التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الشبع من الرضاعة واكتساب الوزن للطفل

اكتساب الوزن بصورة عادية

يمكننا الحديث عن الأطفال العاديين، إن تذكرت بوضوح أنه لا يوجد طفل عادي. فأحدهم يكتسب الوزن ببطء، والآخر يكتسب الوزن بسرعة. وعندما يتحدث الأطباء عن الطفل العادي، فإنهم يقصدون أنهم أضافوا المعلومات المتعلقة بمكتسبي الوزن بسرعة، وببطء، وبصورة متوسطة.

يزن الرضيع العادي ما يزيد قليلا على ثلاثة كيلو جرامات عند الولادة، ويتضاعف هذا الوزن عند عمر يتراوح بين ثلاثة وخمسة أشهر. ويميل الأطفال الذين يكون وزنهم قليلا عند الولادة إلى النمو بصورة أسرع، وكأنهم يحاولون التعويض، على النقيض من الأطفال الذين يولدون بحجم كبير الذين يكون نموهم بطيئا في البداية. ويكتسب الطفل العادي ما يقارب 900 جرام في الشهر الواحد (أي من 170 إلى 225 جراما في الأسبوع) خلال الشهور الثلاثة الأولى. وبالطبع، يكتسب بعض الرضع الأصحاء وزنا أقل، وغيرهم يكتسبون وزنا أكبر، ثم بعد ذلك تبدأ زيادة وزن الطفل في التباطؤ. فعندما يكون عمره ستة أشهر، ينخفض معدل اكتساب الوزن بصورة عادية إلى 450 جراما في الشهر (أي 115 جراما في الأسبوع). ويعد ذلك انخفاضا شديدا يشهده وزن الطفل في فترة ثلاثة أشهر. وعندما يبلغ الطفل تسعة أشهر، ينخفض معدل اكتساب الوزن بصورة عادية من 57 جراما إلى 85 جراما في الأسبوع، وخلال العام الثاني ينخفض المعدل لما هو أكثر من ذلك ليصل إلى 225 جراما تقريبا في الشهر.

بنمو الأطفال، يمكنك ملاحظة أنهم يكتسبون الوزن ببطء أكبر. كما أنهم يكتسبونه على نحو أكثر عشوائية. فربما يعمل التسنين أو إصابتهم بأي مرض على سد شهيتهم لعدة أسابيع، وقد لا يكادون يكتسبون الوزن على الإطلاق. وعندما يتحسنون، تتحسن بالمثل شهيتهم للطعام ويبدأ معدل اكتساب الوزن في التعويض بسرعة كبيرة.

لا تعطي أهمية كبيرة للتغيير الذي يشهده وزن الطفل من أسبوع لآخر. فقدر زيادة وزنه كل مرة يعتمد على ما كان يأكله في الآونة الأخيرة، وكيف كانت طبيعة البول والبراز. فإن وجدت صباح أحد الأيام أن ابنك قد زاد بمقدار 115 جراما فقط في الأسبوع الفائت، بينما كان يكتسب فيما مضى 200 جرام على الدوام، فلا تستنتجي من ذلك أنه لا يأخذ كفايته من الطعام أو أن خطبا ما قد حدث له. فإن بدا أمامك سعيدا ويشعر بالشبع، فانتظري أسبوعا آخر لملاحظة ما سيحدث. إذ ربما يزداد وزنه زيادة كبيرة تجعله يعوض الزيادة القليلة. وبالنسبة للطفل الذي يرضع من ثدي أمه، فهناك مؤشرات جيدة تدل على أنه يحصل على كفايته من الغذاء، مثل: تغيير الحفاضات من ست إلى ثماني مرات على الأقل يوميا، والتنبه والشعور بالسعادة عند استيقاظه من النوم، والنوم الهانئ. وتذكري دائما أن الطفل كلما كبر تباطأ معدل اكتسابه للوزن.

كم مرة تزنين طفلك؟

لا يملك معظم الآباء موازين؛ ولذا لا يقاس وزن أطفالهم إلا عند الذهاب إلى الطبيب للكشف، ويحدث ذلك في أحيان كثيرة. فإذا كان طفلك يبدو سعيدا ويبلي بلاء حسنا، فإن قياس وزنه على نحو متكرر لأكثر من مرة في الشهر الواحد لن يكون له أي هدف إلا إرضاء فضولك. على الجانب الآخر، إن كان طفلك يبكي كثيرا، أو يعاني عسر الهضم، أو يتقيأ كثيرا، فإن قياس وزنه بصورة متكررة في عيادة الطبيب ربما يساعدك ويساعد الطبيب في تحديد أصل المشكلة. على سبيل المثال، يشير البكاء المتكرر في الطفل الذي يكتسب الوزن بسرعة في العادة إلى إصابته بالمغص، وليس الجوع.

