الزنك هو معدن آخر من المعادن التي توجد بكميات ضئيلة، وأن عدد أنزيمات الجسم الطبيعية التي تحتاج إلى الزنك كي تعمل بشكل طبيعي يبلغ ثلاثمئة أنزيم.
فوائد الزنك
= حيوي من أجل عمل نظام المناعة بالشكل المناسب، وتذكر المراجع أن الحيوانات التي تعاني من نقص الزنك، تكون عرضة للسرطان وللالتهابات بدرجة كبيرة جداً.
= يمتلك خواصاً مضادة للتأكسد.
= يحافظ على تماسك أغشية الخلايا.
= يحافظ على صحة العيون.
= يساعد الجسم على تفكيك الدهون والسكريات.
ينبغي أن نعلم، أن نقص الزنك هو من أكثر مشاكل التغذية انتشاراً في كل أنحاء العالم. إذ يجب أن يحصل البالغ المتوسط على حوالى 15 مليغرام من الزنك يومياً عن طريق الغذاء، وبما أن الجسم لا يختزن هذا المعدن، فإن من الضروري تناوله بشكل مستمر، لأنه يطرح من الجسم يومياً عن طريق المثانة والتعرق.
أفضل مصادر الزنك من الأطعمة
– الكبد
– اللحم الأحمر الخالي من الدسم
– لحم الطيور
– الأطعمة البحرية
– الميزو (فول الصويا المخمر مع الحبوب)
– البيض
– المكسرات
– الحليب
– فول الصويا
– الحبوب الكاملة
– نخالة القمح وبذوره
– العسل الأسود، الدبس
– الشوفان
– خميرة الخبز (خميرة البيرة)
تذكر بعض المراجع، أن الزنك الموجود في الأطعمة الحيوانية، خاصة في اللحم الأحمر، والأسماك، والبيض، يمتص بفعالية أكثر أربع مرات تقريباً من الزنك الموجود في الأطعمة النباتية.
تحذير
إن المقادير التي تزيد عن الحد من الزنك قد تكون خطرة وقد تضعف المناعة وتخفض الكولسترول الجيد (HDL) وتسبِّب فقر الدم وتخلّ بالتوازن الدقيق بين الحديد والنحاس.
الجرعة: 15مليغرام في اليوم.
القمح المبرعم يسهل امتصاص الزنك والمعادن الأخرى
يذكر د. جميل القدسي، أن في حبة القمح أنزيم يدعى الفايتاز (phytase) وهو الأنزيم الذي يمتلك المقدرة على تفكيك مادة العفصات، وهذه المادة تعرف علمياً بمادة (الإينوسيتول سداسي الفوسفات) ومن اسمها نستنتج أنها مركب غني بالفوسفور.
والعفصات موجودة بالقهوة والشاي وبعض النباتات العطرية. وكذلك في الحبوب وتحديداً في القمح بكمية أكبر من أي نوع آخر من الحبوب. ولمادة العفصات هذه فوائد كثيرة بسبب غناها بالفوسفور الذي يعتبر عنصر النور في العقل ووجوده في الجسم وخصوصاً في الجهاز العصبي، يزيد الإبداع والقدرة على التفكير والتخطيط – كما يذكر د. القدسي – ويزيد القسم الإبداعي الفني الفلسفي بالدماغ بشكل كبير، إضافة إلى أنه يدخل في تركيب العظام وبنائها وزيادة متانتها وبناء هيكلها.
كما أنه مخزن للطاقة التي يحتاجها الجسم في أي وقت، فالفوسفور يخزن الطاقة في الجسم على شكل جزيئات الطاقة التي تعرف باسم (الأدينوزين ثلاثي الفوسفات) الأتب (ATP) – كما علمنا سابقاً -، والتي لا توجد خلية في الجسم لا تحصل عليها أو لا تستفيد من طاقتها.
هذه فقط بعض فوائد الفوسفور الذي يدخل في تركيب العفصات. أما مادة الإينوسيتول التي هي المكون المهم الآخر في مادة العفصات، فإن لها فوائد عديدة مهمة جداً.
