التصنيفات
صحة المرأة

الطب البديل والطب التكميلي أثناء الحمل

لعلك مارست التدليك الارتكاسي للقدمين واليدين، أو أن إخصائية المساج الخاصة بك تولت العناية بظهرك (الذي آلمك ذات مرة) لسنوات عدة. لعلك جربتِ علاج الوخز بالإبر عدة مرات للتغلب على أنواع الصداع المختلفة، أو انخرطت في العلاج بالتنويم المغناطيسي حينما كنت تحاولين أن تقلعي عن التدخين.

وربما يكون المساج العلاجي الشهري هو ردك الخالي من المخدرات على استخدام حبوب مهدئة للوصول إلى حالة الاسترخاء (وبالحديث عن العلاجات الخالية من المخدرات، لعلك منتظمة في استخدام المكملات العشبية). أو ربما كنت دومًا تواقة لمعرفة كل ما يخص هذه العلاجات، وعلاجات الطب التكميلي والبديل الأخرى – لكن لا يمكنك التوقف عن التفكير في أن هذه العلاجات ربما تكون مجرد خداع.

لعلك تتساءلين الآن – بما أنك حامل – عما إذا كان لهذه العلاجات مكان في حملك. في النهاية، الحمل ليس مرضًا، وإنما جزء طبيعي من دورة الحياة – جاعلة من النظرة الشمولية للصحة والسلامة التي تعتنقها العلاجات التكميلية والبديلة (والتي يدخل فيها ليس فقط مؤثرات جسدية، وإنما أيضًا مؤثرات غذائية، وعاطفية، وروحية) أمرًا طبيعيًّا تمامًا مثل الحمل.

ممارسات العلاجات التكميلية والبديلة في الحمل

وهي تبدو كذلك بالفعل بالنسبة للعديد والعديد من النساء الحوامل – وأطباء الطب التقليدي والقابلات اللاتي يعتنين بهن. وتُستخدم حاليًّا تشكيلة متنوعة من ممارسات العلاجات التكميلية والبديلة في الحمل، بدرجات متفاوتة من النجاح، متضمنة ما يلي:

العلاج بالوخز بالإبر

ويرتكز هذا النوع من العلاج على تصحيح اختلالات التوازن والانسدادات لما يشير إليه الطب الصيني على أنه “كي” أو “تشي” (بالإنجليزية Chee )؛ وهو تدفق الطاقة الحيوية عبر مسارات الطاقة الداخلية (المعروفة باسم الممرات) في جسدك. ربما يبدو ذلك أمرًا هامشيًّا (أو حتى عجيبًا وغير مألوف) – لكن العلاج بالوخز بالإبر استمر في استغلال سحره الطبي لآلاف السنين للتخفيف من متاعب الحمل ومضاعفاته أيًّا كان عددها.

كيف يحدث ذلك؟ يُدخل المعالج عشرات الإبر الرفيعة في مواضع محددة (هنالك أكثر من 1000 موضع للوخز) بطول الممرات غير المرئية على الجسد. هل فزعتِ من استخدام كلمة “إبر”؟ يقول معظم الناس إن الوخز بالإبر لا يؤلم إطلاقًا، أو فقط للحظة (لا تنظري إذا كانت الإبر تثير أعصابك – أغلقي عينيك واحصلي على بعض من الاسترخاء الذي تحتاجين إليه بشدة). ولقد اكتشف الباحثون أن نقاط الوخز تقابل الأعصاب العميقة، لذلك حينما تُدار الإبر (أو تُحفز كهربيًّا، في إجراء معروف باسم الوخز الكهربي) يتم تنشيط الأعصاب، وتؤدي إلى إطلاق هرمونات الإندورفين – الأمر الذي يخفف من الضغوط، والاكتئاب، وآلام الظهر، والإرهاق، وأنواع الصداع المختلفة، وعرق النسا، وألم النفق الرسغي، وربما أعراض حمل أخرى مثل حرقة المعدة والإمساك.

