الضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة هو مرض مزمن يحدث عند تلف نسيج في البقعة، أي جزء الشبكية المسؤول عن البصر المركزي. وتكون النتيجة بصراً مركزياً مشوشاً او بقعة عمياء في وسط حقلك البصري. تميل هذه الحالة إلى الظهور مع تقدمك في العمر، ولذلك قيل إنها مرتبطة بالشيخوخة. تجدر الإشارة إلى أن الضمور البقعي هو السبب الرئيسي لفقدان البصر الوخيم عند الذين بلغوا 50 عاماً أو أكثر.
والواقع أن أول علامة على الضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة قد تكون الحاجة إلى المزيد من الضوء أثناء إنجاز الأعمال القريبة. فقد تصعب قراءة الأحرف الصغيرة المطبوعة والتعرف إلى إشارات المرور. وتلاحظ في النهاية أنه حين تنظر إلى شيء ما، تجد أن الخطوط الناعمة أو المستقيمة مبدئياً تبدو مشوهة أو ملتوية. وقد تحجب بقع رمادية أو بيضاء وسط حقلك البصري. تتفاقم هذه الحالة بسرعة وتؤدي إلى فقدان وخيم للبصر في إحدى العينين أو الاثنين معاً.
يصيب الضمور البقعي بصرك المركزي وليس الجانبي، ولا يسبب بالتالي العمى الكلي. لكن فقدان البصر المركزي الواضح – الضروري للقراءة والقيادة والتعرف إلى وجوه الأشخاص وإنجاز العمل الدقيق – يؤثر كثيراً في نوعية حياتك. وفي معظم الأحوال، لا يمكن عكس الضرر الناجم عن الضمور البقعي، لكن الكشف المبكر قد يساعد على التخفيف من فقدان البصر.
أنواع الضمور البقعي
ثمة نوعان من الضمور البقعي: الضمور البقعي الجاف والضمور البقعي الرطب. ولفهم الاختلافات بين هذين الشكلين من المرض، لا بد أيضاً من فهم القواسم المشتركة بينهما.
إن البقعة وتسمى أيضاً اللطخة الصفراء macula هي الجزء المركزي من الشبكية retina وهي مركز المجال البصري وتتألف من خلايا حساسة للضوء (خلايا مستقبلة للضوء Photoreceptor cell) بكثافة عالية (مكتظة) تسمى العصي والمخاريط Cones and rods وهي ضرورية للبصر المركزي.
1. المخاريط أو الخلية المخروطية Cone cell:وهي المسؤولة عن رؤية الألوان
2. العصي أو الخلايا العصوية Rod cell: وهي المسؤولة عن الرؤية الليلية ورؤية ظلال الرمادي وتسمى بالعصوية بسبب شكلها الأسطواني. وتتركز في الحافات الخارجية للشبكية.
أما المشيمية choroids فهي طبقة سفلية من الأوعية الدموية تغذي الخلايا المخروطية والعصوية في الشبكية. وثمة طبقة من النسيج تشكل معظم السطح الخارجي للشبكية واسمها ظهارة الخضاب الشبكية. تعتبر هذه الظهارة معبراً أساسياً لمرور المواد المغذية من المشيمية إلى الشبكية وهي تساعد على إزالة الأوساخ من الشبكية إلى المشيمية.
مع التقدم في العمر، قد تتلف ظهارة الخضاب الشبكية وتصبح رقيقة (وهذا ما يعرف بالضمور)، مما يولّد سلسلة من الأحداث. بالفعل، تتعطل دورات التغذية والتخلص من الأوساخ بين الشبكية والمشيمية. وتبدأ رواسب الأوساخ بالتكوّن. كما تتلف الخلايا الحساسة للضوء في البقعة نتيجة افتقادها إلى التغذية. وتعجز الخلايا التالفة عن إرسال الإشارات العادية عبر العصب البصري إلى دماغك ويصبح بصرك مشوشاً. يكون ذلك في الغالب أول عوارض الضمور البقعي.
الضمور البقعي الجاف Dry macular degeneration
يعاني معظم المصابين بالضمور البقعي من الشكل الجاف. فالضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة يبدأ دوماً في الشكل الجاف. وقد يصيب الضمور البقعي الجاف عيناً واحدة أساساً، لكنه يطال لاحقاً كلا العينين في أغلب الأحيان.
