الشوكولاتة من الحلوى التي يقبل الكثيرون على استهلاكها يوميا وخاصة الأطفال واليافعون.
إن الشوكولاتة الحقيقية تصنع من بذور الكاكاو، وهي شجرة صغيرة من أشجار الغابات الممطرة. إن لب هذه الفاكهة التي تحاكي في حجمها ثمرة شمام صغيرة مليء ببذور الكاكاو. لإنتاج الكاكاو، تتم معالجة هذه البذور على عدة مراحل، ثم تصنع منها الشوكولاتة. تتطلب شجرة الكاكاو كميات كبيرة من ماء الري، لذلك تنمو بشكل خاص في مناطق الغابات الممطرة. إن أكثر الدول إنتاجا للكاكاو في العالم هي ساحل العاج، ثم غانا وأندونيسيا ونيجيريا والبرازيل. وتدر تجارة الشوكولاتة في العالم سنويا ما يزيد على 60 مليار دولار. إن 8 مليارات فقط من هذا المبلغ تصل إلى منتجين ومزارعين منتجين للكاكاو موزعين في 60 دولة، فعملية إنتاج الكاكاو من بدايتها وحتى استهلاكها زاخرة بقصص الاستغلال. إن تشغيل الآلاف من الأطفال المهاجرين في مزارع الكاكاو في ساحل العاج أمر تحدثت عنه تقارير عدة.
قصة الشوكولاتة
في مقال منشور في جريدة أقشام نقرأ قصة دخول الشوكولاتة حياتنا: «في العام 1000ق.م قام الأولمك بطحن بذور الكاكاو وخلطها بدقيق الذرة والتوابل والماء لتحضير مزيج يزودهم بالطاقة. تعرف الأوروبيون إلى الشوكولاتة للمرة الأولى في عام 1550 م بفضل الملاح الإسباني كورتس.
قام المبشرون بإعداد الشوكولاتة عن طريق مزج الكاكاو بالحليب والعسل، وانتشر هذا الشراب قرابة سنة 1600 م في كل القصور الأوروبية. في القرن السادس عشر الميلادي كانت الشوكولاتة مشروبا يستهلكه أفراد الطبقة المترفة. وقال المؤرخ الإسباني أوفيدو: «الأغنياء والنبلاء فقط هم الذين يشربون الشوكولاتة، لأن شرب الشوكولاتة عبارة عن شرب للمال». في الفترة نفسها في نيكاراغوا، كان بالإمكان مقايضة اثنين من العبيد بـ 10 حبات من الكاكاو و100 بذرة من بذورها. وقد قام فريدريك الكبير بحظر بيع الشوكولاتة لباعة الشوارع.
تعرفت أمريكا إلى الشوكولاتة عام 1765م عندما قام جون هانان بإنشاء مصنع للشوكولاتة. وفي عام 1828 م، قام الهولندي كونراد فون هاوتن باستخراج زيت الكاكاو من الكاكاو. أما في عام 1832 م، فقد قام ادوارد ساكر طباخ فرانسيسكو الأول من ملوك أسرة هانسبرغ بمزج محتويات الشوكولاتة واختراع شوكولاتة ساكرتوت الشهيرة. وفي عام 1849 م، قام البريطاني جوزيف فراي بإضافة زيت الكاكاو إلى مسحوق الكاكاو ليتم إعداد أول قالب شوكولاتة. وفي عام 1879 م، قام السويسريان دانيال بيتر وهنري نستله باختراع بودرة الحليب وصنع أول قالب شوكولاته بالحليب. أما السويسري رودولف ليندت فقد اكتشف تقنية سحب أسيد الشوكولاتة بدون استعمال الحليب لتبدأ المرحلة الحالية للشوكولاتة. في السنوات الأولى من الألفية الحالية خرجت الشوكولاتة من قائمة الحلويات لتدخل أيضا قائمة المقبلات والأطباق الرئيسة. وقد دخلت الشوكولاتة في إعداد عدد كبير من الأطعمة؛ بدءا من الحساء ووصولا إلى اللحوم».
ما هو الشيء الذي لا يوجد في الشوكولاتة؟
إن أكثر المبيدات الحشرية تفضيلا أثناء إنتاج الشوكولاتة هو DDT مونسانتو. ويعتبر الـ DDT أكثر مبيدات العالم خطرا، فهو كيماوي قاتل.
إن هذا المنتج يستمر استخدامه من دون ترخيص في دول العالم تحت أسماء أخرى. فهو يباع على سبيل المثال لدى باعة الأدوية، وحتى لدى بعض باعة النباتات ذات النكهة. ويستخدم DDT في عدد كبير من المنتجات الزراعية كمبيد حشري شديد المفعول وخاصة في مناطق البحر الأسود في بساتين البندق. إن أقل جرعة من هذا المبيد الذي لم يختف بأي شكل من الأشكال من وجه الأرض هي أخطر الكيمياويات المسرطنة المعروفة. وبسبب استهلاك منتجات ملوثة بDDT، فإن كل امرأة من 5 نساء يظهر في حليب ثديها مركب ـDDT.
