إن كنت واحدا من عشرات ملايين الأشخاص الذين يعانون من الصداع المزمن، لنبدأ بعلاج مصدر الصداع الأكبر، وهو اعتقاد كثير من الأطباء حتى يومنا هذا بأن الصداع المزمن سببه نفسي في الأساس.
“الواقع أن معظم الأطباء لا يفهمون بأن سبب الصداع المزمن هو بيولوجي في الأساس”، كما يقول فريد د. شيفتيل، دكتور في الطب، مدير ومؤسس مركز نيو إنغلاند للصداع في ستامفورد كونيكتيكت.
ويرجع السبب البيولوجي أو الفيزيائي للصداع إلى قصور في مادة السيروتونين الكيميائية الدماغية. ويعدل هذا القصور فيزيولوجيا الأوعية الدموية، ومستقبلات الألم، وغيرها من عناصر الدماغ، مسببا الصداع، استنادا إلى لاورنس روبينز، دكتور في الطب، مدير عيادة روبينز لمرضى الصداع في نورث بروك، إلينويس. ويقول بأن 90 بالمئة من المرضى الذين عالجهم من الصداع المزمن لديهم تاريخ عائلي بالحالة.
ويسبب هذا السبب الأوحد أنواعا مختلفة من حالات الصداع. والحالتان الأكثر انتشارا هما الصداع النصفي (ألم خافق أو موجع يصيب جهة واحدة من الرأس، وغالبا ما يصاحبه غثيان وانزعاج في الرؤية ودوار) والصداع الضغطي (ألم خافق في جبين الرأس، ألم جامد في جانبي الرأس وشعور بأن الرأس يتعرض للعصر أو الشد أو الضغط). ومسببات الصداع كثيرة، من الأطعمة إلى الإجهاد النفسي، ومن الهورمونات إلى تغيرات الطقس. ولكن على المريض أن يملك على الأرجح التأهب الوراثي للصداع المزمن لكي تؤثر عليه تلك المحفزات مرارا وتكرارا، كما يشير د. روبينز.
ماذا يفعل الناس عادة لتسكين ألم الرأس؟ يتناولون مسكنا بالطبع. ويؤدي الدواء مفعولا جيدا، وإن لفترة محدودة.
ولكن للأسف، من شأن مرضى الصداع أن يعتادوا سريعا على مقاومة المسكنات، فيصبحون بحاجة إلى مزيد من الأدوية لإيقاف الألم. ويصلون إلى مرحلة يؤدي معها عدم تناول الأدوية إلى الصداع، بسبب محاولة الجسد الانقطاع عن الدواء. وتصيب هذه الظاهرة المعروفة بالصداع الارتدادي ملايين مرضى الصداع المزمن، استنادا إلى روبينز.
وكثيرة هي الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة طبعا التي، إن هي استعملت بشكل سليم، من شأنها أن تساعد على السيطرة على حالات الصداع المزمن. ولكن استنادا إلى د. روبينز، العلاجات البديلة غالبا ما تشكل خيارا أفضل، كما يمكن استعمالها مع الأدوية بحيث تحتاج إلى مسكنات أقل.
وفي هذا يقول د. شيفتيل: “قد لا ينجح علاج الصداع المزمن بالأدوية وحدها. إذ يحتاج مريض الصداع إلى استعمال طرق أخرى أيضا، كالغذاء المناسب والمكملات الغذائية وعلاج التوتر، فضلا عن عوامل أخرى كثيرة”.
والواقع، بعد زيارتك للطبيب لاستبعاد الأسباب الخطيرة، كالورم أو الإنتان، يمكن اللجوء إلى كثير من الوسائل لتسكين الألم الفوري. وهي وسائل قد تكون أكثر فاعلية من الدواء. ابدأ بتبريد الألم بالثلج.
دليل العناية الطبية
من شأن الصداع المزمن أن يكون عارضا لمشاكل صحية كثيرة ومختلفة. فإن عانيت من صداع حاد أو متكرر، اعرض نفسك على طبيب للفحص وتشخيص الحالة، كما ينصح لاورنس روبينز، دكتور في الطب، مدير عيادة روبينز لمرضى الصداع في نورث بروك، إلينويس.
