التصنيفات
جهاز التنفس

الربو: أعراض وتشخيص – ج2

المحتويات إخفاء

ما هي أعراض الربو؟

تختلف أعراض الربو من فرد إلى آخر، وقد تتغير في الفرد نفسه مع مرور الزمن. صحيح أن كل مصاب بالربو هو حالة قائمة بحد ذاتها، غير أن للربو أعراضا نمطية خاصة به دالة عليه. تتضمن الأعراض النمطية واحدا أو أكثر من التالي: الإحساس بالتنفس، شعور بالانزعاج من التنفس، إحساس بالضغط وعدم الارتياح في الصدر، أزيز أو تنفس ضاج، تنفس شاق، سعال، إنتاج المادة المخاطية، ضيق تنفس عند بذل مجهود. أما الأعراض الليلية، مثل الاستيقاظ من النوم مع إحساس بضيق التنفس أو الأزيز، فهي غير شائعة. تعتبر أعراض الربو عرضية، أي تحدث من حين لآخر: تظهر وتختفي، أي ليست موجودة باستمرار. يظهر مرض الربو بأنواع مختلفة تتراوح بين الخفيف وبالغ الشدة. قد يعاني المصاب بالربو الأخف أعراضا مختلفة من حيث النوع ومستوى الحدة أكثر من المصاب بنوع الربو البالغ الشدة.

تعتبر أعراض الربو متقطعة الحدوث. إنها تظهر وتختفي ولا داعي لأن تكون موجودة باستمرار.

ما هي سورة (تفاقم) الربو؟

يتميز الربو بتراوحه بين فترات يشتد فيها المرض وفترات يتراجع أو يهدأ. وسورة الربوهي فترة اشتداد المرض الناتجة عن تفاقم في التهاب الرئة. بتعبير آخر، سورة الربو هي فترة احتدام المرض. بالتالي، إن ظهور الأعراض الرئوية هي المؤشر على سورة الربو. إن أمثلة عن أعراض احتدام أو سورة الربو تضم الأزيز، السعال، الأعراض الليلية، ازدياد إنتاج الرئتين للمادة المخاطية، ضيق التنفس، والإحساس بالضغط أو الانزعاج في الصدر.

سورات الربو: الأعراض

إن الأعراض تعبير عما يعانيه الفرد، ومهمة الطبيب معرفة هذه الأعراض من المريض نفسه.

الإحساس غير السوي بالتنفس: ضيق التنفس.
أنا أشعر بتنفسي: تنفسي غيرمريح.

العجز عن التنفس. في البداية مع بذل المجهود أو النشاط؛ قد يحدث أيضا حالة السكون أو الراحة مع تقدم سورة الربو.
لا أستطيع التقاط أنفاسي؛ أشعر باختناق وأحتاج إلى الهواء.

السعال
أشكو من سعال مزعج.

إنتاج المادة المخاطية، وعادة الشفافة.
أخرج مادة صافية.

الأرق والنوم المتقطع بسبب صعوبة التنفس.
أنا دائم الاستيقاظ الساعة الثانية فجرا وأشعر بتوعك.

إحساس بالضغط على الصدر، وكأن شيئا يحكم الطوق عليه.
أشعر كأن فيلا يقبع فوق صدري.

الأزيز
أشعر وكأن هرة صغيرة تخرخر في صدري.

عند احتدام مرض الربو (أي خلال سورة الربو)، نلحظ انخفاضا في قياس ذروة تدفق الهواء، إضافة إلى انخفاض في قياس الأداء الوظيفي للرئة. يبدأ احتدام مرض الربو بأعراض معتد لة، تتطور لاحقا إلى أعراض شديدة في حال إهمال العلاج. إن التشخيص المبكر والعلاج الملائم، خاصة مع ازدياد استعمال أدوية الربو المستنشقة، قد يقضي على سورة الربو المعتدلة في مهدها وبالتالي يحفظ صحة المريض ونوعية حياته إلى حد ما. أما سورة الربو الأكثر احتداما، فتحتاج إلى أدوية إضافية كأقراص الستيروئيد. أخيرا، حين يستفحل المرض وتشتد سورة الربو يصبح من الضروري العلاج إما في المستشفى أو بتدخل من قسم الطوارئ.

من الملاحظ أن المصطلح “سورة الربو” حل محل المصطلح “نوبة الربو” الذي يعبر عن مفهوم للربو عفا عليه الزمن. يعطي مصطلح السورة وصفا أكثر دقة للطبيعية التصاعدية لالتهاب الرئة خلال احتدام المرض. يجب عدم تجاهل أو إهمال سورة الربو، حتى في أكثر أنواعها اعتدالا. تفيد الخطط المرسومة لعلاج الربو في إرشاد المريض إلى الإدارة الذاتية الأولية لاحتدام الأعراض.

سورات الربو: النقاط الهامة

يعكس احتدام الربو ازدياد الالتهاب الرئوي. السورة هي اشتداد نشاط المرض.

إن التدخل السريع والملائم في سورة ربو نامية والاستجابة السريعة والملائمة لهذا التدخل سوف تحد من تطور الحالة وبالتالي تعيد للرئة وظيفتها الطبيعية.

إذا لم يسارع إلى علاج سورة الربو، فإن الحالة ستتفاقم بالتدريج حتى تصل بالمريض إلى الفشل التنفسي وقد تفضي إلى الموت.

ألا تتجاهل أبدا ازدياد الأعراض أو تحولها للأسوأ مثل الأزيز، السعال، إنتاج المادة المخاطية، الأرق، العجز عن التنفس، التنفس غير المريح، أو الإحساس بالضغط على الصدر. ليس من الضروري تواجد كل الأعراض في معاناة المريض عند احتدام المرض.

تختلف أعراض سورة الربو من فرد إلى آخر.

إن الوقاية من سورات الربو هو الهدف في العلاج المعاصر للربو.

ما هو الأزيز؟

يتضمن الفحص السريري الشامل تسمع للأصوات التي تحدثها الرئتان بواسطة سماعة. يضع الطبيب السماعة على صدر المريض ويصغي إلى دخول الهواء وخروجه من الرئتين. ثم يطلب من المريض أخذ عدة أنفاس عميقة من الفم. ينصب اهتمام الطبيب على تماثل أصوات النفس في كلتا الرئتين، وكذلك على التقاط أي خروج عن المألوف فيما يسمع من أصوات.

