يظهر العدوان في مختلف مراحل العمر. كما يعتبر علماء الحياة أن العدوان خاصة رئيسية لكل كائن حي. فالعدوان سلوك تفسره أعراضه، والعوامل المحركة له، ومن الممكن الوصول إليها من تحليل الموقف العدواني. إن إنزال الأذى بالآخرين هو في النهاية نوع من الانتقام. والانتقام في النهاية نوع من الدفاع، دفاع الذات عن نفسها أمام تهديد تواجهه الآن أو واجهته من قبل. والذات تندفع إليه دون غيره من وسائل الدفاع بتدخل عدد من العراقيل التي تمنع إرضاء الدوافع وإشباعها وتؤدي إلى الإحباط. والإحباط حالة مؤلمة تسعى العضوية إلى التغلب عليها واتقاء آثارها. وفي ذلك قد تأخذ العضوية العدوان طريقا إلى ذلك بدلا من الاستسلام. وقد ينتهي الإحباط إلى القلق. ويكون القلق نفسه دافعا إلى العدوان. وينظر البعض إلى العدوان على أنه وسيلة تلجأ إليها الذات أحيانا من أجل العمل على إبعاد ما يمكن أن يتهددها من ألم وخطر.
العدوانية ظاهرة عامة يمارسها الأفراد بأساليب متعددة ومتنوعة. وتأخذ صورا، مثل التنافس في العمل أو الدراسة وفي اللعب. ويتخذ العدوان صورا متمثلة في التعبير اللفظي أو العدواني البدني. وقد يتخذ صورة الحرق أو الإتلاف لما يحب الآخر.
مفهوم العدوان
العدوان سلوك مقصود يستهدف إلحاق الضرر أو الأذى بالآخرين. وقد ينتج عن العدوان أذى يصيب إنسانا أو حيوانا. كما ينتج عنه تحطيم للأشياء أو الممتلكات. ويكون وراء دافع العدوان دافع ذاتيّ. إن سلوك العدوان يظهر غالبا لدى جميع الأطفال، وبدرجات متفاوتة. ورغم أن ظهور سلوك العدوان لدى الإنسان يعد عاملا أو دليلا على أنه لم ينضج بعد بالدرجة الكافية التي تجعله ينجح في تنمية الضبط الداخلي اللازم للتوافق المقبول مع نظم المجتمع. لا ينبغي أن ننزعج عندما نشاهد بعض أطفالنا ينزعون نحو السلوك العدواني. ويرى البعض أن وجود العدوان البسيط لدى الناشئين في مرحلة الطفولة والمراهقة دليل النشاط والحيوية، بل أنه أمر سوي ومقبول، وأن السلوك العدواني يأخذ في التضاؤل والانطفاء كلما كبر الطفل وتوافر له المزيد من جوانب النمو في جوانب شخصيته المختلفة في النواحي الجسمية، حيث يكتسب الثقة في قدراته العضلية وفي النواحي العقلية.
1. العدوان كغريزة
يعتقد كثير من الباحثين أن العدوان عند الأطفال غريزة يجب ترويضها بأسرع ما يمكن، ويفسرون عدوان الطفل بلغة الميول الفطرية. إن الصفات الغريزية أو الفطرية أنماط سلوكية، وتوجد لدى جميع أفراد النوع.
يرى العالم ” لورنز” أن العدوان غريزة قتالية يتصف بها الإنسان والحيوان، وتتجه ضد أفراد النوع ذاته.
يرى “فرويد وأدلر” أن البغضاء والعنف أمران حتميان. ويعتبران الطفل شريرا بطبعه، ويجب أن يصبح خيرا واجتماعيا بالقسر الخارجي، وذلك بإيجاد المخارج لميوله الشريرة.
ما يجب قوله هنا إن المخلوقات تغدو أقل اعتمادا على أنماط السلوك الانعكاسي أو الغريزي وأكثر اعتمادا على التعلم والخبرة كلما تقدمت هذه المخلوقات في سلم التطور، وهذا يفسر التنوع في أنماط السلوك البشري.