يحدث الضمور البقعي الجاف حين تبدأ خلايا ظهارة الخضاب الشبكية بالترقق. هكذا، يصبح اللون الأحمر والمتناسق عادة للبقعة مرقشاً. وتظهر براريق، تبدو مثل النقاط الصفراء، تحت الشبكية.
وعلى رغم هذه التطورات، قد تلاحظ في البداية تغيراً بسيطاً في بصرك أو ربما لا تغير على الإطلاق. فمعظم الأشخاص الذين جرى تشخيص مرحلة مبكرة من الضمور البقعي الجاف لديهم لم يشعروا بأية عوارض مثل تشوش البصر إلا بعد بلوغهم سناً متقدمة. لكن مع استمرار نشوء البراريق والألوان المرقشة، قد يتقهقر بصرك على نحو أسرع. بالفعل، يمكن أن يتفاقم ترقق ظهارة الخضاب الشبكية لدرجة تختفي فيها هذه الطبقة الواقية للشبكية. يؤثر ذلك في الخلايا المخروطية والعصوية وقد يفضي إلى خسارة كاملة للبصر المركزي.
الضمور البقعي الرطب wet macular degeneration
يطال الشكل الرطب من الضمور البقعي 10 إلى 15 في المئة من كل الحالات، لكنه مسؤول عن 90 في المئة تقريباً من الفقدان الوخيم للبصر الذي يعاني منه المصابون بالضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة. وإذا تعرضت للضمور البقعي الرطب في عين واحدة، يزداد كثيراً احتمال تعرض العين الأخرى له أيضاً.
يحدث الضمور البقعي الرطب عند نشوء أوعية دموية جديدة من المشيمية تحت البقعة. ترشح هذه الأوعية الدم أو السائل – ولهذا يقال عنه إنه ضمور رطب – وتجعل بصرك المركزي مشوشاً. واللافت أن كل العيون المصابة بالضمور البقعي الرطب تكشف أيضاً عن علامات الضمور البقعي الجاف، أي البراريق والبقع المرقشة في الشبكية. بالإضافة إلى ذلك، تصبح الخطوط المستقيمة مبدئياً متموجة أو ملتوية، وتظهر بقع بيضاء في حقلك البصري. يكون فقدان البصر سريعاً ووخيماً عادة، ما يفضي إلى العمى القانوني، أي البصر البالغ 200/20 أو أقل. ويعني ذلك أن ما يستطيع الشخص العادي مشاهدته من مسافة 6000 قدم، يستطيع صاحب البصر 200/20 مشاهدته من مسافة 600 سنتم فقط.
ثمة شكل نادر نسبياً من الضمور البقعي الرطب يعرف بانفصال ظهارة الخضاب الشبكية. في هذه الحالة، يرشح السائل من المشيمية على رغم عدم نمو أية أوعية دموية شاذة هناك. يتراكم السائل تحت ظهارة الخضاب الشبكية، ما يولّد ما يشبه البثرة أو النتوء تحت البقعة. يؤدي هذا النوع من الضمور البقعي إلى العوارض نفسها المرافقة للضمور البقعي الرطب المرتبط بالشيخوخة، وهو يتفاقم تدريجياً إلى الضمور البقعي الرطب المنطوي على أوعية دموية جديدة شاذة.
العلامات والعوارض
ينشأ الضمور البقعي عادة تدريجياً ومن دون ألم. قد تختلف علامات المرض وعوارضه، حسب نوع الضمور البقعي الذي تعاني منه.
ففي الضمور البقعي الجاف، قد تلاحظ العوارض التالية:
● الحاجة إلى ضوء ساطع أثناء القراءة أو إنجاز الأعمال الدقيقة.
● ظهور الكلمات المطبوعة على نحو ضبابي.
● ظهور الألوان خافتة وباهتة.
● زيادة تدريجية في ضبابية بصرك الإجمالي.
● بقعة عمياء في وسط حقلك البصري مصحوبة بانخفاض كبير في بصرك المركزي.
وفي الضمور البقعي الرطب، قد تظهر العوارض التالية بسرعة:
● تشوهات بصرية، مثل ظهور الخطوط المستقيمة أصلاً متموجة او ملتوية (يبدو الباب أو إشارة المرور ملتوياً).
● تضاؤل البصر المركزي.
● بقعة مركزية مشوشة.
وفي شكليّ الضمور البقعي، قد يتدهور بصرك في عين واحدة فيما يبقى سليماً في العين الأخرى طوال سنوات عدّة. وقد لا تلاحظ أي تغير لأن عينك الجيدة تعوّض عن العين الضعيفة. لكن حين تطال المشكلة العينين معاً، يتأثر بصرك وأسلوب عيشك إلى حد كبير.
