إنني أعرف فيما تفكر: كيف تكون تلك الحلوى المليئة بالسعرات الحرارية والغنية بالدهون مفيدة لي؟ وهذا هو لب الموضوع إنها ليست مفيدة. أنا لا أتحدث هنا عن قالب الشيكولاته أو الحلوى التي يتم تصنيعها على أساس الشيكولاته المتوافرة في كل الأسواق على هذه الأرض. إذا كنت سوف تحصل على أية فائدة من الشوكولاته فهناك للأسف قاعدتان أساسيتان يجب ملاحظتهما، الأولى: أن تأكل كميات قليلة فقط. والثانية: أن تأكل أرقى أنواع الشيكولاته التي يمكنك شراؤها، والتي تحتوي على جوز الهند بنسبة لا تقل عن 60% ؛ فهذا تقل فيه الدهون المشبعة كثيرا عن الشيكولاته باللبن التي يفضلها الناس، ولها الطعم الذي اعتاد عليه الناس.
لقد كان معروفا لسنوات طويلة أن هناك صلة بين مضادات الأكسدة في الشيكولاته من جانب، وانخفاض في لزوجة الدم وزيادة في مستوى الكولسترول النافع على الجانب الآخر. إن تناول النوع الصحيح والمناسب من الشيكولاته يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب. ولقد كشفت التجارب العلمية والتى تم إجراؤها في أكبر تجمع علمي عالمي عن أن الشوكولاتة قد تساعد أيضا على تخفيض ارتفاع ضغط الدم. وجاء الدليل من خلال مجموعة من الهنود يعيشون بعيدا عن ساحل بنما، حيث كانوا يتناولون كميات ضخمة من مشروب أحد أنواع الكاكاو الخام والمشابه للشيكولاته المرة الداكنة جيدة النوعية التي تعلب مع الفلافونولات، وهي مجموعة فرعية من المواد الطبيعية قادرة على التأثير على مستوى أكسيد النتريك في الجسم، وهو بدوره حيوي من أجل الحفاظ على ضغط الدم الصحي، وصحة القلب والدورة الدموية. ولذلك يعتقد أن الكاكاو ذا المحتوي المرتفع من الفلافونول الذي تصنع منه الشيكولاته داكنة اللون يساعد على توسيع الأوعية الدموية، وبذلك يخفض ارتفاع ضغط الدم.
وكما هو الحال مع كل شىء مفيد لك، فإن الاعتدال هو كل شىء. ولا يعتبر هذا عذرا مبررا للإسراف في تناول الشيكولاته وأكل الكثير منها كل يوم، ولكنها دعوة لأن تتناول كمية قليلة من الشيكولاته الداكنة عالية الجودة يوميا، وتستمع بها دون قلق أو انزعاج.
إن تناول الشيكولاته يمكن التسامح معه، شريطة أن تكون عالية الجودة، فذلك قد يكون مفيدا لك.