2. العدوان كسلوك مكتسب
يرى البعض أن العدوان عادة أو قابلية تم اكتسابها بالتعلم، وأن الصفات الاجتماعية أكثر تحديدا للأعمال العدوانية، وحب القتال عند الأفراد والأمم من الصفات العضوية الفطرية. وبذلك يمكن تخفيض الصراع العدواني بين الأفراد، وذلك بتقليل حدوث الإحباطات القاسية، وبتخفيض مكاسب العدوان إلى الحد الأدنى. أما الإحباط فهو الحالة الداخلية أو الشعور بالاضطراب الانفعالي الذي نواجهه. وعدم إشباع الحاجات يؤدي إلى الشعور بالإحباط.
• يؤدي الإحباط الذي يشعر به الطفل في حالة إعاقته إلى حالة انفعالية- الغضب- التي تزيد من إمكانية حدوث السلوك العدواني. وتتوقف نتائج العنف على العادات المكتسبة أثناء النمو، وكذلك مدى التعرض للنماذج العدوانية، وعلى مدى التساهل أو العقاب المتبع لدى إبداء الغضب.
• هناك عدة آليات لمعالجة الغضب في الأوضاع الإحباطية. وهناك ثلاثة نماذج رئيسية أمكن ملاحظتها في تلك الأوضاع.
أ. الرجع العقابي الخارجي “الغضب الظاهر” حيث يميل الفرد إلى لوم الآخرين على نحو عدواني بسبب سوء حظه.
ب. الرجع العقابي الداخلي “الغضب الداخلي” حيث يميل الفرد إلى النظر في داخله، ويعتبر نفسه مسؤولا عن الإحباطات، ويقبل لوم الآخرين.
جـ. الرجع الدفاعي: هربا من العقاب حيث يفسر الفرد الوضع الإحباطي خطأ، وينكر وجوده، ويبتعد بنفسه عن اللوم.
3. نمو الاستجابات العدوانية
إن إدراك الوالدين للكيفية التي تنشأ فيها عدوانية أطفالهما إذا كانت متعبة، واعتبار هذه العدوانية جزءا طبيعيا من عملية التنشئة الاجتماعية، قد يساهم في التغلب عليها. فمنذ الولادة وما بعد توجد فروق فردية بين الأطفال من حيث الميل إلى تأكيد الذات أو السلبية، وتستمر هذه الفروقات أثناء مراحل النمو المختلفة.
• يظهر الغضب عند الأطفال في سن مبكرة جدا، إذ لا يتحمل الطفل إعاقة رغباته، ويميل إلى الضرب في حالة إحباطه.
• يكون غضب الطفل في بادئ الأمر غير موجه، وينطوي على بعض الأعراض النمطية، كالقفز والصراخ والزمجرة. ويأتي فيما بعد السلوك الانتقامي. ويتصف هذا السلوك بالتنوع، ويتضمن قذف الأشياء والخطف والقرص والعض والضرب الشتم. وقد يلجأ الطفل الصغير إلى العض في حال شعوره بالإحباط، لكن يقوم الطفل الأكبر سنا في مثل هذه الحالة بالضرب، أو يقذف الأشياء على الشخص المسبب للإحباط.
كلما كان الطفل صغيرا كان أكثر إلحاحا من أجل الإشباع الفوري لكل رغباته. وكلما تقدم الطفل في السن أصبحت المظاهر غير المركزة وغير الموجهة والعشوائية للإثارة الانفعالية أكثر ندرة، في حين يزداد تواتر العدوان الانتقامي.
• إنه من غير السهل على الأطفال أن يتعلموا الانتظار بصبر، أو أن يطلبوا بوداعه ويتصفوا بالتسامح، ويحاولون أن يفعلوا ما يريدون عن طريق القتال. وفي الوقت الذي يجب عليهم أن يتحملوا القيود الجسمية في الصف، والقيود النفسية الناتجة عن العقاب، والرفض المتكرر لطلباتهم، إن هذه الأشياء تستثير استياء الأطفال وعداءهم.