الأسباب
في الإجمال، ينطوي الضمور البقعي على تعطل الجهاز الذي يوفر التغذية للبقعة ويزيل الأوساخ منها. ورغم أن هذا التعطل يكون مصحوباً غالباً بتلف ظهارة الخضاب الشبكية، فإن أسباب توقف الجهاز عن العمل لا تزال غير مفهومة تماماً. ويحتمل أن ينجم هذا المرض عن مجموعة من عوامل عدة.
أسباب الضمور البقعي الجاف
ينجم الضمور البقعي الجاف عن تلف ظهارة الخضاب الشبكية نتيجة التقدم في العمر. تتخلص الخلايا الحساسة للضوء في البقعة من الأجزاء الخارجية على أنها أوساخ. يتم تفكيك هذه الأوساخ والتخلص منها بواسطة ظهارة الخضاب الشبكية في المشيمية. وفي الوقت نفسه، تنتج الخلايا المخروطية والعصوية باستمرار أجزاء خارجية جديدة للحلول مكان القديمة.
لكن عند التعرض للضمور البقعي الجاف، يتعطل جهاز التخلص من الأوساخ. فالتقدم في العمر يبطئ العملية لدرجة تبدأ فيها الأوساخ بالتراكم في ظهارة الخضاب الشبكية. لكن هذا التراكم يعيق العمل الطبيعي للظهارة، مما يؤدي إلى تلف الخلايا الحساسة للضوء في البقعة.
والواقع أن ظهور الخضاب المرقشة والبراريق – التي هي كتل من رواسب الأوساخ – تنذر بهذا الأمر. قد يكون ظهور البراريق الصغيرة شائعاً مع التقدم في العمر ولا يعيق بصرك، لكن البراريق الكبيرة ذات الحواف المبهمة ترتبط غالباً بتضاؤل في البصر.
أسباب الضمور البقعي الرطب
في الضمور البقعي الرطب، تنشأ أوعية دموية شاذة من المشيمية تحت خضاب الظهارة الشبكية. يعرف ذلك بظهور الأوعية الجديدة في المشيمية. تخيل جذور الشجرة التي تنمو تحت الجذع وترفعه إلى الأعلى. قد ترشح هذه الأوعية الدموية الشاذة السائل والدم، وتملأ ظهارة الخضاب الشبكية والبقعة بالبثور أو النتوءات. يؤدي ذلك إلى إتلاف الخلايا الحساسة للضوء في البقعة. وفي النهاية، تتحول الأوعية الدموية الشاذة إلى نسيج ندبة، مما يولد بقعة عمياء دائمة في وسط بصرك.
وكما هي الحال في الضمور البقعي الجاف، قد يكون تعطل جهاز التخلص من الأوساخ سبب تكوّن الأوعية الجديدة في المشيمية. ففي حال عدم التخلص من الأوساخ في الخلايا المخروطية والعصوية، تتراكم هذه الأخيرة ويتعطل التدفق الكافي للمواد المغذية إلى البقعة. قد يكون النمو الشاذ للأوعية الدموية استجابة لهذا الانقطاع في تدفق المواد المغذية. ومن دون توافر مواد مغذية كافية، يبدأ النسيج السليم في البقعة بالتلف.
عوامل الخطر
لا يعرف الباحثون الأسباب الفعلية للضمور البقعي، لكنهم تعرفوا إلى بعض العوامل المسهمة. وهي تشمل:
● العمر
● العِرق
● الجنس
● العينان الفاتحتان.
● التاريخ العائلي من الضمور البقعي.
● التعرض الطويل الأمد للضوء فوق البنفسجي والضوء الأزرق (طول موجته مباشرة فوق الضوء فوق البنفسجي)، بما في ذلك المصابيح الشمسية وضوء الشمس العادي.
● تضاؤل مستويات المعادن والفيتامينات المضادة للتأكسد، مثل A وC وE، في الدم
● تدخين السجائر
● الأمراض القلبية الوعائية، مثل مشاكل الدورة الدموية والسكتة والنوبة القلبية والخناق الصدري.
