هل يسبب الحمل تفاقما للربو لدي؟ كيف سيؤثر الحمل في حالة الربو لدي؟
يسبب الحمل بالضرورة تفاقما للربو أو ازديادا في أعراضه. أظهرت الدراسات عن الربو عند الحمل، أن ثلث الحوامل المصابات بالربو لا تتأثر درجة الربو لديهن، والثلث يختبر تناقصا في أعراض الربو ويصبحن أقل احتياجا للدواء، ويعاني الثلث الأخير من تفاقم الربو عند الحمل. إن كل حامل مصابة بالربو من أصل ثلاث، تعاني من ازدياد في أعراض الربو وتحتاج إلى زيادة في دواء الربو. من المتوقع، بعد الوضع وفي فترة ما بعد الوضع، أن تعود حالة الربو لديك إلى ما كانت عليه بغض النظر عما كانت الحالة عليه!
هل من الضروري، وأنا حامل، أن تتكرر زيارتي لطبيبي المختص بالربو؟
أجل، عليك زيارة طبيبك المختص أكثر مما كنت تفعلين من قبل، كونك حاملا. في مجال عملي، مثلا، أطلب من مريضة الربو الحامل لدي زيارتي مرة كل شهر كما تفعل مع طبيبها المختص بالولادة. تتطلب بعض النسوة زيارات أكثر أو أقل كل حسب حالتها.
لا شك في أن كونك حاملا ومصابة بالربو يحتاج إلى اهتمام “إضافي” منك ومن طبيبك المختص بالربو والسبب هو الجنين الذي ينمو في أحشائك. أحد أهداف رعاية الأم والولد قبل الولادة هو الحفاظ على حمل صحي حتى موعد الولادة. إن مصطلح “المدة” يدل على الفترة الزمنية التي يستغرقها الحمل السوي الذي يؤدي إلى ولادة رضيع مكتمل النمو صحيح الجسم، ويعرف بأي زمن يتجاوز الـ 37 أسبوعا من الحمل. يحسب موعد ولادة الطفل بدقة من اليوم الأول لآخر حيض للأم وحتى إتمام أربعين أسبوعا. يحمل الجنين وينمو في رحم الأم. يوفر داخل الرحم بيئة مثالية للجنين من حيث ملائمة الحرارة، الأكسجين، المواد الغذائية، والمستحثات. يؤمن تيار دم الأم الأكسجين للجنين عبر المشيمة. وبدوره، يدل الأكسجين في دم الأم على مدى فعالية الأداء الوظيفي للرئة لديها. يعتبر تأمين الأكسجين الكافي للجنين النامي أمرا بالغ الأهمية عند الحامل المصابة بالربو. ويتم ذلك بعلاج دقيق وحاسم للربو عند الأم. إن مخاطر الربو غير المتحكم فيه على الأم والولد تفوق كثيرا المخاطر الكامنة أو الممكنة للأدوية المستعملة في علاج الربو.
إن مآل حمل امرأة مصابة بربو منضبط تماما لا يختلف مطلقا عن مآل حمل امرأة غير مصابة بالربو. والتركيز هنا هو على مبدأ الربو المنضبط جيدا. توازي أهداف علاج الربو عند الحامل مثيلتها في علاج الربو العام. يجب التشديد على الالتزام بالعلاج الدوائي الموصوف وبمراقبة ذروة تدفق هواء الزفير. كما يجب التشجيع على تفادي مستحثات الربو قدر الإمكان. تنصح النساء اللواتي يقع الفصل الثالث (فترة الثلاثة أشهر الثالثة) من حملهن في موسم الأنفلونزا خلال الخريف والشتاء، واللواتي لا مانع صحي لاستعمال اللقاح لديهن، بتلقي لقاح الأنفلونزا. يعتبر لقاح الأنفلونزا لقاحا آمنا للحوامل. يجب الامتناع عن إعطاء اللقاح لمن لديها تحسس للبيض أو أي من مكونات اللقاح.