• قد يلجأ الطفل إلى استخدام آليات غير مباشرة للتعبير عن انتقامه، فيغيظ والدته، ويثير أعصابها برفض تناول الطعام أو الذهاب إلى النوم. إلا أن أشكال العدوان الأكثر وضوحا هي المقاتلة والخشونة والتخريب واللامبالاة في المدرسة. والتدخل في عملية إشباع حاجات الطفل هو أحد المصادر العديدة للإحباط والتي تؤدي للعدوان. وتعتبر الرغبة في امتلاك الأشياء المرغوبة إحدى مصادر العدوان، كبار الأطفال غالبا يلجؤون إلى كف التعبيرات الصريحة عن العدوان.
4. الفرق بين الجنسين “البنين والبنات” في العدوان
بدءا من السنة الثانية يتضح أن الصبيان في المتوسط أكثر عدوانا من البنات، كما توجد فروق بين الجنسين في طريقة التعبير عن العدوان.
• إذ يميل شكل العدوان عند البنات إلى أخذ الشكل اللفظي ويتجه العدوان عندهن نحو أنفسهن. وذلك من خلال ممارسة العقاب الذاتي والتضحية بالذات. في حين يتخذ العدوان عند الصبيان شكل الهجوم الجسمي، ويتجه الهجوم بخاصة نحو الصبيان الآخرين.
• بعد بدء سن الثالثة تبدأ أكثر أشكال السلوك العدواني تواترا كالنوبات الغضبية بالانخفاض عند الجنسين، ويظهر في سن التاسعة خمسون بالمائة من الصبيان وثلاثون بالمائة من البنات انفجارات غضبية. قد تعود بعض الفروق بين الجنسين من حيث العدوان إلى طبيعة الثقافة السائدة في مجتمعنا، والتي تجعل الوالدين ميالين إلى عدم قبول السلوك العدواني الصادر من البنات، لأن الإناث يجب أن يؤدين دور مخلوقات تتصف بالسلبية والوداعة والرعاية. وتتوقع هذه الثقافة عملية تأكيد الذات عند الصبيان من أطفالهم ويعتبرونها نوعا من الرجولة. ويعذر الآباء والأمهات لا شعوريا هذا النوع من السلوك.
• يصعب الاعتقاد بأن البيئة مسؤولة عن الفروق، رغم أن التربية عامل هام. ولكن هناك فروقا داخلية “عضوية وحيوية” بين الجنسين تؤدي إلى اختلافات نسبية في الطبيعة والمزاج. إذ يبدو أن الصبيان أكثر قدرة ونشاطا من البنات، كما أنهم أكثر توترا وشعورا بالإحباط عندما تفرض عليهم التقييدات المنزلية والمدرسية.
أشكال العدوان عند الأطفال
1. العدوان اللفظي: يتمثل في الصراخ- الكلام البذيء- الإغاظة- الصياح- الشتم- استخدام كلمات وجمل التهديد- وصف الآخرين بالصفات السيئة وإظهار العيوب.
2. العدوان التعبيري: إدلاع اللسان من الفم- إظهار حركة قبضة اليد- أحيانا البصاق.
3. العدوان الجسدي: استخدام القوة الجسدية- ركل- ضرب بالأيدي- استخدام الأظافر أو الأسنان.
4. العدوان العشوائي: عدوان مباشر ضد الأشياء- إشعال الحرائق- تكسير أشياء وإلقاؤها- رميها- الكتابة على الجدران.
5. العدوان نحو الذات: كأن يمزق الطفل ملابسه أو كتبه أو يشد شعره أو يضرب رأسه بالحائط.. وهذا يدل على اضطراب في السلوك.
6. عدوان التخريب: رغبة الطفل بالتدمير وإتلاف الممتلكات الخاصة بالآخرين. ألعاب- أثاث- كتب- ملابس- ويتفاوت الأطفال في ميلهم نحو التدمير.
