تقع الرئتان على جانبي القلب في تجويف الصدر. وتتخذ كل رئة شكل هرم قاعدته أعلى الحجاب الحاجز. وتعد الوظيفة الأساسية للرئتين تبادل الغازات؛ حيث يدخل الأكسجين عند الشهيق إلى الدم ويخرج ثاني أكسيد الكربون في عملية الزفير. وتنقسم الرئتان إلى فصوص، وعادة ما تكون هناك ثلاثة فصوص في الرئة اليمنى وفصان في الرئة اليسرى.
يدخل الهواء إلى القصبة الهوائية ـــ التي تنقسم إلى شعبتين رئيسيتين ـــ كى يصل للرئتين. وتنقسم الشعبتان الرئيسيتان إلى قنوات أصغر وأصغر تعرف بالشعب الهوائية، وتنقسم هذه الشعب بدورها إلى جيوب هوائية أصغر تسمى الحويصلات الهوائية. وتصل لهذه الحويصلات كمية كبيرة من الدم، وبالتالي فإن أية مادة كيماوية تستنشقها قد تصل إلى مجرى الدم عن طريق الرئتين.
يعمل الجهاز التنفسي بعدة آليات للحد من كمية السموم التي تدخل للجسم؛ فالشعر الموجود في الأنف يعمل على منع دخول الأتربة وغيرها من الملوثات، والتي يتم التخلص منها عند تنظيف الأنف. وتفرز الخلايا التي تبطن الجهاز التنفسي مادة مخاطية تلتصق بها الجراثيم والأتربة التي يتم استنشاقها، ويغطى أسطح بعض الخلايا الأخرى شعيرات دقيقة تعرف بالأهداب، وتتحرك هذه الخلايا بتناغم نحو الحنجرة فتشجع الشوارد على الذهاب للحلق حيث يتم طردها مع الكحة أو بلعها. وتحتوي الحويصلات على كمية كبيرة من الخلايا الكاسحة التي تعرف بالبلاعم، والتي تلتهم الأتربة وتعمل على منع العدوى البكتيرية من الوصول للرئتين.
إن من يعيشون منا في المدن يعتادون الأدخنة والأتربة كجزء من حياتهم، ومع التعرض لنفس المواد الكيماوية كل يوم نتوقف عن ملاحظتها. على سبيل المثال، يتعرض العاملون في مكاتب التصوير للسموم التي تخرج من آلات التصوير، كما يعتاد العاملون في مراكز التجميل أبخرة العديد من العناصر الكيماوية كالتي تنتج عند طلاء الأظافر، فضلاً عن العاملين في طلاء المنازل، والذين يستنشقون الكثير من المواد الكيماوية.
الجلد
يعد الجلد أكبر عضو يعمل على حماية الجسم من السموم ولا يعمل على تغطيته وحمايته فحسب؛ فعندما يعمل الجلد بشكل جيد، يمكننا التخلص من كمية كبيرة من السموم القابلة للذوبان في الماء عن طريقه. ويشبه العرق في تكوينه البول، وهو من السوائل المهمة التي تعمل على طرد السموم من الجسم، وهذا هو سبب أهمية ممارسة التمارين الرياضية للتمتع بصحة جيدة؛ فممارسة أي تمرين يجعلك تستنشق وتخرج الهواء، وتعمل على ضخ الدم في كل أجزاء الجسم تحت ضغط عال. ويعد هذا أمرًا ضروريًّا لتحسين الدورة الدموية ووصول الدم إلى الأطراف، وبهذا الشكل تخرج السموم عن طريق سطح الجلد مع العرق، كما تعمل حمامات البخار والساونا على تحقيق نفس الشىء.
إن الإصابات الجلدية ـــ كحب الشباب والإكزيما والصدفية من الأمور ـــ شائعة الحدوث. وتتعامل طرق العلاج التقليدية مع هذه الحالات وكأن هناك خللًا في الجلد نفسه، في حين أن ذلك يؤكد على وجود سموم داخل الجسم. فإذا ضعف غيره من الأعضاء التي تعمل على تخليص الجسم من السموم أو لم يؤد وظائفه بشكل جيد، يقوم الجلد بمهمة تخليص الجسم من هذه السموم الزائدة. وسوف تجد أن اتباع نظام غذائي سليم يعمل على تخليص الجسم من السموم يؤدى لتنقية الجلد. على الرغم من ذلك، من الشائع حدوث التهابات مؤقتة في الجلد، نظرًا لخروج كمية كبيرة من السموم عن طريقه.