لقد كنت دائما من محبي الزبادي، ولكن تحول تقديري إلى الإعجاب في عام 2011 عندما وصف باحثو كلية هارفارد للصحة العامة الزبادي باعتباره واحدًا من الطعامين الأكثر ارتباطا بالحفاظ على الوزن الصحي على المدى الطويل.
(تمثل المكسرات الطعام الآخر). الآن، أصبح الزبادي أحد الخيارات الغذائية المفضلة, كما يحتل مركزا مهمًّا ضمن النظام الغذائي الصحي أيضا.
إليك ما يجري: استمر الباحثون في تتبع الحالة الصحية لما يقرب من 120000 طبيب وممرضة لمدة عقدين كجزء من ثلاث دراسات كبيرة لكلية هارفارد للصحة العامة. كل بضع سنوات, يقوم الباحثون بسؤال المشاركين عن حالتهم الصحية, وخياراتهم الغذائية، وإجراءاتهم الاعتيادية في ممارسة الرياضة, ووزنهم وكل الأشياء الأخرى. ثم يغربل الباحثون أطنان البيانات للبحث عن العلاقة بين الخيارات التي يقوم بها المشاركون على مر السنين وبين صحتهم وأوزانهم.
في الدراسة التي أجريت عام 2011 ونُشرت في جريدة نيو إنجلاند للطب، قارن الباحثون اختلاف الوزن بين الخاضعين للدراسة مع أنواع الأطعمة التي اعتادوا تناولها بشكل روتيني.
فقط لكي تعلم، على الرغم من أن المشاركين في دراسات كلية هارفارد من الأطباء والممرضات، فإنهم عرضة لاكتساب المزيد من الوزن مثل أي شخص آخر. خلال السنوات الأربع الماضية، اكتسب المشاركون في الدراسة نحو 3.35 رطل في المتوسط، وهو ما يتطابق بشكل وثيق جدا مع متوسط زيادة رطل واحد سنويًّا بين البالغين الأمريكيين.
وبمجرد جمع جميع البيانات الخاصة بالمشاركين، اكتشف الباحثون أن الخيارات الغذائية التي يقوم بها المشاركون لها تأثير كبير على أوزانهم.
إن الأشخاص الذين يتناولون رقائق البطاطس, البطاطس المقلية، البطاطا، الحلوى, الحلويات، المشروبات المُحلاة بالسكر بشكل روتيني، هم من يزدادون كثيرًا من الوزن سنويا – ولم يكن ذلك مفاجئًا. ولكن الأهم أن الأشخاص الذين يتناولون الخضراوات, الحبوب الكاملة, الفاكهة, المكسرات والزبادي يفقدون بالفعل من أوزانهم في أثناء فترة الدراسة. وكانت المفاجأة الكبرى للجميع (بالنسبة لي وللباحثين في كلية هارفارد)، أن للزبادي الارتباط الأكبر بإنقاص الوزن عن أي طعام آخر – كلما تناولوا المزيد من الزبادي، أنقصوا وزنًا أكبر.
ما سر الزبادي
لماذا يلعب الزبادي مثل هذا الدور الفعال في إنقاص الوزن؟ لا يعلم الباحثون السبب على وجه اليقين, ولكن من نظرياتهم أن الجراثيم النشطة والبكتيريا النافعة الموجودة بالزبادي والتي تقلل من الالتهابات وتسهم في سلامة الجهاز الهضمي، تساعد أيضا على تسريع فقدان الوزن وحرق الدهون.
ما الذي أقصده بالضبط ب “الجراثيم النشطة” في الزبادي؟ هي كائنات حية بالفعل. وتشمل الملبنة البلغارية والعقدية الحرية، التي تقوم بتحويل اللبن المبستر إلى زبادي عن طريق التخمير, وكذلك سلالات الملبنة الحمضة (عادة, يتم اختصار كلمة الملبنة على ملصقات الزبادي بحرف L كبير) والحيوانات الشقائية، والتي يتم تسويقها تحت الاسم التجاري “بيفيدوس”. وتقوم هذه الكائنات الحية الموجودة في الزبادي بالعديد من الأشياء النافعة في جهازك الهضمي.
لا تدع كلمة “بكتيريا” تخيفك. على الرغم من اعتقادنا أنها تسبب الأمراض، فهناك بكتيريا نافعة ومضرة في عالمنا (وفي جهازك الهضمي). لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن الحصول على الجراثيم المضرة في الزبادي طالما مصنوعة من الحليب المبستر، كما هي الحال في جميع العلامات التجارية الرئيسية.
ومن الممكن أيضا أن تأتي قدرة الزبادي على مكافحة زيادة الوزن من البروتين والكالسيوم الموجودين به. فالبروتين يعزز الشعور بالامتلاء، ما يقلل الجوع ويعزز الشبع. كما تشير بعض الدراسات إلى أن الكالسيوم الموجود في منتجات الألبان يقوم بالشيء نفسه أيضًا.
من الممكن أيضا أن يرتبط تناول الزبادي بأنواع أخرى من الخيارات أو السلوكيات الغذائية والتي لم تؤكد عليها دراسات هارفارد – على الرغم من أن هذه الدراسات شاملة للغاية.
شخصيًّا، لست بحاجة إلى معرفة لماذا يساعد الزبادي على إنقاص الوزن. المهم بالنسبة لي أنه يقوم بذلك بالفعل – وأشعر بالارتياح حقا عند تناوله وجعله جزءا من النظام الغذائي.
الفوائد الأخرى للزبادي
فضلًا عن كونه طعامًا مفيدًا في إنقاص الوزن, يحقق الزبادي العديد من الإيجابيات الغذائية الأخرى:
• مفيد للعظام. يعتبر الزبادي مصدرًا غنيًّا بالكالسيوم اللازم لبناء العظام وفيتامين د، والذي يمثل أهمية خاصة للنساء اللائي يكنَّ أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام عن الرجال. ووفقا لنوع وحجم الحصة, يوفر الزبادي ما يقرب من ثلث الكالسيوم الذي تحتاج إليه يوميا و20% من فيتامين د. اكتشف كمية الكالسيوم وفيتامين د الموجودين بالزبادي من خلال قراءة الملصق.
• غني بالبروتين. يحتوى كوب من الزبادي الطبيعي قليل الدسم على 12 جرامًا من البروتين.
• صحي للقلب. تشير الدراسات إلى أن تناول الزبادي قد يرتبط بانخفاض ضغط الدم, وغالبا ما يُوصى بها كجزء مهم من الخطط الغذائية الخافضة لضغط الدم تحت إشراف طبي.
• قد يكون جيدًا إذا كنت تعاني عدم تحمل اللاكتوز من الحليب كما أنه قد يحسن من المؤشر الجلايسيمي. تكسر الجراثيم الحية والنشطة الموجودة في الزبادي معظم اللاكتوز الموجودة فيه، وهو مادة نشوية توجد في منتجات الألبان قد تسبب الانتفاخ والغازات والاضطرابات الهضمية الأخرى لدى بعض الأشخاص.