التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم داء السكري

السكري وخطر داء الشرايين التاجية – ج6

إذا كنت مصابا بداء السكر، يكون خطر تعرّضك لبعض أنماط الداء القلبي أكثر من عموم الناس بنسبة الضّعفين على الأقل؛ وللأسف، قد تكون أعراض المرض القلبي لديك أقلّ وضوحا من غير المصابين بداء السكر. وفي الواقع، قد يؤدي غياب الأعراض المنذرة النموذجية إلى عدم الشعور بوجود داء الشرايين الإكليلية لديك؛ ولذلك، إذا كان لديك داء السكر، يكون من المهم جدّا بذل جهود مكثّفة للوقاية من داء الشرايين الإكليلية ولتشخيصه.

يزيد داء السكر خطر الإصابة بداء الشرايين الإكليلية لديك بأي شكل – الذبحة أو النوبة القلبية أو الموت المفاجئ؛ كما يزيد خطر أمراض الأوعية الدموية (الأمراض الوعائية) في أجزاء أخرى من جسمك، مما قد يؤدي إلى العرج أو السكتة. وعند حدوث داء السكر لديك، قد لا تشعر أيضا بالألم الذي يحدث حينما ينقص وصول الدم والأكسجين إلى قلبك (إقفار العضلة القلبية) – أو حتى النوبة القلبية؛ ونتيجة لذلك، قد يعاني قلبك من أذية هامة قبل أن تتلقّى أية معالجة.

ما هو داء السكري؟

داء السكر مرض تتراكم فيه كميات كبيرة جدّا من السكر (الغلوكوز) في مجرى الدم، بدلا من أن يحمل إلى الخلايا في كامل جسمك؛ وتشير لفظة بوالة Diabetes بحدّ ذاتها إلى علامة رئيسيّة واحدة فقط هي التبوّل المتكرّر، وهي مشتقّة من كلمة يونانية لمثعب (سيفون).

لا تصاب أنت بداء السكر بتناول الكثير من السكّر؛ فجسمك قادر على تحويل بعض الطعام الذي تأكله إلى نمط من السكر (الغلوكوز) بشكل سوي، ويؤمّن هذا النمط من السكر مصدر الطاقة لخلاياك؛ ويقوم الدوران الدموي بتوزيع الغلوكوز على كافة أنحاء الجسم. ويسمح هرمون يدعى الأنسولين Insulin بدخول الغلوكوز إلى الخلايا.

إذا كنت مصابا بداء السكر، فهذا يعني إمّا أنّ البنكرياس (غدّة المعثكلة Pancreas) لديك قد توقّف عن تركيب الأنسولين أو أنّ جسمك لا يستجيب للأنسولين الذي يفرزه بشكل صحيح؛ ففي النمط الأول من داء السكر، تكون المشكلة الرئيسية هي نقص إنتاج الأنسولين؛ بينما تكون المشكلة في النمط الثاني من داء السكر هي نقص استجابة جسمك للأنسولين؛ ويترافق كلا النمطين بزيادة خطر الداء القلبي الوعائي.

غالبا ما يحدث النمط الأول من داء السكر في الشباب (لذلك يدعى النمط الشبابي)؛ هو يصيب نحو 5,1 مليون أمريكي، وينجم عن عدم أو نقص إنتاج البنكرياس للأنسولين لديك؛ فإذا كنت مصابا بهذا النمط من داء السكر، يجب أن تنظّم مستويات غلوكوز الدم المرتفعة لديك (فرط سكر الدم Hyperglycemia) بحقن الأنسولين الذي يعوّض عن فقد إنتاجه من جسمك.

ما هو مستوى غلوكوز الدم السوي؟

يبلغ المستوى السوي لغلوكوز الدم بعد ليلة كاملة من الصيام في شخص يزيد عمره على سنة 100-70 مغ/100 مل (الميليلتر – مل – هو جزء من ألف جزء من اللتر).