يشير مصطلح الأزيز إلى صوت التنفس الخارج عن المألوف الذي يصدر عن مرور الهواء في الممرات الهوائية المتضيقة. يعود تضيق الممرات الهوائية إلى سببين، إما إلى وجود المادة المخاطية العالقة في الممر الهوائي أو إلى التقلص التشنجي لعضلات الممر الهوائي وبالتالي تضيقها. إن الممرات الهوائية المتضيقة قابلة للارتداد (أو العودة) إلى وضعها السابق. تساعد أدوية الربو المستعملة في إرجاع الممرات الهوائية المتضيقة إلى حجمها الطبيعي. أحسن وصف للأزيز هو تشبيهه بالصفير الحاد. من الممكن أن يحدث الأزيز خلال فترة الشهيق ويسمى أزيز الشهيق، أو خلال فترة الزفير ويسمى أزيز الزفير أو يكون مسموعا طوال فترة التنفس. إن الربو واحد من الحالات المتعددة المسببة للأزيز. يسمع الأزيز دون سماعة، إذا كان شديد الحدة.

يشير الأزيز في حالة الربو إلى أن الربو فاعل.

يعكس الأزيز التهابا رئويا مستمرا وتضيقا في الممرات الهوائية وتضيقا في القصبة الهوائية. إن حصول الأزيز في حالة الربو يعني أن الربو ناشط مما يستوجب علاجا أقوى وأكثر فعالية. بالتالي من غير المقبول، مطلقا، تجاهل الأزيز. إن إهمال علاج تضيق والتهاب الممرات قد يؤدي إلى خطر تفاقم المرض وبالتالي تصبح حياة المريض مهددة بالموت.

هل أستطيع معرفة متى أصاب بالأزيز؟

يستطيع معظم الأفراد المصابين بالربو التعرف على الأزيز عند الإصابة به. إذ يشعرون بالهواء المستنشق المسافر في الممرات القصبية الضيقة يصدر صوتا يصفر بشكل غير سوي: “أشعر وكأن قطة تخر في صدري”. البعض الآخر يشعرون بضغط غير مريح في منتصف الصدر. إذا، من المفترض عدم تجاهل الأزيز أو إهماله بحجة عدم أهميته.

ينبغي عدم تجاهل الأزيز أبدا أو صرف النظر عنه بحجة أنه غير مهم.

في نوع خاص من الربو يسمى بالربو المغاير، يحل فيه السعال الجاف (غير منتج للبلغم) محل الأزيز، أي ربو يغيب فيه الأزيز. يجب إبلاغ الطبيب المعالج فور ظهور الأزيز في الربو المغاير، أو السعال الجاف المتواصل. إن ظهور الأزيز دليل على عدم فعالية مكافحة الربو، ونذير لبداية احتدام المرض (أو سورة الربو). وما قيل في الأزيز ينطبق على السعال في الربو المغاير حيث السعال مواز للأزيز.

هل الأزيز يعني إصابتي بالربو؟

لا، ليس بالضرورة. على الهواء في ذهابه وإيابه في الرئتين والتفرع الرغامي القصبي أن يكون صامتا على الدوام. حين يضطرب دفق الهواء في الرئتين يصدر صوتا غير طبيعي يسمى أزيزا. هناك أسباب كثيرة ومختلفة للأزيز. في كل الأحوال، إن حدوث الأزيز بحد ذاته، ودون أي أعراض أخرى، غير مألوف. بالتالي، من الأهمية أن نتأكد من تكرار الأزيز، أو مصاحبته لأعراض رئوية أخرى كالعجز عن التنفس، السعال أو إنتاج المادة المخاطية.

أسباب الأزيز

الربو
استنشاق جسم غريب
داء الرئة الساد المزمن
التهاب شعبي ساد مزمن
نفاخ
توسع الشعب (القصبات)
عدوى الرئة، التهاب شعبي معد، التهاب الشعيبات، خانوق
تفاعل أرجي (حاد، عوراني)
قصور القلب الاحتقاني
داء الجزر المعدي – المريئي
مسحث بالدواء (محصرات بيتا)

بالرغم من أن معظم مرضى الربو، في وقت ما، سيعانون من الأزيز، هذا لا يعني أن من يشكو من الأزيز يعاني من الربو. قد يكون سبب الأزيز في الرئتين مثلا، داء الرئة الساد المزمن المرتبط بالتدخين، التهاب القصيبات الهوائية، والتوسع القصبي. وقد ينشأ الأزيز من أسباب أخرى لا دخل لها بالرئة مثل فشل القلب الإحتقاني، التحسس الناتج عن لسعة النحل، وداء الجزر المعدي – المريئي. إن داء الجزر المعدي المريئي مرض في الجهاز الهضمي وهو مثل على الحالة غير الرئوية التي تحاكي مرض الربو. كذلك الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية حيث تتأثر علبة الصوت (الحنجرة) ويحصل التباس في تشخيصها مع الربو. أما في الأطفال، قد يكون مصدر الأزيز جسما غريبا عالقا في الشجرة القصبية. يستكشف الأولاد الصغار العالم حولهم بوضع ما تقع عليه أيديهم في فمهم، ومن هنا تكون رحلة الجسم الغريب إلى الممرات الهوائية قصيرة. من الضروري استرجاع الجسم الغريب أو اصطياده من الممرات الرئوية باستعمال التنظير القصبي. ورد في المجلات الطبية والمراجع استرداد أشياء متباينة، من عظام السمك أو الدجاج إلى عملات معدنية، أجزاء من لعبة أو حتى ما نحرك فيه فنجان قهوة.

لماذا ينتابني السعال بعد الهرولة، الركض أو التمرين؟

إن وجود السعال هو دائما حالة غير طبيعية.

يعتبر السعال دائما علامة غير صحية. وله أسباب كثيرة. كل منا عانى في مرحلة ما من حياتنا من السعال عند الإصابة بالتهاب تنفسي أو زكام. لا تدوم حالات السعال بسبب الزكام طويلا. يجب أخذ الحالة بجدية إذا ما تجاوز السعال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، أو تطور إلى نمط معين. معظم من يعاني من سعال مزمن مصاب إما بـ: الربو، الجزر المعدي، أو مرض الجيوب. إن السعال الذي يحدث بانتظام بعد التمرين، في أجواء التمارين الهوائية (الإيروبيك)، دليل هام على وجود حالة الربو حتى إثبات العكس.

يعتبر التمرين “مستحثا” عند كل الأشخاص المصابين بالربو. لا يسبب التمرين الربو بل يستثير التضيق القصبي، ويسبب ازديادا في التهاب الممرات الهوائية. يجب أن يؤخذ السعال الناتج عن الجهد عند الأطفال بجدية ولا يهمل، إذ قد يكون هو المؤشر إلى تشخيص الربو.

لا يسبب التمرين الربو ولكنه يعمل كمثير.