وينصح د. روبينز باستشارة طبيب بأسرع ما يمكن إن تفاقم الصداع تدريجيا بعد أيام أو أسابيع؛ إن لم تعان من الصداع أبدا من قبل وبدأت الحالات فجأة؛ إن بدأ الصداع بعد سعال أو ضغط أو مجهود جسدي؛ إن صاحب الصداع تغيرا في الذاكرة أو الشخصية أو السلوك؛ إن صاحبه تغيرا في البصر أو القدرة على السير أو ضعف أو خدر عامين؛ إن اقترن بتصلب في العنق، أو ارتفاع في الحرارة وطفح جلدي، أو مشاكل في التنفس؛ أو عانيت من الصداع بعد إصابة أو حادث.
إن عانيت من صداع مفاجئ أو مبرّح، وكان أكثر إيلاما من إي صداع سبق أن أصبت به، اقصد الطبيب على الفور.
ومن المستحسن أن تقصد مختصا في آلام الرأس “يستبعد كون المشكلة نفسية ويكون مطلعا على آخر وسائل العلاج وأكثرها فاعلية، على صعيد الطب التقليدي والطب البديل على السواء”، كما يوصي د. روبينز.
وقد ترغب أيضا برؤية طبيب نفسي بعد ذلك لتتعلم كيفية مواجهة المشاكل بطريقة أفضل، كما يقول. “فالأشخاص الذين يخضعون لعلاج مماثل يستعملون عادة أدوية أقل ويعانون من صداع أخف حدة ومن قلق أقل عموما”.
الثلج: صديقك المفضل
يقول د. شيفتيل: “يجد معظم المرضى في نوبات ألم الرأس الحاد أن الثلج هو أفضل مسكنات الألم”.
ويوافقه د. روبينز قائلا: “يؤكد كثير من مرضى الصداع لدي بأن الثلج هو أفضل أصدقائهم”. ويعمل الثلج على تخفيف الألم عبر تقليص الأوعية الدموية المتورمة التي تضغط على الأعصاب، إبطال رسائل الألم الموجهة إلى الدماغ، وخفض الأيض، مما يخفف من تقلص العضلات.
وبوسعك استخدام كيس من الثلج أو ثلج ملفوف في منشفة أو حتى علبة أو كيس من الأطعمة المجلدة. ولكن غلف الثلج أو الغرض البارد بفوطة ورقية أو فوطة من القماش لحماية البشرة. ثم ضع الثلج على مكان الألم، لمدة لا تتعدى 20 دقيقة متواصلة، منعا لاحتمال إيذاء البشرة.
وكلما أسرعت في استعمال الثلج بعد بدء الألم، خف الألم بشكل أسرع وأكبر، كما يشير د. روبينز. وهو ينصح بتجربة Migraine Ice، وهو مستحضر جديد يمنحك برودة الثلج من دون تبريد.
العلاج بالعطور: مفعوله يجاري الإبوبروفين
من شأن فرك الصدغين بزيت النعناع المجفف في بداية نوبة الصداع الضغطي أن يزيل الألم بفاعلية تجاري فاعلية الإبوبروفين، مسكن الألم الشعبي غير الموصوف، استنادا إلى رأي د. روبينز. خفف نقطة من الزيت العطري للنعناع المجفف في نقطة إلى اثنتين من زيت اللوز أو زيت حامل آخر وادهن به رأسك، أو أضف منه نقطتين إلى ماء الحمام الدافئ.
ويقول د. ماوسكوب إن زيوتا عطرية أخرى، كالخزامى أو البابونج الروماني، تساعد على تخفيف ألم الرأس الضغطي. رش نقطة من زيت تختاره على قماشة وتنشق بعمق، أو خذ حماما من الماء الدافئ الذي تضيف إليه خمس إلى ست نقاط من الزيت.
الفيتامين ب6: يثبت مستوى السيروتونين
يساعد الفيتامين ب6 على تثبيت معدل السيروتونين ويمنع بالتالي الإصابة بالصداع، كما يعتقد د. شيفتيل. وهو يوصي بتناول 50 ملغ في اليوم لحالات الصداع المزمن.
الكافورية FEVERFEW: شبيهة بالأسبيرين
تساعد الكافورية على تخفيف تواتر الصداع النصفي، كما يشير د. ماوسكوب. إذ تحتوي هذه العشبة على مركبات تدعى لاكتون السيسكيتيربين (sesquiterpene lactones) الذي يمتاز بخصائص مضادة للالتهاب شبيهة بتلك التي يملكها الأسبيرين.