يتضح جلياً أن العمر والعرق يسهمان كثيراً في نشوء الضمور البقعي. وفي الولايات المتحدة، يشيع هذا المرض خصوصاً بين البيض الذين تجاوزوا 50 عاماً. إنه يصيب 11 في المئة تقريباً من البيض الذين تراوح أعمارهم بين 65 و74 عاماً، و28 في المئة من البيض الذين بلغوا 75 عاماً أو أكثر. لكن الضمور البقعي أقل شيوعاً بين السود والآسوييين – الأميركيين والأميركيين الهنود مما هو بين الجماعات الأخرى.
وقد يكون التاريخ العائلي من الضمور البقعي عامل الخطر الأبرز. واللافت أن النساء عرضة للضمور البقعي أكثر من الرجال، وهنّ يعانين من تأثيرات الفقدان الوخيم للبصر نتيجة المرض لأنهنّ يملن للعيش لفترة أطول.
كما أن التعرض للتلوث البيئي – ولاسيما تدخين السجائر – يزيد كثيراً من خطرك. بالفعل، يكون المدخنون عرضة للضمور البقعي مرتين أو ثلاث مرات أكثر من غير المدخنين.
الفحص والتشخيص
يتم تشخيص الضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة خلال فحص شامل للعين. فإذا لاحظت أية تغيرات في بصرك المركزي أو في قدرتك على مشاهدة الألوان والتفاصيل الدقيقة، ولاسيما إذا تجاوزت 50 عاماً، ننصحك بمراجعة طبيب العيون. ومن الأشياء التي يبحث عنها الطبيب أثناء فحص داخل عينك نذكر وجود البراريق والخضاب المرقشة في البقعة.
ينطوي فحص العين على اختبار بسيط لبصرك المركزي باستعمال شبكة أمسلر amsler grid. فإذا كنت تعاني من الضمور البقعي، قد تبدو لك بعض الخطوط المستقيمة، حين تنظر إلى الشبكة، باهتة أو متقطعة أو منحرفة. ينتبه الطبيب إلى موقع التقطع أو الانحراف- ويكون ذلك عادة في وسط الشبكة أو بمحاذاته – ويستطيع تحديد موقع الضرر الحاصل في بقعتك ومدى فداحة ذلك الضرر.
يمكن إجراء هذا الاختبار المفيد خارج عيادة الطبيب. وإذا كنت تبحث عن العوارض الأولى للضمور البقعي، يمكنك إجراء الاختبار بنفسك في المنزل.
دلائل الضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة في شبكة أمستريمكن للشخص المصاب بالمراحل الأولى من الضمور البقعي أن يشاهد خطوط الشبكة منحرفة (إلى اليسار). أما المصاب بمرحلة متقدمة فقد يشاهد بقعة بيضاء في وسط الشبكة (إلى اليمين).
لتقييم فداحة الضرر الناجم عن الضمور البقعي، قد يلجأ طبيب العيون إلى تخطيط الأوعية بالصباغ الفلوري. في هذه العملية، يحقن الطبيب صباغاً فلورياً في وريد في ذراعك ويلتقط الصور الفوتوغرافية أثناء انتقال الصباغ عبر الأوعية الدموية إلى الشبكية والمشيمية. يستخدم الطبيب بعدها هذه الصور الفوتوغرافية لكشف التغيرات في تلون البقعة أو وجود أوعية دموية شاذة في بقعتك قد لا تظهر للعين المجرّدة.
العلاج
علاج الضمور البقعي الجاف
لا يوجد في الوقت الحاضر أي علاج للضمور البقعي الجاف. لكن هذا لا يعني أنك ستفقد كل بصرك في النهاية. فالضمور البقعي الجاف يتفاقم ببطء عادة، ولذلك يستطيع العديد من المصابين بهذا المرض عيش حياة طبيعية ومنتجة نسبياً، خصوصاً إذا تعرضت عين واحدة فقط للمرض.
جراحة زرع عدسة تلسكوبية في عين واحدة Surgery to implant a telescopic lens in one eye
قد يلجأ إلى هذا الخيار لتحسين مجال الرؤية بما في ذلك رؤية الأشياء القريبة أو البعيدة وذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من المرحلة المتقدمة من الضمور البقعي في كلتا العينين.
في هذه الجراحة يتم ازالة عدسة العين الطبيعية واستبدالها بعدسة تلسكوبية تزرع خلف القزحية.
