التصنيفات
داء السكري

السكري Diabetes

داء السكري هو عبارة عن اضطراب في عملية الأيض، وهي الطريقة التي يستعمل فيها الجسم الطعام المهضوم للحصول على الطاقة للنمو. فعادة، يحول الجهاز الهضمي جزءاً من الطعام الذي تتناوله إلى سكّر يدعى غلوكوز. ثم يدخل الغلوكوز إلى مجرى الدم لتغذية الخلايا.

ولا تستقبل الخلايا السكر الوافد من الدم إلاّ إن كان “مرافقاً” بالأنسولين، وهو هرمون ينتجه البنكرياس. وفي الحالات الطبيعية ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين لكل السكر الموجود في الدم. والواقع أنه ثمة نوعان من داء السكر، كلاهما يخلاّن بهذه العملية.

ففي النوع الأول من داء السكر ينتج البنكرياس كميات أقل من الأنسولين. أما في النوع الثاني، فلا يستجيب الجسد بشكل طبيعي تجاه هذا الهرمون. وفي كلتا الحالتين، يدخل السكر إلى الخلايا بكميات محدودة، بينما يتكدّس بعض منه في الدم، ليفيض في البول، ويخرج من الجسم غير مستعمل.

ومن شأن كلا النوعين من الداء أن يسبِّب مضاعفات على المدى البعيد كاعتلال القلب والفشل الكلوي والتلف العصبي وفقدان البصر وتلف الأوعية الدموية والأعصاب. ويعتبر تلف الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة هو المصدر الأساسي لمعظم هذه المضاعفات.

النوع الأول والنوع الثاني، ما الفرق بينهما؟

داء السكر نوع 1

يشكّل 5 إلى 10 بالمئة من حالات داء السكر. ويُعرف أيضاً بداء السكر المبتدئ في الصبا، إذ يبدأ عادة قبل سن الثلاثين. فإن كنت مصاباً بالنوع الأول، عليك تناول الأنسولين يومياً طيلة حياتك.

ومن شأن أعراض هذه الحالة أن تتطور فجأة، وهي تشتمل على ما يلي:

= عطش مفرِط
= تبويل متكرر
= جوع شديد
= نقص غير مبرر في الوزن
= ضعف وتعب

داء السكر نوع 2

هو النوع الأكثر شيوعاً، ويدعى أيضاً داء السكر الذي يبدأ في سن الرشد. غالباً ما يطرأ هذا النوع بعد سن 45 لدى ذوي الوزن المفرط. ويمكن السيطرة عليه في أغلب الحالات باعتماد نظام غذائي متوازن وبتخفيف الوزن بشكل معتدل وممارسة التمارين الرياضية. أما في حال لم يُجدِ الغذاء والرياضة نفعاً، قد يتمّ اللجوء إلى العقاقير الفموية أو حقَن الأنسولين. والواقع أن كثيراً من الأشخاص المصابين بالنوع 2 يعانون من أعراض قليلة وقد لا تظهر عليهم أية أعراض على الإطلاق.

وتتطوّر هذه الأعراض ببطء وهي تشتمل على:

= عطش مفرط
= تبويل متكرر
= رؤية ضبابية
= إنتانات مثانية، مهبلية وجلدية متكررة
= بطء في اندمال الجروح
= تهيّج
= وخز أو فقدان للإحساس في اليدين أو القدمين

كيف يؤثر تاريخ العائلة في خطر الإصابة بداء السكري؟

النوع 1
قريب مصاب بداء السكر تقدير لنسبة الخطر
الأم 1% إلى 5%
الأب 5% إلى 15%
كلا الأبوين 10% إلى 25%
أخ أو أخت 5% إلى 10%
أحد التوأمين المتشابهين 25% إلى 50%
النوع 2*
قريب تقدير
الأم 5% إلى 20%
الأب 5% إلى 20%
كلا الأبوين 25% إلى 50%
أخ أو أخت 25% إلى 50%
أحد التوأمين المتشابهين 60% إلى 75%

* من شأن الغذاء الصحي والحفاظ على وزن مناسب وممارسة الرياضة بانتظام أن تقلص الخطر العام للإصابة بالنوع الثاني من داء السكر.

المصدر: استناداً إلى ما نُشر في آخر المقالات والكتب الطبية.

العناية الذاتية

إن التكيّف مع داء السكر هو عبارة عن عمل متوازن. فالمرض والإفراط أو التقتير في الأكل وتغيير نمط التمارين والسفر والتوتر تؤثّر جميعها على مستوى السكر في الدم. إليك بعض النصائح لمساعدتك على التحكم أكثر بمستوى السكر في دمك.