تناول 125 ملغ في اليوم من الكافورية المجففة المتوفرة في كبسولات، والتي تحتوي على 0.2 بالمئة من البارثينوليد، كما ينصح د. ماوسكوب. وتحقق من الاسم النباتي على الملصق (Tanacetum parthenium) للتأكد من أن المستحضر يحتوي على الكافورية الأصلية.
ويمكنك، عوضا عن ذلك، تناول كبسولة واحدة، مرتين في اليوم من مستحضر Migra-Lieve، يزودك بالماغنيزيوم والريبوفلافين والكافورية، وجميعها قد أثبتت فاعليتها في تخفيف الصداع النصفي. وستحتاج إلى استعماله من شهر إلى 3 أشهر بانتظام قبل الشعور بالتحسن. أما إن كنت تخطط لاستعماله لأكثر من 4 أشهر، فلا تفعل إلا بموافقة وإشراف طبيب خبير في العلاج بالأعشاب، كما يوصي د. ماوسكوب.
الزنجبيل: ممتاز لصداع الفاتا
يعمل ذهنك بسرعة فائقة، تبدأ كثيرا من الأمور ولا تنهيها أبدا، لديك عادات غير منتظمة، وتحتاج إلى كثير من التغيير في حياتك. إن كان هذا الوصف يناسبك، جرب عشبة الزنجبيل المهدئة، كما ينصح طبيب الأعصاب دايفيد سايمون، دكتور في الطب، المدير الطبي لـ Chopra Center for Well-Being في لاجولا، كاليفورنيا.
ضع ملعقة صغيرة من الزنجبيل الطازج المبشور في ترمس سعته (455 سم3 – 682 سم3) من المياه الساخنة واشرب منه طيلة النهار، كما يقترح د. سايمون.
ويأتي هذا العلاج من طب الأيورفيدا الهندي القديم، الذي يقسم الناس إلى ثلاثة أنواع: فاتا (vata)، بيتا (pitta)، وكافا (kapha). ويملك أناس الفاتا النموذجيون كثيرا من الحركة في طبيعتهم، كما يشير د. سايمون.
حقيقة العلاقة بين الـ MSG والصداع النصفي
من المعروف علميا أن مادة غلوتامات أحادي الصوديوم (monosodium glutamate) أو MSG، من شأنها أن تسبب الصداع النصفي لدى الأشخاص الذين يعانون من تحسس تجاهها. ولكن ما لا يعرفه الجميع هو أن هذه المادة قد تدخل في صنع أطعمة من دون أن تذكر على اللصاقة.
عوضا عن ذلك، يتم التغطية عليها بتعابير من مثل “بروتين محلل بالماء” (hydrolysed protein) أو “مغذّ خميري” (yeast nutrient) أو “نكهة طبيعية” (natural flavoring) أو أي واحد من أكثر من عشرة مكونات محتوية على الـ MSG. باختصار فإن هذه المادة المحسنة للطعم التي تجعل من الإنتاج الغذائي أطيب بقليل، موجودة في جميع الأطعمة المعلبة والمكررة.
وهي تسبب الصداع النصفي لكثير من الأشخاص.
ويقول في ذلك جيرارد غيلوري، دكتور في الطب، طبيب داخلي في أورورا، كولورادو: “أظن بأن 80 إلى 90 بالمئة من مرضاي يمكنهم تجنب الصداع النصفي تماما إن ابتعدوا عن جميع مصادر الـ MSG في غذائهم”.
إن كنت تعاني من الصداع النصفي، ارجع إلى اللائحة التالية للمكونات المحتوية على الـ MSG عند التبضع، ولا تشتر الأطعمة التي تحتوي على واحد أو أكثر من المكونات التالية على عبوتها. فإن أبعدت جميع مصادر هذه المادة المضافة من غذائك، وزال الصداع النصفي لديك (ومن المرجح جدا أنه سيزول، استنادا إلى د. غيلوري)، ستعرف بأنك تتحسس تجاهها على الأرجح وسيكون عليك تجنبها في المستقبل.
ملاحظة هامة: الأسباراتام Asparatame (حمض الأسباراتيك) هو مركب موجود في NutraSweet، Equal، وغيره من المحليات الاصطناعية، ولديه مفعول الـ MSG نفسه. فإن كنت تتحسس تجاه الـ MSG وترغب بتجنب الصداع النصفي، عليك أن تتجنب المحليات الاصطناعية أيضا، كما يشير د. غيلوري.