بعد أن اطلعنا على بعض منافع مادة العفصات، وأدركنا مدى أهمية وجودها في غذائنا للاستفادة منها هناك أمر يجب الوقوف عنده، وهو أنّ لهذه المادة (العفصات) تأثيراً سلبياً من جهة أخرى على الصحة، حيث تقوم بربط المعادن المهمة في الجسم مكوّنة معها معقدات كبيرة الحجم، يصعب على الجسم امتصاصها والاستفادة منها.
إن الكالسيوم والحديد والزنك من أهم المعادن التي تمنع امتصاصها مادة العفصات والتي هي من أهم المعادن للجسم، أما المغنيسيوم والنحاس والمنغنيز فتمنع امتصاصها أيضاً ولكن بشكل أقل. توجد مادة العصفات في القهوة والشاي والحبوب، كما أنها موجودة في العديد من المكسرات وبنسبة عالية، منها:
= بذور القرع إذ تبلغ كمية العفصات فيها 19 ملغ في الغرام
= الكاشو 18 ملغ/غرام
= البندق 18 ملغ/غرام
= بذور دوار الشمس 16 ملغ/غرام
= الجوز 16 ملغ/غرام
= الفول السوداني 8 ملغ/غرام
= القمح ومشتقاتة 2 ملغ/غرام
وكما ذكرنا فإن مادة العفصات موجودة أيضاً في أكثر شرابين شيوعاً في جميع المجتمعات وهما الشاي والقهوة. لذلك يعاني الكثير من الناس من الآثار السلبية لنقص الزنك والمعادن الضرورية الأخرى بسبب كثرة تناول مادة العفصات الموجودة في هذين الشرابين.
تشير الدراسات إلى أن تناول 2 ملغ فقط من مادة العفصات (phytate) وهو ما يعادل 20 مل من الشاي الأحمر (الأسود)، يقلل نسبة امتصاص الزنك والعناصر الأخرى مثل الحديد والكالسيوم بنسبة 18 بالمئة. في حين أن تناول 25 ملغ من مادة العفصات، أي ما يعادل 250مل من الشاي (ما يعادل كوباً كبيراً) يقلل نسبة امتصاص المعادن المهمة مثل الكالسيوم والزنك والحديد بنسبة تصل إلى 50 بالمئة. أما المدمنون على تناول الشاي والذين يتناولون ما يعادل 900 ملغ من مادة العفصات، فهم يقللون الامتصاص لديهم بنسبة 85 بالمئة.
فنحن كما يبدو أمام مشكلة كبيرة، تحتاج إلى حل وسط، يجعلنا نحصل على كل ما تحتويه مادة العفصات من فوائد بما في ذلك فوائد الفوسفور والعناصر الأخرى الضرورية، وفي نفس الوقت نتجنب سلبياتها التي تتمثل في منعها امتصاص العناصر المهمة، مثل الزنك والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والمنغنيز والنحاس.
وهنا يأتي الحل الذي سبق ذكره في بداية حديثنا هذا عن مادة العفصات، الذي يتمثل بأنزيم الفايتاز (phytase) الموجود في حبة القمح والذي يتميز بمقدرته على تفكيك مادة العفصات، فيجعل مجموعات الفوسفور الموجودة في هذا المركب تخرج منه ويستفيد منها الجسم عبر الوظائف المختلفة التي يقوم بها الفوسفور من توليد الطاقة وتحسين وظائف الخلايا العصبية والذاكرة والتركيز والإبداع وتحسين الوظيفة الجنسية وبناء العظام وغيرها من الوظائف الكثيرة.
وإضافة إلى ذلك فإن تفكك العقصات بواسطة أنزيم الفايتاز الموجود في القمح يمنع تأثيرها السلبي على امتصاص الجسم للزنك والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والمنغنيز والنحاس، فيسهل امتصاصها من قبل الجسم كاملة غير منقوصة.
لكن العلم الحديث يذهب أيضا إلى أن أنزيم الفايتاز الموجود في القمح لا تكفي كميته لتفكيك كافة مركبات العفصات الموجودة في القمح نفسه وفي القهوة والشاي والمكسرات، ولا بد أن يبقى جزء من مادة العفصات الموجودة في هذه المواد غير مفكك فيما إذا تمّ أخذها مع بعضها مجتمعة وبدورها ستقوم بقايا العفصات غير المفككة بإحداث تأثيرها السلبي على امتصاص العناصر المهمة.
