التصنيفات
الغذاء والتغذية

السكر الأبيض والمحليات | الأنواع والأضرار والبدائل

السكر المكرر هو إحدى الهدايا البريطانية للعالم، ويعتبر أحد ألغاز العالم الحديث، وما زال يشكل أحد الأسرار الأخلاقية الكبرى.

كل النباتات الصالحة للأكل تحتوي على نسب متنوعة من الألياف والنشاء والبروتين والسكر. وتقوم الكائنات الحية التي تستهلك هذه الأغذية بتحويل الألياف والنشاء عبر عمليات حيوكيميائية إلى السكر. هذا السكر الذي ينتجه الجسم يختلط بالدم، ويشكل مصدرا للطاقة. قبل إنتاج السكر الصناعي الذي يستخلص من قصب السكر ومن الشمندر السكري والذي يعرف باسم السكر المكرر، كانت البشرية تحيا حياة أفضل صحيا. ليست هناك حياة بدون سكر؛ ولكنه قطعا ليس السكر المكرر الذي نضيفه يوميا إلى الشاي وإلى السوائل على شكل بودرة أو قطع مكعبة. إذ إن السكر الذي نحتاج إليه يحصل عليه الجسم بطبيعة الحال عبر ما نستهلكه يوميا من أنواع الفاكهة والخضراوات. إن السكر الإضافي الذي نحصل عليه كأداة تحلية يسبب للكثيرين الإدمان والسمنة ونخر الأسنان، كما يفسد الجهاز العصبي، ويؤدي إلى كسل الأمعاء، ويكون سببا لنقص الفيتامينات، ويؤدي في النهاية إلى داء السرطان. إنه مخدر لا حاجة للجسم إليه.

كيف يصنع السكر؟

إن السكر الذي أصبح جزءا من العبودية الغذائية في عالمنا المعاصر يتم الحصول عليه من نباتات متنوعة كثيرة.

إن 74 بالمئة تقريبا من السكر المنتج في عالم اليوم يتم استخلاصه من قصب السكر، أما 26 بالمئة منه فتستخلص من الشمندر السكري. أثناء عملية إنتاج السكر، يمر السائل السكري المستخلص من الشمندر بمرحلتَي معالجة، يستخدم في الأولى منها الكلس وفي الثانية الحمض الكربوني. وأثناء هاتين المرحلتين، تتعرض محتويات الشمندر من المعادن ذات الأهمية للتلف. أما السائل الذي يكون عند استخراجه ذا لون بني غامق فقد كان تبييضه حتى وقت قريب يتم عن طريق الفحم الخشبي.

أما اليوم، فإن التبييض يتم بالراتنج الصناعي. ولنتأمل في ما يقدمه البروفيسور أيتان ألتينداش من طريقة لاستخراج السكر لتكون بديلا عن الطريقة الحالية: «ولو أن المنتجين الذين يطبقون طريقة العالم الإسلامي في استخراج سكر القصب من القصب الطبيعي طبقوا الطريقة نفسها في استخراج السكر من الشمندر الطبيعي، وتم استخدام ذلك حسب اللزوم، لما كانت للسكر أية أضرار. ولكن، بما أن إنتاج هذا المنتج المعملي البحت قائم على منطق كلما أنتجت المزيد من السكر ربحت أكثر فقد قاموا أولا بتكرير سكر القصب عبر تعريض القصب لمعالجات كثيرة. وعندما لم يتم الحصول على المقادير التي يأملون بالحصول عليها تحولوا منها إلى الشمندر السكري، وبذلك تحوّل السكر الطبيعي إلى منتج ضار وسام.

إنتاج أكبر قدر من السكر بأرخص كلفة

لا يقدم السكر الأبيض للجسم البشري أي فائدة؛ بسبب افتقاره إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية. إن السكر مادة كربوهيدراتية تحتوي على طاقة عالية، وهو صعب الاحتراق. وفي حال عدم احتراقه، يتم تخزينه في الجسم عبر تحويله إلى دهون. إن أحد أهم مفاهيم الرأسمالية – أو بعبارة أخرى؛ أهم ميادين صراعها – هو مفهوم الزمن.

إنهم يرغبون في تجاوز كل المراحل الطبيعية وإتمام الإنتاج في أقصر وقت، وفي أن يبقى هذا المنتج إلى ما لا نهاية على رفوف المحلات التجارية؛ علما أن هذه الرغبة تناقض الفطرة والقوانين الفيزيائية.

إن صفة الجشع في التصنيع الرأسمالي يمكن التعبير عنها بعبارة: «إنتاج أكبر قدر من السلع بأرخص كلفة». ولذلك نرى اللجوء دون تردد إلى المعالجات، وإلى استخدام الشوائب الكيميائية الأرخص تكلفة؛ لأنها تغنيهم عن انتظار المراحل الطبيعية. وبالرغم مما لهذه الطرائق المختارة من تأثيرات تلحق أضرارا قاتلة بصحة الإنسان والبيئة، فإنهم لا يزالون يبتكرون طرائق للتمكين من استخدامها. إن الشمندر السكري الذي يعتبر من أكثر الأغذية أهمية، والذي ما زال يستهلك في القرى التركية عبر سلقه أو استخلاص عصيره يتعرض للأسف فور دخوله المصنع للكثير من الإجراءات الكيميائية، ويضاف إليه الكثير من مواد الإضافة. ولهذا السبب، يتحول السكر المكرر إلى مادة مسببة للإدمان، وإلى أداة تحلية سامة يصعب الاستغناء عنها. وعلاوة على ذلك، إن الشمندر السكري الذي يزرع في بلادنا يستهلك الكثير من مصادر مياه الشرب؛ مما يلحق أضرارا بالغة بمنتجات الزراعة البديلة. إن الشمندر يتعرض للكيميائيات الضارة في المزارع والمعامل، وتتغلغل كل هذه الكيميائيات داخل مادة السكر، وبذلك تغزو جسم الإنسان أيضا. إن الكيميائيات التي تدخل معدة الإنسان عبر مأكولات متنوعة يتم تناولها في الوقت ذاته تتحد مع السكر، وتتحول إلى قنبلة سامة في الجوف البشري، وتمهد الطريق للإصابة بأمراض متعددة كثيرة. لقد جعل الإنسان السكر المكرر وسيلة تحلية لمشروبات مثل الشاي والقهوة، كما أدخله في قائمة المواد المصنعة التي لا يمكن الاستغناء عنها، علما أنه مادة عديمة الفائدة.

يتم استخدام السكر المكرر الذي يشكل تهديدا خطيرا على الحياة الصحية والنوعية بكميات كبيرة في أنواع كثيرة من المنتجات؛ كمختلف أنواع البسكويتات والمربيات ومنتجات الدقيق والشوكولاتة والكولا والمشروبات الغازية والعصائر والحلويات والحساء الجاهز والمكسرات والمثلجات وغيرها.

وإلى جانب السكر، تستخدم اليوم المحليات الصناعية في الكثير من المنتجات بادعاء أنها مفيدة للحمية. إن هذه المحليات الصناعية والتي تعتبر أرخص تكلفة من السكر المكرر وأكثر خطورة منه في طريقها إلى احتلال مكان السكر المكرر.

إن محليات أسبارتام وأسيسولفام ك أكثر حلاوة من السكر بمئتَي ضعف، أما السكرين فيفوق السكر حلاوة بثلاثمئة ضعف، فيما يفوق الساكلاروز السكر حلاوة بستمئة ضعف، والتاوماتين بألفين وخمسمئة ضعف، والنوتام بثلاثة عشر ألف ضعف.

إن هذه المحليات التي كان استعمالها في الماضي يقتصر على مرضى السكري من أجل تحلية المأكولات والمشروبات بتوصيات من الأطباء أصبحت اليوم تستخدم في المنتجات كافة التي أشرنا إليها. إن مادة أسبارتام وهي إحدى مصائب التحلية تستخدم في أكثر من 600 منتج في العالم. أما باقي المحليات فتستخدم في أكثر من 4 آلاف منتج، وبذلك تشكل سمّا جديدا من سموم الرأسمالية.

أنواع السكر

إن الأغلفة الورقية الموضوعة على الطاولات في أماكن مثل الفنادق والمطاعم والمقاهي تكون زرقاء اللون في حال احتوت على مادة محلية من صنف الأسبارتام، وزهرية اللون إذا كانت المادة المحلية من صنف السكارين، أما الأكياس البيضاء فمخصصة للسكر المكرر، في حين أن الأكياس البنية مخصصة للسكر الأسمر أو البني. إن السكر مادة ضارة ينبغي التخلي عنها قبل مضي الكثير من الوقت.

فما هي الأضرار التي يسببها كل نوع من أنواع المحليات؟ وأيها ينبغي تركه أولا؟

السكر الأبيض المكرر

السكر الأبيض المكرر عبارة عن جزيئات بيضاء صغيرة من الكريستال، ويتم الحصول عليها لدى تكرير سكر القصب وسكر الشمندر في وسط صناعي باستخدام مواد كيميائية ؛ على سبيل المثال، يستخدم رماد عظام الحيوانات أو فوسفات الكالسيوم الصناعية لتبييض السكر. أما قطع السكر المكعبة فهي عبارة عن سكر أبيض كريستالي مكرر تم تشكيله إلى مكعبات بإضافة مواد كيمياوية لاصقة، واستخدام أجهزة ضاغطة. وبالنسبة للسكر السائل الذي ظهر في السنوات الأخيرة، فهو السكر الأبيض المكرر الذي تم تحويله إلى شراب عبر معالجته بالكربون النشط. ويتم تفضيله في عمليات الإنتاج الصناعي نظراً إلى دوره في تسريع العمليات.

