أخيرً! الشهر التاسع الذي كنت تنتظرينه، وتعملين من أجله، وتشعرين بالقلق منه على وشك الوصول إليه بعد عناء، وتتراوح الاحتمالات أنك إما جاهزة على الفور (لاحتضان طفلك…ورؤية أصابع قدميك مرة أخرى… والنوم على بطنك!) أو لست جاهزة على الإطلاق. ومع ذلك بالرغم من فوضوية نشاطاتك (المزيد من مواعيد الأطباء، وشراء لوازم الطفل وأدواته في اللحظة الأخيرة، والمشروعات التي تحتاجين إلى إنهائها في العمل، وألوان دهان غرفة الطفل)، قد يبدو الشهر التاسع بالنسبة لك أطول الشهور على الإطلاق، إلا إذا لم تلدي في موعد ولادتك المحدد. في هذه الحالة، سيكون الشهر العاشر هو أطول الشهور على الإطلاق.
مراحل نمو الجنين في الشهر التاسع من الحمل
الأسبوع 36
يصل وزنه تقريبا إلى 2722 جرامًا، ويتراوح طوله بين 45 و48 سم، وأصبح طفلك جاهزًا لاحتضانه بين يديك. واستعدت معظم أجهزة الطفل في الوقت الحالي (من جهاز الدورة الدموية والجهاز العضلي الهيكلي) للتو من أجل الحياة في العالم الخارجي. وبالرغم من أن الجهاز الهضمي جاهز للعمل بالفعل، فإنه لم يبدأ العمل فعليًّا بعد. وتذكري أن طفلك – حتى هذه المرحلة – يعتمد في التغذية على الحبل السري – لا يحتاج إلى الهضم. ولكن كل هذا سوف يتغير عما قريب. بمجرد رضاعة طفلك للمرة الأولى من ثديك (أو من زجاجة الحليب الصناعي)، عندها يبدأ الجهاز الهضمي في العمل – ويبدأ في ملء هذه الحفاضات.
الأسبوع 37
فيما يلي بعض الأخبار المثيرة: إذا لم يولد طفلك هذا الأسبوع، يكون قد أتم فترة حمل كاملة. انتبهي؛ فهذا لا يعني أن نمو طفلك انتهى – أو أصبح مستعدًّا للحياة في العالم الخارجي. فهو لا يزال مستمرًّافي زيادة الوزن بمعدل 0.227 جرام في الأسبوع الواحد؛ أي أن متوسط وزن الجنين الطبيعي يصل وزنه هذا الأسبوع إلى حوالي 2948 جرامًا (بالرغم من تنوع الحجم قليلًا من جنين لآخر، كما يحدث مع حديثي الولادة. تستمر الدهون في التراكم داخل طفلك، مشكِّلة غمازات مغرية للتقبيل في مرفقيه وركبتيه وكتفيه الرائعتين، وتجعدات فاتنة وطيات في الرقبة والرسغين. ولشغل نفسه حتى يوم الوصول الكبير، يتدرب طفلك على إتقان الشهيق والزفير في السائل السلوي (لتجهيز رئتيه لأخذ النفس الأول)، ومص إصبعه (لتجهيز نفسه للرضعة الأولى)، وتغميض عينيه وفتحهما والدوران من جانب لآخر (ما يفسر سبب شعورك بمؤخرته الصغيرة على الجانب الأيسر، واستدارته اليوم التالي نحو اليمين).