هل يمكن أن تكون للأعراض التي أشكو منها سببا غير الربو؟

يتوقف هذا على ماهية الأعراض. عند مراجعة الطبيب لملف المريض، يجري تحليلا للأعراض، ويضع عدة احتمالات مختلفة مسؤولة نظريا عن الأعراض تلك. تسمى لائحة الاحتمالات بالتشخيص التفاضلي. يعمد الطبيب بعدها إلى وضع الاحتمالات في تراتبية الأرجح، أي يضع الأكثر احتمالا، معتمدا على المعلومات المتوافرة، على رأس القائمة. ينتقل إلى الخطوة التالية وهي محاولة التثبت من التشخيص الأولي معتمدا على الاختبارات الخاصة والفحص السريري. نعطي مثلا: إن التشخيص التفاضلي لحالة سعال جاف متواصل يستمر أكثر من شهر يتضمن الربو، إفرازات ما خلف الأنف، أو الجزر المعدي – المريئي، إما كل على حدة أو في توليفة ما.

تحاكي بعض الحالات الصحية مرض الربو، وتظهر نفس أعراضه مثل متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية. وبعض الحالات تعتبر حالة ربو وهي في حقيقتها من أمراض القلب مثل فشل القلب الاحتقاني، حتى إن بعض الأطباء يطلقون على الحالة مصطلح “الربو القلبي”، تعبير فيه مغالطة في وصف الأزيز المصاحب لفشل القلب الاحتقاني (أو اسم على غير مسمى). وحالات أخرى من أمراض الرئة وراء أعراض توحي بمرض الربو، وهي ليست ربوا. يستطيع داء النفاخ، وكذلك الالتهاب القصبي الساد المزمن، أن يشابها الربو ولكن يتميزان بتاريخ حافل بالتدخين. كذلك السركويدية الرئوية التي تسبب أزيزا. بعض أمراض الرئة النادرة، مثل التهاب القصيبات السدي أو ذات الرئة الإيوزينية، تندرج في لائحة التشخيص التفاضلي للربو.

ما هو داء الرئة الساد المزمن؟

يشير مصطلح “داء الرئة الساد المزمن” إلى صفة ولا يحدد مرضا، وإن درجت العادة على إطلاق هذا المصطلح على النفاخ أو الالتهاب القصبي الساد المزمن.

غالبا ما يطلق اسم داء الرئة الساد المزمن على عدة حالات رئوية مختلفة. إن قياس التنفس، وهو واحد من اختبارات الأداء الوظيفي للرئة، يعطى الدليل على انحراف الرئة عن وظيفتها الطبيعي انحرافا نمطيا يسمى “الخلل الوظيفي الساد”. تضم الحالات الرئوية المذكورة النفاخ، الالتهاب القصبي الساد، الربو المتفاقم، والتوسع القصبي. تحديدا، إن بين النفاخ والالتهاب القصبي الساد ملامح مشتركة: كلاهما مرتبط بتدخين السجائر. وكلاهما يسبب خللا وظيفيا سادا لا عكوس وأعراضا تنفسية مشتركة مثل العجز عن التنفس والسعال. مما يدعو إلى الاهتمام، أن النفاخ والالتهاب القصبي الساد كثيرا ما يتعايشان في الفرد الواحد، خاصة المدخن وتارك التدخين.

التشخيص التفاضلي للربو عند البالغين

هناك أوجه شبه بين أعراض الربو وأعراض بعض الأمراض الرئوية الأخرى.

= داء الرئة الساد المزمن ويتضمن النفاخ والالتهاب القصبي الساد.

= سداد رئوي.

= آفة أو ورم، حميدا كان أو خبيثا، ساد لممر هوائي أساسي.

= أمراض رئة نادرة مثل: الرشاحات الرئوية مع إيوزينات أو ذات الرئة الإيوزينية.

الخلل في الأداء الوظيفي للقلب، يمكن أن يحاكي بعض أعراض الربو.

= فشل القلب الاحتقاني.

خلل وظيفي معين في الجهاز الهضمي يشابه الربو.

= الجزر المعدي – المريئي.

اضطرابات في علبة الصوت، يمكن أن يخلط بينها وبين الربو.

= متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية.

= الخلل الوظيفي للحنجرة وأورام الحنجرة.

بعض الأدوية المستعملة للعلاج يمكن أن تعطي أعراضا شبيهة بالربو.

= سعال سببه مثبط لمضاد الكولين الإستيري.

= محصر بيتا المحرض للأزيز ولضيق التنفس المجهد.

اعتاد الأطباء إطلاق مصطلح داء الرئة الساد المزمن على النفاخ أو الالتهاب القصبي الساد أو على الحالة التي تجمع الاثنين لتشابهما ولسهولة مختصر الكلمة باللغة الإنكليزية COPD، وأصبحت مستعملة من قبل أصحاب المهن الطبية وعامة الناس بالرغم من اعتراض بعض اللغويين.

هل لداء الرئة الساد المزمن صلة بالربو؟

لا. إن الربو مرض رئوي له خاصيته، وهو منفصل ومختلف عن النفاخ والالتهاب القصبي الساد. غالبا ما يستعمل مصطلح داء الرئة الساد لوصف النفاخ، الالتهاب القصبي الساد، أو الحالتين عند اجتماعهما. إذا، داء الرئة الساد يشير إلى أمراض لا تعرف بحالة الربو. لا صلة بين الربو وداء الرئة الساد المزمن رغم وجود أوجه تشابه واضحة بينهما. في بعض الأفراد، يتعايش الربو مع داء الرئة الساد.

ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين الربو وداء الرئة الساد المزمن؟

يعتبر الربو وداء الرئة الساد المزمن من أمراض الرئة، غير أن تشابه الأعراض وبعض الأحيان العلاج بنفس الدواء يسبب التباسا بالتشخيص. إن الأعراض المشتركة هي العجز عن التنفس، الأزيز، السعال، وإنتاج المادة المخاطية. من الأدوية المشتركة شادة بيتا 2 المستنشقة، والثيوفيللين. يتبين، عند إجراء اختبار الأداء الوظيفي للرئة، أن كلتا الحالتين تبدي خللا وظيفيا من نمط واحد هو الخلل الوظيفي الساد.

يرى أخصائيو الجهاز التنفسي الفرق واضحا بين الربو وداء الرئة الساد. بالنسبة لداء الرئة الساد المزمن، فإن المسبب الأكثر شيوعا واحد لا غير: التدخين. وهو مرض يصيب الأفراد في بداية سن البلوغ ومنتصفه، وهو يأتي في الترتيب الرابع بين الأمراض المسببة للوفاة في الولايات المتحدة الأميركية، ويعتبر من الأسباب المهمة لحياة محدودة نوعيا. والخلل الوظيفي الساد لداء الرئة الساد المزمن غير قابل للانكفاء والعودة بالرئة إلى وضعها الطبيعي. أما بالنسبة للربو، فترجع أسبابه إلى أساس وراثي، وهو يصيب الناس من كل الأعمار. من خصائص الربو أن المصاب يحيا حياة طويلة وغير مقيدة. تحديدا، يعرف الربو بخلل وظيفي ساد قابل للانكفاء والعودة بالرئة إلى وضعها الطبيعي.

هل هناك حالات طبية تحاكي الربو وتساهم في تفاقمه؟

يمكن لكثير من الحالات الطبية أن تقلد الربو.