تقوم بعض الشركات بإضافة عبارة نقي 100 بالمئة على أغلفة منتجاتها. إن هذه العبارة ليست صحيحة بتاتا. أو على الأقل. لكي يكون السكر طبيعيا 100 بالمئة ينبغي أن تكون البذور والتربة طبيعية، وينبغي عدم استخدام مواد الزراعة الكيميائية، وعدم تعرض المنتج لأي تدخل جيني، وعلاوة على ذلك يجب عدم إضافة أيّ من مواد الإضافة إليه أثناء عملية الإنتاج. إن السكر في يومنا هذا لا يتمتع بأي صفة من الصفات السابقة. وهكذا، إن مواقع مصانع السكر حين تنشر هذا الكلام تناقض الحقيقة.

وبهذه المناسبة، علينا أن نبيّن أن كل ما يكتب على «الإتيكيتات» الموجودة على أغلفة المنتجات مثل «طبيعي مئة بالمئة» أو «عضوي» أو «نباتي» من أكثر وسائل الخداع التي يلجأ إليها عالم الصناعة في يومنا هذا.

السكر المكرر ذو اللون البني

إنه عبارة عن السكر المكرر المستخرج من قصب السكر أو من الشمندر السكري، ولكنه لا يتمتع باللون الأبيض. في المدة الأخيرة، تعالت نداءات تحذر من ثلاث مواد بيضاء؛ مما فتح الطريق أمام زيادة الإقبال على السكر البني. وقد حرك هذا الإقبال أطماع أصحاب الجشع، فبدأت عملية تلوين السكر الأبيض المكرر باللون البني عبر خلطه بمواد كيميائية ملوِّنة، ثم بيعه بأسعار مرتفعة. وينطبق الكلام نفسه على قطع السكر البني المكعبة.

الجلوكوز (ديكستروز)

وهو نوع من المحليات، ويتمتع بلون بني غامق وبقوام يعادل قوام العسل المصفى. يتم إعداده عبر تفتيت النشاء باستخدام الكيمياويات، ويستخرج من الذرة والأرز والقمح والبطاطا والكسافا والساغو والأراروت وغيرها من النباتات المحلية. إن هذا المنتج ذا الأساس النشوي يفوق السكر المكرر ضررا على صحة الإنسان، ويستخرج بشكل أكبر من الذرة.

الفركتوز

يسمى السكر المتوفر في الفاكهة الفركتوز. ويتم الحصول على ما تحتاج إليه الكائنات الحية من هذا السكر بالطريقة الطبيعية؛ أي عبر تناول الفاكهة والخضراوات. ولا تتجاوز حاجة الجسم للفركتوز هذا الحد (أي تناول الفاكهة والخضراوات يومياً). يُستخلص سكر الفركتوز الصناعي المكرر الذي بدأ إنتاجه في عام 1970 م من نبات الذرة، والذرة من أكثر نباتات العالم تعرضا للتلاعب بالجينات.

على مستوى العالم، يتم استخدام 30 مليون طن من الذرة سنويا لإنتاج الفركتوز. وهو يتفوق على الجلوكوز من حيث قوة التحلية. في عام 2009 م، تم إنتاج 418 ألف طن من هذا السكر، كما تم استهلاك 333 ألف طن منه محليا. إن المحليات المستخرجة من الذرة والتي تعتبر من الأغذية المعدلة جينيا باستخدام طرائق كيميائية تختلط بالدم بسرعة أكبر بكثير بالمقارنة مع السكر الأبيض المكرر، ولهذا السبب تعتبر أكثر خطورة منه.

إن الفركتوز المتوفر طبيعيا في الفاكهة مركب مختلف عن الفركتوز الصناعي الذي تتم إضافته إلى المنتجات.

السكروز

إنه سكر أبيض مكرر يُعرف أيضا باسم سكر الشاي، ويحتوي على سكرَي الجلوكوز والفركتوز بنسب متساوية.

وبينما يتم تمثيل الجلوكوز في كامل خلايا الجسم، فإن الفركتوز يتم تمثيله في الكبد فقط. والحاجة اليومية منه هي 15 غراما. ولأن هذه الحاجة تتم تلبيتها كاملة عبر تناول الفاكهة والخضراوات وغيرها من الأغذية الطبيعية، فليس هناك داعٍ لاستهلاك المزيد. ونرى في بعض المنتجات كلمة سكروز أو سكاروز، وهي تعني السكر الأبيض.

كل الفواكه والخضراوات تحتوي على السكر

ليست هناك فاكهة أو نوع من الخضراوات لا يحتوي على السكر؛ بدءا من البصل والعنب ووصولا إلى الثوم والمشمش وغير ذلك. يمكن تصنيف الفاكهة بحسب مذاقها إلى أصناف؛ كالحامض والمر والحلو واللاذع. ومهما كان تصنيف الفاكهة أو الخضار إلا أنها لا بد أن تحتوي على السكر. إذاً، لماذا تتميز هذه الفاكهة أو تلك بمذاق حامض أو حلو؟ وكيف تصنع السكر الذي تحمله في تركيبتها؟ وكيف تخزن السكر الذي تصنعه؟ هل لهذا السكر فوائد أو مضار على صحة الإنسان؟

لنتأمل في ما ورد في كتاب الحياة النباتية: «إن النباتات كغيرها من الكائنات الحية تشعر أيضا بالحاجة إلى الطاقة من أجل استمرار حياتها. إن النباتات الخضراء المتصلة بالتربة لا تعاني من مشكلة البحث عن الطاقة؛ فمقومات حياتها هي الماء والهواء والضوء.

إن أوراق النباتات تقوم في الظروف الملائمة بإنتاج ما تحتاج إليه من غذاء عن طريق عملية التمثيل الضوئي. إلا أنها لا تقوم باستهلاك كل ما تنتجه، فيقوم النبات بنقل ما تبقى من الغذاء بآليات مختلفة وعبر نظام للنقل يسمى النسيج اللحائي الخشبي إلى بقية أجزاء هذه الكائنات الحية. وما تبقى من مواد في النبات يتحول مباشرة إلى سكر أو نشاء أو دهون أو بروتين أو سيليلوز أو بكتين وغير ذلك من أنواع المنتجات النباتية الثانوية ليتم تخزينها في النبات.

تنقسم أنواع المواد الغذائية المخزنة في النباتات حسب مواصفاتها إلى أربعة أقسام: سكريات، ونشويات، ودهنيات، ومواد آزوتية. وتسمى أكثر السكريات التي تحتويها النباتات بالسكروز. والسكروز مكون من جزيء– جزيئين من السكر. أما بقية أنواع الفاكهة فتحتوي على سكر الفاكهة الذي يسمى الفركتوز. ويحمل العنب مخزونا من السكر يطلق عليه سكر العنب أو الجلوكوز».

إن النباتات من جذورها إلى ثمارها هبة عظيمة للإنسان والكائنات الحية. وإنها فقط بحاجة إلى أن تترك على طبيعتها، فلا تضاف إليها أو إلى تربتها أي من المواد الكيميائية الزراعية، ولا يتم التلاعب ببذورها من الناحية الجينية، ولا تعرض أثناء التغليف إلى عمليات كيميائية أو إضافات.

إن أكثر ما يثير الأسف هو ما يتم أثناء عملية التصنيع من إضافة وتدخل جيني وغير ذلك؛ مما يؤدي إلى تغيير البنية الطبيعية لهذه النعم، فتغدو – وإن أشبعت البطون – مضرة بالصحة.

إن المشكلة تنبع من التوجهات والطرائق غير الأخلاقية التي يلجأ إليها بعض الناس تحت ذرائع خادعة مثل اختصار الوقت وزيادة المكاسب.

المحليات

إن استهلاك السكر بدون ضوابط يمهد الطريق للإصابة بالكثير من الأمراض مثل مرض السكري. ومن أجل الوقاية من ذلك، تم إدخال المحليات الصناعية في الوصفات الطبية لمرض السكري، فكان الأمر بمثابة الدخول في نفق لا يمكن الخروج منه.

يخلّف السكر المكرر تأثيرات سامة على جسم الكائن البشري؛ لأنه غير ملائم للبنية الطبيعية لهذا الجسم، ولعدم تعرف الجسم البشري عليه. وقد برزت المحلّيات – وهي مجموعة من المواد الكيميائية الصناعية – لتحتل مكان السكر العادي. إن كمية محددة من هذه المحليات تفوق حلاوتها كثيرا المقدار نفسه من السكر.

بعض الأنواع من هذه المحليات يتم وصفها بأنها محليات طبيعية، ولكنها مثل سكر القصب وسكر الشمندر فقدت نقاءها بسبب تعرضها للتكرير. أما الجلوكوز الذي يتم استخلاصه من الذرة ويتم الترويج له كنوع من المحليات الطبيعية فما هو إلا أداة تحلية غير صحية؛ فضلا عن تعرضه للتغيير الجيني.

لقد أصدرت مديرية دستور الغذاء التركي التابعة لوزارة الزراعة إشعارا بشأن المحليات المستخدمة في المواد الغذائية، وتم بموجبه منح التصريح باستخدام هذه المحليات.