الغذاء

يمثّل الغذاء المتوازن حجر الزاوية في عملية التكيف مع داء السكر. احرص على:

= التقيّد ببرنامج. تناول ثلاث وجبات في اليوم، ولتكن كميات الطعام ومواعيد الوجبات متطابقة. وفي حال كنت تأخذ أنسولين أو عقاراً فموياً لداء السكر عليك تناول وجبة صغيرة قبل النوم.

= ركّز على الألياف. تناول أنواعاً مختلفة من الفاكهة والخضار والبقول الطازجة والأطعمة المرتكزة على الحبوب الكاملة. فهذه الأغذية تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون كما أنها غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية.

= قلّل من الأطعمة المحتوية على نسب مرتفعة من الدهون، وذلك لأقل من 30 بالمئة من مجموع مدخولك للسعرات الحرارية. اختر بالتالي قطعاً من اللحم الأحمر غير المدهن واستعمل مشتقات الألبان الخفيفة القليلة الدهن.

= لا تُكثر من البروتين. فمن شأن فرط استهلاك البروتين أن يشكّل خطراً على الكليتين. خفّف بالتالي من كمية اللحوم إلى 6 أونصات (170غ) في اليوم. وهذا التدبير سيساعدك أيضاً على الحدّ من الكولسترول.

= تجنّب السعرات الحرارية “الفارغة”. فالسكاكر والكيك وغيرها من الحلويات ليست محظورة. ولكن نظراً لقيمتها الغذائية الضئيلة، يستحسن تناولها باعتدال واعتبارها جزءاً من مدخول الكربوهيدرات العام.

= راقب وزنك. إن كان وزنك زائداً فإن فقدان ولو بعض الباوندات (الكيلوغرامات) القليلة من شأنه أن يحسّن مستوى السكر في دمك.

الرياضة

تساهم الرياضة المنتظمة في الحفاظ على الصحة العامة، كما أنها تفيد القلب والأوعية الدموية وتنشّط الدورة الدموية. وتساعد الرياضة على التحكم بمستوى السكر في الدم وعلى منع الإصابة بداء السكر نوع 2. وفي حال كنت مصاباً بالنوع 2 من داء السكر، من شأن التمارين المنتظمة والغذاء الصحي أن يقلّصا، لا بل يزيلا الحاجة إلى حقن الأنسولين أو العقاقير الفموية.

والواقع أن الرياضة وحدها ليست كافية لتحقيق سيطرة جيدة على مستوى السكر في حال الإصابة بالنوع 1 غير أن من شأنها أن تزيد من فعالية الأنسولين الذي يأخذه المريض. وقد يحتاج هذا الأخير إلى تناول كمية إضافية من الطعام قبل التمارين مباشرة أو خلالها تلافياً لحدوث تغيرات مفاجئة في مستوى السكر في الدم. اتبع نصيحة الطبيب حول مسألة الرياضة.

مراقبة مستوى السكر في الدم

إن التحقق من مستوى السكر في الدم بانتظام هو أمر أساسي للتمكن من السيطرة على الداء. وتعتمد مواعيد إجراء الاختبارات على برنامج العلاج. ويمكن للفريق الطبي أن يساعدك على تحديد أهداف منطقية متعلقة بمستوى السكر في دمك. فإضافة إلى التقيّد ببرنامج غذائي ورياضي سليم، قد تكون بحاجة إلى تعلم كيفية تعديل العقاقير، خاصة الأنسولين، للحفاظ على مستوى السكر قريباً من الحد الطبيعي.

واليوم، تعتبر اختبارات الدم الوسيلة الأكثر دقة للتحقق من مستوى السكر في الدم. وفي سبيل ذلك، يضع المريض نقطة دم من رأس الإصبع على شريط معالج كيميائياً. فيتغير لون الشريط وفقاً لكمية الغلوكوز في الدم. وتتم قراءة مستوى الغلوكوز بوضع شريط الاختبار قرب دليل خاص أو عبر مِرقاب إلكتروني خاص. وتبلغ كلفة المرقاب الجيد بين 40 و120 دولاراً أميركياً.

كيف تفهم نتائج تحليل الغلوكوز في حالة الصيام؟

إن عانيت من أعراض شبيهة بأعراض داء السكر، اطلب من الطبيب إجراء تحليل الغلوكوز في حالة الصيام. قم بإجراء تحليل أساسي في سن 45. إن كانت النتائج طبيعية، أعد التحليل كل ثلاث سنوات. أما إن كنت تعاني من أعراض

معدل الغلوكوز النتيجة
تحت 100 ملغ/دل طبيعي
100 إلى 125 مغ/دل سابق لداء السكر*
126 مغ/دل أو أعلى في تحليلين منفصلين داء السكر

* سابق لداء السكر تعني ارتفاع خطر الإصابة بداء السكري.