أما المكونات التالية فتحتوي دوما على الـ MSG:
• غلوتامات أحادي الصوديوم Monosodium glutamate
• البروتين المحلّل بالماء Hydrolyzed protein
• كازينات الصوديوم Sodium caseinate
• خلاصة خميرية Yeast extract
• مغذ خميري Yeast nutrient
• مالتوديكسترين Maltodextrins
• خميرة محلّلة Autolysed yeast
• بروتين منسوج Textured protein
• كازينات الكالسيوم Calcium caseinate
• طعام خميري Yeast food
• دقيق الشوفان المحلّل بالماء Hydrolyzed oat flour
وغالبا ما تحتوي المكونات التالية على الـ MSG
• خلاصة الشعير المنبت Malt extract
• نكهة الشعير المنبت Malt flavoring
• المرق المصفى Bouillon
• الشعير المنبت Barley malt
• الحساء الرقيق Broth
• Stock مرق
• مادة منكّهة (منكّه) طبيعية أو المنكّهات Flavoring(s)
• مادة منكهة طبيعية أو المنكهات الطبيعية Natural flavoring(s)
• منكّه لحم البقر الطبيعي Natural beef flavoring
• منكّه لحم الدجاج الطبيعي Natural chicken flavoring
• توابل المأكولات Food seasonings
الصبار: ممتاز لصداع “البيتا”
هل تحاول دوما الالتزام بمواعيد محددة؟ هل تجاهد لإنهاء أعمال كثيرة في فترة قصيرة من الوقت؟ هل تشعر بأنك عصبي وتوجه كثيرا من الانتقادات لمن حولك؟ أتعاني من الأرق؟ أتصاب أحيانا بالحرقة والطفح الجلدي؟
جرب علاج صداعك بعصير الصبار “المبرّد”، كما ينصح سايمون. تناول ملعقتي طعام مرتين في اليوم. فهذا العلاج فعال لأناس البيتا النموذجيين في الأيورفيدا.
الألياف والمياه: عالج الإمساك، تتخلص من الصداع
يقول د. سايمون: “فوجئت لرؤية أن نسبة مرتفعة جدا من مرضاي بالصداع النصفي يعانون أيضا من الإمساك وأن علاجه يخفف كثيرا من حدة الصداع”.
لتخفيف الإمساك، ينصح د. سايمون باتباع غذاء نباتي بمعظمه، يشتمل على خمس أو ست حصص على الأقل من الفاكهة أو الخضار أو الحبوب، فضلا عن البقول والمكسرات والبزور وكثير من الماء، وتقليص استهلاكك للدهون الحيوانية. فإن غيرت عاداتك الغذائية وبقيت تعاني من الإمساك، ينصح د. سايمون باستعمال مكمل من الألياف، مثل Metamucil. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
وفي حال لم ينفع ذلك، يوصي باستعمال عشبة تريفالا (triphala)، التي تعد مطهرا للأمعاء من طب الأيورفيدا. وهي تتوفر على شكل أقراص؛ اتبع التعليمات الواردة في الوصفة بخصوص الجرعة.
اكتشف الأطعمة المسببة للصداع
استنادا إلى لاورنس روبينز، دكتور في الطب، مدير عيادة روبينز لمرضى الصداع في نورث بروك، إلينويس، فإن الأطعمة المحتوية على مادة كيميائية تدعى تيرامين (tyramine) ترتبط ارتباطا وثيقا بالصداع المزمن لدى كثيرين.
والطريقة الوحيدة الأكيدة لاكتشاف أي من الأطعمة التالية هو المسبب للصداع تقوم على تجنبها جميعا ومن ثم إعادة إدخال واحدة منها في كل مرة في نظامك الغذائي لتلاحظ أيها سيسبب لك الصداع، كما يقول.