وقد تم تحديد المحليات الاصطناعية والكيميائية على الشكل التالي:

● E951 أسبارتام

● E954 السكرين، وأملاح البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم

● E950 أسيسولفام ك

● E955 سكرالوز

● E962 أسبارتام – أملاح الأسيسولفام

● E952 حمض السيكلاميك وأملاح الصوديوم والكالسيوم

● E957 توماتين

● E959 نيوهيسبيريدين DC

● E420 سوربيتول، (i) سوربيتول، (ii) شراب السوربيتول

● E421 مانيتول

● E953 إيزيمولت

● E965 مالتيتول، (i) مالتيتول، (ii) شراب المالتيتول

● E966 لاكتيتول

● E967 كسيليتول

● E968 أريتريتول

ويشتمل الإشعار في ملحقه على قائمة طويلة بالمواد التي تم التصريح باستخدام المحليات الصناعية فيها مثل: المشروبات الغازية المائية ذات النكهة، العصائر، المياه المعدنية المحوّلة، مشروبات الطاقة، مشروبات الكولا، المشروبات المصنوعة من العصائر، المشروبات المائية غير الكحولية المحتوية على نكهات، الحليب، المخلوطات المصنوعة من مشتقات الحليب، الحلويات المصنوعة من الفاكهة أو الخضراوات، الحلويات المصنوعة من البيض، الحلويات المصنوعة من الحبوب، الحلويات الدهنية، الحلوى، المنعشات، المطعمات، الحلاوة على شكل سكاكر، اللبان غير السكري، الحلوى المصنوعة من النشاء، الحلوى المصنوعة من الكاكاو أو من الفاكهة المجففة، الكاكاو، الكريمات المصنوعة من الفاكهة المجففة أو من المواد الدهنية، المنتجات النشوية المتنوعة والجاهزة للاستهلاك والمزودة بنكهات والمغلفة، الفاكهة ذات القشور القاسية، المثلجات، البسكويتات، الصلصات، الخردل، الحساء الجاهز، الأسماك، الأسماك المتبلة، الرخويات،، المربيات التقليدية، المعلبات، خلائط الفاكهة والخضراوات، المنتجات المصنوعة من الحبوب، منتجات الفطور المصنوعة من الحبوب، المخبوزات، المنتجات المصنوعة لأغراض التغذية الخاصة، الأغذية ذات الطاقة المتدنية لإنقاص الوزن، أغذية الحمية، المكملات الغذائية ذات القوام الثخين أو السائل. وهكذا، إن التصريح يشمل تقريبا كل منتجات الصناعة الغذائية من دون استثناء.

ولأننا لا نستطيع دائما أن نتوقع بشكل دقيق طبيعة ردود الفعل التي سيبديها الجسم على المدى الطويل تجاه هذه الأنواع من المواد الكيميائية التي لم يسبق له أن صادفها طوال فترة نموه، فإن استخدام المواد الكيميائية الاصطناعية التي تسمى المحليات والتي تفوق حلاوتها السكر بأضعاف تترواح بين 30 إلى 220 ألف ضعف يعتبر من أكثر الإساءات التي يوجّهها الجيل البشري إلى نفسه.

1– أسبارتام (E951)

الأسبارتام من أكثر المحليات الاصطناعية استخداما، ويفوق السكر حلاوة بـ 150– 200 ضعف. يباع في الأسواق تحت أسماء ماركات متعددة، ويحتل مكانه بين أنواع المنتجات المثيرة للجدل، حيث يسبب إفراز مادة في الجسم منبهة للأعصاب؛ وهي حمض الأسبارتيك.

يسبب استخدام الأسبارتام أعراضا جانبية كثيرة، وتعتبر الشقيقة من أهم أعراضه الجانبية، كما أنه مسبب للحساسية، ويبحث العلماء في كونه مسببا للتوتر الشديد، واحتمالية كونه أيضا سببا في موت خلايا دماغية وأنسجة عصبية. إن الكثير من الناس يرتبط لديهم تناول الأسبارتام بأعراض جانبية مثل الصداع، وفقدان الحس، ونوبات الصرع، والإجهاد، والاكتئاب، ومشاكل في إنتاج البويضات عند النساء، وتشنج العضلات. وبسبب السمعة السيئة للأسبارتام الذي يدخل تقريبا في كل الصناعات الغذائية، يعمد بعض المنتجين إلى إضافة عبارة «هذا المنتج لا يحتوي على أسبارتام» على منتجاتهم. إلا أنهم مع الأسف يعمدون إلى بديل الأسبارتام المساوي له في الخطورة؛ ألا وهو السكرين.

2– السكرين (E954)

السكرين أيضا كالأسبارتام؛ فهو مادة كيميائية اصطناعية تستخدم لتحلية الكثير من المواد الغذائية. وقد تم توثيق السكرين كشبيهه الأسبارتام؛ كمسبب للحساسية وكمادة مسرطنة. والسكرين هو بنزويك السولفينيت، ويتم إنتاجه من التولوين.

تم إنتاجه في عام 1879 بواسطة الصيدلاني قسطنطين فاهلبرغ. يفوق السكر حلاوة بـ 300 مرة. ولأنه من المواد المسرطنة، بدأت بعض البلدان اعتبارا من عام 1977 م بفرض عبارة «قد يضر صحتكم» في عملية تسويقه. يتم استخدامه في الكثير من المنتجات مثل المشروبات والحلويات والأدوية ومعجون الأسنان.

3– أسيسولفام ك ( E950)

من المحليات التي تتمتع بقوام كثيف، ويحمل الشيفرة E950، ويسمى أيضا أسيسولفام بوتاسيوم، ويستخدم مع الأسبارتام بشكل عام في اللبان، والمشروبات، وبودرة المشروبات، والحلويات التي تحتوي على الجيلاتين، وفي الكريمات والمحلبيات. يفوق السكر حلاوة بـ 130 ضعفا. قام باكتشافه Hoechst AG في عام 1967 م. إلا أن استخدامه بدأ في عام 1988 م وما زال مستمرا حتى يومنا هذا. يصمد هذا المحلّي على الرفوف لمدة طويلة تصل إلى 5 سنوات، ويتحمل درجات حرارة حتى 225 درجة مئوية. وقد دلّت تجارب أجريت على الحيوانات على احتوائه على مواد مسببة للسرطان.

4– سكرولوز (E955)

هو من آخر المحليات ظهورا في الأسواق. ويستخدم منذ سنوات في كل أنحاء العالم. يتواجد على شكل بودرة كريستالية، وينحل في الماء بسهولة حتى في درجات حرارة شديدة التدني. يتم استخدامه في منتجات متنوعة كثيرة مثل المرطبات والمثلجات، والصلصات السكرية، ومسحوق الجيلي، ومساحيق الحلوى، والفاكهة المعلبة، والمربيات، والتورتات، ومساحيق المشروبات الغازية وغير الغازية، ومشروبات الرياضيين، والحليب المُنكّهة، وأنواع القهوة، وأنواع القهوة الثلاثية، وأنواع الشاي، والمشروبات الوظيفية، وأنواع اللبن، والمثلجات، واللبان، والمنعشات بالنعناع، والمطعّمات، ومساحيق الخبز، وخلائط المعجنات، ومنتجات المعجنات المجمدة، وصلصات السلطات، وكعك الفطور، وخلائط الشوكولاتة الساخنة، والمكملات الغذائية، والتوابل وأنواع البهارات. يفوق السكر حلاوة بـ 600 ضعف. وبالرغم مما يدعيه المنتجون من قيام الجسم بامتصاصه، إلا أن إدارة الغذاء والدواء FDA صرّحت أن الجسم قد يمتص هذا النوع من المحليات بنسبة 10 – 27 بالمئة فقط. ولأنه من المنتجات الحديثة، لم تتبين بعد بشكل كافٍ تأثيراته السلبية على الصحة البشرية، ولكن التجارب التي تم إجراؤها على الحيوانات تدعو إلى عدم التهرب من توقع كونها من مسببات نمو الخلايا غير الطبيعي.

5– سيكلامات– حمض السيكلامك (E952)

قام باكتشاف السيكلامات (حمض السيكلامك) الطالب ميتشيل سويدا في عام 1937 م، وهو يستخدم غالبا مع المشروبات. يمتلك قوة تحلية تفوق السكر بـ 30 ضعفا، ويتوفر على شكل بودرة كريستالية، وينحل في الماء والإيثانول. السيكلامات من المحليات التي ثبت علميا أن نتائج تحولها وتمثلها في الجسم مسببة للسرطان، وقد تم حظر السيكلامات في الكثير من الدول بسبب أضراره، كما ثبت دوره في مرض الصداع النصفي وغيره من الأضرار الجانبية. كما تم حظره أيضا في الكثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا لدوره في التمهيد لمرض السرطان، وللتلف الذي أحدثه على خصى الفئران وأجنتها في التجارب التي تم إجراؤها.

إلا أننا رغم هذا نجده ضمن الكثير من المنتجات المستوردة. ويتم أيضا استخدامه في المشروبات الغازية وغير الغازية، والعصائر، والمشروبات ذات النكهة، والحليب ومشتقات الحليب، والمشروبات المصنوعة من العصائر، وحلويات الحمية ومشروباتها، والحلويات المصنوعة من الفاكهة والخضراوات، والحلويات المصنوعة من البيض، والحلويات الدهنية، والبسكويتات، والبسكويتات المصنوعة من الكاكاو، والفاكهة المجففة، واللبان، والمثلجات، والمعلبات، والمربيات، والجيلي، وحلويات الأفران، ومنتجات الحمية، وبعض المنتجات الطبية بغرض تحلية الأدوية المرة.