العقاقير

قد يحتاج المريض إلى عقاقير للتحكم بمستوى السكر في الدم. ولكن مع ذلك، تعتبر التمارين والغذاء جوهريين في عملية السيطرة على داء السكر.

إن كنت مصاباً بالنوع 1 من داء السكر، عليك أخذ الأنسولين. ولا يمكن أخذ الهرمون فموياً لأنه يتجزّأ في القناة الهضمية بل يوصف غالباً على شكل حقن. يعتمد عدد حقن الأنسولين اليومية ونوع الأنسولين المستعمل (القصير أو المتوسط أو الطويل الدوام) على الحاجات الفردية لكل مريض. فإن كان من الصعب التحكّم بمستوى السكر في دمك، قد يصف لك الطبيب حقناً متكررة أو مضخّة أنسولين. ومؤخراً، وافقت إدارة الغذاء والدواء على شكل من الأنسولين يتم استنشاقه، وهو شكل قصير المفعول يؤخذ قبل الطعام.

أما إن كنت مصاباً بالنوع 2 وتعاني من مشاكل في التحكم بمستوى السكر عبر الغذاء والتمارين فقط، فيصف الطبيب دواءً أو عدة أدوية فموية. وتساعد هذه العقاقير البنكرياس على إفراز كمية أكبر من الأنسولين أو تحسّن مفعول الأنسولين في الجسم. وإن لم تعمل العقاقير الفموية كما هو متوقع، يتم اللجوء إلى أدوية يحقنها المريض تحت جلد الفخذ أو البطن أو الزند. ومن هذه الأدوية الأنسولين أو أدوية جديدة لا تحتوي على الأنسولين. وهذه الأدوية الجديدة هي: إكزيناتيد (Byetta) الذي يعمل على منع الحاجة إلى الأنسولين لدى مرضى النوع الثاني، وبراملينتيد (Symlin)، الذي يستعمل مع الأنسولين للسيطرة بشكل أفضل على معدل الغلوكوز لدى مرضى النوعين 1 و2.

تحذير: من شأن داء السكر أن يسبّب واحداً أو أكثر من الحالات الطارئة التالية:

ردة فعل تجاه الأنسولين

وتدعى أيضاً تدنّي السكر في الدم. وتطرأ هذه الحالة عندما يؤدّي فرط الأنسولين أو فرط التمارين الرياضية أو قلة الطعام إلى انخفاض نسبة السكر. وتظهر الأعراض عادة بعد بضع ساعات من تناول الطعام وتشتمل على ارتعاش وضعف ونعاس يتبعه ارتباك ودوار وازدواج في الرؤية. وفي حال عدم تلقّي علاج، فقد تؤدي الحالة إلى صرع أو فقدان الوعي.

إن شعرت بأنك تعاني من ردة فعل تجاه الأنسولين، تناول شيئاً يحتوي على السكر كعصير الفاكهة أو السكاكر أو المشروبات الخالية من الكحول والمحتوية على السكر، وتحقّق من مستوى السكر في دمك. وفي حال كنت تعتني بشخص مصاب بهذه الحالة، اطلب العون الطبي الطارئ إن عانى المريض من تقيّؤ أو عجزَ عن التعاون معك أو غاب عن الوعي أو دامت الأعراض لأكثر من 30 دقيقة بعد العلاج. ولازِمه لساعة بعد شفائه للتأكد من أنه يفكّر بوضوح.

غيبوبة السكري

تدعى أيضاً الحُماض الكيتوني لداء السكر، وتتطور ببطء أكثر من ردة فعل الأنسولين، غالباً على مدى ساعات أو أيام. وتطرأ هذه الحالة عادة عند فرط ارتفاع السكر في الدم بسبب انخفاض مستوى الأنسولين وعدم قدرة الجسم على استعمال الغلوكوز. وتأتي مصحوبة بغثيان، تقيّؤ، ألم بطني، ضعف، عطش، نفَس حلو الرائحة وتنفُّس أكثر عمقاً وسرعة، يتبعها ارتباك تدريجي وفقدان للوعي. وتبدو غيبوبة داء السكر أكثر ميلاً للحدوث لدى المصابين بالنوع 1 عندما يمرضون أو يفوّتون جرعة أنسولين. كما من شأنها أن تشكّل عَرَضاً أولياً لحالة سابقة لداء السكر لم يتم تشخيصها.