يعتبر الامتناع عن التدخين من قبل الأم أمرا حيويا. إذا كنت تدخنين، فإن الحمل هو الوقت المثالي لترك التدخين من أجل صحة الجنين ومن أجل صحتك ومن أجل مستقبل سليم للطفل. يسرع التدخين في حدوث سورة الربو عند الأم، ويميل أطفال المدخنات إلى صغر الحجم وانخفاض الوزن عند الولادة. ترتفع وفيات الأطفال بسبب متلازمة الموت المفاجئ للرضيع ثلاثة أضعاف في حال كانت الأم مدخنة خلال الحمل أو بعده. وثبت بالدليل أن أولاد النساء المدخنات خلال الحمل يواجهون، كلما تقدموا في السن، خطرا متزايدا من تدهور أداء الرئتين. كما يعاني الأولاد الذين ينشأون في بيوت فيها مدخنون أكثر من غيرهم من أمراض التنفس المعروفة في سن الطفولة، ويتعرضون لخطر الإصابة بالربو أكثر من غيرهم. وحين يبلغون سن الرشد، يواجهون خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطان الرئة – تماما كما الخطر على الأهل المدخنين أنفسهم. إن من المرجح أن يصبح الولد الناشئ في بيت مدخنين مدخنا، بالمقارنة مع ولد ينشأ في بيت أهله غير مدخنين.
الربو والحمل: النقاط الأساسية
تعاني ثلث النساء المصابات بالربو بتفاقم في حالة الربو وتزايد في استعمال الأدوية عند الحمل. بينما لا يحصل أي تغيير يذكر في الثلث الثاني. وتتراجع الأعراض أو تتحسن الحال في الثلث الأخير عند الحمل. تحدث معظم سورات الربو عند الحامل بين الأسبوع 24 والأسبوع 36. نادرا ما تحدث هبات الربو في الأربعة أسابيع الأخيرة من الحمل، أو خلال المخاض والولادة.
تؤدي حالة الربو القليلة الانضباط إلى مضاعفات خطيرة الشأن من حيث الإمكانية، بما فيها:
= تغييرات خطرة في ضغط الدم عند الأم (طليعة الارتعاج).
= ولادة مبتسرة.
= إعاقة نمو الجنين داخل الرحم.
= وزن المولود المنخفض.
تشكل حالة الربو غير المنضبطة (المتحكم فيها) عند الحامل خطرا على الأم والمولود أكبر من خطر أي دواء ضروري لعلاج الربو.
لا تشكل حالة الربو المنضبطة جيدا أي خطر إضافي على الأم والمولود.
تتضمن أهداف علاج الربو ما يلي:
= تحاشي مستحثات الربو (أرجية كانت أو غير أرجية).
= تغييب أعراض الربو، بدون نشاط محدد.
= نوم هانئ، غير منقطع من أعراض الربو.
= الوصول إلى القياس الأمثل لذروة تدفق هواء الزفير.
= الالتزام بتناول الدواء حسب وصفة الطبيب.
= تحاشي دخان السجائر (إن كان من تدخين الأم أو تدخين الآخرين).
= تتلقى لقاح الأنفلونزا كل امرأة لا مانع طبي لديها وتبلغ الفصل الثالث من حملها (فترة الثلاثة أشهر الثالثة) أثناء فصل الأنفلونزا الشتائي.
هل هناك ما أقوم به خلال الحمل للمساهمة في حماية جنيني من الإصابة بمرض الربو في المستقبل؟
إن إصابتك بالربو لا يعني بالضرورة إصابة طفلك بالربو. غير أن ابنك أو ابنتك، بناء على دراسات إحصائية، وبسبب الربو المشخص لديك، أكثر عرضة لوراثة الربو مقارنة بمن لا وجود للربو في سيرة والديهم الصحية. ليس هناك أي إجراء تستطيعين اتباعه خلال حملك لضمان عدم إصابة طفلك بالربو بشكل مطلق. إن رعايتك المميزة بصحتك، والتزامك بضبط حالة الربو لديك إلى درجة انتفاء الأعراض إن أمكن هي أهم خطوات تتخذينها خلال الحمل. أظهرت الدراسات علاقة بين الأداء الوظيفي لرئة الأم والمواليد الأصحاء. كلما حسن الأداء الوظيفي لرئة الأم، كلما حسن مآل الأجنة، إذ تقل الولادات المبتسرة وتقل المضاعفات عند الرضع.