كما تبين أن الوخز بالإبر جيد الأثر في التخفيف من غثيان الصباح حتى في أشد حالاته حدة، والقيء المفرط في أثناء الحمل، وربما يستخدم كذلك في أثناء المخاض للتخفيف من الألم، بالإضافة إلى التسريع من إيقاع العملية. ويقول المعالجون بهذه الطريقة إن استخدامها مرة واحدة شهريًّا في أثناء الحمل، يمكن أن يساعدك على التخلص من الضغوط والاستمتاع بهذه المرحلة المدهشة (رغم كونها غير مريحة أحيانًا) من حياتك بصورة أكثر اكتمالا؛ لذا تأكدي من اختيارك لمعالج متمرس بالوخز بالإبر، ويتبع إجراءات نظيفة وصحية (على سبيل المثال، إبر جيدة التعقيم أو تُستخدم لمرة واحدة فقط ويتم التخلص منها). وينبغي أن يتجنب معالجك أن تستلقي على ظهرك بصورة مستوية بعد شهرك الرابع في الحمل.

العلاج بالإبر عن طريق الضغط بالأصابع

يعمل هذا العلاج الذي يسمى كذلك شياتسو على مبدأ علاج الوخز بالإبر نفسه، فيما عدا أنه بدلًا من وخزك بالإبر، سيستخدم معالجك ضغط الإبهام أو الإصبع، أو سيمارس ضغطًا شديدًا باستخدام خرزات صغيرة، لتحفيز نقاط الوخز. ويمكن للضغط على نقطة معينة فوق رسغك الداخلي مباشرة، أن يخفف من شعورك بالغثيان (وهو ما يفسر أن أساور المعصم يمكنها أن تجدي نفعًا). ويُعتقد أن الضغط على مركز طرف القدم يساعد على تخفيف ألم المخاض في منطقة أسفل الظهر.

في الحقيقة، يُعتقد أن العلاج بالإبر عن طريق الضغط بالأصابع، يخفف كالعلاج بالوخز بالإبر من حدة الأوجاع والآلام وأعراض الحمل نفسها. وهناك الكثير من نقاط الوخز التي يتم الضغط عليها في هذا النوع من العلاجات (مثل تلك الموجودة في الكاحل) والتي يُعتقد أنها تتسبب في حدوث التقلصات – وهذا ما يفسر لماذا ينبغي تجنب هذه النقاط المحددة حتى موعد الولادة (ربما تود الأمهات الحوامل في أية لحظة أن يجربن الضغط عليها).

العلاج بالكي

يمزج هذا النوع من علاجات الطب التكميلي والبديل بين العلاج بالوخز بالإبر وحرق عشب حبق الراعي. بالإضافة إلى – أو بدلًا من – غرس الإبر في جلدك، يحرق المعالج عصيًّا طويلة من عشب حبق الراعي بالقرب من نقاط وخز محددة. ورغم أن معظم الأبحاث تظهر معدل نجاح منخفض لهذه الطريقة العلاجية، يقول كثير من الأفراد في مجتمع علاجات الطب التكميلي والبديل إن العلاج بالكي الذي يُمارس على السطح الخارجي للإصبع الصغير للقدم يمكنه أن يعيد جنينًا في وضع مقلوب إلى وضعيته الطبيعية.

وإذا كنت تفكرين في تجربة طريقة العلاج بالكي – أو اقترح طبيبك عليك أن تجربيها – فابحثي عن معالج خبير في هذه التقنية. يتطلب الأمر عمومًا جلسات عديدة، تبدأ في وقت معين بين نهاية الشهر السابع ومنتصف الشهر الثامن للحمل.