المتلازمة الأيضية تزيد خطر الإصابة بالمرض

مع أن خبراء الصحة لا يجمعون على ذلك، إلاّ أن المتلازمة الأيضية (المعروفة أيضاً بمتلازمة مقاومة الأنسولين) تشكل مجموعة من عوامل الخطر التي تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالنوع 2 من داء السكر وباعتلال القلب والجلطة الدماغية. فإن كنت تعاني من ثلاثة أو أكثر من عوامل الخطر التالية، قد يكشف التشخيص إصابتك بالمتلازمة الأيضية.

= بدانة البطن: أكثر من 35 إنش (87.5 سم) للنساء وأكثر من 40 إنش (100 سم) للرجال عند الخصر؛ بالنسبة إلى الأميركيين الآسيويين، أكثر من 31 إنش (77.5 سم) للنساء وأكثر من 35 إنش (87.5 سم) للرجال عند منطقة الخصر.

= الشحوم الثلاثية (تريغليسيريد): 150 مغ/دل وما فوق أو علاج بالأدوية لارتفاع الشحوم الثلاثية.

= كولسترول HDL (البروتين الدهني العالي الكثافة، النوع الجيد): أقل من 50 مغ/دل للنساء وأقل من 40 مغ/دل للرجال أو علاج بالأدوية لانخفاض كولسترول HDL.

= ضغط الدم: الانقباضي (الرقم الأعلى) 130 ملم زئبق وما فوق أو الانبساطي (الرقم الأسفل) 85 ملم زئبق وما فوق، أو علاج بالأدوية لارتفاع ضغط الدم.

= غلوكوز الدم في حالة الصيام: 100 مغ/دل وما فوق أو علاج بالأدوية لارتفاع الغلوكوز في الدم.

إن ظننت بأنك تعاني من المتلازمة الأيضية، استشر الطبيب حول التحاليل التي يجب إجراؤها للتحقق من ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن الغذاء الصحي وبلوغ وزن مناسب وزيادة النشاط الجسدي تساهم في محاربة المتلازمة الأيضية وتؤدي دوراً في منع الإصابة بداء السكر وغيره من الأمراض الخطيرة.

العناية بالقدمين تقلّص خطر الإصابة والعدوى

من شأن داء السكر أن يعيق الدورة الدموية والتغذية العصبية في القدمين. بالتالي تعتبر العناية بالقدمين أمراً حيوياً:

= تفحّص قدميك يومياً. ابحث عن أي قروح أو تغيرات أو تبدّل في الإحساس، واستعن بمرآة لرؤية كافة المواضع.

= اغسل قدميك يومياً. استعمل الماء الدافئ (غير الحار) والصابون، وجفّفهما جيداً وبلطف.

= قصّ أظافرك بشكل مستقيم وابرد الأطراف الخشنة.

= لا تستعمل مزيل الثؤلول أو تقصّ الجلد الميت أو المسامير

توصيات واعتبارات عامة

● مرض السكر هو مرض وراثي ناجم عن اضطراب في التمثيل الغذائي، وهو ينقسم إلى نوعين : النوع الأول ( الذي يصيب الأطفال ) والنوع الثاني (الذي يصيب البالغين). يبدأ النوع الأول في سن الطفولة، أو المراهقة، وهو أكثر حدة، ويتطلب حقنا منتظما بالأنسولين لتجنب احتمال الإصابة بالوفاة، كما أنه يعتبر أحد أمراض المناعة الذاتية. أما النوع الثاني فهو يصيب الكبار، وهو أقل حدة، وليس من ضمن أمراض المناعة الذاتية في الأساس، كما يمكن السيطرة عليه في معظم الأحوال بالحفاظ على وزن الجسم في مستوی طبیعی، وتناول الطعام بحكمة، وتعاطي العقاقير التي تحكم بمستوياته.

● لن يقدر مرضى السكر ممن يتعاطون الأنسولين على الأرجح على التخلص من حاجتهم إلى الأنسولين نهائيا، كما أنهم لا يجب أن يسعوا لعمل ذلك، ومع ذلك فإنهم يملكون القدرة على الحد من احتياجاتهم للأنسولين من خلال اتباع طرق علاج طبيعية، وإجراء تعديلات في نمط حياتهم.

● إن هدف مرضى السكر من النوع الأول يجب أن يكون الحد من احتياجهم للأنسولين إلى أقل مستوى، والحفاظ على الصحة العامة في أفضل حالة ممكنة، وخاصة صحة القلب والأوعية من خلال العناية بالغذاء، وممارسة التمرينات الرياضية والحد من الضغوط. أما هدف مرضى السكر البالغين فهو تجنب الأنسولين، وغيره من العقاقير الدوائية كلية، والسيطرة على المرض من خلال الالتزام بنمط حياة صحی.

