عندما يسألني المرضى ما أفضل التمارين الرياضية التي تناسبهم، دائماً أقول لهم: السباحة، فإن السباحة لمدة ساعة ونصف يمكن أن تحقق فرقاً كبيراً في الصحة. وهناك عدد من الأسباب التي تجعلني أناصر السباحة وأؤيدها ؛ السبب الأول أنها توفر لنا نفس فوائد التمارين الهوائية المفيدة للقلب والرئتين، ولكنها تختلف عن السير في أنها مفيدة لكل عضلات الجسم. وأيضاً لأن الماء يدعم الجسم، فالسباحة لا تسبب أي جهد على المفاصل أو الهيكل العظمي كذلك ليس لها هذا الإجهاد الذي قد تسببه التمارين الهوائية ـ والعدو، وبذلك نادراً ما تسبب أي إصابة. كثيراً ما أرى العدائين، وممارسي الرياضة في الصالات الرياضية مصابين أثناء التدريب، ولكن نادراً ما أرى مثل هذه المشكلات مع السباحين. وبالإضافة للياقة البدنية، فهناك الفوائد النفسية التي تشمل زيادة الشعور بالرضا، والسعادة، وانخفاض التوتر.
إنني أعرف ما سوف تقول، لأنني قلته من قبلك، وكذلك فعل المرضى أيضاً: ولكنني مشغول لدرجة لا تمكنني من أن أذهب للسباحة، إلا أن مقداراً مفيداً من السباحة يستغرق بالفعل وقتاً أقل كثيراً مما تظن. فطبقاً لما تقرره جمعية القلب الأمريكية، فإن ثلاثين دقيقة من السباحة ثلاث مرات في الأسبوع لن تحسن حالة قلبك ورئتيك فقط، ولكنها أيضاً سوف تخفض ضغط الدم، وتقلل الوزن، وتخفض نسبة الكولسترول في الجسم كجزء من التمارين المتوازنة، وبرنامج النظام الغذائي. ولا تنس أن السباحة هي أكثر الأنشطة الترفيهية الصحية في أمريكا. إذا كان في استطاعتك السباحة بشكل يومي، أو أربع أو خمس مرات أسبوعياً ؛ فهذا سوف يمنحك فوائد صحية عظيمة.
بينما كنت أبحث، صادفت إحدى الدراسات التي نشرت في دورية الدورة الدموية والتي أثبتت هذه النقطة بالضبط. فقد خفضت أربعة تمارين كل منها نصف ساعة من السباحة في الأسبوع ضغط الدم لدى مجموعة من رجال الأعمال بمتوسط ست نقاط بالنسبة للضغط الانقباضي، وعشر نقاط بالنسبة للضغط الانبساطي ـ ولم يستغرق ذلك سوى عشرة أسابيع.
ثمة نقطة أخرى، حيث تبث فينا السباحة شعوراً بالمتعة عادة، وهذا قد يكون عاملاً حاسماً من أجل الاستمرار عندما ينتهي الحماس الأولى. إن برامج التدريب الشديد تعاني غالباً من معدلات الهبوط الكبيرة، لأن الأشخاص يصابون بالإحباط إذا لم يستطعوا مواجهة المستـوى المطلـوب والمتوقع، لكن كلما كان التمرين بطيئاً، كلما كان إيقاع السباحة مريحاً، وكلما حافظ على سلامة صحتك ؛ لأن ممارسة التمارين بنسبة 60% من أقصى قدرة لك في سنك توفر لك الحماية والوقاية من أمراض القلب. عليك أن تهدف إلى الانتظام، والتواصل بدلاً من الشدة في حمام السباحة ولن يكون ذلك خطأً، ولن تكون متجاوزاً.
إذا كنت في ريب بشأن أفضل التمارين المناسبة لك، عليك أن تفكر في السباحة وتضعها في الاعتبار ـ إنها يمكن أن توفر لك كماً كبيراً من الفوائد، ويمكنك مواصلتها في مرحلة الشيخوخة.