تعبير “مجنون مثل صانع القبعات” ظهر لأول مرة عندما كان العاملون البريطانيون في صناعة القبعات يستخدمون الزئبق (والذي عرف أيضاً باسم الفضة السائلة) في صنع القبعات. وكانوا في الغالب يعانون من تدهور عقلي وكثيراً ما كانوا يوضعون بالتالي في مصحات عقلية.
الزئبق سم حيوي زعاف وهو عالي السُمية؛ فهو أكثر سمية من الرصاص والكادميوم والزرنيخ. وهو مشهور بأنه يهاجم الجهاز العصبي المركزي ويتسبب في تسمم عصبي. وهو يعبر بسهولة الحاجز الدموي المخي ويترسب في الجهاز العصبي المركزي.
إن أية حشوات مملغمة مصنوعة من الزئبق والفضة تضعها في أسنانك هي مكونة على الأقل من زئبق بنسبة 50% وبخار الزئبق يتطاير من تلك الحشوات، لاسيما في أعقاب المضغ، والطحن على أضراسك، وتناول الأطعمة الساخنة و/أو الحمضية، واستعمال فرشاة الأسنان.
وقد أعلنت وكالة حماية البيئة في عام 1988 أن فتات الحشو المملغم الذي تحشى به الأسنان من النفايات الخطيرة. وخارج فمك يجب تخزينه في أوعية محكمة الإغلاق وغير قابلة للكسر بعيداً عن أي مصدر حراري. كما أنها يجب أن تترك دون أن تلمسها يد وأن تحفظ تحت جلسرين سائل أو محلول مثبت الصور الفوتوغرافية. لهذا فإنها تعد سامة خارج فمك، فكيف إذا وضعت في أسنانك؟ قيل عنها إنها “غير سامة”! هذا غير منطقي على الإطلاق.
لقد تم اختبار حشوات المملغم (الحشوات المحتوية على زئبق) من حيث قوتها ولكنها لم تختبر أبداً من حيث أمان استخدامها. ولكن في جامعة شمال تكساس توصلت الاختبارات إلى أن 90% من أطباء الأسنان يعانون من خلل عصبي نفسي. أما طبيبات الأسنان والعاملات في عيادات الأسنان فتعانين من نسب أعلى من غيرهن من الإجهاض التلقائي. وهذا لأن الزئبق في صورته العنصرية يعبر المشيمة بنسب دقيقة إما بعد المضغ وإما بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة وإما حتى بمجرد التعامل معه أثناء العمل. وهناك ارتباط مباشر بين مستويات الزئبق وبين حالات الفشل الإنجابي واضطرابات الدورة الطمثية.
ووجود الزئبق في الجسم يؤدي إلى إبطال عمل البروتينات وجعلها غير فعالة مثل بروتينات الإنزيمات أو الهرمونات أو المستقبلات الخلوية، ويؤدي تدمير هذه البروتينات إلى تدمير نظام إنتاج الطاقة بالجسم. كذلك يدمر الزئبق الغشاء المخاطي المبطن للقناة الهضمية، وهو واحد من أبرز وأقوى النظم الدفاعية المناعية بالجسم. والزئبق يدمر بوجه خاص الكلى والكبد والمخ. وقد بينت الدراسات التي أجريت بتشريح الجثث الآدمية أنه كلما كان هناك حشوات أسنان من المملغم في فم الشخص، زادت مستويات الزئبق في كل من مخه وكليتيه.
وبجانب حشوات الأسنان، نجد من المصادر الأخرى للزئبق مبيدات الفطريات والآفات ومستحضرات التجميل والمأكولات البحرية (لاسيما التونة)، والعقاقير الدوائية والملينات والأحبار المستخدمة في بعض أنواع الطباعة ورسم الوشم، وبعض أنواع الطلاء، وبعض الحبوب والبذور المكررة، ومبيضات الكلور، ومحاليل العدسات اللاصقة، واللباد، ومطريات النسيج، والشموع، والورنيشات المستخدمة لتلميع الأرضيات، وأفلام التصوير، وموازين الحرارة المحطمة، وأجهزة قياس الضغط الجوي المكسورة، والكريمات، واللوسيونات المطهرة، وبخاخات الأنف.
من أعراض وعلامات التسمم بالزئبق:
• الحمى
• القشعريرة
• الإعياء والإعياء المزمن
• الصداع
• الأرق
• فقدان الرغبة الجنسية
• الاكتئاب
• التنميل والوخز في اليدين
• العصبية
• الربو الشعبي
• التعثر في الدراسة
• اضطراب دقات القلب
• آلام الصدر
• ضعف المناعة
• العقم
• تشوهات الأجنة
• تلف الكلى/المخ
• مرض ألزهايمر
• الأنيميا
• القلق
• حساسية اللسان
• ظهور مذاق معدني بالفم
• أعراض التصلب المنتشر
• الحساسية بأنواعها
أي مقدار من المعادن في الجسم سوف يكون له تأثير سلبي على صحتك وعلى أدائك الذهني، الأمر كله يتلخص في أن بعض الناس يمكنهم الاحتمال أكثر من غيرهم. أولئك الذين يعانون بالفعل من أنواع من الحساسية لديهم قدرة متدنية للغاية على احتمال السموم والمعادن، وليس في استطاعتهم طرد السموم المعدنية بكفاءة ومن ثم فإنهم يعانون من أعراض أكثر حدة.
ونحن جميعاً نحمل في أجسادنا قدراً معيناً من المعادن ترسب داخل أنسجتنا، لهذا فإن من المستحسن بصفة عامة أن تعمل بادئ ذي بدء على التأكد من استبدال حشوات الزئبق التي في فمك بطريقة آمنة بحشوات أقل ضرراً، ثم بعدها ساعد جسدك على التخلص من السموم بتناول المكملات الغذائية التي في إمكانها أن تتحد مع السموم وتطردها من الجسم.
والمكملات التي تساعد على تخليص الجسم من الزئبق وغيره من المعادن وطردها منه هي العشب البحري (المسمى بالكيلب)، والسيلينيوم (للزئبق والكادميوم)، والزنك (للرصاص والكادميوم والزئبق)، والحديد (الكادميوم)، وفيتامين ج (للرصاص والكادميوم)، وفيتامين هـ (للرصاص والكادميوم والزئبق). ومن المركبات المفيدة أيضاً الحمضان الأمينيان إل-سيستيين والجلوتاثيون. وتقدم شركات عديدة منتجات تجمع بين تلك العناصر المفيدة تساعد في تطهير الجسم من المعادن السامة.