7. عدوان الخلاف والمنافسة: هو بصورة عابرة ووقتية نتيجة خلاف ينشأ أثناء اللعب أو المنافسة، مثل هذا ينتهي بإنهاء الحديث أو بالهجر بين الأطفال لعدة أيام.
أسباب العدوان عند الأطفال
1. يمكن أن يتعلم الطفل الكثير من العادات العدوانية عن طريق ملاحظة نماذج من السلوك العدواني للآباء والمعلمين والأخوة والرفاق.
2. يزيد احتمال تعلم الطفل لسلوك العدوان عندما يكافأ على تصرفاته العدوانية. فالتساهل يغذي العدوان، ولا يزيله. والطفل ينزع للعدوان بقدر ما يشعر بتقبل الأهل والمعلمين للعدوان، ويعتبر تساهلهم نوعا من الموافقة الضمنية لسلوكه.
3. عندما يقوم الأهل والمعلم بتبرير سلوك العدوان عن الطفل.
4. عندما يمنع الطفل عائق من تلبية حاجاته أو الوصول إلى هدفه، فقد يتصرف بعدائية مثال مشاجرات أطفال سن ما قبل المدرسة تنشأ بسبب الصراع على ممتلكاتهم.
5. سبب العدوان عند الطفل لفت نظر، أو جذب انتباه الراشدين إليه، واستعراض القوة أمامهم.
6. النشاط أو الحركة الزائدة مع عدم توفر الطرق المنظمة لتصريف تلك الطاقة في الأماكن المناسبة، ضيق المكان أثناء اللعب يمكن أن يؤدي إلى عدوان عارض.
7. تربية الأطفال على مبدأ التنافس والصراع والانتصار على الآخرين مهما كانت النتائج والأسباب تؤدي إلى زيادة العدوان.
8. أسلوب التنشئة التسلطية.
9. شعور الطفل بالإخفاق والحرمان، وكذلك الحرمان من الحب والتقدير، فالعدوان نتيجة للحرمان والشعور بالنقص، والنقص الجسمي..
10. الشعور بعدم الأمان وعدم الثقة، أو الشعور بالنبذ والإهانة والتوبيخ.
11. الغيرة والخوف ممن يسبب له الغيرة الشديدة، فيتجه الطفل نحو الانزواء والمشاجرة مع الآخرين.
12. الرغبة في التخلص من ضغوط الكبار التي تحول دون تحقيق رغبات الطفل.
13. ما تبثه وسائل الإعلام “التلفاز والفيديو” من أفلام تشجع العدوان، وكذلك الألعاب في الحاسوب المتضمنة برامج عنيفة.
ضبط العدوان لدى الأطفال
1. الضبط الداخلي
يقصد به تلك الإجراءات النفسية التي يتبعها المربون والمرشدون النفسيون للسيطرة على الأسباب الكامنة داخل الطفل من أجل خفض سلوكه العدواني وتنفيسه في مجال بناء العلاج باللعب وغيره. ويقضي هذا النوع من الضبط التشخيص الدقيق للعدوان، وذلك باستخدام أدوات التشخيص النفسي كالاختبارات والملاحظة، وأيضا أدوات التشخيص المخبري الحيوي “البيولوجي” للغدد لمعرفة النشاط الهرموني وآثاره النفسية والسلوكية على الطفل.
2. الضبط الخارجي
ويقصد به تلك الإجراءات التي تعدل من البيئة الخارجية التي تسهم في ظهور العدوان وتدعمه، أما مصادر الضبط الخارجي فنجدها متصلة بمؤسسات المجتمع المختلفة كالأسرة والحضانة والمدرسة وأجهزة الإعلان المختلفة. فمثلا الأسرة يمكنها أن تعمل على تهيئة بيئة اجتماعية غير عدوانية إلى حد ما أو غير باعثة على الإحباط، وذلك من خلال تنشئة اجتماعية تغرس الحب، وتنمي مهارات التعاون بين الأطفال، وتلبي حاجاتهم النفسية والجسدية.