علاج الضمور البقعي الرطب
إذا كنت تعاني من الضمور البقعي الرطب، تتوافر بعض خيارات العلاج. لكن نجاح العلاج يرتبط بموقع الأوعية الدموية الشاذة وكثرتها، أو تكوّن الأوعية الجديدة في المشيمية. واعلم أن العلاج الناجح يعني توقيف تفاقم المرض. ففي معظم الحالات، لا يمكن عكس الضرر الناجم أصلاً عن الضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة. وكلما جرى كشف المشكلة في وقت أبكر، ازدادت فرص نجاح العلاج في الحفاظ على ما تبقى من بصرك المركزي.
التخثير الضوئي photocoagulation
يستطيع التخثير الضوئي وقف تكوّن الأوعية الجديدة في المشيمية وإتلاف الأوعية التي نشأت تحت بقعتك. هكذا، يحول التخثير الضوئي دون حصول ضرر إضافي في البقعة وفقدان المزيد من البصر. تجدر الإشارة إلى أن 20 في المئة فقط من المصابين بالضمور البقعي الرطب مرشحون لهذا العلاج. فملاءمة هذا العلاج لك ترتبط بموقع الأوعية الدموية الشاذة ومظهرها، ومقدار الدم المتسرب، والصحة الإجمالية لبقعتك. وحتى لو كان التخثير الضوئي خياراً ملائماً لك، قد تكون النتائج مخيبة للأمل. فجراحة اللايزر الهادفة إلى القضاء على الأوعية الدموية الشاذة تنجح في 50 في المئة فقط من الحالات. وحتى الأوعية الدموية الشاذة التي جرى القضاء عليها بنجاح تميل أحياناً إلى العودة. لكن تكرار علاج الليزر قد لا يكون ممكناً في مثل هذه الحالة.
إذا لاحظت وجود بقعة داكنة أو رمادية في بصرك المركزي أو قربه قبل علاج الليزر، فإن الإجراء يجعل البصر في تلك البقعة فارغاً تماماً وبصورة دائمة. ومع الوقت، قد لا تلاحظ البقعة الفارغة، خصوصاً حين تستخدم كلا العينين. وإذا راقبت بصرك عن كثب وزرت الطبيب على نحو منتظم، يحتمل أن تحتفظ بالمزيد من البصر مما لو لم تتلقَ أي علاج على الإطلاق. تجدر الإشارة إلى أن التخثير الضوئي هو العلاج الوحيد المثبت لنشوء الأوعية الدموية الشاذة في المشيمية في حال عدم وجود هذه الأوعية مباشرة تحت النقرة في وسط البقعة.
العلاج الدينامي الضوئي Photodynamic therapy
العلاج الدينامي الضوئي هو علاج يعمل على غلق الأوعية الدموية الشاذة الموجودة مباشرة تحت النقرة. تقع النقرة fovea (وتسمى أيضاً الحفيرة) في وسط البقعة وهي توفر البصر الحاد في العين السليمة. وفي حال استعمال جراحة الليزر الساخن التقليدية في هذا الموقع، يقضي ذلك على كل بصرك المركزي. لكن العلاج الضوئي يزيد من فرص احتفاظك ببعض ذلك البصر.
ينطوي هذا الإجراء على استعمال الليزر البارد مع عقار حساس للضوء (verteporfin – Visudyne) يتم حقنه في دمك. يتركز العقار في الأوعية الدموية الشاذة تحت البقعة. وحين يوجه الطبيب شعاع الليزر نحو البقعة، ينشط العقار ويطلق مواد تختم الأوعية الدموية الشاذة من دون إيذاء البقعة، وتتحول الأوعية الدموية الشاذة إلى ندبة رقيقة. يتم الاحتفاظ بمعظم الخلايا المخروطية والعصوية الموجودة، مما يفضي إلى بصر أفضل مما لو خضعت لجراحة الليزر الساخن أو لم تخضع لأي علاج على الإطلاق. يمكن تكرار هذا العلاج إذا لم تختم الأوعية الدموية الشاذة أو إذا فتحت مجدداً بعد إغلاقها، علماً أن الجلسة تستغرق حوالي 20 دقيقة.
لأن عقار Visudyne ينشط بواسطة الضوء، فيجب عدم التعرض للضوء لمدة 5 أيام بعد العلاج.