اكتساب الوزن ببطء

يكتسب الكثير من الأطفال الأصحاء الوزن ببطء، مقارنة بالزيادة العادية. ولكن إن كان ابنك يزداد وزنا على نحو بطيء، فلا يعني ذلك بكل تأكيد أن هذا هو المتوقع. وإن كان جوعان طوال الوقت، فتلك علامة رائعة على أنه من المتوقع أن يكتسب وزنه على نحو سريع. وفي بعض الأحيان، تشير الزيادة البطيئة في الوزن إلى أن الطفل يعاني مرضا ما. ولذا، يجب أن يعرض الأطفال الذين يزدادون وزنا ببطء على الأطباء بصفة منتظمة للتأكد من أنهم يتمتعون بكامل الصحة والعافية.

في بعض الأحيان، يمكنك ملاحظة أن هناك أطفالا خلوقين، يزداد وزنهم ببطء، ولا يبدو عليهم أبدا الجوع الشديد. ولكن إن عرضت عليهم قدرا أكبر من الطعام، فإنهم يتناولونه برغبة شديدة، ويزداد وزنهم على نحو أسرع. بعبارة أخرى، لا يصيح جميع الأطفال عندما تعرضين عليهم كميات طعام قليلة.

الأطفال البدن

يبدو من الصعب على بعض الأشخاص تغيير اعتقادهم بأن البدانة في الأطفال من الأشياء الجذابة المحببة إلى النفس. وقد يجامل الأقارب والأصدقاء آباء الأطفال البدن، وكأن بدانتهم دليل على رعايتهم الفائقة لهم. ويفكر بعض الآباء في بدانة طفلهم على أنها رصيد احتياطي – كأرصدة الأموال في البنوك – ضد أي مكاره أو أمراض مستقبلية محتملة. وبالطبع، الأمر ليس كذلك على الإطلاق.

فالأطفال الذين يحملون قدرا كبيرا من الدهون ليسوا أكثر سعادة أو صحة من أقرانهم الأقل وزنا. كما أنهم أي (البدن) يميلون إلى الإصابة بالطفح الجلدي والالتهابات عندما تحتك ثنيات جسمهم ببعضها. وعلى الرغم من أن البدانة في الرضع لا تعني بالضرورة أنهم سيصبحون بدنا طوال العمر، فإنه ليس من الإحسان للأطفال ورعايتهم أن يتم تسمينهم بإعطائهم كميات كبيرة من الطعام.

رفض الرضاعة في الشهور اللاحقة

بين الحين والآخر بينما يكون الطفل بين الشهرين الرابع والسابع، تلاحظين أنه يتصرف بغرابة في وقت الرضاعة. وتقول الأم في هذه الحالة إن الطفل يرضع بجوع من ثديها أو من الزجاجة لعدة دقائق، ثم يضطرب ويصبح عصبيا، ويترك الحلمة، ويبكي وكأنه يعاني ألما ما. وبيد أنه يبدو شديد الجوع، فإنه يصبح مضطربا حين يعود إلى الرضاعة كل مرة. ومع ذلك، يبدأ في تناول الأطعمة الصلبة بحماس.

ربما يكون ذلك ناتجا عن التوتر الذي يسببه التسنين. فعندما يرضع الطفل، يعمل المص على احتقان لثته المؤلمة، مما يجعله يشعر بوخز لا يحتمله. وللتغلب على ذلك، يجب تقسيم فترة الرضاعة كل مرة إلى أجزاء مختلفة، مع إعطاء الأطعمة الصلبة بين الفواصل، ما دام شعوره بالتوتر لا يبدو عليه إلا بعد عدد دقائق معين من الرضاعة. وإن كان يرضع صناعيا، يمكنك تجربة توسيع الفتحة التي يخرج منها اللبن في حلمات قليلة، حتى يستطيع إنهاء الزجاجة في وقت أقصر بمص حلمة الزجاجة على نحو أقل تعبا. وإن كان اضطراب وليدك شديدا للغاية، ويتعرض له سريعا فور رضاعته، يمكنك منع الزجاجة عنه لعدة أيام؛ مع تقديم اللبن له في كوب، إن كان ماهرا في احتساء اللبن على هذا النحو، أو عن طريق ملعقة، أو بخلط كمية كبيرة من اللبن مع مسحوق الحبوب التي يتناولها أو غيرها من الأطعمة الأخرى. ولا تقلقي إن لم يحصل الطفل على الكمية المعتادة.