الأسبوع 38
يصل معدل نموه إلى حوالي 3175 جرامًا وطوله حوالي 50 سم (مع زيادة سم واحد أو اثنين أكثر أو أقل)، لم يعد طفلك صغيرًا. أصبح حجم الطفل كبيرًا بما يكفي من أجل ولادته – ويومه الكبير. لم يعد متبقيًا من فترة بقائه سوى أسبوعين (أو 4 بحد أقصى) في الرحم، وجميع الأجهزة مستعدة. ولا يزال أمام الطفل بعض تفاصيل اللحظة الأخيرة التي تحتاج إلى الاعتناء بها حتى ينتهي من الاستعداد من أجل حضوره (وجميع هذه الصور التذكارية) مثل الغشاء الدهني ( المادة الشمعية البيضاء التي تحمي بشرة الرضيع الحساسة) وزغب الجنين (الشعر الأملس الدقيق الذي يغطي جسمه من أجل الحفاظ على درجة حرارته). كما يفرز المزيد من منشطات السطح الرئوي التي تمنع الجيوب الهوائية من الالتصاق ببعضها عند البدء في التنفس. سيأتي صغيرك إلى العالم بسرعة لن تتخيليها!
الأسبوع 39
لا يوجد الكثير لذكره في هذا الأسبوع، على الأقل فيما يخص جانب الطول والوزن. لحسن حظك أنت وحظ جلدك المتمدد (وآلام ظهرك)، تتباطأ وتيرة نمو طفلك – أو توقف مؤقتًا عن النمو حتى الولادة. ويتراوح وزن الطفل في الطبيعي هذا الأسبوع بين 3175 و3629 جرامًا (حجم…طفل!) ويتراوح طوله بين 48 إلى 50 سم (ومع ذلك قد يكون صغيرك أصغر أو أكبر من هذا قليلًا)، ومع ذلك هناك بعض التطورات في بعض المناطق الأخرى خاصة في عقل الطفل، حيث ينمو ويكبر بسرعة هائلة (بمعدل سريع سيستمر على مدار السنوات الثلاث الأولى). وكذلك أيضًا، تحولت بشرة طفلك الوردية إلى اللون الضارب إلى البياض أو الأبيض الضارب إلى الرمادي (بغض النظر عن نوع بشرة الطفل الأساسية، بما أن التصبغ لا يحدث إلا بعد الولادة بفترة قصيرة). وهذا التطور قد تلاحظينه بحلول هذه اللحظة إذا كانت هذه ولادتك الأولى: قد ينزلق رأس الطفل في حوضك، وهذ التغيير في موضع الطفل قد يحسن من قدرتك على التنفس (ويقلل من حرقة المعدة)، ولكنه في الوقت نفسه قد يزيد من صعوبة قدرتك على السير (ويجعلك تتهادين في السير).
الأسبوع 40
تهانئي! لقد وصلتِ إلى النهاية الرسمية في حملك (وربما نهاية قوتك على التحمل). لمعلوماتك، قضى طفلك فترة الحمل كاملة، ويتراوح وزنه بين 3175 و4082 جرامًا، وطوله بين 48 و55 سم، ومع ذلك يولد بعض الأطفال بحجم أصغر أو أكبر قليلًا ويتمتعون بصحة مثالية. قد تلاحظين عند نزول طفلك (وستدركين عندما تحين هذه اللحظة المهيبة) أنه لا يزال يتخذ وضع الجنين، بالرغم من انتهاء أيامه داخل الرحم. هذا ليس إلا نتيجة التعود (بعد قضاء 9 شهور داخل الحدود الضيقة لرحمك، لم يدرك الطفل بعد وجود المزيد من المساحة ليتمدد فيها الآن) والراحة (حيث تعطي وضعية التشرنق مثل الحشرة شعورًا جيدًا). عندما تقابلين مولودك الجديد، احرصي على إلقاء التحية عليه – وأكثر. رغم أن هذه أول مقابلة لكما وجهًا لوجه، سيتعرف طفلك على صوتك وصوت والده، وإذا لم يولد الطفل قبل موعد ولادته المحدد (وتعمد تجاهل موعد الولادة المسجل على هاتفك)، فستكونين في صحة – وإن كانت متعجلة – جيدة. وتتخطى حوالي 30٪ من الحوامل الشهر الأربعين، ومع ذلك (لحسن الحظ) لن يسمح له طبيبك بتخطي الأسبوع 42.
