التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الشخير لدى الأطفال والتنفس المزعج

عادة ما لا يمثل الشخير أكثر من مجرد صوت مزعج، ولكنه أحيانا ما يكون علامة على الإصابة بمتلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي؛ التي تمثل في الواقع مشكلة خطيرة. عندما يخلد الشخص إلى نوم عميق، فإن العضلات التي تمسك بالحلق تفتح بارتخاء ويضيق معها مجرى الهواء، ويمكن أن تزيد اللوز واللحمية كبيرة الحجم من تفاقم المشكلة؛ فالهواء الذي يمر خلال المجرى الضيق يسبب صوت الشخير، ويتوقف الشخير عندما ينغلق مجرى الهواء تماما؛ لأن الهواء لم يعد يتدفق بداخله، وبالتالي يقل مستوى أكسجين الدم لدى الطفل؛ فيستيقظ وهو يلهث طلبا للهواء.

تتكرر هذه العملية مرات كثيرة خلال فترة الليل، وفي الصباح يشعر الطفل أنه بالكاد قد حصل على قدر ضئيل من النوم، كما يكون لديه صداع. خلال الفترة التي يقضيها بالمدرسة، يكون الطفل إما نعسان أو متوترا (وهو ما يحدث لبعض الأطفال عند الشعور بالإرهاق)، ومن المحتمل أن تنخفض درجاته ويتأثر مستواه الدراسي. وبمرور الوقت، يمكن أن يتسبب المعدل المنخفض لأكسجين الدم في الإضرار بالقلب. الجدير بالذكر أن توقف التنفس أثناء النوم يكون متوارثا داخل العائلات؛ حيث قد يكون أحد الوالدين يعاني من مشكلات الشخير التي تظهر مع الإرهاق المزمن.

أحيانا ما ينام الطفل المصاب بمتلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي ورأسه مرتفع على عدة وسائد أو مثبت عند أعلى نقطة بحافة الفراش في محاولة للمحافظة على فتح مجرى الهواء. وعلى الرغم من ذلك، فإنه أحيانا ما يكون الشخير هو العرض الوحيد لهذه المتلازمة؛ لذا يجري الأطباء اختبارات لمتلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي باستخدام دراسات النوم أو تسجيل الحركات أثناء النوم؛ وهو ما يتطلب البقاء بالمستشفى طوال الليل.

إذا كانت اللوزتان واللحمية كبيرة الحجم، فربما وجب استئصالها، وإذا كان الطفل بدينا، فغالبا ما يكون إنقاص وزنه هو العلاج الأساسي له. ويحتاج بعض الأطفال أن يناموا وهم مرتدون كمامة يتم من خلالها ضخ الهواء المضغوط داخل الأنف؛ وهو ما يعرف بجهاز CPAP أو ضغط الهواء الإيجابي المستمر. ومع أن هذا الجهاز يستلزم بعض الوقت للاعتياد عليه، فإنه يوفر الراحة الفورية للطفل.

التنفس المزعج المزمن

هو حالة شائعة وفي العادة غير خطيرة؛ ولكن ينبغي فحص كل طفل يصدر أصواتا مزعجة عند التنفس. وهناك الكثير من الأطفال الذين يصدرون شخيرا طفيفا من خلف الأنف، وبيد أنه يشبه شخير البالغين؛ فإن الأطفال يصدرونه أثناء أوقات استيقاظهم. ويبدو أنه ينتج عن حقيقة أنهم لم يتعلموا بعد التحكم في الحنك الرخو، ومع الوقت سوف يفوقونه في النمو.

من الأنواع الشائعة للتنفس المزعج المزمن هو الذي يحدث نتيجة عدم التطور الكامل للغضروف حول الحنجرة. فعندما يتنفس الطفل، يتحرك الغضروف بتثاقل، ويصدر حشرجة، فيصدر الطفل الصوت المزعج الذي يطلق عليه الأطباء صريرا. فيجعل الطفل يبدو وكأنه يختنق، إلا أن بإمكانه التنفس بهذه الطريقة إلى ما لا نهاية. وفي معظم الحالات، يحدث الصرير فقط عندما يتنفس الطفل بصعوبة، خاصة خلال إصابته بنزلة برد. ويختفي الصرير في العادة عندما يهدأ أو ينام. وربما تتحسن الحالة عندما يرقد الطفل على بطنه. وإن كان طفلك يعاني الصرير، فلا مفر من ضرورة التحدث مع الطبيب. واعلمي أن بداية الصرير من جديد من الأشياء المهمة التي يجب الاهتمام بها؛ لأنها يمكن أن تكون ناتجة عن اختناق الطفل بأحد الأشياء. أما الصرير البسيط، فهو يتلاشى تماما عندما يكبر الطفل.

إن التنفس المزعج الذي يصيب صغار أو كبار الأطفال على نحو مفاجئ يمكن أن يكون نتيجة للإصابة بالخانوق أو الربو أو أي عدوى أخرى، ومن ثم يتطلب الرعاية الطبية الفورية.