ما يستدعي لحل هذه المشكلة، زيادة كمية أنزيم الفايتاز الموجود في القمح، فكيف يمكن أن نفعل ذلك؟
جاء في دراسة – أسرار القمح – أن حبة القمح عندما تبدأ بالإنبات والتبرعم يزداد تركيز كل المواد الموجودة فيها أضعافاً مضاعفة، ومن ضمنها أنزيم الفايتاز الذي يزداد هو الآخر أضعافاً مضاعفة عما كان عليه في حبة القمح قبل التبرعم.
وبهذا يتضح لنا أن تناول القمح المبرعم يجعلنا نحصل على حاجتنا من الأنزيم المفكك لمادة العفصات الموجودة في الأطعمة التي نتناولها فيسهل على أجسامنا نتيجة لذلك امتصاص المعادن الضرورية كما تتوفر لها الاستفادة القصوى من مركبات العفصات المفككة.
وهكذا مرة بعد أخرى يتبيّن لنا مدى أهمية المداومة على تناول القمح المبرعم.
خطر نقص الزنك
بالرغم من أن الزنك يعتبر من العناصر النادرة، لأنه نادر الوجود في جسم الإنسان، ونادر الوجود في الطعام إلا أن له دوراً عظيماً في الحفاظ على الصحة.
وهناك – كما يذكر د. جميل القدسي – مشكلة إقليمية مرتبطة بنقص هذا العنصر، وهذه المشكلة موجودة على الأغلب في مصر وتركيا وإيران، هذه المشكلة تتجلى في (فشل النمو) فقد لوحظ في بعض القرى النائية في مصر وتركيا وإيران انتشار مرض بين الأطفال يتميز بحدوث القزامة بالإضافة إلى المعاناة من أعراض التعب والخمول وهذا المرض يترافق مع تأخير ظهور علامات البلوغ عند هؤلاء الأطفال عندما يصلون إلى سن البلوغ.
وتوصلت دراسة العلماء لهذه الحالة إلى أن نسبة الزنك منخفضة جداً في أجسام هؤلاء الأطفال. وبالبحث عن أسباب فقر أجسامهم للزنك، تبين أن سكان هذه القرى يكثرون من شرب الشاي الكثيف جداً (الغني جداً بالعفصات) ولا يكثرون من تناول الأطعمة الغنية بالزنك مثل اللحوم والبازلاء والجوز والبندق والمكسرات الأخرى.
وكانت النتيجة هي حدوث القزامة لديهم، وكذلك تأخير البلوغ دون وجود أي خلل آخر في أجسامهم من الناحية الهرمونية أو العصبية.
بالإضافة إلى ذلك فإن من الأخطار الأخرى لنقص الزنك هو ظهور داء السكري. فمن المثبت علمياً أن البنكرياس وكذلك الكبد كلاهما يحتاج لعنصر الزنك بشكل شديد في تفاعلاتهما الحيوية، وعند نقصه لدى المرضى الذين يعانون أصلاً من سوء الامتصاص أو بسبب زيادة تناول مادة العفصات، تظهر أعراض داء السكري لديهم.
كما أن نقص الزنك يسبب تساقط الشعر، وقد يترافق مع ظهور طفح جلدي يشوّه البشرة وقد يسبب نقصه حدوث الإسهال المزمن. والحقيقة أن القائمة التي تضم سلبيات نقص هذا العنصر الهام الذي يشغل أكثر من (300) أنزيم، لا بد أن تكون طويلة، فمنها أيضاً أنه يؤدي إلى تأخير اندمال الجروح وشفائها، ويسبب ضعفاً في حاستي الشم والتذوق، وضعفاً شديداً في المناعة، والسبب يعود إلى أن عدداً كبيراً من الهرمونات ومستقبلات الهرمونات التي تعمل لصالح الجهاز المناعي، تعتمد في عملها على وجود الزنك، وأن نقصه الشديد يؤدي إلى تعطل تولد الوظيفة المناعية المرتبطة بذلك.
كما ثبت أن نقص الزنك، هو أحد الأسباب الأساسية لحدوث التهاب اللوزات المتكررة عند الأطفال وكذلك الالتهابات البولية والتناسلية عند النساء المعاندة منها لكل دواء وكل مضاد حيوي.