الأسابيع 41 – 42
إذن يبدو أن طفلك عقد العزم على التأخر في الخروج. يولد أقل من 5٪ من الأطفال في موعد ولادتهم المحدد – وحوالي 10٪ يقررون مد إقامتهم داخل الرحم بعد الأسبوع 41، ويستمر نموهم خلال الشهر العاشر (بالرغم من فقدك إحساس “النمو” منذ فترة طويلة). تذكري أن الأطفال الذين يتخطون موعد ولادتهم في معظم الوقت ليسوا متأخرين على الإطلاق – وإنما تأجل موعد الولادة فحسب. قد يتأخر الطفل عن موعد الولادة في بعض الأحيان. وعندما يولد الطفل بعد تأخر الولادة يكون جلده عادة جافًّا ومتشققًا ومتقشرًا ورخوًا ومجعدًا (وجميعها أمور مؤقتة – حيث يتبعها ظهور جلد حديث الولادة الناعم بعد فترة قصيرة). ويرجع السبب في هذا إلى أن الغشاء الهياليني الواقي انزاح منذ عدة أسابيع استعدادًا للولادة في موعدها الذي وصل إليه وتخطاه. والجنين “الأكبر سنًّا” سيكون لديه أظافر أطول، وقد يزيد طولها على طول شعره، وبالتأكيد لن تجدي عليه ذلك الشعر الناعم الصغير (الزغبي) أو ستجدين القليل منه. ويتمتع حديثو الولادة المتأخرون في الولادة بانتباه أكبر وعينين متسعتين (ففي النهاية عمرهم أكبر، وأكثر حكمة). وبغرض التأكد أن كل شيء يسير على ما يرام، يراقب طبيبك على الأرجح طفلك المتأخر في الولادة عن كثب من خلال إجراء اختبارات غير مجهدة، وفحوصات للسائل السلوي أو الخصائص الفيزيائية الحيوية.
اقرأي أيضاً: تطور الجنين في الشهر التاسع من الحمل: الأسابيع 33 – 36
أعراض الحمل في الشهر التاسع
في شهرك الأخير من الحمل، قد تستمر معك بعض الأعراض من الشهر السابق، بينما يزول بعضها الآخر، ومع ذلك، تبقى هناك أعراض تلاحظينها بالكاد، لأنك معتادة عليها أو لأنك انشغلت بأعراض أخرى جديدة ومثيرة أكثر تشير إلى أنك أوشكت على الولادة:
الأعراض البدنية للحامل
• تغيرات في النشاط الجنيني (ازدياد التقلبات وانخفاض عدد الركلات، حيث تضيق المساحة المتاحة تدريجيًّا من حوله)
• تزداد كثافة الإفرازات المهبلية، واحتواؤها على المزيد من المخاط، وقد يخالطها دم أحمر أو مائل إلى البني أو الوردي بعد العلاقة أو إجراء الاختبار الحوضي أو مع استمرار عنق الرحم في التوسع.
