الذبحة
معظم مرضى الذبحة تسيطر عيهم فكرة أن ممارسة الرياضة مستحيلة ؛ وذلك لأنها تجهد القلب، وبما أن الإجهاد يؤدى إلى الذبحة، فيجب تجنب ممارسة الرياضة، ولكن د. بيلر يقول: إن الأمر ليس كذلك. ان د. جوليان وايتيكر – وهو صاحب الفضل في اكتشاف أهمية الرياضة لمرضی الذبحة. قد قص علينا ما حدث لمجموعة من المرضى المنتظرين لعمل عملية زراعة قلب، والذين قاموا بعمل برنامج تدريبي لتقويتهم ليتحملوا الجراحة – إنه يقول:
” إن نصف هؤلاء المرضى بعد مرور عدة أشهر، تحسنت وظائف القلب لديهم ولم يعد هناك حاجة لإجراء الجراحة لهم “.
يقول د. وايتيكر “: انه لمن الطبيعي عندما يبدأ المرضی في ممارسة الرياضة أن يصابوا بالذبحة في بداية الأمر، ولكنها ليست بسبب ممارسة الرياضة ”
ولقد قال د. بيلر: ” يجب على المرضى أن يلاحظوا حالتهم بدقة، فإذا ما شعروا ببداية الذبحة، يجب أن يبطئوا قليلا دون التوقف كلية وسوف تختفى الأعراض”.
قد تتساءل، لماذا تعد الرياضة هامة إلى هذه الدرجة ؟ يجيبك د. بيلر قائلاً: ” ان السبب يكمن في أنه قد ثبت أن التمارين تزيل التوتر، كما آنها تساعد علی خفض الوزن، ويعد كل من التوتر وزيادة الوزن أعداء لصحة القلب، كما أنهما يقومان بخفض ضغط الدم، والذى بدوره يساعد على خفض الحاجة إلى الأدوية ” ولقد لاحظ وايتيكر أن التمارين الرياضية ينتج عنها هذه التغيرات، وذلك لأنها تقوم بتمرين العضلات لسحب المزيد من الأكسجين من شرايين الدم، ويضيف قائلا: ” إن ذلك يقلل من عمل القلب حتى يمكنه أن يقوم بضخ نفس كمية الأكسجين للعضلات “.
ولقد اتفق كل من د. بيلر و د. وايتيكر علی أن ممارسة الرياضة وحدها ليست هي العلاج الناجح، ولكن يجب أن يقوم العلاج الفعال على ممارسة الرياضة وتناول نظام غذائي مناسب.
قبل البدء في ممارسة الرياضة، يجب عليك استشارة الطبيب وعمل اختبار للتوتر. يقول د. بيلر: ” بهذه الطريقة سوف تعرف حدودك وسوف تكتسب الثقة “. يجب عليك أن تناقش طبيبك بشأن ما يعتبره كل منكما ألماً محتملاً وما لا يعد محتملاً. ولقد أضاف د. وايتيكر قائلاً: ” يجب أن تقوم بعمل إحماء تدريجي، خاصة اذا كنت سوف تخرج في جو بارد”.
عليك بالاسترخاء
ينصح د. بيلر قائلاً: ” سواء كان ذلك بتمارين الاسترخاء أو التأمل، فعليك أن تتعلم كيف تتحكم في عواطفك ولا تترك نفسك لها، فهناك بعض المرضى لا يعانون من الذبحة إلا بسبب الشجار مع أزواجهم، إلا أنهم يتمكنون من ممارسة الرياضة دون وجود أى مشكلة “.
كما قال: ” عليك بحل كل صراعاتك وسوف يؤدى ذلك إلى تحسن صحتك وكأنك تتناول المزيد من الأدوية “.
عليك بتناول قرص أسبرين يومياً
يعتقد بعض الأطباء أن الأسبرين قد يفيد في حالة المرضى بالذبحة غير المستقرة (وهى النوع الذي قد يصيبك دون بذل جهد أو أثناء الراحة أو النوم).
يقول د. بيلر: ” انه من الواضح أن الأسبرين يمنع تنشيط ميكانيكية تجلط الدم، فإذا كان الدم يتجلط بسهولة لديك، فإنه بالطبع لا يتمكن من المرور في الشرايين الضيقة مما يزيد احتمالات الإصابة بأزمة قلبية.
في دراسة أجريت بمستشفی كندي، اكتشف الباحثون أنه تم خفض احتمالات حدوث أزمة قلبية لدى مرضى الذبحة ممن يتناولون أربعة أقراص من الأسبرين يومياً، ونتيجة لذلك – ولعديد من الدراسات المشابهة – فإن العديد من الأطباء ينصحون بتناول قرص أسبرين يومياً للحصول على الحد الأدنى من فاعليته.
وبالرغم من ذلك فإنه يجب على مرضى القلب أن يستشيروا الأطباء قبل تناول الأسبرين. ومن المعروف أن الأسبرين من الأدوية التي سيتم تناولها دون وصفة طبية بالرغم من أن له آثارا جانبية فضلا عن احتمال تفاعله مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.
يجب أن يكون جسدك في وضع مائل أثناء النوم
إذا كنت ممن يصابون بالذبحة أثناء الليل، فاجعل رأسك مرفوعة من 3 إلى 4 بوصة عن مستوى الجسم حتی تحد من عدد الأزمات، وفقاً لما قاله د. ر. جريجوري ساكس: “إن النوم في هذا الوضع يجعل المزيد من الدم يذهب باتجاه الأقدام ولا يعود معظمه باتجاه شرايين القلب الضيقة، كما أنه قد يحد من الحاجة إلى النيتروجلسرين”.
ضع قدميك في مستوى منخفض
إذا كنت تصاب بالأزمة أثناء الليل فإن د. ساكس يقترح حل بديل للنيتروجلسرين، وهو: أن تجلس علی حافة الفراش واضعا قدميك على الأرض. يقول د. ساكس: ” إن ذلك مساو تماما لتأثير النيتروجلسرين، أما إذا لم تشعر بالراحة من الأعراض سريعا فعليك أن تتناول الدواء”.