6– إيزومولت (E953)

ويسمى أيضا إيزومولتولوز، وغلوكو مانيتول، وغلوكو سوربيتول. وهو أحد المحليات التي يتم الحصول عليها بمزج نوعين من كحول ديساكهارايد، وشيفرتها E953. يتم استخدامه منذ سنوات في منتجات عدة مثل السكر الصلب، والبونبون، والمطعمات، وبسكويت الويفر، وأدوية السعال، ومطعمات الحلق.

يمتص الرطوبة، ويعتبر عامل ترطيب وتشتيت، ويستخدم أيضا في الكريمات ذات المنشأ النفطي، والمراهم، ومستحضرات التجميل والعناية بالشعر. يمكن أن يسبب نوبات قلبية مميتة، كما يمكن أن يكون سببا لاضطراب في الجهاز العصبي المركزي ولحروق في الجلد. وفي تجارب تمت على الفئران، تبيّن أنه يسبب نخر الأسنان. ومن المعروف أيضا أنه مسبب لزيادة مستوى سكر الدم والأنسولين. ولأن الإيزومولتولوزون يتمتع بمذاق قريب جدا من السكر فهو يستخدم في تشكيلة واسعة من الأطعمة، وفي المشروبات التي يدخل السكر في تركيبها. كما يستخدم في مشروبات الرياضيين، ومشروبات الرشاقة، ومشروبات الطاقة وكبسولاتها، ومنتجات الحبوب، ومشروبات الحليب، واللبن، والحلويات.

7– أسبارتام – ملح أسيسولفام (E962)

إنه عبارة عن مزيح من الأسبارتام والأسيسولفام كما يبدو واضحا من تسميته.

8– توماتين (E957)

المحلّي الاصطناعي المسمى توماتين يتم استخلاصه من شجرة ثوموكوكوس دانييللي المدارية. وهو يحمل الشيفرة (E957). التوماتين في الأصل عبارة عن بكتيريا تم تغيير جيناتها. وهو يفوق السكر حلاوة بـ 2000 ضعف. ويتم استخلاصه في أفريقيا الغربية من ثمار إحدى النباتات التي تنمو على الأغلب في الغابات الممطرة. تم اكتشافه على يد يونيليفير. ويستخدم في تحلية المشروبات، واللبان، ومنتجات الحمية، والشكوكولا، والحلويات، والخبز، والفاكهة. ولا يتوفر للأسف الكثير من المعلومات حول التوماتين الذي يُعرف أيضا بأنه مزيل جيد للمذاق المر.

9– نيوهيسبيريدين –(NHDC (E959

تم اكتشافه للمرة الأولى في عام 1960 م أثناء محاولات في أمريكا لتحلية العصائر. وهو يفوق السكر حلاوة بـ 340 مرة. له مدة بقاء على الرفوف تقارب خمس سنوات. ويزداد تأثيره شدة عندما يتم استخدامه مع الأسبارتام والسكرين والأسيسولفام بوتاسيوم والسيكلامات. وهو يحمل شيفرة (E957)، ويستخدم عادة في المشروبات، كما يستخدم أيضا في المثلجات واللبن وغيرها من مشتقات الحليب. وهو يساعد أيضا في التوصل إلى قوام هلامي ثخين. أما في مجال الأدوية فيدخل في صناعة معجون الأسنان، ويدخل أيضا في صناعة الكاتشاب والمايونيز والمأكولات المالحة ومنتجات الأطفال، وله تأثيرات مسببة للإدمان. وقد أثبت العلم أنه مسبب للصداع النصفي والغثيان والقيء.

10– مالتيتول (E965)

إنه عبارة عن كحول السكر الاصطناعي، ويتم إنتاجه من السكر المالتوز المصنوع من النشاء. إن مصطلح كحول السكر تعريف كيميائي لأن المالتيتول لا يحتوي على الكحول إيثانول. ويتم استخدامه في صناعة المحليات ذات السعرات الحرارية المتدنية. يتم التعرف عليه عبر شيفرته: مالتيتول (E965i)، شراب مالتيتول (5E96ii). يقوم الجسم بامتصاص المالتيتول جزئيا؛ حيث يتفتت داخل الجسم ويتحول إلى جلوكوز. أما القسم المتبقي فيتم تخمره في الأمعاء. وأثناء تخمره ينتج غازات تؤدي إلى نفخة في المعدة والأمعاء، وله أيضا تأثير ملين على الأشخاص الذين يتحسسون منه.

تظهر أعراضه الجانبية في العادة عند تناول مقادير من 25 – 30 غ منه بمفرده. وهذا المقدار يتجاوز كثيرا المقدار الذي يضاف منه إلى المواد الغذائية. يتم تفتيت المالتيتول عن طريق شراب الجلوكوز المهدرج والأنزيمات الغذائية المرطبة. يستخدم في الحلويات والفاكهة المجففة والأغذية متدنية الطاقة، وله تأثير مسهل عند استخدامه بتركيز مرتفع. يتم تحليله عبر استخدام الأنزيمات الغذائية المرطبة والمحليات الصناعية.

11– لاكتيتول (E966)

يعتبر اللاكتيتول من المحليات ذات المنشأ الحيواني. وهو عبارة عن كحول سكري وهي مادة اصطناعية يتم الحصول عليها من مصل اللبن بعد معالجته كيميائيا. بخلاف غيره من المحليات، إن هذا المحلي تبلغ حلاوته نصف حلاوة السكر. ويتم استخدامه في الكثير من منتجات المخابز، وفي حلويات التخسيس، وفي البسكويتات والشوكولاتة، ومنتجات البريبيوتيك، ومعجون الأسنان، واللبان. وهو يسبب غازات ونفخة في المعدة، كما يؤدي إلى الإسهال.

12– سوربيتول ( E420 )

يتم إنتاجه تجاريا من الجلوكوز (ديكسترول). وهو عبارة عن سوربيترول (E420i)، وشراب سوربيترول (E420ii). أما تسميته «كحول كربوهيدراتي» فهي تعريف كيميائي، إذ لا يحتوي السوربيترول على الكحول (إيثانول). ويتمتع هذا النوع من المحليات بخاصية تدني سعراته الحرارية وتكثيفه لقوام المحلول. ويتم إنتاجه في ثلاث فئات هي: الهدرجة المحفزة، والهدرجة المحفزة كهربائيا، والهدرجة الأنزيمية. يدخل في صناعة معجون الأسنان، واللبان، وسكاكر لمعالجة السعال، وفي مستحضرات التجميل، والدخان. كما يدخل في الصناعات الصيدلية مثل صناعة الفيتامين سي، ويستخدم كمادة خام وكبديل عن الغليسرين، وهو يسبب الغازات ونفخة المعدة وكذلك الإسهال.

لا يسمح باستخدامه في أغذية الأطفال والرضع، ويؤدي إلى إسهال شديد لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة.

وجدنا السكر فأضعنا الصحة!

قبل قرنين من الزمن، كان السكر مصدرا غنيا للطاقة غير متاح إلا للطبقة الغنية، حيث كان يباع في الصيدليات مثل الكوكا كولا. أما الآن فكلاهما يباعان في محلات البقالة، ويتم استهلاكهما في كل بيت تقريبا. إن السكر والمحليات الاصطناعية التي دخلت المنتجات كافة كالشاي والحساء والمربيات والحلويات والعصائر والتورتات والشوكولاتة والسكاكر يتم وصفها من قبل بعض المختصين بالسم أو المخدرات المشروعة. إن كونهما سببا لأمراض تتنوع من أمراض الأسنان إلى أمراض قاتلة كالسرطان هو مما يزيد من خطورة الوضع.

إن زيادة استهلاك السكر الأبيض تنعكس سلبا على البشرة وعلى الحياة. وبينما كان متوسط الاستهلاك الفردي للسكر في عام 1830 م يبلغ كيلوغرامين، فإن معدل استهلاك الفرد الواحد حاليا بعد كل ما تمت إضافته من شوائب كيميائية وصل إلى 75 كلغ. لنتأمل في ما ورد في كتاب ضد السرطان عن مدى تغلغل السكر في حياتنا: «إن جيناتنا ما زالت تحمل آثار التطورات التي مررنا بها منذ آلاف السنين حين كنا نصطاد ونجمع. إن أجسامنا حتى اليوم تنتظر أن يكون غذاؤنا شبيهاً بما كان عليه أيام كنا نأكل من المحاصيل التي نصطادها أو نجمعها. إن ذلك النظام الغذائي كان عبارة عن مقادير كبيرة من الفاكهة والخضراوات، يتخللها شيء من لحوم الحيوانات وبيضها. لقد كان العسل هو مصدر السكر المصفى الوحيد لأجدادنا.

وقد أظهرت الأبحاث التي تجري اليوم في مجال التغذية في العالم الغربي أن 56 بالمئة من السعرات الحرارية التي نحصل عليها تأتي من ثلاثة مصادر لم تكن متوفرة في فترة نمو جيناتنا وهي:

● السكر الأبيض (الشمندر السكري، قصب السكر، شراب الذرة)

● الدقيق المبيَّض (الخبز الأبيض، المعكرونة البيضاء، الأرز الأبيض)

● الزيوت النباتية (الصويا، دوار الشمس، الزيوت المحوَّلة)

إن المصادر الثلاثة هذه لا تحتوي للأسف على المواد الضرورية اللازمة لتماسك أجسامنا وهي البروتينات أو المعادن أو أحد الأحماض الدهنية لأوميغا 3. ومن جهة أخرى، إن هذه المصادر تحث بشكل مباشر على نمو السرطان».

