الضغط الإبري هو فرع من فروع الطبّ الصيني التقليدي، الذي يشتمل أيضاً على الوخز الإبري، العلاج بالأعشاب، وغيره من الطرق العلاجيّة. هدف الضغط الإبري هو موازنة التشي، أي انسياب طاقة الحياة التي تجري في كل الجسم.
كيف يعمل الضغط الإبري؟
تنساب التشي (chi) عادةً وفقاً لخطوط معيّنة يطلق عليها اسم مسارات (meridians) هي أشبه بالطرقات. وتجري التشي في هذه الطرقات باتّجاه أجهزة الجسم الرئيسة كالرئتين والقلب والكبد. وحين تنساب التشي بحريّة على طول المسارات، يتمتّع المرء بالصحّة. أمّا حين تُحتَجَز أو تركد، فيصاب بالمرض.
ومن الممكن تعديل انسياب التشي عبر الضغط على نقاط فوق الجلد تدعى النقاط الإبريّة، تقع على طول مسارات الجسد. ويقوم الضغط الإبري على الضغط على هذه النقاط وفركها بواسطة الأصابع. وهذا ما يساعد على تحرير مسار الكي، ليس في تلك الأماكن فحسب، بل أيضاً في الأعضاء التي “تتحكّم” بها تلك المسارات. (في الوخز الإبري، يقوم مزاول لهذا العلاج بتنشيط النقاط الإبريّة بواسطة إبر خاصّة.)
فوائد الضغط الإبري
يُعتبر الضغط الإبري فعّالاً بشكل خاصّ في علاج مشاكل الأنسجة الليّنة، كالعضلات والأوتار والأربطة. كما أنّه مفيد لألم الظهر ومشاكل المفاصل، كالتهاب المفاصل، والأمراض النسائيّة.
ومن الممكن شراء أجهزة مصمّمة لتنشيط النقاط الإبريّة في الجسم. ولكنّ معظم مزاولي الطبّ البديل يعتقدون بأنّ هذه الأجهزة غير ضروريّة وأنّ المريض يحصد نتائج أفضل بكثير إن هو استعمل أصابعه. وحين تبحث عن خبير في الضغط الإبري، يجدر بك إيجاد شخص مُجاز من قبل منظّمة وطنيّة.
هل الضغط الإبري آمن؟
بما أنّ الضغط الإبري ليس تقنيّة جراحيّة، فهو آمن إلى حدّ بعيد في معظم الحالات. ولكن ثمّة حالات لا ينبغي استعماله فيها.
فعلى النساء الحوامل عدم استعمال الضغط الإبري إلاّ لدى خبير مُجاز، لأنّ الضغط على نقاط معيّنة يحفز تقلّصات الرحم.
وبالرغم من أنّ الضغط الإبري يُعتبر مفيداً جدّاً لمرضى السرطان، إلاّ أنّه لا يمارس على الورم أو قربه، لأنّ تنشيط النقاط الإبريّة في هذه المواضع قد يدفع بالخلايا السرطانيّة إلى الانتشار في مجرى الدم.
ولا يجب استعمال الضغط الإبري في الأماكن التي أجريت فيها جراحة حديثة العهد أو المصابة بقرح أو بقرحة جلديّة أو فوق وريد متدلٍّ أو أحد أوردة الدوالي.
ولا يجب استعماله من قبل أو على أيّ شخص أصيب بجلطة دماغيّة منذ 30 يوماً، بما أنّ الضغط على بعض النقاط من شأنه أن ينشّط عمل الدماغ، وهو أمر قد يكون مؤذياً للمريض الذي أصيب حديثاً بجلطة دماغيّة.
أخيراً، لا ينبغي أن يشكّل الضغط الإبري العلاج الوحيد لأيّ شخص يعاني من حالة مرضيّة خطيرة. بل يستحسن أن يستعمل دوماً كعلاج مُساعِد.