الوقاية والعلاج لسلوك العدوان
1. نشر ثقافة التعامل مع العدوان، فهما لأسبابه، وتعاملا مع مرتكبيه، ومواجهة لأحداثه، وتحجيما لآثاره، وتنبؤا بحدوثه.
2. تجنب تعريض الفرد أو الجماعة للمثيرات العدوانية مثل التقليل من مشاهد العنف في وسائل الإعلام. وبشكل خاص في البرامج الموجهة لصغار السن وتعديل المقررات التربوية وأساليب الخطاب الإعلامي وتنقيتها من المضامين المثيرة للعدوان والداعية له.
3. التفريغ السلبي للتوترات التي تعد المخزون الاستراتيجي للعدوان، وذلك بممارسة الرياضات البدنية والهوايات الإبداعية مثلا.
4. تدعيم الاستجابات المضادة للعدوان وتنمية السلوك البناء اجتماعيا كالإيثار والتسامح والصداقة والالتزام الأخلاقي، وكذلك الإشارة إلى الدين ودوره وفهم تعاليمه في خفض معدلات العدوان.
5. حجب الدعم الإيجابي عن العدوان: فعلى سبيل المثال حين يلقى المدرس الذي يضرب التلاميذ مزيدا من الثقة والاحترام والطاعة مقارنة بالمدرس الذي يثير سخريتهم سيدعم السلوك العدواني.
6. تبصير الوالدين بضرورة تجنب بعض السلوكيات والأساليب أثناء التنشئة الاجتماعية التي من شأنها حث الفرد على السلوك العدواني، مثل التمييز بين الأخوة والتجاهل والعقاب البدني.
7. التدريب على الاسترخاء، هناك أسلوب التغلب على التوتر كالاستحمام بالماء البارد أو غسل الوجه والأطراف على أساس تأجيل استجابة الفرد للمواقف المثيرة للتوتر ومن ثم العدوان، حتى تهدأ الاستثارة العضوية من شأنه تغيير استجابته وتوجيهها وجهة أخرى.
8. التدريب على التحكم بالمشاعر والانفعالات من منطلق أن القوي ليس بالصراع، وإنما القوي الذي يملك نفسه عند الغضب. وقد اقترح الباحثون عددا من الأساليب لتنمية تلك القدرة. منها زيادة قدرة الفرد على تحمل المشقة، تدريبه على استخدام الحوار الداخلي في تقليل التوتر أو كف الاستجابة العدوانية.
9. تدعيم مقولة القبول بالاختلاف السلمي مع الآخرين، وتنمية مهارات الفرد في إدارة الصراع بوسائل سليمة وتعليمية.
10. وجوب تبني أساليب فعالة لا تستغرق سوى فترة زمنية قليلة لعقاب مرتكب السلوك العدواني، لأن الضحايا حين يعلمون أن من آذاهم نال جزاء عادلا فإن عداءهم ينخفض.
إرشادات لتجنب السلوك العدواني عند الأطفال
1. وضع قوانين واضحة للأطفال في كل مكان في المدرسة بعد شرحها لهم. فالقوانين توضح للطفل السلوك المتوقع منه، مع مراعاة أن تكون تلك القوانين بلغة مفهومة للطفل.
2. تنمية السلوك الموجه نحو المساعدة للآخرين، أو تنمية التعاطف مع الآخرين. فكلما أظهر الطفل اهتماما أكبر بالآخرين قل أن يلحق الأذى بهم.
3. تعزيز السلوك غير العدواني وتشجيعه، مثال اللعب التعاوني مع صديق، وتعزيز الطفل عندما يلعب مع أقرانه دون شجار وصراخ.
4. كلما كان لدى الأطفال حيز مكاني أوسع للعب قل احتمال حدوث شجار بينهم، وأعطى فرصا كثيرة للحركة من موقع إلى آخر.