الطب اليدوي

يستخدم هذا العلاج المعالجة البدنية باليد للعمود الفقري، ومفاصل أخرى لمساعدة النبضات العصبية على أن تتحرك بحرية عبر كيان متناسق، وتحفز القدرة الطبيعية للجسد على التعافي. في أثناء الحمل، يفرز الجسم هرمونات مرخية للأربطة – وهو شيء جيد، لأن رأس جنينك لن يكون قادرًا على أن يمر من حوضك إذا لم يحدث ذلك. لكن يمكن لتلك الهرمونات، متحدة مع بطنك المتورم بصورة ظاهرة، أن تجعلك مرتخية الذراعين والساقين، ومتقوسة الظهر، وتتصرفين بعدم اتزان غير معتاد بسبب انخفاض مركز الثقل لديك بصورة متسارعة (انتبهي لما تحتك!). كل هذه الأمور يمكنها أن تؤثر بشدة على عمودك الفقري.

وربما يكون الطب اليدوي قادرًا على أن يزيل كثيرًا من هذا الضرر، ويجعل الجزء الأسفل من جسدك في توازن سليم لأجل ولادة أسهل. ويزعم كذلك بعض المعالجين بهذه الطريقة أن التعديلات اليدوية يمكنها أن تقلل من احتمالية حدوث الإجهاض، وتسيطر على غثيان الصباح، وتقلل من خطورة تعرضك لولادة مبكرة. وقد أدت مقدرة المعالج اليدوي على إعادة توازن، وفي كثير من الأحيان، إرخاء الأربطة والعضلات في منطقة حوضك إلى ما يعرف باسم تقنية وبستر، وهي طريقة يعتقد أنها تساعد الأطفال المقلوبين على إعادة تصحيح أوضاعهم بصورة طبيعية.

ومن المهم جدًّا أن تكون لدى أي معالج يدوي يقوم بعلاجك خبرة في علاج السيدات الحوامل. ينبغي أن يتم وضعك على منضدة خاصة مُعدة لإبعاد الضغط عن بطنك في أثناء العلاجات، وينبغي أن يتجنب معالجك جعلك تستلقين على الأرض بشكل مستو على ظهرك، خصوصًا في أثناء ثلثك الأخير للحمل. وأخيرا، مثلما يحدث مع أي نوع من علاجات الطب التكميلي والبديل، تأكدي من استيضاح الأمر مع طبيبك، الذي ربما يكون لديه سبب محدد يجنبك ضبط استقامة عمودك الفقري.

التدليك

نعم التدليك. أي شخص خضع لعمل تدليك بصورة احترافية يعلم أن كلًّا من الجسد والعقل يكونان بحال أفضل بعد الخضوع لتدليك جيد. وتدعم الدراسات الأثر الإيجابي للتدليك، مبينة أن بإمكانه أن يقلل هرمونات الضغط في جسدك، ويُرخي ويريح العضلات المشنجة – وكلها فوائد مُرحب بها في أثناء الحمل. كما يمكنه أيضًا أن يزيد تدفق وتوزيع الدم – وهو أمر جيد لك ولطفلك – ويحافظ على عمل نظامك الليمفاوي في قمة فاعليته، ويطرد السموم خارج جسدك. لكن التدليك أكثر من مجرد قضاء يوم في المنتجع الصحي.

ويمكن للتدليك بين يدي معالج بدني مدرب أن يساعد على تخفيف ألم المفاصل، وألم العنق والظهر، وألم الورك، والتشنجات العضلية للقدم، وعرق النسا. كما يمكنه أيضًا أن يقلل من التورم في يديك وقدميك (ما دام التورم ليس نتيجة لتسمم الحمل)، ويخفف من ألم النفق الرسغي، ويسكِّن من الصداع واحتقان الأنف – وكلها أعراض جانبية شائعة للحمل. ولأن المعالجين البدنيين يضعون خطط علاج مخصصة للأفراد لتخفيف الألم، يمكن لمعالجك أن يعلمكِ تمارين معينة يمكنك أن تقومي بها في المنزل، للمساعدة على تسكين أية آلام وأوجاع تشعرين بها. وكثير من التمارين مصممة أيضًا لتحسين المقدرة البدنية، والمرونة، والاستقرار في عضلاتك. وفي معظم الحالات، يقوم التأمين بتغطية العلاج البدني الموصوف من قبل الطبيب.

