إن مرض الصدفية قديم جداً وقد ذكر في بعض الكتب والمخطوطات القديمة، وهو عبارة عن مرض جلدي مزمن غير معدٍ وعادة ما يكون على هيئة بقع حمراء محددة ومختلفة الأحجام وبارزة على سطح الجلد وأكثر أماكن الجسم إنتشاراً بها هي فروة الرأس، الأظافر، المرفقين، اليدين، الركبتين.
حول هذا الموضوع، إليكم هذا اللقاء الذي أجرته مجلة الوطن كلينك مع الدكتور سلطان راشد العتيبي استشاري الأمراض الجلدية بوزارة الصحة في دولة الكويت.
الصدفية التهاب جلدي غالباً ما يكون مزمناً، ومن المعروف أن الصدفية القشرية أكثر الأنواع شيوعاً وتتميز بطبقة محمرة من الجلد تغطيها القشور وقد تكون مصحوبة بألم أو حكة.
هي غير معدية، وقد تورث والسبب الرئيسي للإصابة بها هو اختلال في جهاز المناعة.
تتأثر الصدفية سلباً بأي إلتهابات تصيب الجسم، كما قد تتأثر بالتدخين والكحوليات والأحوال الجوية وبعض الأدوية وخاصة أدوية الضغط والقلب.
قد يصاحب الصدفية التهابات مفصلية شديدة وممكن أن تؤدي إلى تغيرات مزمنة في المفصل (نوع من الروماتزم) فيما يقارب 30% من مرضى الصدفية.
في بعض الأحيان تتحول الصدفية القشرية إلى أنواع خطيرة مثل الصدفية الصديدية و الصدفية الحمراء.
تشخيصها يعتمد على الوصف الإكلينيكي ولكن أحياناً لا بد من أخذ عينة من الجلد وفحصها ميكروسكوبياً.
بالإضافة إلى أن الصدفية تؤدي إلى تشوه الجلد المصاحب بالحكة والألم، فإن الاثار النفسية والاجتماعية تفوق ذلك بكثير، فهي تؤدي إلى إحراج شديد بسبب منظر الجلد والقشور المتساقطة وقد تؤدي إلى انطواء وانعزال اجتماعي، وتأثيرها على النساء أكثر من الرجال.
كما أن تأثيرها يعتمد على أجزاء الجسم المتناثرة فقد تصيب فروة الرأس، الوجه، الرقبة، الجذع، الأطراف، الأظافر، المناطق التناسلية، وقد تؤثر على جميع أجزاء الجسم.
إن نظرة الناس إلى مريض الصدفية قد تزيد من معاناته، فجهل الناس بطبيعة هذا المرض يجعلهم يعتقدون أنه معدٍ وقد لا يخفون اشمئزازهم عند مصافحة المريض، وهذا كله ناتج عن قلة التوعية الصحية، فهذا المرض لا يعني قلة النظافة كما أنه غير معدٍ.
لا يمكن الوقاية من مرض الصدفية ولكن يمكن الوقاية من إثارة المرض وزيادة نشاطه، كعلاج الالتهابات مبكراً، و تجنب التدخين، الكحوليات وبعض الادوية وتجنب الأجواء الجوية القاسية.
إن الاسترخاء والراحة النفسية قد يساعدان على استقرار الحالة المرضية وليس على مرضى الصدفية إتباع حمية معينة لتخفيف حدة المرض.
لا يوجد علاج شاف للصدفية، ولكن بالتأكيد نستطيع التحكم بالمرض وتحسين أوضاع المريض الجسدية والنفسية والاجتماعية.
هناك عدة طرق علاجية للتحكم بالمرض ولكل مريض طريقة خاصة لعلاجه حسب العمر، الجنس ، الوظيفة، الحافز، توفر المادة العلاجية وجدواها الاقتصادية، الحالة الصحية العامة للمريض، وشدة المرض وتأثيره على المريض.
لا بد من تثقيف المريض ومناقشة جميع الخيارات العلاجية معه لاستعمال ما يناسبه منها . من الادوية الموضوعية التي من الممكن استخدامها الكورتيزون الموضعي، الدايفونيكس ، القطران، الانثرالين، الريتينويدس، وقد تستخدم هذه الأدوية لوحدها أو مع بعضها .
العلاج الضوئي قد يستخدم مع القطران كطريقة موضعية أو مع حبوب السورالين.
عندما تفشل الأدوية الموضعية والعلاج الضوئي في التحكم بالمرض يضطر الطبيب أحياناً إلى وصف حبوب أو إبر، وهذه عادة ما تخلو من المضاعفات وتحتاج إلى متابعة وفحوصات خاصة، ومن تلك الحبوب الميثوتريكسيب، سيكلوسبورين، الريتينويدس.
لا يجب استخدام حبوب وابر الكورتيزون إلا في أضيق الحدود لأنها قد تدفع الصدفية المستقرة إلى أحد الأنواع الخطيرة.
من الطرق العلاجية الحديثة العلاج بالليزر، ويفضل استخدامها للمرضى الذين يعانون من صدفية محدودة.
كما يعتبر العلاج البيولوجي أحدث الطرق العلاجية الحديثة التي نعقد عليها آمالاً كبيرة في علاج الصدفية أو على الأقل التحكم بالمرض. وهذه مواد بروتينية مصنعة بطريقة ذكية لها خاصية تقليل وتثبيط بعض المكونات المناعية المسببة للصدفية بالجسم .
ومن تلك الأدوية التي استخدمت بنجاح الايتانيرسيت (إنبريل) و الانفلكسيماب (ريكيميد).
العلاج البيولوجي عبارة عن إبر مرتين بالاسبوع لمدة لا تقل عن ستة أشهر مثل الايتانيرسيت، أو شهرية مثل الانفلكسيماب.
تتميز هذه الأدوية بفعاليتها وقلة المضاعفات المترتبة عليها ولكنها غالية الثمن وقد تستخدم لمدة طويلة للحصول على نتائج مُرضية. وفي أحيان كثيرة تعود الصدفية بعد ما يقارب ثلاثة أشهر من توقيف الأدوية.
إلى أن يجد العلماء حلاً جذرياً لعلاج داء الصدفية، نقول أننا على الأقل قطعنا شوطاً طويلاً في التحكم به.