• اللحم المدخن واللحم المملح، المعتق والمعلب
• الرنكة، الكافيار والسمك المدخن
• الخل
• الأطعمة المخللة والمخمرة
• الجبن المعتق (كالشدار والبراي والغرويير)
• المنتجات الغنية بالخمائر، بما فيها الكعك المحلى (doughnuts) وكيك القهوة والخبز، خاصة الخبز الطازج الساخن
• الشوكولاته
• السكر وجميع المنتجات المصنوعة من السكر المكرر أو شراب الذرة
• الفاكهة الحمضية بكميات كبيرة
• التين
• القشدة الحريفة واللبن
• قرون الفاصوليا العريضة المسطحة، الفاصوليا الصغيرة البيضاء والبازلا
• غلوتامات أحادي الصوديوم أو MSG
• الكافيين (أكثر من 200 ملغ؛ فالكميات الصغيرة تساعد في الواقع على تخفيف الصداع)
الغذاء: كل وفقا لبرنامج ثابت
يعتقد كثير من مرضى الصداع المزمن بأن السبب الرئيسي لمشكلتهم يرجع إلى حساسية تجاه أنواع من الأطعمة. ولكن الطعام يؤثر على واحد من بين كل ثلاثة مصابين بالصداع، كما يقول د. روبينز. وهو يرى في الواقع أن وقت الأكل هو أكثر أهمية بكثير من الطعام نفسه إن كنت تبغي الوقاية من ألم الرأس.
ويقول: “انخفاض ضغط الدم هو واحد من أكثر مسببات ألم الرأس شيوعا. وتناول ثلاث وجبات من الطعام على الأقل في اليوم، ويوميا، يساعد على الحفاظ على توازن مستوى سكر الدم”.
العلاج الفكري الجسدي يخفف الإجهاد المسبب للصداع
صحيح أن الإجهاد النفسي ليس سببا للصداع المزمن، غير أنه قد يحفز نوبات الألم. ومن شأن التقنيات الفكرية الجسدية، كالتنفس والتأمل والتخيل واليوغا وما إليها، أن تساعد على تبديد الإجهاد ومنع الصداع.
ويقول د. روبينز: “كثير من مرضاي الذين يستعملون تقنيات العقل والجسد لتخفيف التوتر يعانون من نوبات صداع أقل بكثير”.
التأمل: تنفس لإزالة الألم
تعاني إحدى النساء من الصداع النصفي، وقد فشلت في شفائها جميع وسائل العلاج الأخرى. ولكنها وجدت الراحة في ممارسة تمرين التنفس الواعي التالي بانتظام وتناول شاي الزنجبيل، كما يذكر د. سايمون.
• أغمض عينيك وركز وعيك بلطف على تنفسك. أثناء الشهيق والزفير، اكتف بمراقبة نفسك. وابق واعيا لتنفسك دون أن تحاول تغييره بأية طريقة.
• وفيما أنت تراقب نفسك، قد تلاحظ بأنه يتغير من حيث السرعة أو الوتيرة أو العمق. ومن شأنه أن يتوقف لبرهة من الوقت. لا تقاوم، بل راقب هذه التغييرات بهدوء.
• في بعض الأحيان، قد يتحول انتباهك إلى فكرة تعبر ذهنك أو شعور في جسدك أو أمر خارجي. وكلما شعرت بأنك لا تتابع تنفسك، أعد انتباهك إليه بلطف. تخلى عن أي توقع تفكر فيه أثناء ممارستك لهذا التمرين. وإن شعرت بأن ثمة إحساسا أو مزاجا أو توقعا معينا يؤثر على انتباهك، اصرفه كما تصرف أية فكرة أخرى. وأعد وعيك بلطف إلى تنفسك.
• حين تنتهي من التأمل، افتح عينيك ببطء شديد، وأعد انتباهك إلى المناظر والأصوات المحيطة بك.
مارس هذا التمرين مرة في اليوم لمدة 20 دقيقة، كما يوصي د. سايمون. وفي المرات الأولى من هذه الممارسة، ضع منبها بقربك وتحقق من الوقت بنظرة خاطفة كل بضع دقائق. وبعد أيام ستفاجأ للدقة التي سيتعلم بها جسدك متى ينتهي الوقت.
التخيل: ساعد نفسك على النظر إلى الأمام
من شأن تمرين التخيل التالي أن يساعد على تبديد توتر العضلات في الجبين، مما يخفف ألم الصداع الضغطي، برأي د. شيفتيل.
• أولا، اجلس على كرسي مريح وأرخ ملابسك إن كانت تشد على جسدك، ثم أغمض عينيك. تنشق بعمق وبطء وأنت تعد إلى الثلاثة. تأكد من أن بطنك يتحرك أكثر من صدرك، لأن التنفس من البطن يزيد مأخوذك من الأكسجين. أمسك نفسك لمدة ثانية، ثم ازفر وأنت تعد إلى الثلاثة.
• واصل التنفس العميق وابدأ بتخيل عضلات جبينك وكأنها خطوط معصورة. ثم تخيل بأن تلك الخطوط تستقيم ببطء وتصبح أكثر توازيا. تابع التنفس العميق والتخيل من 5 إلى 10 دقائق.