التدليك الارتكاسي

وهو مشابه للعلاج بالإبر عن طريق الضغط بالأصابع، والتدليك الارتكاسي هو علاج يرتكز على فكرة أن مناطق القدمين واليدين مرتبطة بمناطق وأعضاء أخرى في الجسد. ويُستخدم التدليك الارتكاسي لعلاج الأعراض في أجزاء كثيرة من جسدك باستخدام الضغط بأطراف الأصابع على مناطق محددة في قدميك أولًا، وأحيانًا على يديك أيضًا. والفكرة هي أن هذا الضغط يتيح للطاقة المحجوزة أن تتدفق بحرية، ما يزيد من تدفق الدم للجزء المقابل من جسدك وزيادة بسيطة في إزالة الفضلات السامة. في أثناء الحمل، يمكن أن يُستخدم التدليك الارتكاسي لتسكين أوجاع وآلام ظهرك ومفاصلك والتي تستهلك قدرًا كبيرًا من وزنك المتزايد.

ولكن هذا ليس كل شيء؛ حيث يقول المدلكون المستخدمون لهذا الأسلوب إن عملهم الرائع الخاص بالقدمين يمكن أن يريحكِ من عناء عدد من أكثر مشكلاتك البدنية إلحاحًا وتنوعًا. ربما تشمل هذه المشكلات غثيان الصباح، وحرقة المعدة، والتورم الخفيف، والإمساك، وضغط الدم المرتفع (وليس تسمم الحمل)، والأرق، ومشكلات المثانة، وحتى البواسير. إضافة إلى ذلك، يبدو أن التدليك الارتكاسي يقلل من الضغط العاطفي، ويخفف من الاكتئاب الخفيف والقلق، وربما يكون مفيدًا حتى ولادتك. وتظهر بعض الدراسات أنه يحفز إنتاج اللبن.

من المهم أن نعرف أن التدليك الارتكاسي غالبًا ما يعمل على المنطقة بين كاحلك وكعبك، لتحفيز المخاض والانقباضات. وإذا لم تكوني قد وصلتِ لموعد ولادتك، تأكدي من أن العلاج يتجنب تحفيز هذه المنطقة لأية مدة من الوقت.

ومثلما هي الحال مع معظم العلاجات البديلة، راجعي الأمر مع طبيبك قبل أن تبدئي علاجات التدليك الارتكاسي، وتأكدي من أن المدلك الخاص بك تدرب بصورة جيدة، ولديه خبرة التعامل مع النساء الحوامل. ضعي في ذهنك كذلك، أن بعض المدلكين بهذا الأسلوب يفضلون أن ينتظروا حتى تتخطى الأم الحامل ثلثها الأول قبل التعامل معها، وأن هناك مضاعفات محددة لا يوُصى باستخدام هذا النوع من التدليك تحديدًا معها.

العلاج بالماء

الاستخدام العلاجي للمياه الساخنة فعال بشكل خاص في أثناء الحمل لأن استجابة الجسد الفسيولوجية للمياه تساعد على تحسين دورتك الدموية، وتخفف من ألم ظهرك (وقدميك، وركبتيك، وكل ما يخطر ببالك)، ويسكن ألم المخاض والولادة، وبشكل عام يجعلك أمًّا أسعد. وهناك تشكيلة متنوعة من الطرق لاستغلال طاقة المياه، ومن بينها الانغماس في حوض مياه دافئة. وفي أثناء المخاض، رش وجهك بالمياه الباردة ربما يساعدك على التركيز والاسترخاء، وربما يساعدك الضغط بماء بارد على عنقك أن تتنفسي بشكل أكثر ثباتًا وعمقًا، ويزيد الطاقة بينما يقلل استنزاف قواك. ويمكن للضغط بشيئ دافئ الموضوع أسفل ظهرك أن يساعد عضلات حوضك على الاسترخاء بين الانقباضات.