الوقاية
ما من شيء تستطيع فعله لتغيير عِرقك أو تكوينك الجيني أو الحؤول دون تقدمك في العمر – وهذه كلها عوامل خطر مسببة للضمور البقعي. لكن ثمة أدلة أولية تشير إلى أن أياً من الإجراءات التالية قد يساعد على الحؤول دون نشوء الضمور البقعي أو تأخيره. ويفضل الشروع في هذه الإجراءات الوقائية قبل نشوء الضمور البقعي وتضاؤل بصرك:
● تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الشديدي العرضة للمراحل المتقدمة من الضمور البقعي استطاعوا خفض هذا الخطر باستعمال مكملات غذائية من مضادات التأكسد والزنك والنحاس. ومضادات التأكسد هي مواد تمنع تأكسد أنسجة مثل الشبكية. والواقع أن الأطعمة الغنية بمضادات التأكسد هي التي تزخر بالفيتامينات A وC وE. ومن المفيد أيضاً تناول غذاء متوازن وقليل الدهون ينطوي على خمس حصص او أكثر من الفاكهة والخضار كل يوم.
● اللوتين والزياكزانتين هما من المواد المغذية الموجودة بتركيزات كبيرة في صفار البيض والذرة والسبانخ. وتشير الدراسات الأولية إلى أن المستويات المرتفعة من اللوتين والزياكزانتين في دمك قد تحمي الشبكية.
● استعمل النظارات الشمسية التي تصدّ الأشعة فوق البنفسجية المؤذية. وتستطيع العدسات البرتقالية أو الصفراء أو الكهرمانية اللون تصفية الأشعة فوق البنفسجية والأشعة الزرقاء التي قد تؤذي الشبكية.
● توقف عن التدخين. فالمدخنون عرضة مرتين أو ثلاث مرات أكثر للضمور البقعي من غير المدخنين. إسأل طبيبك لمساعدتك في الإقلاع عن التدخين.
● سيطر على أمراضك الأخرى. فإذا كنت تعاني مثلاً من مرض قلبي وعائي، تناول الأدوية واتبع تعليمات الطبيب للسيطرة على المرض. ففي حال عدم السيطرة جيداً على هذه المشكلة، قد تسهم في استهلال الضمور البقعي.
● إفحص عينيك بانتظام. فالكشف المبكر للضمور البقعي يزيد من فرص الحؤول دون فقدان البصر. فإذا تجاوزت 50 عاماً، عليك فحص عينيك كل سنتين إلى 5 سنوات. وإذا كان لديك تاريخ عائلي من الضمور البقعي، عليك فحص عينيك بتواتر أكبر، مرة كل عام ربما.
● إفحص بصرك بانتظام. فإذا جرى تشخيص مرحلة مبكرة من الضمور البقعي لديك، قد يقترح عليك الطبيب مراقبة بصرك بانتظام في المنزل باستعمال شبكة أمسلر. فهذه الطريقة قد تتيح لك كشف التغيرات البسيطة في بصرك في أبكر وقت ممكن والحصول على المساعدة بسرعة.
فحص بصرك
يمكنك التحقق من بصرك باستعمال شبكة أمسلر. فهذا الاختبار البسيط قد يساعدك في كشف التغيرات الحاصلة في بصرك التي لا يمكن ملاحظتها بطريقة أخرى. يمكنك إجراء الاختبار وأنت تحمل الشبكة في يدك، كما هو مبين في الصورة إلى اليمين، أو بتعليق الشبكة في مكان تنظر إليه غالباً – مثل البراد أو مرآة الحمام.
إليك ما يجب فعله:
● ضع الشبكة أمامك على مسافة 35 سنتم وسط إنارة جيدة. عليك استعمال نظارات القراءة إذا كنت تستعملها عادة.
● غطِ إحدى عينيك.
● أنظر مباشرة إلى النقطة الوسطية بواسطة العين المكشوفة.
● أثناء النظر إلى هذه النقطة، لاحظ ما إذا كانت كل خطوط الشبكة مستقيمة وكاملة ولها التباين نفسه.
● كرر الخطوات 1 إلى 4 في العين الأخرى.
● إذا كان أي جزء من الشبكة ناقصاً أو متموجاً أو مشوشا أو داكناً، إتصل فوراً بطبيب العيون.
إذا عانيت من بعض فقدان البصر نتيجة الضمور البقعي، قد يصف لك طبيب العيون أجهزة بصرية تعرف بمساعدات البصر الضعيف وهي تساعدك على الرؤية بصورة أفضل أثناء إنجاز الأعمال الدقيقة. وقد يحيلك الطبيب إلى اختصاصي في البصر الضعيف. بالإضافة إلى ذلك، تتوافر مجموعة واسعة من خدمات الدعم وبرامج إعادة التأهيل التي قد تساعدك في تعديل أسلوب عيشك.