إن كثيرا من الحالات الطبية تحاكي الربو. مما يبعث على الدهشة أن بعض هذه الحالات ليست أمراض رئة. إن أمراض الرئة الواجب التمميز بينها وبين الربو هي “مجموعة داء الرئة الساد المزمن” والسداد الرئوي، إضافة إلى حالات مرضية نادرة مثل التهاب الرئة الإيوزيني، الرشاحات الرئوية الإيوزينية. إن أوراما حميدة أو خبيثة ناشئة في الأنابيب القصبية الأساسية، قد تسبب أزيزا وقصورا في التنفس مسببة التباسا بالتشخيص. تعرف الحالات التي تصيب الجهاز التنفسي الأعلى، تحديدا الحنجرة أو علبة الصوت بمحاكاة الربو. وتعتبر متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية، والخلل الوظيفي للحنجرة وأورامها مثلا جيدا على ما سبق.

إن الحالات غيرالرئوية التي تحاكي الربو تضم أمراض القلب كالفشل القلبي الاحتقاني، وأمراض الجهاز الهضمي كالجزر والجزر المعدي – المريئي. أخيرا، بعض الأدوية المستعملة تحدث أعراضا شبيهة بأعراض الربو في الأفراد الأكثر عرضة. إن أدوية الضغط المعروفة باسم مثبطات مضاد الكولين الإستيري، تسبب سعالا جافا مزعجا من السهل الخلط بينه وبين سعال الربو. أما دواء محصر البيتا، المستعمل في علاج الزرق والجهاز القلبي الوعائي، فيسبب أزيزا وعجزا في التنفس يجعل من الصعب تمييزهما عن الربو.

إن الحالات الطبية مثل التهاب الجيوب، التهاب الأنف التحسسي، والجزر المعدي المريئي، إن لم تعالج كما يجب، قد تكون سببا في ظهور أشد لأعراض الربو. بالتالي، إن العلاج الجيد لمرض الربو، إضافة إلى الامتناع عن مثيرات الربو المعروفة، يجب أن يتضمن تعريف الأمراض المزامنة للربو والعمل على العلاج الفوري والفعال لها.

مكافحة العوامل المؤثرة على قساوة الربو

إن كل عامل من العوامل التسعة أدناه يساهم في جعل مكافحة الربو لديك أصعب.

العامل

إجراءات المكافحة

المستأرجات

يجب التعرّف بدقة على المستأرجات المحدّدة والتعامل معها بشكل صحيح:
الامتناع، العلاج بالمضاد للهستامين، حقن العلاج المناعي. من الضروري وصف إبرة الأدرينالين لحالة الطوارئ.

تدخين التبغ

الامتناع عن التدخين، تأمين بيئة بيتية وخارجية خالية من الدخان.

التهاب الأنف

العلاج الموجه: الرذاذ الأنفي (كرومولين)، والستيروئيد الأنفي، غسول الأنف، مضادات الهستامين، مضادات اللوكوترين، مزيل الاحتقان.

التهابات الجيوب

إن التشخيص السليم مهم. قد تتضمّن الوصفة إجراءات التصريف (النزح)، الغسول، الستيروئيد الأنفي، مضادات الهيستامين، و/أو مزيل الاحتقان. يستعمل المضاد الحيوي في حال العدوى البكتيرية الحادة.

الجزر المعدي المريئي

المناورة الغذائية:

التداول الغذائي؛ وجبات متكررة وصغيرة؛ دواء مضاد الحموضة؛ رفع رأس
السرير.

التحسس من المواد السلفايت المضافة

يجب أن يمتنع مريض الربو المتحسِّس من السلفايت عن كل غذاء يحتوي على مادة السلفايت مثل النبيذ الأحمر، البيرة، الروبيان، والفاكهة المجففة.

أدوية منتقاة

أي نوع من محصرات بيتا: قطرة العيون (المستعملة في علاج الزرق)،
الأقراص (المستعملة في علاج ضغط الدم المرتفع ومرض القلب)، ويمكن أن تسببا تضيقاً تشنجياً في القصبات الهوائية. على مريض الربو الذي لديه حساسية من الأسبرين أن يمتنع عن الأسبرين، وعن المصنفات الدوائية اللاستيروئيدية والمضادة للالتهاب.

عدوى الجهاز التنفسي الفيروسي

يوصى بلقاح الأنفلونزا السنوي (إلا في حالة وجود مانع).

التعرضات المهنية

من الأهمية بمكان أن تكون بيئة العمل آمنة: تهوئة سليمة، تحاشي أجهزة التكييف الخاصة إذا أمكن.

ما هي متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية؟

إن متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية حالة معقدة تتصف بحركة شاذة ومتناقضة للأوتار الصوتية. يأخذ وترا الصوت شكل حرف الـ V في الحالة الطبيعية. وعند إدخال النفس، يأخذ وترا الصوت شكل الـ V الأوسع زاوية ليسمحا للهواء بالدخول إلى الرغامى ومنها إلى الرئتين. عندما تنشط متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية، تتقارب الأوتار وتغلق بدلا من أن تفتح خلال الشهيق. أي أن الأوتار تتأرجح معا بدلا من التباعد مما يؤثر سلبا في تدفق الهواء إلى الرغامى والرئتين. بالنتيجة، يحدث الأزيز بسبب تدفق الهواء في فتحة الأوتار الصوتية المتضيقة. تتضمن أعراض أخرى لمتلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية التغير في نوعية الصوت، البحة، إحساس بالتضيق في الصدر والحنجرة، وصعوبة البلع.

غالبا ما تشخص متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية خطأ على أنها ربو، وذلك لتشابهها خاصة بحالة الربو الصعبة المكافحة أو الربو غير المستجيب للعلاج. إن الدلالات لمتلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية هي: عدم تجاوب الحالة لعلاج الربو، غلبة أعراض الحنجرة، وغياب الأعراض الليلية التي تميز مرض الربو. تحدث متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية في سن الطفولة، المراهقة، والرشد غير أنها أكثر شيوعا في أعمار تتراوح بين الـ 20 والـ 40 سنة. من الملاحظ أن المتلازمة تصيب صغار السن خلال المباريات الرياضية دلالة على صلة بين المتلازمة ونمط حياة شخصية طموحة. أما في البالغين، فالعوامل النفسية تلعب دورا هاما. في البالغين، نجد نسبة الإصابة أعلى في النساء منها في الرجال، وبين النساء نرى النسبة الأعلى للعاملات في مجال الرعاية الصحية لأسباب ما زلنا نجهلها.