كل واحد من هذه المصادر التي تسمى غذائية تشكل في الوقت ذاته مصدرا من مصادر السرطان. ولكن، دعنا نتأمل أولا في ما ذكره مؤلف كتاب بذور التغيير:

«عند استهلاك السكر الأبيض النقي الصناعي المستخرج من قصب السكر أو الشمندر السكري تبذل المعدة جهدا أقل، وبدلا من تدفق الطاقة قطرة قطرة، فإنها تتدفق على شكل سيل ويتم استخدامه. وعندما يتم استهلاك مقدار كبير من السكر – وهو ما يعادل نسبة استهلاكنا – تقوم أجسامنا باستهلاك كامل حاجتها من الطاقة بشكل فوري. فتتحول بقية الأطعمة والمشروبات إلى مجرد أدوات. وكلما تعود الجسم على تلبية حاجته إلى السكر مباشرة من السكروز فإنه يعيق إنتاج الأنزيمات المحولة للنشاء والألياف. وبسبب ذلك، تجد المعدة صعوبة في هضم أي نوع من أنواع النشاء والألياف. ولأن الناس يتهربون من المواد التي لا يستطيعون هضمها يقوم منتجو الأغذية بخفض كمية الألياف من المواد الغذائية التي تتم معالجتها أو تغليفها. وفي متاهات هذه الدورة العقيمة، يتحول الضحية إلى مدمن على السكر الصناعي الذي امتزج بدمه، ويقلل كمية الألياف التي يستهلكها والضرورية للجسم.

أما المدمن على السكر الأبيض فإنه يكتسب صفة الشره وأسلوب تغذية خاطئا ويتعرض لمشاكل في الأسنان. وفي النهاية، ينتابه شعور بالشبع يمهد السبيل إلى النقص في الفيتامينات والمعادن، ويشكل احتمالا لإصابته بسرطان الأمعاء. وبسبب سرعة السكر الأبيض في المشاركة في عملية الأيض يقوم البنكرياس بنشاط مفرط من أجل التعامل مع السكروز الذي يدخل المعدة بنسب كبيرة، وهذا يؤدي إلى ارتفاع وهبوط سريعين في سكر الدم للمدمنين، ما يمهد السبيل إلى إدمان كيميائي. وعندما يطلق الدم إشارة إجبارية على وجود نقص ما، فإن الدورة ستستأنف من جديد خلال ساعة واحدة. ومدمن السكر الحقيقي لن يجد بدا من تناول بعض المأكولات بين الفينة والأخرى».

كيف يتم تبييض هذا السكر الذي يشكل الوسط الأنسب لنمو السرطان؟ لنتأمل في ما يلي:

«إذا تعرضت الطبيعة إلى طريقة مختلفة من التطور بسبب تدخل خارجي فسيكون تأثير ذلك على الإنسان كتأثير السم القاتل. وإن السكر الذي يحمل أهمية كبيرة لحياة الإنسان يتحول بسبب التلاعب الخارجي إلى نوع من السموم. إذ إن عملية تبييض السكر تتم باستخدام الفحم أو باستخدام رماد عظام الحيوان. ومن أجل تعجيل عملية الإنتاج، وللحصول على المزيد من الإنتاج، تم الشروع باستخدام المبيضات الصناعية. فعلى سبيل المثال، أحد أكبر مصانع السكر التركية كان إلى ما قبل سنوات قليلة يستخدم فحم الخشب للتبييض، في حين أنه اليوم يستخدم الراتنج الصناعي. وباختصار، من أجل الحصول على المزيد من الإنتاج وبطريقة أسرع وحسب عقلية كيف أنتج أكبر كمية بأقل تكاليف؟ فإن الشمندر السكري يتعرض اعتبارا من اللحظة التي يدخل فيها المصنع إلى المزيد من المعالجات، ويتم خلطه بالمزيد من مواد الإضافة الكيميائية. وهكذا، إن السكر المكرر يغدو بسبب تأثيره السمي مادة سُميَّة على موائدنا. إن التقنيات المسؤولة عن إنتاج السكر اليوم حوَّلت ذلك الشمندر السكري الذي يقطر براءة إلى مادة ضارة. والأمر يزداد سوءا يوما بعد يوم».

إن الجسم البشري كما هو حال الطبيعة قائم على توازن يثير الدهشة. ولا بد من الاحتفاظ بهذا التوازن من أجل الاستمتاع بحياة ملؤها الصحة. ومن أجل إعادة التوازن إلى الجسم الذي فقد توازنه الحمضي – القلوي بسبب الاستهلاك المستمر للسكر، يقوم الجسم باستهلاك موارده من الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم. وفي كل يوم نستهلك فيه السكر، يمعن الجسم في استهلاك هذه المعادن من مستويات أعمق. إن الكالسيوم المستهلك من الأسنان ومن العظام لغرض حماية الدم سيكون سببا في نخر الأسنان وضعف عام في الجسم. إن السكر والمحليات التي تضغط على زناد الكثير من الأمراض مع كونها أحد السموم التي تنتجها بشكل خاص الدولة التركية – حيث إن دولة لا تتورع عن إنتاج الهيرويين والكحول والسجائر لن يثير الدهشة إنتاجها للسكر – فإنها في الوقت نفسه أداة بيد القوى العالمية للتلاعب بالصحة، ومن أجل الترويج لمواد غذائية متمحورة حول المتعة. وبعد إقرار المختصين أن «السكر الأبيض والمحليات الصناعية خطيرة بقدر خطورة الهيرويين على أقل تقدير» فإن عدم قيام الدولة بواجبها تجاه هذا الأمر يعني أن المستهلك يقع عليه العبء الأكبر.

اكتشف العالم الألماني بيولوغ أوتو هنريك ووربرغ أن عمليات الأيض ذات الصلة بالأورام السرطانية ترتبط إلى حد كبير باستهلاك سكر الجلوكوز. وقد حصل إثر هذا الكشف على جائزة نوبل. ولنقرأ هذه الفقرة مما ذكره حول علاقة السرطان بالسكر: «في فحوصاتPET التي يتم تطبيقها بشكل واسع من أجل الكشف عن أمراض السرطان، تتم الإشارة فقط إلى أجزاء الجسم الأكثر استهلاكا للجلوكوز. فإذا ظهر أي جزء كمستهلك مفرط للسكر فإن سبب ذلك هو السرطان كأكبر احتمال. وعندما نقوم باستهلاك السكر أو الدقيق الأبيض فإن مستوى سكر الدم يرتفع سريعا، ويقوم الجسم بإنتاج الأنسولين بجرعات تؤمن إمكانية وصول الجلوكوز إلى الخلايا بشكل فوري. إن السكر الداخل يحث على زيادة حجم الخلايا، ويؤدي دورا في نمو الأورام مماثلا لدورالأسمدة».

يعتبر كل من الشمندر السكري وقصب السكر من النباتات المفيدة، إلا أن تحويل بذورهما إلى بذور مهجنة أو إلى مادة معدلة جينيا، وإضافة مواد زراعة كيميائية أثناء إنتاجهما جعل منهما موادّ ضارة. وقد شرح البروفيسور أيتان ألتين تاش هذه العملية بقوله: «إن دخول المواد الكيميائية الاصطناعية في العملية يؤدي إلى تسلل هذه المواد الكيميائية أثناء عملية الإنتاج إلى داخل السكر؛ كما يحدث في القهوة المفلترة. وإن هذا يتحقق مهما تحدثوا عما يعقب ذلك من عملية إزالة الكيميائيات عبر التبخير. وبعد ذلك، تتسلل هذه المواد إلى جسم الإنسان الذي يستهلك هذا المنتج. أثناء نمو النبتة في التراب، تتم إضافة أسمدة صناعية إلى التربة من أجل إنتاج المزيد من الشمندر السكري. وهكذا، إن الشمندر السكري الذي كان في السابق بأحجام صغيرة يبلغ الآن أضعاف حجمه السابق بـ 5– 10 مرات. وبعد سوق هذا الشمندر إلى المصانع، يتم غسله وتقطيعه والبدء بعملية استخراج السكر.

إن كل المواد الضارة في التربة تنتقل عبر الشمندر إلى السكر. وعندما يتم تكرير السكر وتبييضه فإنه يمتص المواد الكيميائية، وهذه المواد الضارة تنتقل بدورها إلى جسم الإنسان بواسطة السكر. وبهذه الطريقة، تتشكل أضرار السكر المكرر. وبالإضافة إلى هذه الأضرار التي يحملها السكر المكرر الموضوع على موائدنا، فإن مكعبات السكر تحتوي أيضا على مواد لاصقة؛ ما يفاقم من خطورة الوضع».

إن الإدمان المكتسب على السكر الأبيض يجعل التخلي عنه صعبا؛ بالرغم من ضرورة التخلص منه كليا. ولذلك، لتسهيل الأمر يجب التخلي عنه تدريجيا بإنقاصه شيئا فشيئا. في كتابه ضد السرطان يقول المؤلف: «إن مجرد التخفيف من السكر الأبيض والدقيق الأبيض في نمط التغذية يؤدي إلى خفض سريع للأنسولين في الدم وإلى آثار سريعة على هرمون IGF. وسيكون لهذا التخفيف تأثير آخر؛ ألا وهو بشرة صحية أكثر على سبيل المثال.

كيف يمكن أن تكون للحلويات أو لقطعة من السكر تضاف إلى القهوة أو للقليل من المربى على شريحة خبز أبيض كل هذه الآثار على فيزيولوجيا الجسم؟ عندما تكون هناك بثور على البشرة فإن عقد الصلة بين الأمرين سيكون ممكنا بشكل أكبر.