5. مشاركة الأطفال والاهتمام بما يفعلونه يمكن أن يقلل من المشكلات. فالأطفال الصغار يصبحون أكثر هدوءا عندما يكون أحد الراشدين قريبا منهم.
6. يجب أن يكون هناك عدل في التعامل مع الأبناء. فعلى الوالدين ألا يعاملا أحد الأبناء معاملة أقل من غيره، فمثلا إذا اشترى الأب لعبة لابنته الصغيرة يجب أن يشتري مثلها أو ما يوازيها لبقية أبنائه، حتى لا يترك الفرصة لتوليد مشاعر عدوانية لديهم.
7. يجب على الوالدين أن يوفرا الفرصة للأولاد للتنفيس عن مشاعرهم العدوانية المكبوتة من خلال إشراكهم في الأنشطة الجماعية.
8. يجب الإقلال من التعرض للنماذج العدوانية. فالأطفال الذين يشاهدون تصرفات عدوانية يميلون إلى تقليد هذه النماذج. فعلى الوالدين ألا يختلفا ويتنازعا أمام أبنائهم. ويجب منعهم من مشاهدة أفلام العنف.
9. يجب على الوالدين تفهم دوافع السلوك العدواني وأن يقفا موقف المتفهم الهادئ. فقبل أن يمنعا الأطفال من عمل شيء ما يجب أن يهيئا لهم عملا إيجابيا بدلا من عقابهم وتوجيه الأوامر والنواهي. فمثلا يقول لهم:
” من المفضل أن تفعل هذا… تعال وافعل كذا…” وذلك بدلا من أن يقول:
” لا تفعل هذا… إياك أن تفعل ما فعلت… لا تقرب هذا المكان وإلا سوف أضربك…”.
.10على الوالدين إشعار أبنائهما بالحب والحنان، وأن يجلسا معهم، ويتحدثا إليهم ويطلبا منهم أن يخبروهما بما يحدث معهم في المنزل والمدرسة. فوجود الأب والأم إلى جانب أبنائهما يشعرهم بالقوة والحماية.
.11يجب على الوالدين منح الثقة للأطفال الأكبر سنا، وتحميلهم مسؤولية رعاية الأصغر منهم سنا.
.12يجب إدخال تعديلات على الظروف البيئية المحيطة بالطفل، إذا كانت هذه الظروف سببا في العدوان، وإزالتها، وإشباع حاجات الأطفال المادية والمعنوية.
.13يجب إدخال تعديلات على الحالة النفسية للطفل، وذلك بالعمل على تخفيف الضغوط التي يعاني منها الطفل. فالخبرات الطيبة تساعد الطفل على مواجهة المتاعب.
الخلاصة
كيف يمكن اكتشاف مشكلة خطيرة في طور التكون؟ إن أول سؤال يجب أن يوجهه الفرد إلى نفسه هو التالي:
• هل يتسم الطفل بزيادة رد الفعل باستمرار؟
• هل ترتبط أعماله العدوانية ببعض الإحباطات، أو تصدر عنه دون وجود حادث ظاهري على الإطلاق؟
• هل أعماله العدوانية زائدة عن المعتاد؟
• هل يطلق العنان للأعمال التخريبية الهدامة؟
• هل ينطوي سلوكه على عنصر حقد قوي؟
إن الإجابة بنعم عن كل هذه الأسئلة تستلزم البحث عن مصدر السلوك العدواني للطفل. السلوك العدواني، في معظم الأحيان، نتيجة ذات تاريخ بعيد لبعض اتجاهات الوالدين والممارسات التربوية. وقد تبين عموما أن مواقف الوالدين سواء كانت من النوع العدواني أم المتساهل تشجع على السلوك العدواني وعدم الانضباط عند الأطفال. إن الجو المنزلي المتسم بالتسامح والحب يمنح الأطفال الأمن والطمأنينة والاستقرار النفسي الداعم للسلوك السوي.
تأليف: أنس شكشك