في حال الاشتباه، يجب إحالة المريض إلى مركز متخصص حسن المعرفة بتشخيص وعلاج متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية. تتعايش متلازمة الخلل الوظيفي للأوتار الصوتية أحيانا مع مرض الربو في الفرد الواحد، لذا يجب معرفة ما إذا كان التشخيص ثنائيا أم أن المريض يعاني فقط من المتلازمة. يتضمن علاج المتلازمة الامتناع عن أي دواء غير مشار به، خاصة الستيروئيديات. إن معالجة مقومة للنطق هي الدعامة الأساسية في العلاج، وتضاف تمارين الاسترخاء والدعم النفسي إذا لزم الأمر.

ما هو داء الجزر المعدي المريئي، وما سبب تأثيره على الربو؟

مرض شائع جدا، يشكو فيه المريض من اللذع وعسر الهضم. يسبب الأسيد عند وصوله إلى الأوتار الصوتية تهيجا وقد تنشأ بحة وسعال يشبه النحنحة. يسبب أي أسيد يصل إلى الجهاز التنفسي الأعلى سعالا وأزيزا شبيها بأعراض الربو.لا يحاكي الجزر المعدي المريئي أعراض الربو فقط، بل وقد يؤثر في حالة الربو المستقرة فيجعلها أسوأ مما هي عليه. إن الجزر المعدي المريئي حالة طبية متعلقة بقلس أسيد (حمض) المعدة أي تدفق أسيد (حمض) المعدة باتجاه المريئ. ولكن الخبر الجيد هو أن الجزر على درجة عالية من التجاوب للعلاج. إن علاج الجزر يتضمن تعديلا في الغذاء ونمط الحياة، إضافة إلى أدوية تعمل على إنقاص إنتاج الأسيد (الحمض) في المعدة. أحيانا، مجرد الامتناع عن المشروبات الغازية، الأغذية المقلية، والكافئين، وتناول وجبات متكررة وبكميات قليلة، والامتناع عن الطعام ثلاث ساعات قبل النوم يعطي نتائج سحرية. وكلما كانت مكافحة الجزر أفضل، كلما كانت مكافحة الربو أفضل وانحسار أعراضه أسرع.

لا يحاكي داء الجزر المعدي المريئي أعراض الربو فقط بل يمكنه أيضا أن يؤثر في حالة الربو المستقرة فيجعلها أسوأ.

كيف تبرهن على صحة تشخيص الربو؟

غالبا ما يكون تشخيص الربو مباشرا، ولكن أحيانا يكون مراوغا ومخيبا للآمال. يبدي مرض الربو تفاوتا في الدلالة على وجوده من فرد إلى فرد وذلك مرده إلى طبيعة المرض المتبدلة والمتراوحة بين تراجع وتفاقم. إن كانت حالة الربو من النوع النمطي، أي ترى في المريض ما قرأته في المرجع الطبي، يتم تشخيص الحالة من معاينة الطبيب الأولى. أما إذا كان من الربو المغاير أو غير النمطي، فقد يتطلب تأكيد التشخيص أكثر من زيارة للطبيب أو إجراء اختبارات متخصصة. وبالطبع، فإن تشخيص الحالات الشديدة أسهل وأدق. لنأخذ بعين الاعتبار مثلا عن كل نوع. بدأ شاب صحيح الجسم سابقا وغير مدخن يشكو من نوبات من الأزيز المتقطع، السعال، انزعاج في الصدر، وعجز في التنفس كلما تعرض لهواء الشتاء البارد – حالة ربو نمطية. يشكو طالب الكلية من سعال متواصل، وهو قلق من إمكانية إصابته بالتهاب قصبي أو زكام مع التهاب قصبي متكرر – إمكانية الربو واردة. كذلك حالة المراهق الذي اعتاد أن يشعر بانقطاع حقيقي لنفسه عند ممارسته لعبة التنس، يتبعها بعد بضع ساعات من المباراة سعال مما يرجح إصابته بالربو.

يعتمد تشخيص الربو عند توفر أعراض الربو المحددة، توفر إيضاحات ما بعد الفحص السريري، توفر نتائج الاختبارات المتخصصة الدالة على انحراف الرئة عن حالة السواء. عند الاشتباه بحالة ربو، فإن الخطوة الأولى للطبيب، عبر حوارمع المريض يغوص في التفاصيل وتبادل المعلومات، هي كتابة سيرة المريض الطبية الشاملة. يصف المريض من جهته الأعراض التي يعاني منها، ويوجه الطبيب إلى مريضه أسئلة محددة تغطي حالة الرئة الصحية، كما تغطي حالته الصحية العامة. عندها تتجمع لدى الطبيب معلومات وافية ليس فقط عن الأعراض الرئوية، ولكن أيضا عن وجود أو عدم وجود تحسس، وعن حالات طبية أو جراحية أخرى. تتضمن سيرة المريض الطبية أيضا معلومات عن الأدوية التي يتناولها، عن أسفاره، مهنته، ووضعه الاجتماعي. قد تبدو الأسئلة، لأول وهلة، متطفلة، لكنها ضرورية. إن هدف السؤال عن سجاد الغرفة وتغطيته الكاملة لأرضيتها وعن القائم بتنظيف السجاد ليس اهتماما بديكور أو نظافة المنزل، بل بمعرفة ما إذا كانت الحالة المرضية استجابة تحسسية لبيئة البيت أم لا. وعند السؤال: هل في المنزل من يعاني من السعال” أو “هل من مدخن في المنزل؟”، الهدف هو البحث عن دلالات تساعد في الوصول إلى التشخيص الصحيح. من الأهمية بمكان أن يدرك المريض أن ما يدور بين الطبيب ومريضه سري، وأن الصدق مهم جدا لبناء علاقة بين الطبيب والمريض. إن من واجب الطبيب أن لا يسمح لنفسه بإخفاء الحقيقة عن مريضه، وأن يستطيع الطبيب الاعتماد على صدق ودقة المريض في وصف حالته أو سيرته الطبية.

يلي السيرة الطبية فحصا سريريا. إن معظم أخصائيي الرئة يباشرون مريضهم بالفحص السريري مع التركيز على الجهاز التنفسي. ومن ثم قياس الدلائل الحيوية المتضمنة ضغط الدم، سرعة التنفس، قياس النبض، وعند الضرورة قياس الحرارة. تفحص الرئتان بالمعاينة، القرع والتسمع. تشير كلمة معاينة إلى الفحص بالنظر، مثلا، هل تتحرك الرئتان مع كل نسمة هواء داخلة وخارجة خلال عملية التنفس؟ وتشير كلمة قرع إلى النقر الخفيف بالأصابع على الصدر. إذا كانت الرئة مليئة بالهواء، يصدر النقر صوتا رنانا، أما إذا كانت خالية من الهواء يصدر النقر صوتا أصم. أما كلمة التسمع، فتشير إلى استعمال السماعة إذ توضع على صدر المريض ويطلب منه الشهيق والزفير ليتسمع الطبيب إلى صوت الهواء داخلا وخارجا من وإلى الرئتين. من المهم الانتباه لوجود الأزيز أو عدمه.