إن كل الأبحاث والإحصائيات تعقد صلة كبيرة بين تفاقم استهلاك الشمندر السكري وبين الانفجار في إصابات داء السكري وداء السرطان. إن مواد الإضافة الغذائية ومواد التحلية الصناعية التي انتشرت بسرعة منذ بدايات عام 1900 م وحتى يومنا هذا وسيطرت بإحكام على المواد الغذائية كافة تسبب الآن أمراضا في الجسم لا يُعرف لها علاج. وقد بدأ وصف هذا العصر الذي نعيش فيه بأنه عصر تكوّن الخلايا السرطانية المريضة الخارجة عن السيطرة، وعصر حياة متدنية النوعية.

قامت مجموعتا بحث في كل من جامعتي هارفاد وكاليفورنيا كل واحدة على حدة بأبحاث تتعلق بمستوى هرمون IGF لدى مستهلكي السكر، ولم تكن كل من هاتين المجموعتين على علم بالأخرى. فتبيّن لهما أن مستوى هرمون IGF لدى مستهلكي السكر مرتفعة بتسعة أضعاف عن الذين لا يستهلكونه، كما أثبتوا صلة ذلك بسرطانات الثدي والمبايض والبروستات والقولون والبنكرياس. وأثبتوا أن احتمالية الإصابة بالسرطان لدى مستهلكي السكر هي أكثر بتسعة أضعاف بالمقارنة مع غير المستهلكين.

الأمراض التي يسببها السكر المكرر

● السكر يضعف جهاز المناعة.

● يسبب مرض السرطان لأنه يشكل الوسط الذي تفضله الخلايا السرطانية.

● يفسد التوازن المعدني في الجسم.

● يسبب لدى الأطفال مرض فرط النشاط، والقلق، وقلة التركيز، وسوء المزاج.

● يسبب الخدر لدى الأطفال.

● له تأثيرات ضارة في ما يتعلق بالتفوق لدى الأطفال.

● يزيد من نسبة الأدرينالين لدى الأطفال.

● يؤدي إلى زيادة محددة في مستوى الدهون.

● له تأثيرات ضارة على الكلية.

● يمهد السبيل لنقص الكروم والنحاس.

● يعيق امتصاص الكالسيوم والنحاس.

● يمهد السبيل لأمراض سرطان الثدي والمبايض والبروستات والمستقيم.

● يؤدي إلى سرطان القولون، ويكون هذا التأثير أشد لدى النساء.

● يزيد من مخاطر الإصابة بمرض سرطان المرارة.

● يسبب متاعب للعين، كما يسبب الساد وقصر النظر.

● يزيد من مستوى السيراتونين، مما قد يسبب ضيق الشرايين.

● يسبب نقص سكر الدم.

● يساعد على زيادة حموضة المعدة.

● يزيد من مخاطر الإصابة بمرض القلب التاجي.

● يساعد على جفاف الجلد وظهور الشيب في الشعر، ويعجل بالشيخوخة.

● قد يسبب الإدمان على الكحول.

● يزيد من نخر الأسنان.

● يسبب زيادة في تناول الطعام، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة.

● استهلاكه بكميات كبيرة يزيد من مخاطر الإصابة بمرض كرون، والتهاب الكولون التقرحي.

● يسبب التكلس.

● يسبب الربو.

● يسبب الالتهابات الفطرية.

● يساعد على تشكل حصوات المرارة.

● يساعد على تشكل حصوات الكلية.

● يساعد على الإصابة بمرض القلب الإقفاري.

● يساعد على الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية.

● يزيد من أعراض مرض التصلب المتعدد.

● يساعد على الإصابة بالبواسير.

● يؤدي إلى توسع الأوردة.

● يساهم في تطوير مرض هشاشة العظام.

● يزيد حموضة اللعاب.

● يسبب هبوط مستوى الأنسولين.

● يزيد من احتمالية حساسية الجلوكوز.

● يقلل هرمونات النمو.

● قد يزيد الكوليسترول.

● يزيد ضغط الدم الانقباضي.

● يسبب حساسية الغذاء.

● يساهم في الإصابة بمرض السكري.

● يساعد في عملية تسمم الدم لدى الحوامل.

● يساهم في الإصابة بالأكزيما لدى الأطفال.

● يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

● يفسد بنية الحمض النووي DNA.

● يسبب انتفاخ الرئة.

● يسبب تصلب الشرايين.

● يساهم في تكوين الجذور الحرة.

● يقلل من فعالية الأنزيمات.

● يسبب انقسام خلايا الكبد؛ مما يؤدي إلى زيادة أبعاد الكبد.

● يزيد من كمية الدهون في الكبد.

● يساهم في إحداث تغييرات مرَضية في الكبد.

● يسبب أضرارا للبنكرياس.

● يسبب الإمساك.

● يسبب ارتفاع ضغط الدم.

● يسبب أمراض الصداع؛ بما فيها الصداع النصفي.

● يزيد من التموجات الدماغية؛ مما يقلل من القدرة على التفكير.

● يسبب الاكتئاب.

● يسبب خللا في التوازن الهرموني.

● يزيد من مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

بعد قراءة هذه القائمة الطويلة، سيكون من الطبيعي أن يرد في ذهن القارئ السؤال التالي: «لماذا لا تحظر الدول هذا المنتج الذي بلغ هذه الدرجة من الخطورة؟». إن الدول لا تحظر السجائر والكحول بالرغم من معرفتها التامة بأخطارها.

ويقوم الأطباء المعاصرون بين الفينة والأخرى بإصدار نصائح من قبيل: «لا تأكل هذا، كل من ذاك». إلا أنهم بعد فترة من الوقت يقولون عكس ذلك تماما، فيشعر الناس بالحيرة. ترى، ما سبب ذلك؟ ربما كان الموضوع متصلا بالحساسيات الاقتصادية. لقد وُجد أطباء كانوا ينصحون بالتدخين، واستمر ذلك إلى أن قام الدكتور أرنست ل. ويندر في عام 1950 م بالكشف عن دور التدخين في الإصابة بمرض السرطان.

قام ميتشل ريستو من جامعة جينا الألمانية قبل وقت قريب بإجراء تجربة. وكانت نتيجة التجربة أن الديدان التي كان يتم تعطيل إمكانية هضم الجلوكوز – وهو أحد أشكال السكر– لديها كانت أعمارها تزيد بنسبة 20 بالمئة.

وانطلاقا من هذه التجربة، أعلن ميتشل ريستو أن «استهلاك السكر قد يكون سببا في قصر العمر لدى البشر أيضا». ويعتقد الدكتور أحمد آيدن أيضا أن السكر عبر تعجيله الشيخوخة يساهم في إنقاص العمر.

يشير الكاتب الأمريكي شين ألليسون في كتابه الكوليسترول كان حكاية إلى السكر قائلا: «السعادة هي أكثر الأحاسيس التي يلهث المرء وراءها في هذه الحياة. أما السكر فهو من أكثر المواد الكيميائية توفرا؛ وهنا تكمن المشكلة. فنظرا إلى كون السكر يسعد الإنسان ومتوفرا في كل مكان فقد يسبب الإدمان. وتناول السكر (السكروز، المواد الكربوهيدراتية التي ترفع نسبة السكر في الدم، العصائر) بمقادير كبيرة يمهد السبيل لفرط إنتاج الأنسولين في الدم. والأنسولين الزائد يؤدي إلى تخدير الخلايا. وعندما لا يجد الجلوكوز فرصة لدخول الخلايا يبقى جاريا مع الدم من دون أن يجد مكانا يتوجه إليه. وعندما يشعر البنكرياس بجريان الجلوكوز في الدم بشكل ثابت يستمر في إفراز الأنسولين؛ ويشكل الجلوكوز مع الأنسولين حالة سامة، وتبدأ الخسائر. وأكثر ما يثير الفزع هو أن يقوم الأنسولين بحظر الترموجينس (توليد الحرارة) ما يؤدي إلى إعاقة حرق الدهون. إن توليد الحرارة نعمة موهوبة من الله من أجل إنقاص الوزن. فهذه العملية تخلص الجسم من الدهون وتحولها إلى حرارة. ويقوم الأنسولين بتعطيل هذه العملية. إنك تمتلك منذ الولادة خاصية إعجازية هي الترموجينس، من دون أن يكون وجوده مرتبطا بقيامك بالحركة أو بالحمية. لا تنسوا، إن الذين وقعوا فريسة هذه التأثيرات السلبية الناتجة عن الاستهلاك المفرط للسكر سيكونون تحت رحمة كابوس حيوكيميائي خارج عن السيطرة. وفي الكثير من الوقائع لا يكون هناك خط رجعة. إن الخصائص السلبية لهذا الكابوس الذي لا يمكن الاستيقاظ منه هي النوبات السكرية المستمرة، والشعور بالعطش الذي لا يُروى، وزيادة في نسبة التبول، وزيادة في نسبة دهون الجسم، وسوداوية، ومستوى متدنٍ من الطاقة. هذه الأعراض تسبب السمنة، ثم مقاومة الأنسولين، ثم مرض السكري من النوع 2، ثم مرض القلب، ثم السرطان، وتؤدي في النهاية إلى الموت المبكر».