هل تسبب أدوية الربو ضررا للجنين؟
أجريت دراسات عديدة في جميع أنحاء العالم، بهدف مساعدة الأطباء على معرفة أي من أدوية الربو “أكثر أمانا” للحامل. وتبين أن المخاطرة الوحيدة والأكبر للامرأة الحامل المصابة بالربو هي المكافحة أو السيطرة الضعيفة على مرض الربو. إن الربو غير المنضبط يسبب أذى كبيرا للجنين وقد يؤدي إلى مضاعفات جارفة للأم والمولود. تتضمن مضاعفات الربو القليل الانضباط ارتفاع بالضغط عند الحمل، طليعة الارتعاج والارتعاج للأم، المخاض المبكر والولادة المبتسرة، إعاقة نمو الجنين داخل الرحم، انخفاض في وزن المولود، ازدياد في الوفاة ومعدل انتشار الأمراض قبل وخلال وبعد الولادة. قد يؤدي الانضباط المبتسر للربو عند الأم إلى انخفاض في توفر الأكسجين الضروري للجنين (نقص الأكسجة الأمومي)، وانخفاض في توفر الأكسجين الضروري لرحم الأم. يتفق كل أخصائيي الرئة على علاج الربو للمرأة الحامل المصابة بالربو بأدوية الربو القليلة الفعالية التي توفر مساحة من الأمان لكلا الأم والولد.
قامت الجمعية الفدرالية للدواء بتصنيف الأدوية التي تم اعتمادها منذ سنة 1980، استنادا إلى دراسات طالت مدى أمان استعمالها خلال فترة الحمل، إلى خمسة أصناف. ودلت على كل صنف بحرف لاتيني: A، B، C، D، X. يعتبر الصنف A الأكثر أمانا، بينما يمنع الصنف X من الاستعمال منعا باتا. لا وجود لأي دواء ربو تحت صنف A. تنتمي معظم أدوية الربو إلى الصنف C، والعديد منها إلى الصنف B. نعطي مثلا: إن كل شادات بيتا 2 القصيرة الأمد، المستنشقة والموسعة للقصبات، “الإنقاذية”، تقع تحت صنف C. بالرغم من أنها الأكثر أمانا من قبل شريحة كبيرة من الجسم الطبي، وبالتالي الأكثر استعمالا منذ عقدين من الزمن. ولم تظهر أي تأثيرات معاكسة عند استعمالها في فترة الحمل، ولا أي أذى للجنين. تقع، أيضا، شادات بيتا 2 الطويلة الأمد، المستنشقة، الموسعة للقصبات الهوائية، تحت صنف C. يعكس تصنيف شادات بيتا 2 تحت صنف C، غياب أي دراسة على الحوامل. هناك مستحضر واحد مستنشق من الستيروئيد القشري هو البولميكورت (بوديسونايد)، في الصنف B، بينما تنتمي بقية الستيروئيدات المستنشقة إلى الصنف C. تنتمي الأدوية “الضابطة”، المستنشقة، الطويلة الأمد مثل الإينتال (كرومولين) والتايلايد (نيدوكروميل) إلى الصنف B، كذلك أقراص محورات اللوكوترين مثل السينكولير (مونتيلوكاست صوديوم) والأكولاد (زفيرلوكاست). وضع زولير (أوماليزوماب)، وهو معيق الغلوبولين المناعي E في الصنف B. تعتبر كل أدوية الثيوفيللين تابعة لصنف الأدوية C.
إن القاعدة الأساس في علاج الربو عند الحامل هي السيطرة التامة على الربو ولو لزم ذلك استعمال الدواء يوميا، حيث إن المضاعفات الناتجة عن الربو الطليق (غير المنضبط) أو الربو القليل الانضباط جد خطيرة على الأم والجنين. من الأهمية بمكان الوصول بالأداء الوظيفي الرئوي للأم إلى مساره الطبيعي، والتأكد من انتفاء أعراض الربو عند الأم. يلتزم أخصائيو الرئة بمبدأ إعطاء الحامل المصابة بالربو أي دواء يساهم في العلاج الأمثل للربو. نعطي مثلا على هذا: تعطى نفحات الستيروئيد للحامل كما تعطى لامرأة غير حامل. اعتمادا على حكم التجربة لا على المعرفة العلمية، نستعمل أدوية الصنف B في البداية، يضاف إليها لاحقا أدوية الصنف C (أو حتى D)، إذا كان هذا ضروريا للسيطرة على الربو جيدا.