وتعتقد بعض النساء بصورة راسخة في قوة العلاج بالماء إلى حد أنهن يخترن قضاء معظم وقت المخاض منغمسات في الماء، وبعضهن يلدن أطفالهن في الماء. وأحد أسباب فاعلية الماء هو أن ذلك الطفو يخفف الضغط على عمودك الفقري، ويساعد الحوض على أن ينفتح. ومتى ما كنت في حوض المياه (أو حوض ولادة خاص)، فلن تكوني بحاجة للتركيز على وضعيتك – لأن جسدك يتخفف من الضغوط، الأمر الذي يساعد على تخفيف ألم الانقباضات.

وبما أنه من المهم أن تحافظي على درجة حرارة جسمك في معدل آمن في أثناء الحمل، فكري في أن يكون حوض مياهك دافئًا على نحو يبعث على الاسترخاء، وليس ساخنًا جدًّا. وفي حين أن العلاج بالماء جيد (في الحقيقة مدهش) لكل النساء الحوامل تقريبًا، وخيار رائع لتخفيف الألم في أثناء المخاض، فإن الولادة تحت المياه عادة ما تكون مخصصة للولادات محدودة المخاطر.

تقنيات التأمل ، والتخيل، والاسترخاء

يمكن لتقنيات الاسترخاء العميق، والتأمل، والتخيل أن تساعدك على التأقلم مع تشكيلة من الضغوط البدنية والعاطفية في أثناء الحمل (من معاناة غثيان الصباح إلى ألم المخاض والولادة)، وتمكنك من الاسترخاء واستجماع تركيزك، وتقلل الضغوط، وتخفض من ضغط دمك، وتحسن من صفائك الذهني. ويمكنها كذلك أن تتعامل مع قلق الأم الحامل بصورة رائعة.

العلاج بالتنويم المغناطيسي

يتضمن التنويم المغناطيسي عادة – حينما يتراجع عقلك الواعي (المُدرك)، ويقودك عقلك اللاواعي (المشاعر، والذكريات، والعواطف) لفترة من الوقت – الموسيقى، والصور المهدئة، والتخيل الموجَّه. ويستخدم العلاج بالتنويم المغناطيسي الولادي (النوع الذي يُستخدم في أثناء الحمل) الاسترخاء العميق وقوة الإيحاء لاستغلال الجزء من مخك المسئول عن الوظائف الجسدية (معدل نبض قلبك، وإنتاج الهرمونات، والنظام الهضمي، بالإضافة إلى عواطفك) ويساعدك على التكيف مع القلق الذي يلازم الحمل.

وتستخدم كثير من النساء التنويم المغناطيسي لتخفيف (أو حتى التخلص من) آلام الولادة، كما يقول المناصرون للتنويم المغناطيسي إنه قد يكون فعالًا أيضًا في التخفيف من أعراض الحمل (من الغثيان إلى الصداع)، الأمر الذي يساعد على تأجيل حدوث الولادة المبكرة، وتخفيف الضغوط، أو المساعدة على إعادة الجنين المقلوب لوضعه الطبيعي.

ضعي في ذهنك أن التنويم المغناطيسي ليس مفيدًا للجميع. حوالي 25٪ من النسبة تكون عالية المقاومة للتنويم الإيحائي، وأكثر من ذلك بكثير ليسوا في وضع إيحائي بقدر كاف ليستخدم لتخفيف الألم بصورة فعالة (رغم أنه حتى في هذه الحالة – يمكن أن تكون هناك فوائد استرخائية). كذلك فالتنويم المغناطيسي ليس خيار اللحظة الأخيرة – عليك أن تتعلمي (وتمارسي) تقنيات التنويم المغناطيسي مقدمًا قبل المخاض لكي تكون فعالة. وبالطبع، تأكدي من أن المعالج بالتنويم المغناطيسي الذي تتعاملين أو تتدربين معه معتمد ومتمرس في علاجات الحمل.

