هناك ثلاث حقائق مطلقة في الحياة وانا أعيها جيدا. أول شىء: الموت، وهو رفيق دائم لي في حياتي المهنية. والحقيقة الثانية: الضرائب. والثالثة: إنني لن أصبح نباتيا أبدا.
أتذكر أحيانا قصة عن شخص، الذي قيل إنه رفض دعوة لحضور احتفال للتكريم لأن قائمة الطعام كانت مقصورة على النباتيين. على الرغم من أنه كان هو نفسه نباتيا متشددا، لكن فكرة وجود ألفين من الأشخاص يطحنون الكرفس بأسنانهم في نفس الوقت أصابته بالرعب.
إنني أقبل بسرور الحاجة إلى الجدال الأخلاقي بشأن ما إذا كنا نختار أن نكون آكلي لحوم أم لا، ولكن لأنني تربيت كإنسان يأكل كلا من اللحم والنبات، فإنني أعتقد أن أجسامنا قد تم تصميمها على الجمع بين اللحوم والفواكه والخضروات والحبوب.
إنني لست متعصبا للحوم ويمكنني أن أرى الفوائد الصحية للنظام الغذائي النباتي، إلا إنه لا يناسبني على الرغم من ذلك. دعني أقول لك السبب:
إن نظام الغذاء النباتي قد عرف منذ زمن طويل بأن له عددا من الفوائد الصحية. فلقد أثبتت مشروعات البحوث المختلفة أن النباتيين لا يعانون أمراض القلب إلا قليلا، ولا يعانون البدانة أو ارتفاع ضغط الدم، واضطراب الأمعاء مثل التهاب الأرداب، ومرض السكر، وهذا قليل من كثير في قائمة فوائد هذا النظام الغذائي.
لقد وجدت إحدى الدراسات في منتصف التسعينات أن النباتيين كانوا يشكلون نسبة 22% من مرتادي المستشفى في قسم العيادة الخارجية، وأنهم قضوا وقتا أقل في المستشفى. لماذا يكون هذا هو الحال ؟ إن النظام الغذائي النباتي المخطط بدقة إذا أمكن الالتزام بمتابعته فإنه يساوي تقريبا مقدار ما ينصح بتناوله يوميا من الفاكهة والخضروات الطازجة، والكربوهيدرات المركبة، ومضادات الأكسدة، هذا بالإضافة إلى أنه عالى الألياف ومنخفض الدهون المشبعة (مسألة واحدة مهمة في هذا المجال دفاعا عن آكلي اللحوم هو أن النظام الغذائي لآكلي اللحوم يمكن أن يحتوي على هذه المجموعة، ولكن نظامنا الغذائي الغربي المعالج والغني بالدهون يمكن أن يجعل هذا أمرا يصعب تحقيقه إلا إذا راقبنا ما نتناوله من طعام بصفة مستمرة وبدقة).
كسياسة عامة، يجب أن نتناول دهون أقل خاصة الدهون المشبعة ونزيد من تناولنا للكربوهيدرات المركبة والألياف، ونقلل من مقدار تناولنا للملح والسكر، والنظام الغذائي للشخص النباتي يحقق هذه الأهداف عادة دون وعي.
يميل النباتيون إلى تناول نسبة 25% من الدهون غير المشبعة كل يوم أقل من غير النباتين؛ لأن المنتجات الحيوانية بالطبع هي المصدر الرئيسي لهذه الدهون. إن تناول كميات أكبر من الفواكه، والخضروات الطازجة في النظام الغذائي النباتي يعني أن هناك قدرا مرتفعا من مضادات الأكسدة الواقية مثل فيتامين (أ، ج، هـ)، التي يعتقد أنها تقينا من أنواع معينة من السرطان، وأمراض القلب. وبناء على ذلك، تساهم كل تلك العوامل في الحالة الصحية السليمة لمن يتبع المذهب النباتي، ولكن التوازن هو السر هنا، وهذا هو السبب في أنني أواصل تناول اللحوم بكل سعادة، كمكمل للمواد الغذائية الموجودة في النظام الغذائي النباتي. ولكن إذا وجدت أنك تشعر بالسعادة بأن تستبعد اللحوم من غذائك لأي سبب كان فذلك سيكون خيرا لك بالمقارنة بشخص غير نباتي يتناول غذاء ضعيف المحتوي وذلك هو الغذاء الغني بالدهون، والقليل الألياف، والمحتوي على الكثير من الأطعمة المصنعة والمعالجة، والقليل من الفواكه، والخضروات الطازجة.
إن المذهب النباتي ذو فوائد صحية كبيرة إذا ما قورن بالنظام الغذائي غير النباتي. فإذا كان مناسبا لك ؛ فعليك أن تأكل ما بوسعك أكله لكي تحصل على المزايا كاملة.