يشيع استخدام هذا المبيد الحشري في إنتاج الكاكاو. وهناك الكثير من الأصوات التي تعلن أن الشوكولاتة ضارة. ولكن لحكمة ما، إننا لا نسمع إلا عن فوائدها. لا بد أن هناك فوائد للشوكولاتة، ولا بد أن الشوكولاتة ذات الفائدة ليست تلك التي تُسوّق في المحلات التجارية باسم الشوكولاتة. إن الشوكولاتة الحقيقية هي تلك التي حافظت على خصائصها. يمكن مزج الشوكولاتة بمواد الإضافة وبالكحول والخمور والشمبانيا وغيرها.
لا يمكن لأحد أن يتحقق من حقيقة ما يضاف إلى الشوكولاتة من مواد، وذلك لأن معلومات اللصاقات غير منطبقة على حقيقة المحتويات في المنتج. في بعض الأحيان، يمكن أن نلمح فروقات بين ما كتب في قائمة المحتويات للمنتج نفسه باللغة التركية واللغة الروسية أو غيرها من اللغات. ففي حين نرى على غلاف المنتج نفسه كلمة ليكيور مكتوبة في ركن اللغة الروسية، فإننا لا نرى الكلمة نفسها في ركن اللغة التركية. إن سوابق منتجينا في مجال عدم التطابق بين معلومات لصاقات المنتجات وبين محتويات هذه المنتجات ليست مريحة أبدا.
وضمن هذا السياق، ثبت وجود الليكور في مجموعات مختلفة من منتجات الماركات الأكثر شهرة، وذلك استنادا على أحكام أصدرتها المحاكم. كم هي نسبة الشوكولاتة الحقيقية في المنتجات التي تباع في الأسواق باسم الشوكولاتة والمغلفة بأغلفة براقة تخطف الأبصار؟ ما مدى سلامة هذه المنتجات التي يبالغ في إعلاناتها؟ وهل هي جديرة بالاستهلاك؟ ما مدى سلامة مواد الإضافة التي تشاب بها هذه المنتجات؟ وهل تدخل في فئة الحلال؟ إن الحليب الذي يسكب في الوعاء في الصورة التي تزين أغلفة الشوكولاتة إذا بحثنا عن حقيقته في قائمة المحتويات فسنجد أنه حليب بودرة وليس حليبا طازجا.
في قائمة محتويات (لا تقرأ إلا بعدسة تكبير) مثبتة على غلاف أحد أنواع الشوكولاتة بالحليب والفراولة لماركة تشتهر بإنتاجها فائق الجودة نقرأ عبارة: يمكن أن يحتوي على السكر، زيت الكاكاو، بودرة الحليب، كاكاو، ليستين الصويا، نكهة مطابقة للطبيعية، فانيليا، فراولة، مادة الكاكاو الجافة، مقدار ضئيل من البندق، سمسم، لوز.
وفي بطاقة إتيكيت لماركة غير معروفة في السوق نقرأ: السكر، زيت نباتي مهدرج، بودرة الحليب، زيت الكاكاو، مستحلب ليسيتين الصويا، فانيليا مطابقة للطبيعية. أما في قائمة محتويات شوكولاتة حلوة المذاق ولكنها خالية من السكر فنقرأ: ليكيور الشوكولاتة، سوربيتول، دقيق الصويا، زيت الكاكاو، ليسيتين الصويا، سكرين، فانيليا مطابقة للطبيعية، بودرة الحليب، نكهة مطابقة للطبيعية.
وفي المنتجات الخاصة بالأطفال سنجد مواد ملونة يصل عددها إلى العشرين، ومحليات، ونكهات، وغيرها. وإذا دققنا في المرسوم الخاص بالشوكولاتة ومنتجات الشوكولاتة سنجد للشوكولاتة أسماء متنوعة، وسنستنتج عدم وجود حظر على إضافة أي مادة إضافة إلى الشكولاتة باستثناء الدهون الحيوانية.
وباختصار، قبل أن نمد أيدينا لشراء أي نوع من الشوكولاتة المغلفة والمعروضة في الأسواق علينا أن نفكر مئات المرات. لا شك في أن شوكولاتة لا تحتوي على ليسيتين الصويا، والفانيليا، والمارغرين، وبودرة الحليب، والسكر، والمحليّات وغيرها من مواد الإضافة ستكون صالحة للاستهلاك إن وجدت. قد تخطر في بالنا على سبيل المثال الشوكولاتة بالعسل. ولكن الشوكولاتة بالعسل الموجودة في الأسواق حالها مثل بقية المواد ذات الإضافة، فقد لا يكون محتواها عسلا وإنما نكهة العسل.
السكر والمحليات في سؤال وجواب
ما مقدار حاجتي اليومية من السكر؟
يحتاج الإنسان يوميا إلى 15 غ من السكر.