عند اكتمال الفحص السريري، وسيرة المريض الطبية، يضع الطبيب التشخيص التفاضلي. واعتمادا على انطباع الطبيب السريري، ينظم التشخيص التفاضلي على أساس تراتبي. أحيانا يكون تشخيص الربو واضحا للطبيب. وأحيانا يكون الربو على رأس قائمة الاحتمالات، عندها يستعين الطبيب بالاختبارات المخبرية.

أدوات تشخيص الربو

= سيرة المريض
= الفحص السريري
= فحص الأداء الوظيفي للرئة
= قياس التنفس
= ذروة التدفق الزفيري
= اختبار التحدي
= غازات الدم الشرياني
= اختبارات الدم
= الفحوص الشعاعية: أشعة إكس للصدر، أو التصوير المقطعي المحوسب.

ما هي الاختبارات التشخيصية المساعدة في تشخيص الربو؟

إن أكثر الاختبارات عونا على تشخيص الربو هي اختبارات الأداء الوظيفي للرئتين، ويشار إليها بمختصر PFT، تليها اختبارات الدم ودراسات الأشعة السينية إضافة إلى دراسات أكثر تخصصا في مجال الربو إن لزم الأمر مثل اختبار وخز الإبرة عند الاشتباه بالتحسس. تساعد اختبارات الدم على رسم صورة عامة عن صحة الفرد، وعلى استثناء تفسيرات أخرى للحالة. ويفيد اختبار الدم في تقييم الوظيفة المناعية والحساسيات. أما دراسة الصور الشعاعية السينية فتضم صورة الصدر السينية التقليدية والتصوير المقطعي المحوسب. تؤمن صورة الصدر السينية والتصوير المقطعي المحوسب المعلومات عن البنية التشريحية للرئتين والممرات الهوائية الأساسية. في حال الربو الساكن المكتمل العلاج، نجد صورة الصدر السينية طبيعية وكذلك في التصوير المقطعي المحوسب. بينما في حال الربو المتفاقم، نرى ما يخرج عن المألوف. في أشعة الصدر السينية نرى “انتفاخا مفرطا” في الرئتين، وفي التصوير المقطعي المحوسب نرى “الهواء العالق”. إن انتفاخ الرئة المفرط أو الهواء العا لق في الرئة يعكسان خللا في ملء وإفراغ الهواء من الرئتين عند حصول التنفس عبر ممرات هوائية ملتهبة ومتقلصة.

إن التصوير المقطعي بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، التصوير المقطعي بالطب النووي، التصوير المقطعي لعملية التهوية – الإرواء، التصوير المقطعي بالغاليوم، كلها غير مطلوبة في حالة الربو ومطلوبة في أمراض الرئة الأخرى.

ما هي اختبارات الأداء الوظيفي للرئة PFT، قياسات التنفس وذروة التدفق الزفيري PEF؟

تهدف اختبارات الأداء الوظيفي للرئة، كما يدل الاسم، إلى قياس وظيفة الرئة. كانت هذه الاختبارات متوفرة فقط في المراكز الاستشفائية العلمية المتخصصة حيث كانت تستعمل في الأبحاث العلمية. أما الآن، فهي متوفرة على كافة المستويات وتستعمل في تشخيص وعلاج الربو.

يستعمل مصطلح الـ PFT لوصف مجموعة من اختبارات متعددة ومختلفة. من أكثر هذه الاختبارات عونا على تشخيص وعلاج الربو هو قياس التنفس. وقياس التنفس، بدوره، يتفرع عنه اختباران مهمان: الأول يسمى “ذروة التدفق الزفيري” ويختصر بالإنكليزية PEF، والثاني يسمى حجم الزفير القسري في ثانية واحدة، ويختصر بالإنكليزية FEV1. إن كلا الاختبارين يتفرعان من اختبار قياس التنفس الذي هو بدوره يتفرع من اختبارات الأداء الوظيفي للرئة. إن توفر مرقاب سهل الاستعمال، خفيف الوزن، رخيص الثمن، لقياس ذروة التدفق يجعل من كل مريض ربو قادر على قياس ذروة التدفق في البيت ويوميا. أما قياس الحجم القسري الزفيري في الثانية الأولى فيحتاج إلى آلة مقياس التنفس وهي آلة باهظة الثمن، صيانتها خاصة وغير صالحة للاستعمال المنزلي. إن الرقابة الذاتية لذروة التدفق الزفيري تبارين، توفر لمريض الربو البصيرة، أي المدى لإدراك المريض لمرضه، وبالتالي تمكنه من تقييم الحالة ومكافحتها. إن كل من ذروة التدفق الزفيري والحجم القسري الزفيري في الثانية الأولى، يلعب دورا محوريا في “البرنامج القومي للتعرف على الربو والوقاية منه” يهدف إلى إعطاء الإرشادات في مجال تشخيص الربو، تصنيفه وعلاجه.

اختبارات الأداء الوظيفي الرئوي

صممت اختبارات الأداء الوظيفي للرئة خصيصا لأبحاث علم وظائف الرئة. ثم تبين لاحقا أهمية هذه الاختبارات في البرهان على صحة تشخيص مرض الربو، وفي إعطاء الحلول العملية في علاج مرض الربو. وقد كان لاختبارات الأداء الوظيفي للرئة دور في وضع تصنيف للربو وإرشادات علاجه في برنامج أطلق عليه اسم البرنامج القومي للتعرف على الربو والوقاية منه.

قياس التنفس (متضمنا حجم الزفيرالقسري في الثانية الواحدة، ذروة التدفق الزفيري)

إلى أي مدى حدة الربو لديك؟
إلى أي مدى حالة الربو ناشطة لديك؟
إلى أي حد يتم التحكم بحالة الربو؟
هل هناك حاجة إلى أدوية إضافية؟
قياس حجم الرئة
ما هو أكبر حجم للهواء تستطيع رئتيك استيعابه؟
هل تستعمل كمية الهواء الأكثر فعالية عند التنفس؟
إلى أي مدى وصلت قساوة (حدة) الربو لديك؟
قياس مقاومة مجرى الهواء
ما هو مدى قساوة (حدة) الربو لديك؟
قياس الانتشار
غير سوي في سورات الربو الحادة
قياس تبادل الغازات أو غازات الدم الشريانية
تتأثر عند سورة الربو الشديدة
دراسات اختبار استثارة القصبة الهوائية
في حال كانت نتائج اختبارات الأداء الوظيفي بمجملها طبيعية، هل من الممكن، رغم النتائج تشخيص حالة ربو؟