إما السكر أو كل شيء

كنا نضيف الدبس إلى الشاي بدل السكر. أما اليوم فالسكر دخل حياتنا بقوة، حيث لا يمكن تقريبا أن تجد مادة غذائية صناعية لا يدخل فيها السكر. لذلك قد تشعرون باستحالة التخلي عن السكر. فإذا كان ما قرأتموه عن السكر والمحليات قد ولّد لديكم شعورا بالاقتناع فقوموا منذ اليوم بمعاهدة أنفسكم وتخلوا – من أجل التخلص من هذا المخدر الأبيض المكرر – عن إضافة السكر إلى مشروبكم من الشاي.

وبعد مرور عدة أشهر، ستستمتعون مثلي بمذاق الشاي الحقيقي، وستدركون أن ما كنتم تشربونه في السابق لم يكن شايا بل شرابا سكريا. هذا الأمر فقط سيؤمن لكم فرصة التخلص من ثلث استهلاككم من السكر. إن مزيدا من الحرص سيساعدكم على مزيد من الاستغناء عن السكر. ومن يدري؟ لعل ذلك لا يسهم فقط في إطالة أعماركم، بل سيساعدكم على التخلص بسهولة من الكثير من الأمراض.

أضرار المحليات

استخدمت المحليات في البداية لمساعدة مرضى السكري في الحصول على حاجتهم من المذاق الحلو، كما يستخدمها اليوم بشكل واسع الراغبون في التخلص من الوزن الزائد، وفي المحافظة على رشاقة الجسم، وللوقاية من أمراض الأسنان.

يتم استخدام المحليات الصناعية في الصناعات الغذائية التي يتم تسويقها تحت عناوين لايت، دايت، خالٍ من السعرات، سكر صفر، بلا سكر، طاقة متدنية، حيث تضاف إليها المحليات الاصطناعية الكيميائية كبديل للسكر الأبيض الكريستال مع أنها تفوقه خطرا. على سبيل المثال، ورد على غلاف ماركة مشهورة من اللبان أن المحليات التالية استخدمت كلها في صناعتها دفعة واحدة وهي: «كسيليتول، سوربيتول، أريتريتول، أسبارتام، أسيسولفام ك، سكرالوز»!

بعض البلدان الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تشهد المزيد من ردود الفعل في هذا الميدان؛ الأمر الذي دفع الشركات نفسها هذه المرة إلى تلفيق حكاية الغذاء العضوي. لقد تم كيل المديح إلى هذه المواد الزراعية الصناعية الجديدة بشكل جعل من كلمة العضوي مرادفا لكلمة الطبيعي؛ على الرغم من أن الفارق بين الطرفين ما هو إلا استخدام كيميائيات زراعية أقل. ومن هذا المنطلق بدأ وصف كل منتج بأنه عضوي. هذه المنتجات الجديدة التي يتم تسويقها باعتبارها أغذية عضوية هي في الحقيقة أحدث من كل جديد؛ لأنها هجين. وكي تكون جيدة، كان ينبغي أن تكون من أوائل الأنواع الجديدة، ولكن هذا لا يشكل بطبيعة الحال حلاً مناسبا لمردود هذه الشركات الزراعية العملاقة. إن اللعبة نفسها تتكرر في عملية تسويق السكر. وإن الذين يفرون من المشاكل التي يسببها السكر سيقعون هذه المرة في فخ المحليات الصناعية.

ونرى اليوم أيضا في الكثير من المنتجات أن شراب الذرة والجلوكوز يستخدمان كبديل عن السكر، وهو ما ينطبق عليه المثل الشعبي: «من تحت الدلف لتحت المزراب». يلفت البروفيسور أيتان ألتين تاش انتباهنا إلى خطورة هذا الأمر بقوله: «ما يتم الاعتقاد بأنه شراب الذرة أو الجلوكوز هو في حقيقة الأمر مواد مرعبة! إن هذه المواد التي يتم الحصول عليها عن طريق تفتيت النشاء بالمواد الكيميائية تختلط بالدم مباشرة، فتسبب أضرارا شديدة وخاصة للدم. أما السكر الطبيعي المستخلص من الفاكهة والخضراوات فيختلط بالدم بعد تفتته بواسطة الأنسولين. يعتبر الجلوكوز من المواد شديدة الضرر بسبب اختلاطه المباشر بالدم. وهو مادة بنية وذو قوام يشبه العسل، ولذلك يقوم بعض المحتالين بمزجه بالعسل؛ مما يستلزم الانتباه جيدا عند شراء العسل».

إن مادة الأسبارتام المحلية من أكثر مواد الإضافة إثارة للجدل. وتحتل محليات «الأسبارتام، والسكرين، والأسيسولفام بوتاسيوم «مكانها في قائمة أسوأ 10 مواد إضافة لمركز العلوم CSPI. لا تلقِ بالا لقولهم أن هذه المحليات الثلاثة تشكل حلا للمشاكل التي يسببها السكر، لأنها بحد ذاتها تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان لدى الكائنات الحية كافة. بعض الأوساط ما زالت تدعي أن الأسبارتام ليس مادة مسرطنة، وسبب ذلك هو الكذب الذي تمارسه الشركات المتشبعة بالذرائع الغربية التقليدية. إن الأسبارتام الذي يعتبر من أكثر المحلّيات شهرة وانتشارا تتم اليوم إضافته إلى ما يزيد على ستة آلاف نوع من الأطعمة والمشروبات الجاهزة. أما ما يقارب أربعة آلاف نوع من الأطعمة والمشروبات الجاهزة فتحتوي على أنواع أخرى من المحليات.

إذا دققنا بشكل خاص في المحليات الصناعية من بين كل مواد الإضافة فإن نموذج الأسبارتام سيقودنا إلى معلومات تسبب الذهول. قام الدكتور موراندو سوفريتتي ومجموعته في عام 2006 م بنشر نتيجة الأبحاث التي قاموا بها على مدى سبع سنوات في إيطاليا على الأسبارتام. وحسب الأبحاث، إن الأسبارتام الذي يستخدم كوسيلة تحلية في الكثير من المواد الغذائية وفي مقدمتها أغذية الحمية والمشروبات الغازية ومشروبات الكولا وعصائر الفاكهة يمكن أن يكون سببا لداء السرطان على سبيل المثال. ويستخدم الأسبارتام بكثافة في المشروبات ومنتجات الحمية المحلاة بالسيكلامات ( E952 )، وقد ثبت أن استهلاكه بجرعات كبيرة وعلى مدى طويل يؤدي إلى الإصابة بسرطان المثانة لدى الحيوان وإلى شذوذ الكروسومات لدى الفئران.

هل يجب اجتناب السكر ومواد التحلية بشكل مطلق؟

بعد كل هذه المعطيات التي وردت في موضوع السكر، بإمكاننا أن نطرح السؤال مرة أخرى.

بالإضافة إلى السكر المستخلص من الشمندر السكري ومن قصب السكر، قد ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين مادة إضافة جديدة مدت جذورها إلى أنظمة الحمية الغربية وانتشرت انتشار العشب البري: إنها المحلول ذو النسبة العالية من الفركتوز، المستخلص من الذرة (مزيج من الفركتوز والجلوكوز).

وفيما كانت أجسامنا بطبيعة الحال تنوء بأعباء ما نستهلكه من السكر المكرر سقطت الآن رهن عبودية هذا المحلول الذي أصبح يتوفر في كل الأغذية المعرضة للمعالجة.

إن هذا المحلول المركز هو كالأفيون بالنسبة للخشخاش، وهناك بعض الشبه بينهما. إن استخراجه من المحاصيل الطبيعية (الفركتوز يتوفر في كل الفاكهة) ومزجه بالجلوكوز يجعل الموضوع لا يمر من دون أن تتعرض أجسامنا إلى أضرار جانبية من الأنسولين، ثم اتخاذه في النهاية شكلا سمّيّاً.

كتب الدكتور خلوق ساجاكلي في موضوع السكاكر السريعة قائلا: «إن الكربوهيدرات السيئة التي تسمى السكاكر السريعة أي السكر الأبيض المكرر من أكثر المواد الغذائية تنبيها للأنسولين.إن السكر المكرر لا يحتوي في داخله أيا من الفيتامينات أو المعادن. وسبب ذلك أن السكر الخام أثناء تكريره يفقد كامل قيمته المعدنية. إن السكر الأبيض لا يؤمن أي فائدة للكائن الحي، بل على النقيض من ذلك فهو يستخدم الفيتامينات وأملاح المعادن المخزنة داخل العضويات من أجل تمكين الجسم من امتصاصه ومن ثم التخلص منه. يؤدي الاستهلاك المفرط للسكر إلى الإصابة بنقص السكر في الدم، كما يؤدي أيضا إلى نقص السيراتونين في الدماغ.

إن الحلويات والتورتات وصلصات السلطات والمربيات والمشروبات الغازية ومشروبات الكولا وعصائر الفاكهة المصنوعة من السكر المكرر تشتمل كلها على السكر السريع.

وعلى سبيل المثال، إن ليترا واحدا من الكولا يشتمل على 20 وحدة منها؛ أي ما يعادل 55– 60غ من السكر. يستغرق اختلاط السكاكر السريعة بالدم مدة 15–20 دقيقة، في حين أن الحبوب والخضراوات والفاكهة أو ما نسميه بالكربوهيدرات الجيدة تستغرق 3–4 ساعات لتختلط بالدم.