الارتجاع البيولوجي

وهي طريقة لمساعدة المرضى على تعلم كيف يدركون ويتحكمون في استجاباتهم البيولوجية للألم الجسدي أو الضغط العاطفي. كيف تعمل؟ يقوم المعالج بوضع أجهزة استشعار على جسدك تقدم تغذية راجعة عن عوامل مثل تشنج العضلات، ونشاط موجات الدماغ، والتنفس، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة الحرارة. وبينما يراقب الطبيب التغذية الراجعة التي تقدمها أجهزة الاستشعار هذه، يستخدم تقنيات الاسترخاء لتهدئتك، وتقليل تشنج العضلات وتخفيف ألمك أو ضغطك.

بمرور الوقت، ينبغي أن تكوني قادرة على التحكم في استجابات جسدك بنفسك، من خلال الاسترخاء الموجَّه ذاتيًّا، دون الحاجة إلى المعالج أو آلة الارتجاع البيولوجي. ويمكن للارتجاع البيولوجي أن يستخدم بأمان لتقليل ضغط دمك ومقاومة الاكتئاب، والقلق، والضغط، بالإضافة إلى تسكين تشكيلة من أعراض الحمل، متضمنة الصداع، وآلام الظهر، وآلامًا أخرى، بالإضافة إلى الأرق وربما غثيان الصباح. ويمكن كذلك أن يكون علاجًا فعالًا لسلس البول، في أثناء الحمل وبعده.

العلاجات العشبية

منذ أن بدأت البشرية البحث عن الشفاء من الأمراض، استُخدمت العلاجات النباتية لهذا الغرض. والآن فإن العلاجات العشبية، التي أصبحت تُصنَّع في الغالب بدلًا من البحث عنها، يصفها البعض كعلاجات طبيعية لكثير من أعراض الحمل المزعجة، من تقلصات الأرجل إلى البواسير. وفي حين أن بعض العلاجات قد تكون فعالة وغير مؤذية (لنقل كوبًا من شاي البابونج حينما تستيقظين في الصباح لتهدئي بطنك المضطرب، أو كأسًا من شاي أوراق نبات توت العليق لتفادي الانقباضات الأولى حينما يحين موعد ولادتك المحدد)، لا يوصي معظم الخبراء بالعلاجات العشبية للنساء الحوامل؛ لأنه لم يُجرَ عدد كاف من الدراسات عن أمانها.

كذلك من المهم أن تضعي في ذهنك: ليس معنى أن منتجًا معينًا طبيعيًّا، أنه بالضرورة آمن. في الحقيقة، هناك أعشاب محددة معروف أنها خطيرة في أثناء الحمل (وتلك الأعشاب ربما تكون كامنة في العلاجات العشبية بدون حتى أن تعرفي بشأنها). على سبيل المثال، نبات الصبِر، و نبات البرباريس، ونبات الكوهوش الأسود، والكوهوش الأزرق، وحشيشة الملاك الصينية، ونبات أقحوان زهرة الذهب، ونبات خاتم الذهب، ونبات العرعر، والديسقوريا الوبرية هي محفزات رحمية قد تؤدي على سبيل الاحتمال إلى الإجهاض أو الانقباضات المبكرة. وتم ربط نباتات اللحلاح الخريفي، وحبق الراعي (المستخدم في العلاج بالكي، ولكنه ليس آمنًا للهضم)، ونبات الصبغة، ونبات الساسافراس بالتسبب في عيوب الولادة. ويمكن لنباتات الشاغة المخزنية والدبق الأبيض أن يكون لها أثر سام.