وتشير المستويات التي تزيد على 127 مغ/100 مل والمقيسة في مناسبتين منفصلتين إلى داء السكر.

علامات داء السكر وأعراضه

تقدّر رابطة داء السكر الأمريكية أن نحو 5 ملايين أمريكي لا يعرفون أنّهم مصابون بداء السكر؛ فقد لا يؤدي داء السكر الخفيف إلى أعراض لعدّة سنوات. ويكون الأشخاص بعد الأربعين سنة من العمر أو المفرطي الوزن أو السّمان أو الذين لديهم سيرة عائلية لهذا المرض هم الأوفر حظا للإصابة بداء السكر من النمط الثاني.

تظهر علامات داء السكر من النمط الثاني وأعراضه بسرعة أكبر عادة:

•    زيادة العطش.
•    زيادة حجم البول وعدد مرّات التبوّل.
•    نقص الوزن رغم زيادة الشهية.
•    التعب.

تظهر علامات داء السكر من النمط الثاني وأعراضه بشكل متدرّج أكثر عادة، وقد تكون صعبة الملاحظة؛ وهي تشتمل على العلامات والأعراض السابقة (عدا نقص الوزن)، بالإضافة إلى ما يلي:

•    عداوى (جمع عدوى) متكرّرة أو بطيئة الشفاء، لا سيّما التهاب المهبل والتهاب الجلد أو اللثة والتهابات (عدوى) المثانة.
•    تشوّش الرؤية.
•    نمل أو نخز في اليدين أو القدمين.

يكون داء السكر في أكثر من %90 من المصابين به من النمط الثاني – (نحو 9 ملايين) على الأقل؛ ويبدو أن 5 ملايين تقريبا من هؤلاء غير مدركين لذلك.

يكون معظم المصابين بداء السكر من النمط الثاني زائدي الوزن؛ وتشير الأدلّة إلى أن السمنة تحرّض ظهور داء السكر في الأشخاص المستعدّين وراثيا. ويؤدي داء السكر إلى نقص الأنسولين وعدم قدرة خلايا الجسم على الاستجابة بشكل مناسب للأنسولين المفرز (الموجود)؛ وربّما يكون القوت الغني بالدهون عامل خطر في داء السكر.

ترجّح البيّنات أن النشاط (التمارين) ينقص خطر ظهور داء السكر من النمط الثاني، حتى وإن كنت مفرط الوزن أو لديك سيرة عائلية للمرض؛ ويعدّ إنقاص الوزن أفضل معالجة لداء السكر من النمط الثاني؛ فإذا لم تكن قادرا على إنقاص وزنك، يمكن أن تحتاج إلى تناول الأدوية الفموية أو أخذ حقن الأنسولين.

ينطوي داء السكر على عددٍ من المضاعفات الصحية، بما في ذلك زيادة خطر الأمراض الوعائية وداء الشرايين الإكليلية؛ فإذا كانت بقية الأمور الأخرى سوية، يكون خطر الإصابة بالمرض القلبي أكثر بخمس مرات لدى النساء اللواتي لديهن داء السكر وبمرّتين لدى الرجال.

داء السكر والحمية

يمكن أن يضرّ ارتفاع سكر الدم بالكثير من أعضائك وأنسجة جسمك، مما يقود إلى التصلّب العصيدي وداء الشرايين الإكليلية والأمراض الكلوي والاضطرابات الأخرى؛ ولكن، عندما نأتي إلى داء الشرايين الإكليلية، يكون أهمّ شيء هو تذكّر أنّ السيطرة على سكّر الدم في داء السكر يمكن أن تساعد على تأخير المضاعفات القلبية الوعائية.

تعزّز التمارين والسيطرة على الوزن والتنظيم الجيّد لعوامل الحمية – بما في ذلك الدهون والحلويات والكحول – التدبير الجيّد للشحميات والسكّر في الدم؛ فإذا كنت مصابا بداء السكر من النمط الثاني، قد تكون زائد الوزن وتستفيد من إنقاصه.