ربما تسبب إصابة الطفل بعدوى في أذنه، بالإضافة إلى نزلة البرد، ألما كبيرا في مفصل الفك، مما يجعله يرفض الرضاعة حتى ولو كان قادرا على أكل الأطعمة الصلبة جيدا. وبين الحين والآخر، يمكن أن يرفض الطفل ثدي أمه خلال فترات حيضها، ولكن عرض الرضاعة عليه كثيرا خلال هذه الأيام ربما يساعده على الحصول ولو على قدر قليل من لبن الثدي. واعلمي أن شفط لبن الثدي بالشافطة، أو سحبه من الثدي باليد، ربما يساعد في التخفيف من امتلاء الثدي، ويحافظ على تدفق اللبن إلى أن يعود الطفل والأم إلى الرضاعة كالمعتاد.

شرب الماء

إن لم يكن ماء الشرب محتويا على الفلورايد، ربما يصفه لك الطبيب، إما في صورة قطرة فيتامينات للطفل أو بصورة منفصلة.

يريد بعض الأطفال الماء، والبعض الآخر لا يريده. وبين الحين والآخر، ينصح بإعطاء الطفل القليل من أوقيات الماء فيما بين الوجبات مرة أو مرتين يوميا. ولكن لا يعد ذلك ضروريا، لأن كمية السائل المشتمل عليها لبن الثدي أو الرضعة سوف تكفي احتياجات الطفل العادية. الأكثر أهمية من ذلك أن يتم إعطاء الطفل ماء إذا ما ارتفعت حرارته، أو أثناء الطقس شديد الحرارة، خاصة إن تحول لون البول إلى الأصفر الغامق، أو بدا على الطفل العطش الشديد. وكثيرا ما يتقبل الأطفال الذين يرفضون الماء بصورة طبيعية أخذه خلال هذه الأوقات. ولقد اكتشفت بعض الأمهات أن إضافة قدر ضئيل من عصير التفاح إلى الماء تجعل الطفل أكثر استعدادا لشربه. وإن كنت تسقين طفلك الماء، فمن الأهمية بمكان أن تستمري في تقديم الرضعة أو لبن الثدي بالكميات المعتادة. فالأطفال الذين لا يشربون إلا الماء يمكن أن يصابوا بالتعب الشديد.

لا يفضل الكثير من الرضع الماء بدءا من الأسبوع الأول أو الثاني، وحتى يبلغوا قرابة العام. فخلال هذه المرحلة، لا يحتاجون بشدة إلا إلى أي شيء يحتوي على الغذاء، ويشعرون بالإهانة إذا ما قدمت إليهم ماء بدون أي إضافات. ولكن إن أحبه طفلك، فلا بد أن تقدميه له من مرة إلى عدة مرات يوميا، في أوقات استيقاظه بين الوجبات، ولكن ليس قبل الوجبة اللاحقة مباشرة. ويمكنك تقديم قدر كبير من الماء له، كما يريد، ما دام يحصل على رضعته الصناعية أو لبن ثديك بالكمية المعتادة. وعلى الأرجح، لا يريد الطفل أكثر من 60 ملليمترا من الماء، ولكن لا تدفعيه إلى شرب الماء إن لم يكن يريده. فلا يوجد أي فائدة لإثارة غضبه؛ فهو يعرف ما يحتاج إليه.

ربما تريدين أن يبدأ رضيعك في شرب الماء، بصفة خاصة، إن كان يحصل على قدر ضئيل من اللبن أثناء إصابته بالمرض، أو كان الطقس حارا. وإن لم يكن يريد شرب الماء دون إضافات، يمكنك تجربة إعطائه ماء محلى بالسكر. أضيفي ثماني ملاعق صغيرة غير مملوءة من السكر المبلور، وملعقة صغيرة غير مملوءة بالمثل من الملح، إلى لتر من الماء (أي ربع جالون تقريبا)، وقلبي المزيج حتى يذوب السكر والملح. ولزيادة تحلية الماء، أضيفي 160 ملليمترا من عصير البرتقال. يحول هذا المحلول دون الإصابة بالجفاف في حالات الإسهال الخفيف.