إن اختلاط السكاكر السريعة بالدم يتم بعد استهلاكها مباشرة، ويؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة لذلك إلى تدخل هرمون الأنسولين بنسبة أكبر، ويؤدي تزايد الأنسولين إلى انخفاض فوري لنسبة السكر التي ارتفعت في الدم، وبالتالي لا يتمكن الدماغ الذي يعتبر من أكبر مستهلكي السكر من الحصول على حاجته من الغذاء؛ ما يولد أزمة هي عبارة عن رغبة مفرطة في تناول الطعام لدى الفرد. على سبيل المثال، عند تناول قطعة من الشكولاتة يرتفع سكر الدم بشكل مؤقت ما يولد شعورا مؤقتا بالارتياح. ولكن، في ما بعد، وبسبب انخفاض سكر الدم نشعر بالحاجة إلى المزيد من الشوكولاتة، فالمزيد من الشوكولاتة، وهكذا تستمر الدورة العقيمة.

ويشبه الأمر الضربة التي يتلقاها الملاكم؛ إذ إن الارتفاع والهبوط الفوريين لضغط الدم يؤدي إلى خلل في توازن الجسم بكامله. وعندها، تدخل السعرات الحرارية المكتسبة فورا الخلايا الدهنية. وبالإضافة إلى زيادة الدهون في الخلايا الدهنية، سنكون وجها لوجه أمام تأثيرات سلبية؛ كتفكك الدهون أثناء النشاط الرياضي».

إذا كانت أسئلة من نوع: «هل ينبغي أن نمتنع عن تناول السكر بتاتا؟» ستستمر في الورود، فإذاً علينا أن نوضح ما يلي:

إن أربعة أكواب من الشاي يوميا مع مكعبي سكر لكل كوب، أو كوبين من عصير الفاكهة الجاهزة المغلفة والمبسترة مقادير كافية للدخول في مجال الخطر. عندما تشعر بالحاجة إلى المواد السكرية، ينبغي بدلا من تناول السكر أو الحلويات أو الشوكولاتة أو شرب عصائر الفاكهة أن تتناول حبة تمر جافة أو رطبة أو عنبا أو تينا أو خوخا أو بطيخا أو مشمشا. إن التخلي عن السكر كالتخلي عن التدخين؛ يمكن أن نجد له حلا عبر إرسال رسالة إلى المخ مفادها: «إنني أتخلى عنك».

أنواع بديلة لمن لا يستطيع التخلي عن السكر

إن العسل والدبس من أفضل بدائل السكر. ولكن، في حال أصر بعضهم على ضرورة تناول السكر فإن ما نوصي به هو: السكر المكسيكي ورحيق الصبار وسكر التمر وشراب قصب السكر.

سكر المكسيك

وهو خاص بالمكسيك، تم ضغطه ليتشكل على هيئة مخروط. يحتوي على سكر قصب مكرر جزئيا، وسكر بيلونكيلو أو سكر بانيلا. بعض المصادر تمتدح سكر المكسيك لأنه مكرر تكريرا جزئيا. إلا أننا لا نملك ضمانا بأن هذا المنتج لم يتم استخلاصه من قصب السكر المعدل وراثيا، وخاصة لأن المكسيك تقع في القارة الأمريكية. لذا، إن احتمال أن لا تكون المحاصيل معدلة وراثيا ضئيل.

سكر السرغوم

السرغوم نبات تنمو أغلب محاصيله في المناطق المدارية من شرق أفريقيا. وهناك نوع منه يختص به المكسيك. ويعرف باسم ذرة المكنسة. لهذه النبتة أنواع كثيرة تقارب العشرين نوعا، ومن هذه الأنواع: ذرة السكر، الذرة البيضاء، ذرة حلب (كايناش)، وعشبة السودان. يصل طول هذه النبتة إلى 3 أمتار، وهي من محاصيل الحبوب من عائلة القمح. تستخدم كنبات للعلف لما تحتويه من طاقة فائقة. وأكثر ما تتم زراعتها في دول أوروبا الجنوبية وأمريكا وآسيا الجنوبية.

يقاوم هذا النبات ظروف الطبيعة القاسية من حرارة وجفاف، ويستطيع النمو في كل أنواع التربة وفي كل الظروف المناخية من دون تمييز، ولا يحتاج إلى الماء والأسمدة، كما أنه ينمو في الأتربة القلوية والملحية. مناخ البحر الأبيض المتوسط أحد أكثر المناخات التي يسهل نموه فيها.

ونظرا إلى كونه نباتا غنيا بالطاقة، تتم زراعته في بعض المناطق بكميات قليلة لغرض علف الماشية. أما في دول مثل المكسيك فيتم إنتاج سكر السرغوم النيء والنقي من دون تكرير، ويكون على شكل مسحوق البودرة.

سكر القيقب

شجرة القيقب هي إحدى الأشجار التي يستخدمها صناع الأثاث. يصل طول هذه الأشجار إلى 37 مترا. يتم استخلاص السكر من شجر القيقب في أمريكا الشمالية منذ قرون، ويتوفر في الأسواق على شكل مسحوق سكر مكرر، ويتوفر أيضا على شكل محلول سكر مكرر. إن سكر شجر القيقب وفاكهته من الفركتوز الطبيعي. وهو أكثر حلاوة من السكر الطبيعي بمرتين.

رحيق الصبار

قامت هيئة من جامعة سيدني كانت قد اقترحت مفهوم مؤشر نسبة السكر في الدم بالإعلان عن بديل مهم جدا عن السكر الأبيض غير الصحي. هذا السكر الذي تمت تسميته برحيق الصبار يتم استخلاصه من نبات الصبار المعروف. رحيق الصبار من المحليات الطبيعية، ويتميز بمؤشر نسبة سكر دم منخفض جدا، كما أنه أكثر حلاوة من السكر بثلاث مرات أو أربع، إلا أنه يحتوي على 4 سعرات حرارية مقابل 16 سعرة حرارية تحتويها الكمية نفسها من السكر العادي.

بإمكاننا استخدام هذا السكر أو المُحلي الذي يبدو حتى الآن على الأقل أخف ضررا. ويقال إنه لا يترك مذاقا سيئا في الفم. ويتم التصريح بين الفينة والأخرى أن هذا المنتج طبيعي. إن كون المنتج طبيعيا لا يعني أنه لم يتعرض للمعالجة؛ أي ليس مكررا. الصبار نبات ينشأ في الصحارى، ويشكل المادة الأولية لمشروب تيكيلا.

تتعرض هذه النبتة إلى بعض المعالجة كي يتم تحويلها إلى رحيق، وذلك كافٍ لجعلها موضع شبهة. ولكنْ مع ذلك، علينا أن نوضح أنها حتى الآن على الأقل أخف ضررا من سكر الشمندر وسكر القصب.

محلول رحيق الصبار نوعان؛ فاتح اللون وغامق اللون. الأنواع الغامقة منه تتميز بمذاق يشبه مذاق الدبس أو الكاراميل، أما الفاتحة فهي أقل حلاوة. سكر رحيق الصبار عبارة عن فركتوز طبيعي كما هو الحال في أكثر أنواع الفاكهة. إلا أن هذا الفركتوز لا يماثل الفركتوز الخطير الذي ينشأ من مزج الفركتوز بنشاء الذرة.

بعض المختصين يدفعون التهم عن الفركتوز بعبارات تعبر عن لسان حال الشركات مثل «الفاكهة أيضا تحتوي على الفركتوز». علما أن الفرق بين الأمرين كالفرق بين الأبيض والأسود.

عقب التجارب التي قام بها الدكتور مرسيدس لوبيز ومجموعته على الفئران في المكسيك تم الإعلان عن أن رحيق الصبار يحمي من التكلس، ويحسن فرص تشكل أنسجة العظام، ويزيد من إنتاج الأنسولين، كما وينشط هرمون GLP–1.

باعتباري أحد الذين يتجنبون أنواع المحليات كافة، كانت قراءاتي لما كتب حول السكر هي الدافع إلى هجري السكر. واعتبارا من اليوم الذي اتخذت فيه هذا القرار وحتى الآن فإنني لا أستهلك السكر المكرر. وأشعر أن حاسة الذوق في لساني في أحسن حالاتها. في الحقيقة، لقد خشيت من صعوبة الأمر في الأيام الأولى، وفكرت إن كنت سأستطيع ترك الحلويات التي أحبها، ولكن الأمر لم يدم طويلا. إن كل معلومة كنت أصل إليها كانت تقودني إلى حالة أوشك فيها على صب اللعنات على كل من اكتشف السكر الأبيض المكرر، وكل من حوله إلى غذاء معدل جينيا أو مادة مهجنة. بعضهم يردد: «أنا لا أستطيع التخلي عن السكر أبدا». إن كنت من هؤلاء فما عليك إلا اعتماد المصادر البديلة واختيار ما هو غير مكرر. إلا أن هذه ليست نصيحة، بل هي مجرد اقتراح بديل. والبديل الآخر هو محلول قصب السكر.

شراب قصب السكر

إن محلول قصب السكر غير المكرر يصلح لأن يكون بديلا مهما، كما بيّنّا في السابق. بعد تحديد حصص لإنتاج السكر المصنوع من قصب السكر، قام أحد الطموحين من أبناء أضنة بالبحث عن طريقة لتسويق محصوله من قصب السكر، فابتكر طريقة تقوم على استخلاص شراب قصب السكر باستخدام المكباس، ثم أضاف إليه عصير الليمون ليكتسب مذاقا مختلفا. ولأن السكر الناتج نقي وليس مكررا فهو خالٍ من عوامل مرَضية كثيرة. يعتبر شراب قصب السكر بديلا جيدا، ويفيد على الأقل في سد بعض الحاجات كصناعة المربيات والحلويات.