وسبب آخر لمواصلة وضع العلاجات العشبية خارج إطار سوق أغذيتك الصحية: هو أن المكملات العشبية لا تخضع للقواعد المنظمة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مثلما تخضع الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء أو التي تباع مباشرة دون وصفات طبية. ورغم أن العلاجات العشبية التي تُصنع في ألمانيا، وبولندا، والنمسا، والمملكة المتحدة تخضع لقواعد تنظيمية، ما يعني أنها تخضع لتدقيق شديد، فإن تلك العلاجات المنتجَة في دول أخرى (من بينها الولايات المتحدة) لا تخضع لقواعد مماثلة.

وهذا يعني أن شدتها، وجودتها، وحتى مكوناتها ربما تتنوع من علامة تجارية إلى علامة تجارية ومن عبوة إلى عبوة. وربما تحتوي على ملوِّثات (ربما تتضمن الرصاص، اعتمادًا على بلد المنشأ)، أو مكونات ليست مدرجة على الملصق، أو مستويات أعلى من المكونات النشطة عن تلك المدرجة، أو حتى خالية من المكونات النشطة تمامًا.

لذا تعاملي مع العلاجات العشبية (متضمنة أنواع الشاي العشبية) مثلما ستعاملين أية دواء في أثناء الحمل: لا تستخدميها إلا إذا كان مُصرحًا لك بذلك بواسطة طبيبك المعالج.

محاذير الطب التكميلي والبديل

من الواضح أن للطب التكميلي والبديل تأثيرا على رعاية الحمل. ويدرك حتى أكتر الأطباء التقليديين أنه قوة هائلة لا يستهان بها، وهي القوة التي تم البدء بتوظيفها في مجال عمل أطباء التوليد، لكن عند جعل الطب التكميلي والبديل جزءا من حملك، من الحكمة أن تتقدمي بحرص محسوب وفي ذهنك هذه المحاذير:

  • كما يقترح اسم الطب التكميلي، تجب مراجعة الأمر مع طبيبك التقليدي قبل أن تحجزي موعدا مع معالج بالطب التكميلي والبديل والأفضل من هذا اطلبي اولا الحصول على توصيات بالتعامل مع معالج معین.
  • قد تكون أدوية الطب التكميلي والبديل قوية، مثلما يمكن الوصفات الدواء التقليدية التي وصفها طبيب أو الأدوية التي تباع دون وصفة ولكن مع وجود فارق مهم: لأن هذه الأدوية لم يتم إخضاعها لقواعد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والموافقة على تداولها من قبلها، فإن استخدامها بصورة آمنة لم يثبت إكلينيكاً، وليس معنى هذا عدم وجود أدوية آمنة للطب التكميلي والبديل للاستخدام في أثناء الحمل، وإنما يعني ذلك عدم وجود نظام رسمي فاعل لتحديد الأدوبة الأمية والأدوية غير الآمنة من بينها (أو تلك الفعالة والأخرى غير الفعالة)، وهذا سبب كافي لتجنب أية علاجات عشبية أو شبيهة، بالإضافة إلى أية مكملات غذائية أو طريقة علاج بالعطور، إلا إذا تم وصفها أو تزکیتها بواسطة طبيب توليدك أو قابلتك – مثلما ستفعلين مع أي دواء آخر في أثناء الحمل.
  • تتغير قواعد الطب التكميلي والبديل في أثناء الحمل، هل كنتي تزورين نفس المعالج اليدوي للقيام بنفس التعديلات لمدة سنوات؟ أو تقوم نفس المدلكة بتدليكك في كل مرة يؤلمك فيها ظهرك ؟ تذكري: ما هو آمن للمرأة غير الحامل، قد لا يكون آمنا مع الحمل. وهذا يفسر لماذا عليك أن تختاري معالجا مدربا أو متمرسا في التعامل مع الاحتياطات الخاصة للمريضات الحوامل.