السمنة Obesity هي زيادة كمية الدهون في الجسم نتيجة خلل بين ما يتناوله الطفل من الطعام وبين ما يصرفه من طاقة.
أصبحت السمنة من أكثر اضطرابات التغذية انتشارا في العالم، وهي تتعلق بشكل أو بآخر بالمستوى المالي والمستوى الاجتماعي في أي بلد، لكن هناك بعض السمات المشتركة في أي مكان في العالم مثل ارتفاع نسبة حدوثها بين البنات ولا سيما قبل سن البلوغ، كذلك ارتفاع نسبة حدوثها في السنوات الأخيرة بشكل كبير في البلدان الغنية وفي بعض الطبقات في البلدان الفقيرة.
الأسباب
تعتقد كثير من الأمهات أنه كلما زاد وزن الرضيع وتكورت أطرافه أصبح أجمل صورة وأبهى منظراً وأن هذا مؤشر على صحة جيدة، تطلب بعضهن من الطبيب أن يصف فيتامينات تزيد الوزن أو دواء يفتح الشهية، في الوقت الذي يكون فيه وزن الطفل ضمن المنحنى الأعلى للوزن، بل إن بعضهن يتسابقن بأطفالهن أيهم أكثر وزناً.
تترافق السمنة بمشاكل صحية خطيرة في عمر الطفولة، وتعتبر مؤشراً مبكراً لزيادة عدد الوفيات فيما بعد بعمر البالغين.
تشكّل السمنة الناتجة عن إضطربات وراثية أو هرمونية (مثل تناذر بريدر ولي Prader Willi Syndrome أو القصور في الغدة الدرقية، أو نقص هرمونات النمو) أو اضطرابات عصبية (مثل إصابات تحت المهاد Hypothalamus الناتجة عن مرض دماغي أو مرض أو إنتان)، تشكل كل هذه الاضطرابات أقل من 5% من أسباب السمنة عند الأطفال.
السبب الأعظم للسمنة هو الإفراط في الطعام، وهذا الإفراط ناتج عن تداخل عوامل بيئية مختلفة مع الطفل المؤهل وراثياً لبناء أنسجة دهنية بكميات مفرطة، تترافق زيادة استهلاك الطعام ولا سيما الدهني منه مع قلة الحركة في زيادة سريعة في الوزن.
كثيراً ما تترافق مع السمنة اضطرابات صحية في مختلف أجهزة الجسم نذكر على سبيل المثال في جهاز القلب والدوران: ارتفاع الضغط في الغدد الصماء، نقص حساسية الأنسولين، داء السكري نوع C الذي تزداد نسبة حدوثه بشكل موازٍ مع زيادة الوزن.
يجب أن نتذكر أن السمنة تسبب بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والإحباط ونقص تقييم الذات.
أخيراً يجب أن لا ننسى أن السمنة تترافق مع إصابات العظام مثل الجنف (انحناء العمود الفقري إلى الجانب) والقدم المسطحة.
العلاج:
تعتمد المعالجة على مبدأين أساسيين:
1– الإقلال من المواد السكرية والدهنية، والإكثار من الخضار التي تعطي شعوراً بالشبع دون أن تسبب زيادة في الوزن، كما أنها تحتوي على كمية كبيرة من الألياف التي تمنع حدوث الإمساك. تضيف بعض الأمهات، اعتبارا من الشهر الخامس قطعاً صغيرة من البسكويت الهش إلى الحليب مع كل وجبة، لا نرى ضرورة لذلك، بل على العكس يزيد هذا من تكوين الطبقات الدهنية في جسم الرضيع، لأن البسكويت في معظمه مكوّن من مواد سكرية ونشوية. هذه المواد كما هو معلوم لا تفيد في النمو، إنما في توليد الطاقة والحركة. ولما كان الرضيع في العموم وفي هذه السن قليل الحركة، فإن هذه المواد سوف تخزّن في جسم الطفل على شكل دهون إضافية. تفيد الدراسات أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من السمنة في طفولتهم، هم الأكثر تعرّضاً لأمراض القلب والشرايين في حياتهم كبالغين.
2– الإكثار من الحركة وممارسة الرياضة لأن ذلك يحرق الفائض من الغذاء عوضاً عن تخزينه في الجسم على شكل طبقات من الدهون.
في كل الأحوال ننصح بمراجعة طبيب الأطفال وذلك لمعرفة أسباب السمنة، هل هي نتيجة مرض عضوي يجب معالجته، أم أنّ السبب نفسي، أم زيادة في تناول الطعام وقلة الحركة.
كما ننصح بمراجعة أخصائي تغذية لوضع جداول تغذية خاصة تتناسب مع حالة الطفل وعمره.