العلاج بالطاقة: هدئ جسدك لتشفي رأسك
يمكنك التخلص من الصداع البسيط (وليس الصداع الضغطي المزمن أو الصداع النصفي) بواسطة تمرين يحرر الطاقة الراكدة في الجزء الأسفل من الجسم، متيحا للطاقة أن تخرج من الرأس، كما تقول كاثرين كاراس، معالجة فيزيائية ومعالجة للطاقة في تيبورون، كاليفورنيا. إليك كيفية ذلك.
• قف وباعد بين قدميك مسافة تعادل عرض كتفيك. اثن ركبتيك قليلا وعيناك تنظران إلى الأرض أمامك، ورأسك مستقيم، على محاذاة عمودك الفقري. وجه أفكارك إلى حوضك واسمح للطاقة الموجودة فيه (قد تشعر بانحباس أو ركود) بالانتقال إلى فخذيك، ركبتيك، بطتي ساقيك، كاحليك، وقدميك، لتتلاشى بعد ذلك في الأرض. اسمح بعد ذلك لطاقة جديدة بدخول جسدك من الأرض، ودعها تنتقل إلى جسدك بأكمله وصولا إلى رأسك.
• كلما شعرت بالصداع يتقدم، مارس هذا التمرين لمدة 5 دقائق. كرر تمرين إخراج الطاقة ثم اتبعه بتمارين إدخال الطاقة قدر ما تشاء، كما تقول كاراس. وتقول: “تعتبر هذه التمارين فعالة بشكل خاص للصداع الناتج عن العمل لساعات طويلة أمام الحاسوب”.
علاج الصداع الحيضي
من شأن الفيتامينات والمعادن المناسبة أن تخفف من ألم الرأس الناتج عن العادة الشهرية. إليك ما ينصح به الخبراء الصحيون.
الفيتامين هـ: استعمليه قبل العادة الشهرية
يساعد الفيتامين هـ على تثبيت معدل الإستروجين والوقاية من الصداع النصفي الذي يصاحب فترة الحيض، استنادا إلى د. شيفتيل. وهو ينصح بتناول جرعة واحدة من عيار 400 وحدة دولية يوميا، ومن ثم مضاعفتها إلى جرعتين في اليوم أثناء الحيض. ابدأي قبل بضعة أيام من الدورة وأوقفي استعماله بعد انتهائها بيوم أو يومين.
الماغنيزيوم: قصوره قد يسبب الصداع النصفي
استنادا إلى د. ماوسكوب، فإن 40 بالمئة من النساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي (خاصة الصداع الناجم عن التغييرات الهورمونية) ينخفض لديهن معدل الماغنيزيوم في الدم. ويقول إن 85 بالمئة منهن يقل لديهن ألم الصداع حين يستعملن مكملا من الماغنيزيوم.
لذا، يوصي بتناول 400 ملغ في اليوم على شكل ماغنيزيوم مستخلب أو أكسيد الماغنيزيوم لامتصاص أقصى. وتجنبا للإسهال، وهو من الأعراض الجانبية المحتملة لمكملات الماغنيزيوم، ابدأي بـ 200 ملغ في اليوم ثم ضاعفي الجرعة إلى 400 ملغ بعد 7 أيام.
الكالسيوم: دواء طبيعي آخر للصداع الحيضي
من شأن مكملات الكالسيوم أن تخفف من تواتر الصداع النصفي الناجم عن الحيض، استنادا إلى د. روبينز. وهو يوصي بتناول حبتين من Extra-Strength Tums يوميا، تزودك بـ 750 ملغ من الكالسيوم.
الريبوفلافين Riboflavin (فيتامين ب2): نوبات صداع نصفي أقل
إن تناول 400 ملغ في اليوم من الريبوفلافين من شأنه أن يساعد كثيرا على تخفيف تواتر الصداع النصفي الناتج عن الحيض أو غيره وذلك في غضون 6 إلى 8 أسابيع، كما يقول د. روبينز.
وبالرغم من أن احتمال الإصابة بتأثيرات جانبية منخفض جدا، غير أنه ينصح من يستعمل هذه الجرعة من الريبوفلافين، التي تعتبر أعلى بمئات المرات من القيمة اليومية التي تحددها الحكومة، ألا يقوم بذلك إلا بموافقة طبيب وإشرافه.