● ثبت أن هناك عددا مدهشا من النباتات التي استخدمت في الطب التقليدي في جميع أنحاء العالم نظرا لقدرتها على خفض سكر الدم المرتفع. من بين النباتات المعروفة في أوربا وأمريكا الشمالية ثمرة العنب البري أو عنب الأحراج (vaccinium myrtillus). يتميز مشروب العنب البري العشبي بأنه يعد بمثابة منظم آمن وخفيف لسكر الدم إن تناولته على مدى فترة زمنية ممتدة. تناول كوبا في الصباح وآخر في المساء على مدى ما لا يقل عن ثلاثة أشهر. يمكنك أن تقتني أوراق العنب البري من متاجر الطعام الصحي ؛ وقد تعثر أحيانا على المحاليل، والمستخلصات الأكثر تركيزا.

● تتوافر الأعشاب الأكثر قدرة على خفض سكر الدم المرتفع لدى المعالجين ممن يتبعون الطرق الطبية التقليدية. إن ممارسي الطب الأيورفيدي في الهند على سبيل المثال يستخدمون نباتا يطلق عليه اسم جورمار Gurmar (أي مدمر السكر) المعروف بالاسم اللاتیني Gymnena sylretre. إنه نبات آمن وفعال ويستحق التجربة.

● تشير بعض التقارير البحثية إلى أن إنزيم Q10 يمكن أن يعمل على استقرار سكر الدم. جرب تناول 100 إلى 200 ملجم منه يوميا لما لا يقل عن ثلاثة أشهر.

● تلعب تمرينات الأيروبكس دورة أساسيا في علاج مرض السكر النوع الثاني الذي يصيب البالغين، حتى إنه يرى أن دورها يفوق دور الغذاء نفسه. إن ممارسة التمرينات لمدة ثلاثين دقيقة يمكن أن يقي من الإصابة بالمرض لدى الأشخاص المعرضين له، وقد يؤدي إلى اختفاء المرض كلية لدى الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض بالفعل.

● يمكن أن تؤثر الضغوط على مرض السكر بدرجة كبيرة، كما يمكنك من خلال الإيحاء أن تقلل من احتياجات الأنسولين بدرجة كبيرة.

● قد يحق لك بالفعل أن تنظر إلى مرض السكر وخاصة النوع الأول الذي يصيب الأطفال باعتباره لعنة؛ ومع ذلك فسوف يكون من المفيد أن تنظر إليه نظرة أقل سلبية. هناك عدد مخيف من الإصابات بمرض السكر على مستوى العالم! مخيف بالنسبة لكونه مرض وراثي يمكن أن يقلل العمر بدرجة كبيرة. من بين طرق التحكم في الجينات المسئولة عن الإصابة به – التفكير في الكيفية التي واصلت بها الجينات بقاءها في الماضي. بل إن الشعوب التي تعيش في مجاعات، أو في دورات من الازدهار والتراجع بمعنی عدم توافر الطعام بشكل دائم، والتي كان يعيش في ظلها على الأرجح معظم أسلافنا، قد يكون فيها المصابون بمرض السكر أفضل حالا من الأصحاء. إن هذه الشعوب تملك نوعا مختلفة من التمثيل الغذائي يمكن أن يكون عيبا فقط في حالة توافر الطعام في كل وقت.

إن كانت وجهة النظر هذه صحيحة، كما هو ظني؛ فإن مرض السكر ليس مرضا، أو لعنة في ذاته، وإنما ترکیب جینی بدیل تحول إلى مرض فقط عندما تغير نمط الحياة والبيئة. ولعل ما توحي به هذه الطريقة في التفكير هو أنه ربما يمكن التحكم في نمط الحياة والبيئة على نحو يساعد المرض على التراجع. إن الوسائل العلاجية الطبية الحالية لا تفعل أي شيء من هذا القبيل، وإنما فقط تسعى للسيطرة على أحد مظاهر مرض السكر (الارتفاع الخطير في سكر الدم) بدون معالجة جذور المشكلة. أنا لا أملك أي برنامج بديل لكي أقترحه باستثناء تشجيع مرضى السكر على تغيير نمطهم الغذائي مع زيادة عدد مرات تناول الطعام، وتقليل كميته، فضلا عن تغيير كل أنماط حياتهم إن كانت تعمل على تقليل احتياجهم من الأنسولين.