تصنيف منظمة الدواء الفدرالية للأدوية المستعملة في الحمل
الصنف A
في دراسات منضبطة ووافية على النساء الحوامل، لم يلاحظ أي ازدياد في خطر تشوهات جنينية.
لا تظهر الدراسات المنضبطة أي خطر.
الصنف B
أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أن لا دليل على ضرر بالجنين، ولكن ليس هناك دراسات وافية ومنضبطة على النساء الحوامل.
أو…..
أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات آثارا ضارة على جنين الحيوان. غير أن دراسات وافية ومنضبطة أجريت على نساء حوامل لم تثبت أي خطر على جنين الإنسان.
لا دليل خطورة على الإنسان.
الصنف C
أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات تأثيرا ضارا على جنين الحيوان. غير أن الدراسات التي أجريت على نساء حوامل كانت غير وافية وغير منضبطة لكي تحدد نسبة الخطر على جنين الإنسان.
أو…
لم تجر أي دراسة لتأثير الدواء على الحيوان. ولا يوجد أي دراسة وافية أو منضبطة على النساء الحوامل لتحديد مدى خطورة الدواء على جنين الإنسان.
لا مجال لاستثناء الخطورة.
الصنف D
أجريت دراسات وافية، منضبطة، ومبنية على المعاينة وتبين أن هناك خطورة على الجنين. قد ترجج كفة منافع هذا الصنف من الأدوية على مضاره الكامنة على الجنين.
دليل إيجابي على خطورة الدواء.
الصنف X
أظهرت دراسات وافية، منضبطة ومبنية على المعاينة، في الحيوان أو الإنسان، الدليل القاطع على التشوهات الجنينية. يحظر استعمال الدواء في النساء الحوامل والنساء في سن الحمل.
يحظر على الحامل استعماله.
إذا كنت حاملا، ولديك أي سؤال أو مخاوف بخصوص الأدوية التي وصفها لك الطبيب النسائي، فما عليك إلا استشارة طبيبك المعالج للربو. على كل من أخصائي التوليد، وأخصائي الربو أن يكون على مهارة ودراية بكيفية التشاور معك وإرشادك إلى ما هو أفضل لك. عليك ألا تتوقفي عن تناول دوائك تحت أي ظرف وأن تتابعي خطة علاج الربو التي نصح بها طبيبك.
هل أستطيع، في حال تناولي أدوية الربو، إرضاع طفلي رضاعة طبيعية؟
نعم، إذا رغبت بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية. إن دواء الربو، المستنشق منه خاصة، لا يشكل مانعا للرضاعة. إن للرضاعة الطبيعية منافع للأم والولد، وقد تساهم في تأخير الربو أو حتى تحاشيه بالمطلق في الأولاد الصغار. في الواقع، جرت دراسة حديثة في أستراليا ضمت 2000 من الأولاد، وتبين أن الرضع الذين تلقوا رضاعة طبيعية بشكل مقتصر من حليب الأم، أي على الأقل في الأربعة أشهر الأولى، يصبحون أقل عرضة للإصابة بالربو في فترة الست سنوات الأولى من أعمارهم. ويظهر أن الرضاعة الطبيعية تؤخر نشوء التحسس عند الأولاد. أجريت بعض الدراسات حول الأولاد الأكثر عرضة للإصابة بالتحسس (بناء على سيرة العائلة الصحية)، فتبين أن من تلقى رضاعة طبيعية منهم تأخرت إصابته بالتحسس بالمقارنة مع من لم يتلق رضاعة طبيعية. وطبعا، من الضروري استشارة طبيب الأطفال المهتم بطفلك، بخصوص أي دواء تعطيه لطفلك بوصفة أو بغير وصفة طبية فيما تقومين بالرضاعة الطبيعية له.