هناك سؤال أطرحه على كل المرضى الذين تعرضوا لإحدى حوادث الطرق، وهذا السؤال يثير لديهم التعجب والدهشة، والسؤال هو: هل تشخر أثناء النوم ؟
إن هذا السؤال الذي لا معنى له يعد مؤشرا محددا لحالة يعزى إليها حدوث ثلث حوادث تصادم السيارات، وربما تكون النسبة أكثر من ذلك، وتزيد تلك النسبة على الطرق السريعة نتيجة حدوث اختناق لقائدي السيارات بسبب عدم توافر الأكسجين الكاف لهم أثناء النوم. وهذا شائع بين الرجال أكثر من النساء، ويعاني منه حوالي 4% من متوسطي العمر من الرجال، ويزداد مع بلوغ سن الخمسين. إنها حالة يتكرر فيها انسداد ممرات التنفس طوال الليل، وينتج عنه الاستيقاظ مرارا وتكرارا للتخلص من ذلك، على الرغم من أن المصاب لا يعي أنه مستيقظ. وفي هذه الحالة لا تتوافر فرصة النوم العميق المريح أثناء الليل أبدا، ولذلك يحدث النعاس وقت النهار، ويمكن ملاحظة هذا أثناء أداء عمل يتسم بالرتابة، أو أثناء قيادة السيارة. ويتعرض بعض الناس لهذه الحالة بسبب عيب خلقي في الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي، ولكن معظم المصابين بالاختناقات، أو الشخير أثناء النوم يكونون من زائدي الوزن، أو المدخنين، أو متعاطي الكحوليات. هذا فضلا عن العوامل الأخرى التي تمثل خطورة مثل: ضعف العضلات، وتناول الأقراص المنومة.
الشخير يحطم العلاقات الزوجية
ويعد الشخير العامل الحاسم في عملية التشخيص، ففي غيابه يصبح مستحيلا أن تقول إن هذا الشخص أو ذاك مصاب بالاختناق أثناء النوم. فصوت الشخير قد يكون عاليا لدرجة تجعل رفيق الفراش ينام في مكان آخر، أو يظل بين النوم واليقظة يستمع بقلق لهذا الشخير، حيث توجد فترات طويلة من السكون تتم مقاطعتها بواسطة الشخير الشديد أو النهجان. لقد رأيت هذا المرض يحطم عددا من العلاقات الزوجية، وهذا هو السبب في أن يعتبر تقييم متخصصي مراكز الاختناق أثناء النوم شيئا مهما.
إجراءات بسيطة للتخفيف من الشخير
إن بعض الإجراءات البسيطة تكفي للتخفيف من حدة هذه المشكلة حتى تتلاشى. ويعد إنقاص الوزن هو الإجراء الرئيسي، ولكن من الضروري أيضا الامتناع عن التدخين، والتقليل من تناول الأدوية المهدئة، وتجنب النوم على الظهر. ويتم تصميم العلاج لكل شخص بناء على الفحوص الدقيقة مثل: دراسة حالات النوم حيث تتم مراقبة المريض أثناء النوم. ومن الحلول الشائعة استخدام حجاب الأسنان الواقى ليلا، أو التدخل الجراحي، أو مواصلة الإمداد بالأكسجين طوال الليل للحفاظ على القصبة الهوائية مفتوحة حتى تخف حدة نوبات الاختناق.
وعلى الرغم من ازدياد أعداد المتخصصين في علاج الاختناق أثناء النوم، وكذلك العيادات المتخصصة مما يعد اعترافا بحجم المشكلة في المملكة المتحدة والدول المتقدمة الأخرى، إلا أن المرضى ليسوا على وعي بالعلاقة بين شخيرهم وتعبهم المزمن ؛ ولذلك لا يأتون للطبيب من أجل النصح. إنها حالة نعاني فيها كل شيء إلا الهدوء.
الشخير ليس مضحكا إذا كنت مجبرا على سماعه، ولكن الأخطار التي يتعرض لها المريض بالشخير قد تكون أكثر مما تتصور ـ وليس مجرد إيقاظ الشريك بصورة كبيرة ! إن الاختناق أثناء النوم يسبب الوفاة لدى بعض الناس. إذا كنت تعاني من الشخير، وتصاب بالنعاس أثناء فترة النهار، أو أثناء قيادة السيارة ؛ فيجب أن تزور الطبيب.