لإجراء اختبار قياس التنفس وذروة التدفق الزفيري، على المريض أن يأخذ أقصى ما يمكن من الهواء في نفس عميق، ويخرج بعدها الهواء قسريا وبسرعة عن طريق الفم خلال أنبوب خاص متصل بآلة قياس التنفس، أو آلة مقياس جريان الذروة. تتكرر المناورة عدة مرات خلال الاختبار للوصول إلى نتائج دقيقة ومجدية. تقيس آلة قياس التنفس حجم الهواء الزفيري، كما تقيس جريان الهواء من خلال قطعة الفم في الفترة التي يتم فيها الزفير. تسجل قياسات التنفس بواسطة مقياس التنفس، أي السبيروميتر، وتطبع ثم تنظم في رسم بياني تسهيلا لمراجعة النتائج واستعمالها كمرجع. تقارن قياسات كل فرد مريض بالقيمة التكهنية. تستند القيمة التكهنية لاختبارات الأداء الوظيفي للرئة على ثلاثة متغيرات: (1) السن، (2) الطول، (3) الجنس، أي أنثى أو ذكر. مثال على ذلك: إن القيمة التكهنية لرجل في الواحدة والعشرين من عمره، طوله ستة أقدام تختلف تماما عن القيمة التكهنية لامرأة في السادسة والأربعين من عمرها وطولها خمسة أقدام (القدم يساوي 30.5 سم). بالتالي فإن قيمة اختبار ذروة الجريان التنفسي أو الحجم القسري الزفيري في الثانية الأولى التي تعتبر طبيعية في امرأة قصيرة تعاني من الربو، يعتبر تحت الطبيعي في رجل طويل، بالغ ويعاني من الربو.

يتصف الربو بخلل في عملية إفراغ الرئتين، مما يطيل فترة الزفير إطالة غير طبيعية. إن أي مريض يعاني من ربو ناشط ويحاول أن يطفئ الشموع في كعكة عيد الميلاد بنفخة واحدة يدرك تماما معنى عدم القدرة على إفراغ الرئتين. اعتمادا على درجة الربو وعوامل اخرى مثل: مدى تضيق الممرات الهوائية، مدى التقلص التشنجي القصبي، قد تستمر عملية الزفير الكاملة مدة 12 – 14 ثانية بينما تستمر في الفرد غير المصاب بالربو مدة تتراوح بين 5 إلى 6 ثوان. تعكس قيمة كل من “الحجم القسري الزفيري في الثانية الأولى” و”ذروة التدفق الزفيري” مدى فعالية عملية إفراغ الرئة، بالتالي تدل على كيفية تأثر وظيفة الرئة بحالة الربو.

إن اختبار الحجم القسري الزفيري، بواسطة قياس التنفس (spirometry)، هو حجم الهواء الخارج من الرئة في الثانية الأولى من الزفير القسري. تحتاج عملية إفراغ الرئتين، في حال القصور في مكافحة الربو، وقتا أطول من المتوقع. وبما أن فترة الزفير الإجمالية تطول في حالة الربو، حتما سيقل حجم الهواء الخارج من الرئتين في الثانية الاولى لعملية الزفير مقارنة بالحجم الطبيعي المتوقع. سيقل الحجم القسري الزفيري في الثانية الأولى في الربو العرضي أو غير المضبوط جيدا. مع العلاج، ستقوى الرئتان على الإفراغ بفعالية أكبر، وستعود قيمة “الحجم القسري الزفيري 1” إلى المعدل السوي.

تماما كما أن الربو المتفاقم أو الناشط يطيل الزفير، فإن تضيق الممرات الهوائية ينقص من تدفق الهواء. يبين قياس هواء التنفس “في حال الربو الناشط انخفاض سرعة التدفق. إن “ذروة التدفق” هي القيمة الأكبر الوحيدة لقياس التدفق عند بدء عملية إفراغ الرئتين، وتدل على تدفق الهواء في ممرات الهواء الناقلة الكبرى. إن مهمة قياس ذروة التدفق الزفيري اقتفاء أثر نشاط الربو. فمراقبة ذروة التدفق في البيت تعرف بداية قيمة ذروة التدفق الزفيري المتوقع في مريض الربو، ومن ثم القياس الفردي للمريض عند إحكام السيطرة على حالة الربو لديه. بالتالي إن مراقبة ذروة التدفق الزفيري المنزلي يمكن أن تساعد في التعرف حتى على تغير معتدل وبالتالي تشير إلى ضرورة تعديل الدواء زيادة أو نقصانا، معتمدة على تأرجح قيمة التدفق قربا وبعدا عن “الأفضل تحديدا للفرد”. تعتبر، ومنذ زمن، اختبارات ذروة التدفق الزفيري المجراة ذاتيا من أهم بنود خطة العمل لعلاج الربو.

ما هو اختبار تحدي الميثاكولين (اختبار الاستثارة القصبي)؟

يعتبر اختبارا تشخيصيا يهدف إلى تقييم حالة ربو مشتبه بها. يستخدم اختبار التحدي للميثاكولين الأبحاث لدراسة فرط التفاعل للممرات الهوائية. وتحت ظروف خاصة، يلعب الاختبار دورا في المضمار السريري. إن اختبار التحدي للميثاكولين هو واحد من صف اختبارات متخصصة تسمى باختبارات الاستثارة القصبية. كذلك اختبار التمرين في الهواء البارد هو مثل آخر من اختبارات الاستثارة القصبية.

قد يستعمل اختبار الاستثارة القصبية في تقييم حالة ربو محتملة، أي أن استعماله ليس اختبارا روتينيا. عادة، يعطي المريض وصفا لأعراض غامضة دالة على حالة ربو. تجرى اختبارات قياس التنفس واختبارات الأداء الوظيفي الرئوي، والنتيجة بكاملها طبيعية. تعجز سيرة المريض الطبية، فحصه السريري، اختبارات الدم، تصوير الأشعة السينية عن إعطاء تشخيص مغاير أو تفسير طبي للأعراض المبلغ عنها. عندها، يجرى اختبار الاستثارة القصبية، لتصل إلى تقييم أبعد لاحتمال حالة الربو. من الواضح أن اختبار الاستثارة القصبية هو من الاختبارات الفعالة جدا في حذف أو استثناء الربو. بعبارة أخرى، إذا كانت نتيجة الاختبار سلبية، فتشخيص الربو ليس واردا. أما إذا كانت النتيجة إيجابية، والأعراض متطابقة، فتشخيص الربو أكيد. يبدي مرضى الربو حساسية عالية عند تنشق الميثاكولين، وعندها تكون قراءة الاختبار إيجابية. العكس غير صحيح: رغم أن كل مريض ربو يعطي نتيجة إيجابية لاختبار الميثاكولين، ليس كل من يعطي نتيجة إيجابية لاختبار الميثاكولين مريض ربو.