كيف يمكنني تلبية تلك الحاجة؟
يتوفر السكر بنسب مختلفة في مختلف أنواع الفاكهة والخضراوات من الثوم إلى التمر، ومن الحمّص إلى العنب. إن استهلاك الفاكهة والخضراوات بشكل منتظم يوميا يلبي حاجة الفرد اليومية للسكر.
ألا يحتاج الجسم لسد حاجته من السكر إلى مقادير أكثر مما توفره الحصة اليومية للفرد من الفواكه والخضراوات؟
بالطبع. لا توجد حاجة للحصول على السكر من الخارج.
ألا نتناول العسل؟
علينا بتناول العسل. إن النحل يصنع العسل من النباتات، ولذلك فهو يحتوي على السكر. ولكن ينبغي أن لا يكون مغشوشا.
أحب الشاي ولا أستطيع شربه بدون سكر!
هل تذوقته بدون سكر؟ لو فعلت ذلك لاكتشفت أنك كنت تشرب شرابا سكريا وليس شايا.
ولكنني لا أستطيع أن أشرب الشاي بدون سكر…
ليس صحيحا. يمكن شرب الشاي بلا سكر. ولكن، إذا كان لا بد من تحليته فيمكن استخدام الدبس والعسل أو السكر غير المكرر.
أنا مصاب بالسكري، وأستخدم نوعا من المحليات وصفه لي الطبيب.
إن ذلك لا يعني أنك بمنأى عن استخدام السكر، كما أنك تتناول محليا كيماويا يعتبر أشد خطورة من السكر. لذلك عليك أن لا تستمع إلى نصيحة طبيبك في ما يخص المحليات.
إذا كان السكر محظورا فهل الحلويات محظورة أيضا؟
ينبغي عدم استهلاك أي مادة تحتوي على السكر والمحليات. وإن كان لا بد من إضافة السكر فيمكن إضافة الدبس أو العسل.
ولكن ذلك يفسد اللون..
أيهما أهم، اللون أم الصحة؟ هل تفضلون اللون الجيد مع الأضرار الصحية؟ هذا عارٍ عن الصواب. وأنتم تشاركونني الرأي.
لا أتناول فطورا بدون مربى، وزوجتي لا تصنع مربى من دون سكر. فما العمل؟
بإمكانكم صنع المربى باستخدام الدبس. بإمكان زوجتك صنع المربى بهذا الشكل. ربما ستتردد لأنه لم يسبق لها تجربة ذلك. وبعد عدد من التجارب، ستكتشفون كم سيكون لذيذ المذاق.
عند شراء العسل أجد بعضها بسعر 10 ليرات للكيلو، وبعضها بـ 50 ليرة للكيلو، وليس بمقدوري دفع 50 ليرة ثمنا للعسل.
من المؤكد أن ما يباع بسعر 10 ليرات ليس عسلا. ولكن ما يباع بمبلغ 50 ليرة لسنا متأكدين من نوعيته أيضا. لا يمكن أن نستوعب كمية التحايل في موضوع العسل. إذا كان العسل صحيا فلا يلزم أن نشتري كيلوغراما منه، بل بالقدر الذي تسمح به ميزانيتنا. لسنا أغنياء وأموالنا لا تكفي لشراء الرديء ثم بذل المال لتلافي أضراره.
هل نجهز اللبن في البيت؟
بالطبع. فاللبن الذي يباع في السوق ليس لبناً ولو سمي كذلك.
هل يوجد السكر في عصائر الفاكهة؟
نعم. يوجد السكر بكثرة في الكولا والمشروبات الغازية وعصائر الفاكهة ونكتار الفاكهة وغير ذلك. ويجب تجنب هذه المشروبات لاحتوائها على السكر والمحليات ولغير ذلك من الأسباب.
لا أستطيع إقناع أطفالي بذلك.
بإمكانك إقناعهم. لقد كنت تشكل لهم حتى اليوم نموذجا سيئا، أما من الآن فصاعدا فبإمكانك أن تكون نموذجا حسنا. ما ستفعله هو شراء الفاكهة وتحضير العصير منها. وعندما تشرب من هذا العصير بعد إضافة القليل من الماء وقطعة من السكر ستشكل بذلك نموذجا لطفلك.
إن تطبيق ذلك صعب، ولكن سنواظب عليه رغم ذلك.
كلا. لن تجدوه صعبا إذا جربتموه. ستكتشفون أن ما كنتم تواظبون عليه حتى الآن كان سيئا ويستحق الازدراء. وستستمتعون بمذاق الأطعمة اللذيذ، وستلمسون الفائدة الصحية والعلاجية للغذاء. سينشأ أطفالكم نشأة صحية، وستقل أوهام الإصابة بأمراض السرطان والعقم، وستستمتعون براحة البال، ولن تعانوا من اضطرابات نفسية. وستجدون وقتا لقراءة الكتب.
هل التمر طعام عربي؟
التمر إحدى النِّعَم التي أغدقها الله علينا. وهو ليس فاكهة تخص قوما من الأقوام. فالتمر لا يخص العرب أو المسلمين فقط. ومن لم يقتنع بذلك فإنما أساء لنفسه.