• الإصابة بالإمساك أو الإسهال مع اقتراب موعد الولادة
• حرقة المعدة وعسر هضم وانتفاخ البطن بالغازات وانتفاخ المعدة • صداع بين الحين والآخر
• دوخة أو دوار بين الحين والآخر خاصة عند الاستيقاظ بسرعة أو انخفاض نسبة السكر في الدم
• احتقان الأنف ونزيف أنفي بين الحين والآخر وانسداد الأذن
• التهاب اللثة
• تشنجات الساق في الليل
• زيادة آلام الظهر وزيادة الوزن
• الشعور بآلام وأوجاع في منطقة الحوض والأرداف
• ازدياد انتفاخ الكاحلين والقدمين، واليدين والوجه في معظم الأحيان
• الرغبة في حك البطن
• نتوء السرة (بروز سرة البطن)
• ظهور علامات تمدد
• الإصابة بدوالٍ وريدية في الرجلين و/أو الفرج
• الإصابة بالبواسير
• يزداد التنفس سهولة بعد نزول الطفل إلى الحوض
• ازدياد عدد مرات التبول بعد نزول الطفل إلى الحوض، حيث يزداد الضغط على المثانة مرة أخرى
• مواجهة صعوبة أكبر في النوم
• زيادة عدد مرات وحدة الإصابة بانقباضات براكستون – هيكس (بعضها مؤلم للغاية)
• زيادة الخرَق وصعوبة الحركة
• تسرب حليب اللبأ من حلمتي الثدي (ومع ذلك قد لا تظهر هذه المادة التي تسبق نزول الحليب إلا بعد الولادة)
• زيادة الشعور بالإرهاق أو الطاقة الزائدة (متلازمة التعشيش) أو تغير مواعيد نزول الحيض
• زيادة الشهية أو فقدان الشهية
اقرأي أيضاً: جسم الحامل في الشهر التاسع من الحمل: الأسابيع 33 – 36
الأعراض النفسية للحامل
• ازدياد الشعور بالإثارة والقلق والترقب والشرود الذهني
• الشعور بالارتياح لأن الحمل أوشك على الانتهاء
• الانفعالية والحساسية المفرطة (خاصة عند التعامل مع الأشخاص الذين يستمرون في السؤال “لم يأتِ الطفل بعد؟”)
• قلة الصبر والضجر
• أحلام وتخيلات عن الطفل
مشاكل الحمل في الشهر التاسع
● كثرة التبول في الثلث الأخير من الحمل
● تسرب الحليب من ثدي الحامل في الشهر التاسع من الحمل
● أعراض ما قبل المخاض، المخاض الكاذب، المخاض الحقيقي
زيارة الطبيب والفحوصات الطبية في التاسع من الحمل
ما يمكنك توقعه خلال الفحص هذا الشهر
في مواعيد الفحص الأسبوعية هذا الشهر، ستقضين وقتًا أكثر من ذي قبل في عيادة الطبيب. هذه الزيارات ستكون أكثر إثارة للاهتمام – حيث يقدر الطبيب حجم الطفل، ويخمن مدى اقترابك من الولادة – مع ازدياد الترقب كلما اقترب اليوم الكبير أكثر، كما يمكنك بشكل عام توقع أن يفحص طبيبك ما يلي:
• وزنك (تقل وتيرة اكتسابك للوزن بشكل عام أو يتوقف)
• ضغط دمك (قد يكون مرتفعًا أكثر مما كان في منتصف الحمل)
• بولك من أجل تحديد نسبة البروتين
• قدماك ويداك من أجل الانتفاخ، وساقاك بحثًا عن الدوالي الوريدية
• عنق الرحم من خلال الفحص الداخلي لمعرفة إذا بدأ الإمحاء (الترقق) والتوسع (الاتساع).
• ارتفاع قاع المهبل
• نبضات قلب الجنين
• حجم الجنين (قد تحصلين على وزن تقريبي)، وموضعه (الرأس أم المؤخرة لأسفل) واتجاهه (اتجاه الأمام أم الخلف)، والانحدار (الجزء الذي وصل إلى تجويف الحوض) من خلال الكشف الخارجي (التحسس باليدين)
• الأسئلة والمخاوف التي ترغبين في مناقشتها خاصة المرتبطة بالمخاض والولادة – ضعي قائمة.
كما يمكنك توقع استلام قائمة سياسات المخاض والولادة من طبيبك (متى تتصلين عندما تعتقدين أنك وصلت إلى مرحلة المخاض، ومتى تتخطين هذه الخطوة وتتوجهين إلى المستشفى، أو مركز الولادة). إذا لم يحدث ذلك، فاحرصي على سؤاله عن هذه التعليمات – سوف تحتاجين إليها!