يجرى اختبار التحدي للميثاكولين عادة في مختبر مختص بالأداء الوظيفي للرئة التابع لمستشفى. يتضمن الاختبار وضع خط أساس لقياس التنفس عند تنشق تركيز معين للميثاكولين، يليها قياس التنفس لتركيز أعلى فأعلى. في حال كان الخط الأساس لقياس التنفس طبيعيا، عندها يجرى اختبار التحدي للميثاكولين. إذا بقي قياس التنفس قريبا من الخط الأساسي بعد تنشق جرعات متزايدة من الميثاكولين، عندها تعتبر النتيجة سلبية، ويستثنى تشخيص الربو نهائيا. أما إذا انخفضت قيمة القياس التنفسي عند تنشق الميثاكولين، أو إذا ظهر الأزيز أو أي أعراض أخرى، يعتبر الاختبار إيجابيا. عندها ينتهي الاختبار، ويعطى المريض مستنشقا قصير الأمد من الدواء الموسع للقصبة الهوائية، للتخفيف من معاناة أعراض الربو وإرجاع الأداء الوظيفي للرئة إلى حاله الطبيعي.

ما هو اعتيان غازات الدم الشريانية؟

عندما يحتاج الطبيب إلى معرفة فعالية الأداء الوظيفي لرئة المريض، عليه بغازات الدم الشريانية. لإجراء اختبار دم روتيني، تؤخذ عينة الدم من وريد متواجد غالبا في المنطقة القريبة من تغضنات المرفق. بينما لإجراء اختبار غازات الدم الشرياني، تؤخذ عينة الدم من شريان، وترسل فورا لتحليل محتواها من الأكسجين، ثاني أكسيد الكربون، وقياس الأس الهيدروجيني وهو قياس الحموضة. غالبا ما تؤخذ عينة اختبار غازات الدم الشرياني من الشريان الكعبري في منطقة الرسغ. بما أن الرئة مسؤولة عن استخراج الأكسجين من الهواء الخارجي والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، فإن تحليل عينة الدم الشرياني للغازات يدل على كيفية أداء الرئة لوظيفتها.

إن الوظيفة الأساسية للجهاز التنفسي القيام بعملية التنفس: استبدال ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين. تؤمن عملية التنفس الأكسجين للأعضاء الحيوية، وتفسح المجال للتخلص من “الفضلات” المتراكمة مثل الحمض. بعد أن يتخلل مدد الدم الرئتين ويحصل منهما على الأكسجين، يصبح دما غنيا بالأكسجين – فقيرا بثاني أكسيد الكربون. يضخ القلب الدم الغني بالأكسجين إلى كل أنحاء الجسم عبر الشرايين لتصل إلى أعضاء الجسم وتمدها بما تحتاج إليه من أكسجين.

لا يستعمل اختبار غازات الدم الشرياني كاختبار روتيني في عيادات الربو الخارجية، بل يستعمل غالبا في مراكز العناية الفائقة. في حال معاناة مريض ما من سورة ربو شديدة يظهر اختبار الغازات الشريانية انخفاضا في كلا الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. إذا ساءت حالة الربو أكثر، قد يرتفع ثاني أكسيد الكربون، وينخفض الأس الهيدروجيني دالا على ارتفاع خطير في الحمض. يشكل الربو في السياق المذكور خطرا على حياة المريض، إذ إن استمرار تراكم ثاني أكسيد الكربون والحرمان من الأكسجين سيؤديان إلى فشل تنفسي مما يستوجب “دعم الحياة” بواسطة جهاز التهوئة. يحتاج من يتلقى دعم جهاز التهوئة إلى مراقبة غازات الدم الشرياني مرارا وتكرارا، لحاجة الأطباء إلى تعديل جهاز التهوئة ليتناغم مع إعادة هذه الغازات إلى معيارها المعتاد في الدم وبالتالي تأمين الأكسجين الكافي لتغذية الأعضاء الحيوية.

31. ما هو التنظير القصبي؟

إن التنظير القصبي إجراء يسمح للطبيب النظر مباشرة داخل القصبات الهوائية للحصول على عينات أو خزعات نسيجية من أي بقعة غير سوية في الشجرة القصبية. عندما يتم إجراء التنظير القصبي لمساعدة الطبيب في الاستقصاء عن حالة انحراف للجهاز التنفسي عن الوضع السوي، يسمى التنظير القصبي “تشخيصيا”. أما إذا استعمل لغسل المفرزات أو استخراج جسم غريب مستنشق، فيسمى التنظير القصبي “علاجيا”. هناك نوعان من المنظار القصبي (الآلة التي تستعمل في تنظير القصبات)، المنظار القصبي المرن والمنظار القصبي القاسي.

يسمى التنظير المرن أيضا التنظير الضوئي الليفي المرن، مختصر بالإنكليزية FOB. يقوم أخصائيو الرئة باستعمال التنظير الضوئي الليفي المرن كما يفعل أخصائيو جراحة الصدر. يتم التنظير القصبي المرن في مريض يتنفس طبيعيا ولكن في حالة تهدئة دوائية. يدخل الطبيب المنظار مارا بالأنف أو الفم، عبر الأوتار الصوتية، ومنها إلى الرغامي. من هناك، يعبر الطبيب إلى القصبات الهوائية الأساسية وتفرعاتها الضيقة لمعاينتها. يدخل المنظار الممرات الهوائية تماما كما يدخلها الهواء. يوجد في طرف المنظار مصدر ضوئي وأنبوب يستطيع الطبيب من خلاله حقن دواء موضعي مخدر، تمرير ملقاط الخزعة النسيجية، وشفط المفرزات. ويستعمل التنظير الضوئي الليفي المرن في استقصاء ما بان من أورام أو خروج عن المعتاد عند دراسة صور الأشعة السينية.

يتم القيام بالتنظير القصبي القاسي دائما لمريض تحت التخدير، من قبل جراح الصدر، وفي غرفة العمليات في المستشفى. إن المنظار القصبي القاسي أكبر حجما وأقل قدرة على المناورة من المنظار القصبي المرن. غير أنه يتميز عن المنظار القصبي المرن في حالتين: عند التعامل مع نزيف داخل الرئة، وعند استخراج أجسام غريبة مستنشقة كبيرة الحجم. وهو يساعد في موضعة الستنت القصبية في حالات متخصصة. تستعمل معظم المناظير القصبية القاسية في أهداف علاجية.

لا يستعمل التنظير القصبي بشكل روتينيي عند مريض الربو، بل في حالات نادرة شديدة الحدة تتراكم فيها المادة المخاطية بكثافة في مساحة ممتدة من الممرات القصبية مما يستوجب إزالة السدادات المخاطية السادة بالتنظير القصبي.

لا تعتبر حالة الربو المحكمة السيطرة مانعا لاستعمال التنظير القصبي في تقييم حالة مرضية رئوية أخرى (غير الربو)، أي أن من المهم أن تكون حالة الربو ساكنة وغير ناشطة عند القيام بالتنظير القصبي. تحديدا، إذا كان المريض يعاني من الأزيز، يلغى إجراء التنظير إلى أن يتم علاج الحالة بالكامل.