هل يحصل الرضيع على قدر كاف من اللبن؟

زيادة الوزن والشعور بالشبع

إذا كان طفلك يبدو سعيدا وعلى ما يرام، فمن المرجح جدا أنه يحصل على اللبن الكافي لتغذيته. ويعتبر فحص الطبيب لمقدار زيادة وزن طفلك أحد الإجراءات التي تضيف المزيد من الأمان لك. فالطفل الذي يبكي بشدة في فترة الظهيرة والمساء، ولكن وزنه يزداد بمعدل متوسط، من المحتمل أنه يحصل على التغذية الملائمة ولكنه يعاني من المغص. أما الطفل الذي يزداد وزنه ببطء مع شعوره بالرضا إلى حد ما، فيكون معدل نموه في معظم الحالات بطيئا. وعلى الرغم من ذلك، هناك القليل من الأطفال لا تنتابهم أي مظاهر للشكوى حتى عندما لا يتطور نموهم على الإطلاق.

من المحتمل ألا يكون الطفل الذي يزداد وزنه ببطء شديد ويكون جائعا معظم الوقت قادرا على الحصول على ما يكفيه من اللبن. ومن ثم، قد يكون متضايقا أو خاملا على غير العادة، كما أنه يغير أقل من ست حفاضات يوميا، ويكون لون بوله داكنا، أو رائحته نفاذة، ولا يتبرز سوى مرات قليلة. لذلك، يجب أن يتم إيقاظ أي طفل لا يزداد وزنه بطريقة مقبولة في نهاية الأسبوع الثاني من ولادته كل ساعتين أو ثلاث ساعات وحثه على المزيد من الرضاعة، ويمكن تحفيز الأطفال الذين ينامون أثناء الرضاعة بمساعدتهم على التجشؤ، ووضعهم على الثدي الآخر عندما ينامون. إذا تم تكرار هذه الطريقة أربع أو خمس مرات خلال الرضاعة، فسيزداد وزن معظم الأطفال ويرضعون بشكل أكبر بعد خمسة أيام أو سبعة.

يجب أن يتم فحص وزن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا والتأكد من سلامة الرضاعة الطبيعية بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة في المستشفى (أو بعد ثلاثة أو خمسة أيام من الولادة في المعتاد)، كذلك، يجب أن تتم الزيارة الثانية للطبيب أو الممرضة بعد أسبوعين من مغادرة المستشفى.

ومن المفضل – على المدى الطويل – افتراض حصول طفلك على ما يكفيه من اللبن ما لم يظهر على الطفل عكس ذلك أو يخبرك الطبيب بشيء آخر. وبالتأكيد ستشعرين بالرضا في كل مرة ترضعين فيها طفلك إذا بدت علامات الشبع والرضا عليه.

صعوبة تحديد كمية اللبن اللازمة

يتسبب الاستفسار عما إذا كان الطفل يحصل على ما يكفيه من اللبن أم لا في حيرة الأمهات الجدد. والقاعدة المفيدة والواجب اتباعها هنا هي أن الأطفال يغيرون عادة في اليوم الخامس من ولادتهم من ست إلى ثماني حفاضات مبتلة، ومن أربع إلى عشر حفاضات في حالة التغوط يوميا، ويرضعون من ثماني مرات إلى اثنتي عشرة مرة كل أربع وعشرين ساعة.

ولكن، لا يمكنك الشعور بهذه المرات من طول المدة التي يرضع فيها الطفل. فأحيانا ما يستمر الطفل في الرضاعة حتى بعد حصوله على معظم اللبن – وأحيانا ما يواصل الرضاعة لمدة عشر دقائق وأحيانا لمدة ثلاثين دقيقة – لأنه لا يزال يحصل على القليل من اللبن، أو لأنه يستمتع بالمص، أو لأنه لا يزال مستيقظا ويقضي وقتا طيبا.

توضح معظم الأمهات ذوات الخبرة أنهن لا يتمكن من تحديد كمية اللبن الموجودة حال الامتلاء الواضح للثديين قبل الرضاعة. في الأسبوع الأول أو الثاني من الولادة، يكون الثديان ممتلئين ومشدودين بشكل واضح نتيجة التغيرات الهرمونية، ولكن بعد فترة وجيزة يصبحان أنعم وأقل بروزا حتى مع زيادة كمية اللبن. ويمكن أن يحصل الطفل على ست أوقيات (170 جراما) من اللبن أو أكثر من ثدي واحد قد يبدو للأم أنه غير ممتلئ على الإطلاق. ويمكنك معرفة أي شيء من لون وشكل اللبن؛ حيث إن لبن الثدي يبدو دوما خفيفا ومائلا إلى الزرقة مقارنة بلبن الأبقار.